استراحة برلمانية

19-02-2017

استراحة برلمانية

19 / 2 / 2017 : تأخر انعقاد جلسة مجلس الشعب اليوم ساعة كاملة.. حيث أننا دخلنا في الساعة الثانية عشرة ولم يكن يوجد تحت القبة سوى النواب المستقلين.. سألنا عن البقية فقالوا: لديهم اجتماع حزبي.. انتظرت ربع ساعة، ثم خرجت مع النائب سمير حجار إلى عيادته وتناولنا فطورنا وأنا أتساءل: أيهما أجدر بالتزام النائب البعثي، اجتماع مجلس الشعب أم قيادة الحزب ؟! عدنا في تمام الواحدة حيث التأم المجلس بثلثي عدد النواب، وكان وزير الضرائب حاضرا لمناقشة مشاريع قوانين ضريبية جديدة بحجة نضوب الخزينة وضعف قيمة الضرائب أمام ارتفاع الأسعار، ليبقى السؤال: ولماذا لاترفعون قيمة الأجور والرواتب طردا مع ارتفاع الأسعار والضرائب ؟! لهذا سميته وزير الضرائب، لأن مهمة وزير المالية تحسين مالية الشعب والدولة بالدرجة الأولى، فلايفنى الشعب ولا تموت الدولة .. (هاذا) وقد قدم بعض السادة النواب تساؤلات تم التساؤل عنها من قبل في جلسات سابقة طواها النسيان، وقد كرر السيد مأمون حمدان وزير المالية أجوبته المراوغة عنها، وكانت جملة "نحن في حالة حرب" حاضرة في نصف أجوبته التي لم تجب عمليا عن تعقيدات اقتصاد الحرب وكيفية حماية جيبة الشعب، على غرار حماية الجيش لأرواحنا .. إذ كيف لليرة أن تهبط كلما حقق الجيش انتصارا جديدا !؟ يبدو القصة صار بدها مشروبات روحية ياحبيب ..

 20 / 2 / 2017 : سؤالي اليوم للدكتور محمد عبد الستار السيد وزير الأوقاف تحت قبة مجلس الشعب كان حول دور الوزارة في إعادة تأهيل المسلحين العائدين إلى حضن الوطن، وماهي البرامج والمناهج المعتمدة في عملية المناصحة باعتبار أن أغلبهم يتبنى الفكر الوهابي والإخونجي.. وقد أجابني سماحته بالقول  أن الوارة أصدرت قرارا بإنشاء مركز إرشاد بالتعاون مع الوزارات المعنية..  وقد تحدث بعض الزملاء النواب حول محدودية تسمية وزارة الأوقاف واستبدالها بتسمية وزارة الأديان من حيث أن مهمة الوزارة المعنية بلاهوت السوريين يجب أن تكون أعم وأشمل من مجرد إدارة أملاك الأوقاف.. هذا وقد تركزت أسئلة النواب المتنورين حول تجديد الخطاب الديني في مواجهة التطرف الديني بينما طالب الإسلاميون الإعلام السوري بتقديم صورة أشمل وأكثر تفصيلا عن إنجازات الوزارة والمؤسسات الدينية والتركيز على بناء الجوامع والمدارس الشرعية والمعاهد الدينية في عملية إعادة الإعمار، كما حذر نائب حلبي من ضياع التراث الأثري الديني في عمليات ترحيل الأنقاض حيث ترحل حجارة الجوامع الأثرية بدلا من إعادة ترميمها، كما طالب بتخصيص ميزانية لإعمار المساجد والمعاهد الدينية.. وأبدى بعض النواب رغبتهم بتجاوز الخلافات بين الوزارة ومؤسسة الإفتاء، وطالب آخرون بزيادة عدد موظفي الأوقاف وتثبيت العاملين الدينيين وزيادة رواتب  الأئمة والخطباء وتأمين وسائل نقل لهم .. بالمقابل طالب نواب علمانيون بتحديد دور الدين وألا يكون مرجعا لكل شيء في حياتنا حيث يوجد الكثير من القيم الوطنية غير الدينية، وتصويب المناهج الدينية المدرسية وتجديد الخطاب الديني ومعالجة التطرف الديني والإنتباه إلى انتشار الكتب الصفراء التي تعزز العصبيات والخرافات الدينية..وقد أعلن الوزير عن تشكيل لجان تضم 250 مختصا في العلوم الدينية لوضع المناهج الشرعية ، كما أعلن عن وجود  75000 داعية من النساء في سورية، وعن تحويل معهد الشام في برزة إلى "جامعة بلاد الشام" التي ستدرس في مناهجها كافة الأديان والمذاهب، وتأسيس معهد وطني لتخريج الخطباء، وبخصوص الخلاف مع دار الفتوى قال أنه لايوجد لدينا دارا للإفتاء وأن مؤسسة الإفتاء (التي يرئسها الشيخ حسون) تتبع لوزارته..                                                        

23 /  2 / 2017 : حضر اليوم السيد محمد الأحمد وزير الثقافة وقدم عرضا لأعمال وزارته تحت قبة مجلس الشعب منذ تموز الماضي حتى اليوم، واستعرض النواب مجمل مشاكل الوزارة التي يطرحها الإعلام الوطني ونعرفها جميعا، لذلك اخترت التحدث في الإستراتيجية ومفهوم الأمن الثقافي بثلاث دقائق هي حصة النائب الزمنية في الجلسة:

- من يشكل ثقافتنا التي تحكم بنية خطابنا اليومي؟ هل هي وزارة الثقافة، هل هو اتحاد الكتاب، أم المؤسسات الدينية؟ ومع أي جهة منها تحالفت المؤسسة السياسية؟

- ما هي الثقافة التي شكلت خطراً على المجتمع السوري وساهمت بإذكاء نار الحرب؟
- لماذا لم تتمكن مياه الحداثة التي دفقتها وزارة الثقافة خلال 59 عاماً من اختراق الطبقة المحافظة في مجتمعنا؟ وهل أن الجزء الأكبر من حربنا نتيجة لصراع بين ثقافتين؟ وهل صحيح أن السوريين اليوم يموتون بسبب قلة المعرفة؟ وكيف يمكن لمؤسساتنا الثقافية أن تشكل خط الدفاع الأول عن الشعب ضمن خطة وطنية للأمن الثقافي ؟

- لماذا مخصصات ميزانية وزارة الثقافة هي الأضعف بين أخواتها، حيث حكوماتنا مازالت تنظر إليها كما لو أنها لزوم مالا يلزم في مجتمع يحلم بكرتونة المعونة !؟

- إنها مجرد أسئلة تبحث عن أجوبة، وقد تكون صياغة الأسئلة الصحيحة مقدمة للأجوبة الصحيحة، وأرى أن وزارة الثقافة تواجه أكبر تحدٍ لها اليوم، وننتظر منها وضع خطة زمنية للتنوير الوطني كيما نتجنب إعادة إنتاج أسباب الحرب، خصوصاً أن من يدير الوزارة اليوم هو سليل بيت ثقافي على امتداد أربعة أجيال كانت مصدر تنوير في الثقافة السورية..

- نأمل من الوزارة أن تقوم بحركة انقلابية في إعادة تفعيل المراكز الثقافية، وإعادة إحياء مهرجان دمشق السينمائي لعله يساهم في كسر حدة العزلة الثقافية التي فرضتها الحرب.. كما نأمل منها أن تكون على مسافة واحدة من المثقفين السوريين، إلا الذين خانوا وباعوا روحهم للشيطان، فمن يقود جسد الأمة هو عقلها المفكر ونخبة أبنائها المميزين..      

الصورة من مدينة اللاذقية

 

 

  نبيل صالح

التعليقات

أثناء تحضيري لمشروع التّخرج في السّنة الخامسة في اختصاص الهندسة الإلكترونيّة وكان مشروعي عن المعالجات الصّغريّة المتعددة (Multi processors ) فاجأني الأستاذ المشرف بسؤال بسيط جداً ولكنّه جوهري ،قال :مارأيك من يجب أن يكون أسرع من الآخر المعالج (CPU) أو الذّواكر المحيطة به (Memory) ؟؟ طبعاً الجّواب البديهي هو أنّ المعالج يجب أن يكون أسرع ،ولكن المفاجأة هي أنّ الذّواكر هي من يجب أن تكون أسرع من المعالج الذي يقودها والسّبب هو أنّها يجب أن تكون جاهزة واستجابتها عالية عندما يطلب منها المعالج أمراً ما،وفي حال كانت أبطأ فإنّها ستسبب عرقلة وتأخير في تنفيذ العمليّات. ما الفائدة أستاذي العزيز إذا كان رئيس الجّمهوريّة والحكومة يصدرون المراسيم والقرارات بينما التّنفيذ على عاتق إدارات فاشلة مترهّلة عديمة الكفاءة وفي أحسن الأحوال يقودها أصحاب الذّكاء المتوسّط. مع ملاحظة هامّة أنّ المراسيم والقرارات تعتمد على مبدأ إلكتروني هام جداً وهو(التّغذية الرّاجعة) أي أنّها هي ذاتها (المراسيم والقرارات) تبدأ كفكرة من ذات الجّهات ذات الكفاءة المحدودة و الذّكاء المتوسط ،وكما تعلم دور السّلطة التنفيذية هو إصدارها فقط بالاتكال على خبرات وكفاءة معدّيها،ومن ثمّ تعود هذا المراسيم والقرارات لتواجه (الفلترة) عبر ما يسمّى التعليمات التنفيذيّة وثم تتابع طريقها للتطبيق بأسوأ فهم ممكن. أعيد التّذكير بقول كيسنجر رضي الله عنه :الحكومات تقوم بالشيء الصّحيح بعد تجريب جميع الخيارات الأخرى. أستغرب صراحةً كيف لوزيرٍ ما أن يقف مواجهةً لممثلي الشّعب ويحاول أن يغطي الشّمس بغربال دون أن يهتزّ له جفن ،من أين تأتيهم هذه الوقاحة. بينما كان الرّفاق مجتمعون كنت تتناول طعام الإفطار .. أنت تجيد الإفادة من وقتك أستاذي العزيز ،وقد قالت العرب :إذا فرغت المعدة نامت الحكمة . أما أنا فسأترع الكاس وأدعو الحكمة للنوم لأنه "إذا جن ربعك ما بينفعك إلا الجّيش العربي السّوري" .. كاسكم.

السلام عليكم, سألتك في مداخلتي السابقة قبل فترة إن كان عن جد في أمل والواضح أن الحقيقة لاتغيرها الآمال وإن تحولت من أحلام إلى كلمات ...على كل حال هلي بقي بالبلد كان خياره وحده لذلك من الواضح أن عليه أن لا يبني أي طموحات على تغير الوضع ولكن المفاجأة أننا لم نكن نحلم بتخلي الدولة عن المواطن بهذا الشكل العاهر...آسف على هذه المفردة (الجمل) : الهزيمة تبدأ مع فقدان المحارب أمله

عندي طلب منك صديقي(انا من متابعيك منذ بداية الازمة) الجمل بما حمل طلب خاص وعام وهو انا مهندس في مديرية الاحوال المدنية باللاذقية و قد قدمت طلب اجازة خارجية استيداع لمدة عام لزيارة اولادي و زوجتي بموسكو ولكن السيد وزير الداخلية رفضى مع العلم ان الكثير من زملائي بباقي الوزا ات يغادرون وقانون العاملين الاساسي بالدولة يعطيني هذا الحق وتم رفض بدون ذكر السبب مع العلم انا المدير المباشر موافق ولا مانع لديه يرجى المساعدة بما انك مرشحنا لمجلس الشعب اذا امكن طلب شخصي او انساني والشكر سلف لكم (الجمل): أتعاطف معك وأعتذر عن التلبية ياأخ باسم، إذ لم يسبق لي أن طلبت من وزير طلبا فرديا حتى لا أخجل من نقده..

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...