البحث عن الروح النسوية في قيادة المجتمع السوري

08-03-2018

البحث عن الروح النسوية في قيادة المجتمع السوري

احتفينا اليوم بمجموعة من النساء القائدات في المجتمع السوري، وبينهن عدد من الصديقات اللواتي أعتز بهن، خلال التكريم الذي أقامته لهن وزارة التنمية بمناسبة عيد المرأة العالمي، فألقيت كلمتي التالية:

"كل ما لا يؤنث لا يعول عليه" لأن ازدهار الأمم وتقدمها يقاس بمستوى حضور المرأة فيها، لهذا بحثت عن الروح النسوية في قيادة المجتمع السوري ضمن مشروعي التنويري في توثيق حياة السوريين خلال القرن العشرين ، فأصدرت قبل سنوات عشر، بالتعاون مع الهيئة السورية لشؤون الأسرة، الجزء الأول من كتاب "نساء سورية" الذي وثقنا فيه مجمل الحراك النسوي عبر تأريخ سيرة الرائدات السوريات اللواتي فتحن أبواب البيوت المغلقة على العالم ليتدفق منها كنز الأمة وطاقاتها النسوية المخبوءة منذ زمن طويل.. فقد كان الوطن غابة للرجال عندما خرجت تلك النساء على التقاليد والعادات مناديات بالعدالة والمساواة للجميع، فكان خروجهن افتتاحا رسميا للنهضة السورية، نهضة نصف الأمة من سباتها الذي كانت تنتغطى فيه تحت البرقع والجلباب، قبل أن تأتي هؤلاء الرائدات فيمزقن شرانقهن وينشرن حريرهن في نسيج الاستقلال.

ومما ورد في كتاب "نساء سورية" أن لبيبة هاشم أصدرت أول مجلة نسائية سورية عام 1906 بينما أصدرت ماري عجمي مجلة "تاج العروس" عام 1910 وكانت ثريا الحافظ صاحبة المبادرة الشجاعة بالخروج في مظاهرة مع مئة سيدة من نساء دمشق عام 1928 رفعن فيها الحجاب عن وجوههن في خطوة تؤكد حق المرأة باختيار لباسها.

ومنذ بداية ثلاثينات القرن الماضي بدأت الجمعيات النسائية بالتشكل، كجمعية دوحة الأدب، والنادي الأدبي النسائي، وجمعية الندوة الثقافية النسائية، وجمعية نقطة الحليب، وجمعية الإسعاف العام النسائي، وجمعية المبرة النسائية، وجمعية خريجات دور المعلمات، وجمعية النهضة النسائية، و جمعية يقظة المرأة الشامية، اللاتي شكلن نواة لاتحاد نسائي باسم اتحاد الجمعيات النسائية برئاسة عادلة بيهم الجزائري، وقد حصلت سيدات الاتحاد على حق المرأة بالانتخاب منذ عام 1944وحق الترشح للمجلس النيابي عام 1953وقد أظهر الأصوليون منذ ذلك الوقت عداء كبيراً للمرأة ،فكانوا يخطبون ضد رئيسة الاتحاد النسائي وضد نصوح البخاري وزير المعارف لأن زوجته سافرة ،كما كانوا ينتقدون المرأة التي تقص شعرها مثل الرجال وترتاد السينما ،كما هوجمت ثريا الحافظ أكثر من مرة حين كانت تسفر عن وجهها عندما تبدأ خطبتها ، ومن هنا يمكننا أن نفهم لماذا كانت أول مطالب الأصوليين في الثورة السلفية على الدولة السورية عودة المنقبات إلى سلك التعليم ..

في يوم المرأة نوجه التحية إلى كل النساء السوريات القائدات اللواتي أدركن قيمة جوهرهن وقدمن قيمة مضافة إلى حياة السوريين، ونأمل أن يأخذن كامل دورهن في إعادة بناء هذا الوطن المدمى.

المجد والخلود لشهيدات الجيش اللواتي دافعن عن مكتسبات سيدات الولادة والتجدد في وجه الهجمة الإخونجية علينا.

                                                                                                                                نبيل صالح

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...