الصفحة الرئيسية

شغب نبيل صالح

عن الحداثة العربية ومابعدها 

شكل ثالوث الحداثة (العقل والحرية والعلمانية) عقيدةَ المثقف العربي ومنهجه منذ منتصف القرن العشرين، حتى بات خائفاً عليها من كل قديم فكان يصمه بالرجعية، مثلما رأينا من مواقف القوميين والماركسيين والليبراليين تجاه عموم المحافظين، غير أنَّ شدة إيمانهم بدين الحداثة، دفعهم لتبنِّي المدارس الأدبية والفلسفية التفكيكية كالبنيوية والألسنية، بعد مرحلة السُّوريالية والعبثية، دون أن يستشرفوا الفوضى التي ستخلقها هذه المدارس التي قتلت خالق النص، وعَزَلته عن بيئته، ومهَّدت لفوضى ما بعد الحداثة.. فقد كانت مجتمعاتنا، التي تنتمي شرائحها إلى عصور ثقافية متعددة، مؤهلة للعبة الفوضى السياسية التي استخدمتها الإمبريالية الأمريكية تحت عنوان "الفوضى الخلاقة" لتقويض المجتمعات العربية والإسلامية، حيث توقفت الأنظمة العربية التحريرية عن مناهضة إسرائيل وانتكصت نحو الداخل، بينما دخلت طوائفها وقومياتها في صراع مع نفسها في حروب عبثية بلا أهداف واقعية،

كاريكاتير ياسين الخليل

المربع الثاني

حول الحرب الأوكرانية وزراعة المواقف والآراء في عقول الناس

الأيهم صالح: من السهل أن يتبنى الإنسان موقفا أو رأيا، اسأل أي شخص تقابله عن أي موضوع وستحصل على رأي ما أو موقف ما. أصلا أصبح من السهل زراعة المواقف والآراء في عقول الناس، بحيث أن الآراء التي تحصل عليها من الناس تكون غالبا آراء تم تشكيلها بالريموت كونترول عبر الإعلام أو الشبكات الاجتماعية أو عبر تأثير الأقران. ولكن من الصعب جدا أن يتبنى الإنسان موقفا بناء على معلومات موضوعية، ومن شبه المستحيل أن يتبنى الإنسان موقفا بناء على حقائق. أنا أواجه هذه الصعوبة دائما في حواراتي، ومؤخرا جاءتني الكثير من الأسئلة عن اللقاحات، ويسألني كل شخص أحادثه حاليا عن موقفي من ما يحصل في أوكرانيا. أنا لم أختبر اللقاحات ولا أعرف ما محتوياتها ولا أعرف كيف تعمل، أصلا كل ما يصلني عنها هو أخبار إعلامية وليس معرفة أو معلومات. أنا أدرك أنني لا أعرف شيئا عن هذه اللقاحات الجديدة، ولذلك ليس لي رأي شخصي فيها، وموقفي منها هو أنني لا أرغب باختبارها على نفسي أو أولادي.