تصويبات قسرية: عن العروبة والبعث وسجن النحو العربي

26-01-2014

تصويبات قسرية: عن العروبة والبعث وسجن النحو العربي

أسوأ النصوص تلك التي يكتبها النحويون، وأردأ قصيدة هي "ألفية ابن مالك" في النحو، كما أن تشدد "البعث الأموي" في تطويع الناس لعصا النحو العربي عطل حرية التعبير عندهم.. استمعوا إلى تصريحات الإخوانجيين وأعداءهم من المسؤولين البعثيين تلاحظون أن لغتهم السليمة نحوياً سليمة من الأفكار الخلاقة عملياً.. وقد وقع الشعب بين فكي القائمين على سلطة اللغة، مطرقة البعث وسندان الإسلام القرشي ليغرقوا في رمال اللغة المقعرة من: "الطامة الكبرى" إلى "العقبة الكأداء" وباقي العبارات التي كانت تكثر في خطب القمع الآيديولوجي على القطعان العربية المحملة بمحفوظات السلف  الصالح الذي يرفض الدفن طالما نسمح له بمشاركتنا حياتنا..


خلال عملي في الإعلام وانخراطي بقضايا المظاليم من المواطنين كنت أقلص زحمة الناس عني بالطلب من أصحاب الشكاوى العادية أن يكتبوا لي شكواهم فينصرفون بلا عودة.. ذلك أن أكره ما كان يواجهه السوري هو خوفه من الأخطاء النحوية والإملائية وعدم القدرة على التعبير بالفصحوية.. فعلى الرغم من اعتبار مادة النحو أساسا حتميا لنجاح الطالب من الأول الابتدائي حتى نيل شهادة الدكتوراه، فإن جميع السوريين يخطئون بالنحو الذي مازالت مسائله عالقة بين النحويين أنفسهم حيث بعضهم يخالف بعضهم الآخر..
إذاً فالنحو كان أحد مقومات الاستبداد السوري الذي عرقل حرية التعبير جزئياً: تصوروا عدد الناس الذين رسبوا سنويا في مادة النحو من تعداد السكان العام، كم عدد الذين ذهب من حياتهم سنة دراسية من أجل العربية؟ لا شك أننا أمام هدر زمني يقدر بأكثر من ربع مليون سنة في السنة وحوالي 10 ملايين سنة منذ الاستقلال إذا اعتبرنا أن إعادة السنة الدراسية تعني ضياع سنة من عمر الفرد طالما أن مادة العربي مادة مرسبة..


وهكذا ولد الانترنت وصار بإمكان المواطنين التعبير عما يريدونه على (الشابكة) بأسماء مستعارة، واكتشفنا أننا نحظى بشعب غني بأفكاره وحريص على عروبته الشامية الشمالية المتحضرة بعكس عرب البداوة الجنوبية .. ومن يتابع تعليقات الإنترنيت سوف يدهش لذكاء مواطنينا وقدرتهم على التعبير بعد (التحرر) من سيف النحو والاستبداد العربي،حيث فرض على السوريين أن يستخدموا لهجة القرشيين القاسية بدلاً من لهجاتهم اللينة والذكية والمعبرة !؟
فبالعودة إلى معاجم العربية سوف نرى أغلب اللهجات السورية، التي أطلق عليها الإسلاميون ومن ثم البعثيين صفة (العامية) احتقاراً لها، أن لديها جذور صحيحة في المعاجم.. وكل مافي الأمر أن لغة قريش منذ "الفتح الإسلامي لبلاد الشام"  ما زالت تُستخدم للتعالي على من هم ليسو من قريش طوال 14 قرناً من الاستبداد النحوي وتعقيداته .. مع أن الإمام علي كرم الله وجهه عندما طلب من أبي الأسود الدؤلي وضع علم النحو وتنقيط المصحف بسّط الأمر بالقول: الكلام كله ثلاثة أشياء: اسم وفعل وحرف جاء لمعنى، فالاسم ما أنبأ عن المسمى، والفعل ما أنبأ عن حركة المسمى، والحرف ما أوجد معنى في غيره..


ومما أذكر أني بدأت حياتي الصحفية في قسم التدقيق اللغوي بجريدة "تشرين" وكان رئيسه حسن قطريب، عالم اللغة و "غوغل" الإعلام السوري قبل اختراع غوغل بعقد من الزمان، فكنا جزءاً من الاستبداد الحزبي دون أن ندرك حيث كان أركان الدولة مطالبين بقراءة زاويته النحوية اليومية "لغتنا الجميلة" خلال متابعة تعريبهم لكل شيء بدءاً بأسماء السوريين مرورا  بأسماء المطاعم والدكاكين وحتى الماركات الأجنبية وصولا إلى "الشابكة" اسماً للإنترنيت.. وقد تجاوزنا المعقول حتى صرنا نضع خطوطاً حمراء تحت أخطاء مقالات المحررين ونتدخل في صياغتها قبل نشرها بل وصرنا نضع لهم علامات مع حسم من الراتب على الأخطاء النحوية بموافقة رئيس التحرير، حتى باتوا يرتعبون من مجرد المرور أمامنا ..
لقد احتجنا دائماً في دروس مادة العربي إلى شرح لكلمات النصوص الأدبية، أي استخدام اللغة المعاصرة لفهم لغة النصوص القديمة، وبات أبناءنا اليوم يحتاجون إلى شرحٍ للشرح نظراً لتطور العلم والفكر وحاجتهما إلى لغة مواكبة.. وقد نتفهم موضوع الاختصاص في اللغة بالنسبة للكتاب المحترفين، ولكن ما ذنب عموم الناس الذين لا يحتاجون البلاغة والنحو في حياتهم وأعمالهم اليومية؟!


وما تقدم كان للتأكيد على حق الناس بالخطأ اللغوي كجزء من حرية التعبير، وإذا لم يكن من بد بالتهاون في قوانين النحو مقابل حرية التعبير وبراعة التفكير فإن الأمر محسوم لصالح التطور .. ولولا ذلك لما حصلت على نخبة من المعلقين على نصوصي، حيث أبقيت على أخطائهم النحوية وصححت المطبعية منها لأنها تعبر عنهم كما هم وليس كما يجب أن يكونوا.. ويبدو أن الاحتجاب خلف الأسماء الرمزية قد ساعدهم على الكتابة بحرية لدرجة القول أن المواقع الالكترونية السورية شكلت تمريناً أول على الديمقراطية لدى عامة المواطنين، فأغنت رؤية السياسي والباحث والناقد في قراءته لبنية الخطاب الشعبي السوري.. ولكننا، نزولاً عند رغبة "الرقيب العتيد" المثبت اسمه في نشيدنا الوطني، أضفنا ثبتاً بالأخطاء اللغوية في صفحات منفصلة في كتابنا هذا "المختصر المفيد في حرب الشعب السوري العنيد" للتدليل بأننا نتقن النحو أيضاً إلى جانب قدرتنا على التفكير خارج أنساق قريش السلفية وعنجهية البلاغة البدوية:

لمناسبة إفراج الرقابة عن كتابنا بشرط تصويب الأخطاء النحوية في تعليقات القراء وحذف الكلمات (الخادجة للحياء) من نصوصنا..والله الموفق.


نبيل صالح

 

الكتاب: المختصر المفيد في حرب الشعب السوري العنيد ـ تدوين نبيل صالح وقراءه ـ 640 صفحة قطع كبير ـ دمشق 2014 ـ متوفر لدى دار الفنون ـ قنوات ـ خلف القصر العدلي: التوزيع في دمشق0946438670  وفي الساحل 0932594243 ـ 1000 ليرة سورية للأفراد 1500 للمؤسسات ـ ريع الكتاب لصالح مؤسسة "دعم " جرحى الحرب .

التعليقات

طالما تحررنا من لغة قريش فاسمحلي اسألك: على طريقة للحصول على الكتاب وانا عايش بالغربة؟؟ مع الاستعداد للمساعدة في نشر الكتاب برات سوريا دعماً لجرخى الجيش. (الجمل): شكرا ياعزيزي ..حتى داخل سوريا لم يعد هناك موزعون..

مباركة جهودكم أستاذ نبيل و تهانينا لجميع المدونين في هذا الكتاب و السؤال : كيف السبيل للحصول على الكتاب في مدينة حلب ؟ أرجو أن لا يكون الأمر عسيراً و شكراً من القلب . (الجمل): شكرا يابهية وأنا فعلا أبحث عن طريقة لتوزيع الكتاب خارج دمشق على الأقل لأربعين مشاركا فيه لا أعرف عنهم سوى إيميلاتهم وأسمائهم الرمزية على الموقع .. أعطوني فرصة فلدي الكثير من العمل الآن ..

أتساءل أستاذ نبيل هل يجب أن يتم تعليم اللغة السريانية او الفينيقية القديمة باعتبار أنها أصل اللغة العربية قبل أن تعرب وهي أصل اللهجات التي نتكلمها في بلادنا؟؟؟ أو أن نتكلم ونكتب اللغة نفسها التي نتكلم بها حالياً في البيوت والتي قد تتباين بين أفراد الأسرة الواحدة فأنا أتكلم بلهجة تختلف إلى حد ما عن لهجة ابنتي بسبب اختلاف المنشأ والمعشر,أنا اعتقد أنه علينا احترام قواعد اللغة العربية إذا رغبنا الكتابة بها لأن الإعراب معنى (هكذا تقول لي والدتي وهي مدرّسة لغة عربية) فإذا أخطأنا في النحو قد يتغير معنى الجملة التي نريد قولها, وأنا أعتقد أن الخطأ لا يكمن في اللغة أو تكبيل الطلاب بها وإنما هو في طريقة التدريس الجامدة والجافة والتي تطال كل مناحي التدريس لدينا وليس اللغة فقط فحتى اللغة الانكليزية والتي تعتبر بسيطة فإن أفشل من يتكلمها هم السوريون, ولدى متابعتي للمحطات الناطقة بالعربية فإنني أجد أن أفضل من يتكلم العربية دون أخطاء هم مذيعو قناة روسيا اليوم والذين قد يكونون روسيون بالأصل, في حين تجد أبلغ الأخطاء ترتكب بحق اللغة من قبل المعلقين والمذيعين السوريين لدرجة أنني أحس أنني أتألم في أذني أو أشاهد شخصاً يقود سيارة في طريق وعرة يتخبط فيها يميناً ويساراً. بالنتيجة أرى أنه لا ضير في احترام قواعد اللغة والانتباه للأخطاء الإملائية والنحوية وإن لم يكن كذلك فلتكن الكتابة والتعليق أساساً باللغة العامية. وليش يعني لحتى نخاف من الأخطاء مو مشكلة إذا غلطنا وفعلاً عند الرغبة بالتعبير بحرية مو مشكلة إذا شكلنا بين العامي والمعرب بس لما نكتب عربي نكتب عربي صح مو مكسر يعني لا تواخذني بغلاف الكتاب عندك خطأ إملائي بس هيدا بالنسبة إلي أنا مثلاً لا يؤثر على القيمة الفكرية ولا يعتبر أساسياً في متابعتي لفكرك النبيل وفكر قرائك الذين غدوا أصدقائي المجهولين كما قلت سابقا لك مني كل الاحترام وهنيئاً لك ولنا الإفراج عن الكتاب الذي ننتظره وسأسعى للحصول عليه.

الأستاذة نسمة بحريه ، هلا تكرمت وشرحت الأتي لنا " او الفينيقية القديمة باعتبار أنها أصل اللغة العربية قبل أن تعرب " وهلا ذكرت لنا تاريخ أخر من تكلم الفينيقيه ؟ أما ما يخص الغلط الإملائي وبالتالي النحوي ،الموجود على غلاف الكتاب ،فحسبي أن نبيل سيرد عليك بما أجابني أنا ،تعليقاً على بعض الأخطاء التي ظهرت في بعض نصوص الكتاب ،على أنه تركها كما بعث بها القراء الصناديد . ودمت وكل السوريين بخير .

مباركٌ الحصول على إذن الرقابة ببدء بيع نسخ الكتاب. الصراع بين اللهجات الدارجة و لغة قريش صراع و حرب قديمة جديدة، عدم إتقان اللغة يجعل استسهال استخدام اللهجات حتمياً. المهم اننا حين نكتب ان تصل الفكرة دون تحريف. فان استطعنا التعبير عن طريق استخدام اللغة الفصحى يكون اكثر انتشاراً باعتبار ان هناك من غير الناطقين بالعربية قد يقرا، دون ذلك علينا ان نالف مئات اللهجات حتى نستطيع الفهم و التعبير. احياناً علينا استعارة بعض المصطلحات من اللغات الام، لان الترجمة الحرفية قد تكون مضللة. ان التستر خلف الأسماء المستعارة له أسباب متعددة، فهناك من يقرا للأستاذ نبيل صالح لانه نبيل صالح و هناك من لا يقرا له و يقاطع أدبه و مؤلفاته لانه نبيل صالح. قد يخاف بعضنا ان تُقطف رأسه ان عرف اسمه قبل ان يفرغ كل ما فيها لخدمة البلاد و العباد و البعض يخاف ان يكبّل لسانه (قلمه او لوحة مفاتيحه) ان كتب ما لا يروق لأهل السلطة في اي مكان. من ناحيتي فقد اخترت الكتابة باسم مستعار كي تكون مشاركاتي اعتبارية غير مشخصنة بشخص او فرد من المجتمع بل بصورة خيالية تتكلم بوجدان كل سوري، دون إهمال الأسباب المدرجة أعلاه. تحية لك يا من جمعت تحت قبة موقع الجمل مختلف الآراء و الأصوات السورية. تحية لأصحاب المشاركات و التعليقات و الحوارات. تحية لسوريا امنا التي جمعت صوتنا. تحية لسوريا جيشاً و شعباً و جرحى و شهداء. سلمت سوريا لأهلها الكرام. اخوكم القاضي

أنا لا استبعد أبداً أن يكون حضرة الرقيب قد إستخدم كلمة ( الخادجه ) أرجو إبلاغ السادة القراء بالحقيقة . بما أنك اعترفت بأنك كنت رقيباً عليهم ،في يوم من الإيام ،فلقد سحبت تعاطفي معك ضد حضرة الرقيب ،وخصوصا بأن على ما يبدو من شب على شئ صعب أن يتخلص منه ،ودليلي ،بأنك تستعمل إسلوب حضرة الرقيب ،هو إنه عندما يرسل القارئ تعليقاً ،تظهر له جملة تفيده بأن تعليقه ينتظر الضوء الأخضر أو الأحمر من حضرة رقيبكم الجليل ،مضحك مبك معاً ،محل ما ......... شنقوه . مع العلم بأنني اتفهم الجملة الرقابيه الى حد ما ،في هذه الظروف فقط . أما ما جاء في سطورك ،فمنه كلام جميل بعضه يصلح عنوان لفصل من كتاب . "تلاحظون أن لغتهم السليمة نحوياً سليمة من الأفكار الخلاقة عملياً.." كلام سليم للغاية ،لابل هي سقيمة بكل أمراض التعصب والعنصريه والوحشية . "المحملة بمحفوظات السلف الصالح الذي يرفض الدفن طالما نسمح له بمشاركتنا حياتنا.." تعبير دقيق جداً ،لا فض فوك . "وما تقدم كان للتأكيد على حق الناس بالخطأ اللغوي كجزء من حرية التعبير،" هذه ضربة معلم يجب تسجيل برائتها بإسمك . "إلى جانب قدرتنا على التفكير خارج أنساق قريش السلفية وعنجهية البلاغة البدوية" كلام على وزن من فمك أدينك . لا شلت يمينك . رجاء أخير ،بأن تبينوا لنا التغيرات الفزيولوجيه والتشريحيه ،إن وجدت،على الوجوه التي يكرمها الله ،وعلى الوجوه التي لا يكرمها الله . دمتم وكل السوريين بخير .

أستاذ نبيل... هل يباع الكتاب في اللاذقية و أين؟ معك حق حين تكلمت عن اللفة الجامدة التي يتكلمها البعثيين(ون)! خلال الحرب السوريه الحاليه اكتشفت أن كل من استطعت الاستماع إلى تحليلهم السياسي ليسو بعثيون طبعا باستثناء أقليه قليله. نقطه أخرى ما هو أصل اللهجة التي نتكلمها في الساحل هل هي الاوغارتيه أم الأراميه؟ أشكرك دائما على جمال و نبل أفكارك (الجمل) مرحبا يانورة : لهجة الساحل عربية فصيحة تشوبها بعض المفردات من الحضارات السابقة للوجود العربي وقد اجتهد بعض الباحثين في تتبعها ومنهم الأديب أحمد يوسف داؤود وهو غير الباحث أحمد داؤود.. يمكنك الإتصال على الرقم 0932594243 فهو المخول بتوزع الكتاب في الساحل

في كتابه المعنون بـ(المختصر المفيد في حرب الشّعب السّوري العنيد) استطاع نبيل صالح تتبّع مسار الأزمة التي تعصف بسوريا عن طريق مكثّف أفكاره التي ينشرها في زاوية شغب ويحرّض من خلالها كوكبةً من المعلّقين المتميّزين الذين اصطادتهم تلك الأفكار، فيدلو كلّ منهم بدوله بحسب ثقافته وخبرته،ولكن الكتاب يغطي فقط ما يقارب عام ونصف من عمر الأزمة،وبالتّالي تمّ إغفال البدايات والتي كانت تتميّز عند عموم السّوريين بالتّخبط وضياع البوصلة ،وقد كان للكاتب كتاب سبق هذا معنون بـ(سوريا عام من الدم) وهو كتاب مختصر وهام غطى بدايات الأزمة السّوريّة ،وأعتقد أنّ الكاتب ربّما يفكر بإصدار طبعة جديدة موسّعة منه على غرار (المختصر المّفيد) وخاصّة أن الفترة التي يغطيها (عام من الدم) شارك فيها معلّقون بارزون توقّفوا عن الكتابة لأسباب تخصهم مثل (أبو جهل) وغيره من "فحول الكباش". بالنّسبة لي شخصيّاً يعدّ طباعة (المختصر المفيد) عملاً هاماً لسببين أساسيين : أوّلها أنّ زوايا الشّغب الرّائعة والمشاركات الهامّة التي كانت تؤرّخ أحداث،وتشرح وجهات نظر وأفكار ،تتوافق أو تتصادم مع بعضها ،هي مخزّنة في خادم (Server) الجّمل وبالتّالي لا نعلم مستقبلاً إن كانت ستبقى متاحة للجميع. ثانياً بالرّغم من كوني أعتمد ومنذ 14 عام تقريباً على الحاسب في تخزين الملفات وتصفّحها ،وأنّ أي كتاب أحتاجه يكفي أن أبحث عنه على الإنترنت ثم بزر (Download) يصبح مخزّناً على جهازي ،إلا أنني لا زلت أحنّ إلى ملمس الكتاب بين كفي ،كما أنّ مكتبتي التي تزين أكبر حائط في منزلي تشتاق دوماً للكتب الجديدة وتؤنبني كلّما مررت بجانبها ،حيث أنني لم أضف إليها خلال ثلاث سنوات خلت سوى الجزء الأول من موسوعة تاريخ الأديان للباحث العظيم فراس السّواح الذي عرفت مكانته وقيمته العلميّة جامعة بكين وأصبح أستاذاً مدرّساً فيها،وكنت قد أردت تأجيل الدّراسة والبحث في الأديان عشر سنين على الأقل إلا أنّه وبسبب الأزمة ودور الدّين المحوري فيها قررت البدء مباشرة بدراسة (أفيون الشّعوب) فلم أجد أهمّ من كتب فراس السّواح للبدايات. تحياتي للجميع. (الجمل): الصياد العزيز، أرسلت إليك على إيميلك الأخير رقمي وآمل أنه وصلك.. وبخصوص " السنة الأولى من الحرب المجنونة فقد اقترحت " قارئة من بلد الأبجدية" إضافة مداخلات القراء على نصوص كتاب " سورية عام من الدم" وإضافتها كجزء أول ، وبالتالي يكون كتاب " المختصر المفيد في حرب الشعب السوري العنيد" الجزء الثاني، وهكذا يتكامل الكتاب وتكون أول تجربة يصدر فيها الجزء الثاني قبل الأول..شو رأيك بالفكرة، مع التذكير أن طباعة المختصر قد كلفت نصف مليون ليرة..

الأستاذ نبيل ، في ردك على أحد المعلقين قلت له "وتكون أول تجربة يصدر فيها الجزء الثاني قبل الأول.." أصبحت تعمل بطريقة فريدة جدا لم يسبقك إليها أحد إلا منذ 14 قرناً خلت ،ألا وهو أسلوب تدوين المنسوخ قبل تدوين الناسخ . أسلوبٌ، صاحبه إما ، نصاب دجال كاذب مارق ،أو محدث مبتكر مبدع كحالك. (الجمل): أنا مارق يامحترم .. ولطالما اعتبر أجدادكم الكرام أن المعري والتوحيدي وابن الراوندي من المارقين عليهم سلام الله أجمعين.. وأما كتابنا الأول فقد نشرت نصوصي فيه فقط من دون المداخلات الغنية حولها لأسباب مادية " كلفة طباعته 50 ألف ليرة" وبالتالي فقد غاب جزء مهم من المشهد العام للحرب.. لذا اقتضى التوضيح..

الأستاذ نبيل، حسب القتيل فخراً ،أنه ليس بالقاتل. المعري وابوحيان،والراوندي ،أقطاب بالفكر والنباهة والنزاهة ،عل الوقت حان لرد الإعتبار اليهم . أما عن كلفة الطباعة الباهظة في سورية ،حبذا لو وضعت الكتاب على صفحة ال " Amazon" كي يتثنى للعامة شرائه من دون أية مشكلات .

(الخطف خلفاً) هي تقنيّة معروفة في الأعمال السّينمائيّة والتلفزيونيّة وتعني العودة بالمشاهد إلى فترة زمنيّة سابقة للّحظة التي يتمّ فيها عرض أحداث الفيلم،وهي تقنية رائعة في حال أُحسن إخراجها ،نذكر مثلاً أشهر الأفلام الأمريكيّة على مدى قرن كامل من الزّمن وهو فلم العرّاب (ثلاثة أجزاء) حيث أنّ الجزء الثّاني منه يعتمد بشكل أساسي على هذه التّقنيّة،وباعتبار أننا - كشعب سوري - أصبحنا رغماً عنّا ممثلين وكومبارس في سينما الواقع السّوري ،نمثّل وما زلنا على مدى ما يقارب من ثلاث سنوات جميع أنواع الأفلام :رعب على دراما على تاريخي على فانتازيا .. ويمكنك أن تتابع حتى باب الحارة في الرّقة مثلاً !!!. لذا فإن استخدام تقنيّة "الخطف خلفاً" في توثيق الأزمة عن طريق (سوريا عام من الدّم) يعتبر مبرر "فنيّاً" في ظل السّيناريو الأسود الذي نعيشه. نداء:إلى جميع الإخوة الأعزاء روّاد الجّمل من معلقين ومتابعين صامتين،الكتاب كتابنا جميعاً والتّرويج له مسؤوليتنا الكاملة ،والهدف أهداف :دعم جرحى الحرب ،ونشر الوعي الفكري ،توثيق وتأريخ الأزمة ،وأخيراً تغطية تكاليف طباعته عبر توزيع الحمل على كامل القافلة،500 ألف ليرة تعني 500 نسخة بالحد الأدنى وليس بالعدد الكبير،مبارك سعيكم سلفاً. ملاحظة:بعد قراءة التّعقيب على المشاركة الأخيرة تذكّرت فعلاً أنّ العزيزة "قارئة من بلد الأبجدية" قد اقترحت ذلك سابقاً ،وباعتبار أنّه ليس لدي سوابق سرقة اقتراحات من أحد ،وباعتبار أيضاً أن بيني وبين "قارئة من بلد الأبجديّة" "خصومة" قديمة !!! فقد أثبتت جدّتي الجبليّة مقولتها الخالدة (الدّعفورة ما بتجي إلا عاالقدم المعقورة). سامحونا (الجمل): لك التقدير والإحترام من جميع المشاركين ياصياد وهناك طلب جيد على الكتاب كما أخبروني في مؤسسة "دعم" وأعجبني قولك: "يمكنك أن تتابع حتى باب الحارة في الرّقة " .. الإنتاج الخليجي وطمع المخرجين وسوء سلوك الدولة مع الثقافة فتح أبواب سورية للغزاة..

أيها النبيل الصالح لنجب على سؤال واحد إن كنا نجرؤ لماذا جمعت اللغة شعب شتات وفرقت شعوب العرب؟ أما بالمختصر المفيد ما تكتبه خارج التقييم اللغوي فلا يسأل عراب المعنى عن الممنوع من الصرف سلمت يداك وبانتظار مفيدك دائما

الأستاذ أمجد طعمه ، أسعدت أوقاتاً، قولك للأستاذ نبيل "ما تكتبه خارج التقييم اللغوي فلا يسأل عراب المعنى عن الممنوع من الصرف" فيه من النباهة وحسن التعبير وتطويع الكلمات ،الشيء الكثير ،وخصوصاً تزويجك للكلمات في نهاية الجملة " "فلا يسأل عراب المعنى عن الممنوع من الصرف" هذا التعبير حري به أن يصبح قولاً مأثوراً ،يردده الناطقون بالعربيه . شكراً لك .

In reply to by أمجد طعمة (لم يتم التحقق)

الوعي التوعية العلم التعليم الثقافة التثقيف، كلها مصطلحات تحمل صفات للمجتمع السوري الذي يقف إلى جانب الدولة السورية و جيشها بل هو وقود و عماد هذا الجيش و قوات الدفاع الوطني. على المقلب الآخر هناك مصطلحات تصف جزء من شعب سوريا غابت عنه شمس المجد و ما زال يرزح تحت جهل متعمّد و ظلامه، لم يستطع رغم عقود مرّت أن يتنوّر و يتعلّم. إن وحدة الشعب السوري في تصدّيه للغزو الفكري الوهابي و العسكري المدعوم من الوهابيين هي نتيجة حتمية لما قامت به الدولة السورية من مكافحة للجهل و الجهلاء. رغم كل هذا الحقد عليها من أرباب البترودولار. العلم ثم العلم هو سلاحنا للتصدي لكذا فكر، و بأي لغة أو لهجة لا يهم بل المهم جوهر العلم النافع للعباد و البلاد. أخوكم القاضي (الجمل): وهذا هو الكلام الحق حيث العقل هو النور الإلهي الذي يضيء الأرض بعدما اختتم سيدنا محمد النبوة بقوله " لانبي بعدي" ولم يقل لارسول بعدي، باعتبار العقل الإنساني هو رسول السماء المتجدد لإعمار الأرض.. العقل لا النقل عن (السلف الصالح) الذين تنازعو فيما بينهم وقتلو بعضهم ولم يكونو صالحين كما أوصاهم الدين ..

صباح الخير أستاذ نبيل هل الكتاب متوفر في حمص؟؟ (الجمل): للأسف لم يعد هناك موزعين في المحافظات بسبب الحرب.. نسختك مع الإهداء جاهزة يا راوندي إذا كان لديك من يستلمها في دمشق.. تحياتي وشكري لك

العزيز المشاغب"النبيل".. لن أطيل بعد غياب..ولن أتخاصم معك بشأن اللغة العربية..ألا يكفي خصومتي مع الصياد!. فقد وددت أن أباراك لك علناً إفلات "المختصرالمفيد" من قبضة "الرقيب العتيد" رغم أني حظيت بأولى نسخه وقبل نشره (وأرجو ألا تسألني كيف ومتى!)..واعتبرت نفسي أصلح للتنبؤ - في بعض الأمور- لأصبح كهينة أي عرّافة ( نكاية بالعرافات والعرافين الذين احتلوا الإذاعات وشاشات الفضاء وأسفاً عقول من في الأرض!!!). وأذكّرك بأني قلت لك يوماً:( كن على يقين بأننا سننجز هذا الكتاب) لقد كان يقيناً خالصاً بك وبنا، فهنيئاً لنا جميعاً .. هنيئاً لكاتب استثنائي .. وقراء لم يقلّوا عنه في أحيان كثيرة..وثّقوا معاً لأعوام استثنائية من عمر "بلد الأبجدية".. فكان نتاجاً استثنائياً قد يشكل سابقة في مجال التأريخ والأدب..نتاجاً أدبياً وثائقياً كلّف ثمناً باهظاً..كمّاً غزيراً من دمٍ..وحجماً هائلاً من دمار..وقدراً عظيماً من أمل.. كتاباً سيكون شاهداً للتاريخ والزمن على ما فعل أبناء الظلام بأرض النور والسلام.. العزيز " صياد جبلي ".. نعم الكتاب كتابنا وعلينا الترويج له بالدرجة من منطلق أنه حافظاً للذاكرة من الضياع (فكل ما لم يدوّن بالقرطاس...يهمل!)ومن ثم ياليت الذي بيني وبينك من خصومة هي التي كانت بين أهل جلدتي ..لكُنّا وفرنا الكثير من الدم والألم.. ولكن ما كان بيننا في أعظم أحواله "خلاف مع الأحرار" ولطالما كان يستهويني الخلاف معهم لأني لابد غانمة.. وقد غنمت صديقاً عزيزاً لم ألتقه يوماً وقد لا ألتقيه أبداً.. شأنه شأن العديد من رواد هذا الموقع الأعزاء الذين أقدّرو أحترم وأوجه لهم كل التحية وأطيب السلام.. (الجمل): الهودج لك والقافلة تزدهي بك يا قارئة سوريا المزينة بالحكمة والمحبة كما أسلافك الكرام..

بعد متابعة طويلة بصمت اعود لاطرق باب الجمل مهنأة اياك استاذ نبيل ومهنأة انفسنا بهذا الكتاب الذي كنا وما زلنا نعيش حلقاته علها تصبح ذكرى ونحتفل قريبا بما تركته لنامن بقايا وطن و واطلال مدن وقبور احباءونكتب السطر الاخير منه بالنهاية التي نريد وليس بما يريده لنا الحاقدون وعلى امل ان نجد الى اقتنائه سبيلا كل الشكرلك وادا م الله قلمك (الجمل): أهلا بك ياخلود في قافلة السوريين المخلصين

استاذي الأغلى : لا أجد نفسي جديرا بمقارعتكم و لكن بشكل شخصي اجد ان جمود اللغة ناتج عن جمود أو عقم الافكار في رؤوسنا التي هي نتاج عمر من التعليم و التربية و البيئة المحيطة و ... المهم ان اعادة بناء الانسان فينا على ما يبدو عملية معقدة قد تشكل اللغة احدى مفرداتها و لكنها ليست الاهم فنحن جيل تربى على قصائد سليمان العيسى و الاخطل الصغير ونديم محمد ونزار قباني و شعراء المعلقات اجد فينا اساسا فكريا يمكن البناء عليه للوصول الى ما هو افضل بدلا من ضياع البوصلة و الهوية التي اجدها في المناهج الجديدة ولا تفهموا من كلامي اني من المتيمين باللغة العربية التي كانت من عقدي من الابتدائية و حتى نهاية دراستي الجامعية و لكن بعد اللذي جرى في بلدي اعدت النظر في الكثير مما مضى فاحببت اللغة وعاء افكاري (برعت فيها ام لم ابرع ) و احببت التربية العسكرية في المدارس التي زرعت في جيلنا مفهوم الانضباط و احببت و احببت .... اما على صعيد كتابكم الجديد ( الذي للأسف لم اتمكن من الحصول على نسخة منه) اجد فيه تجربة فريدة لما يمكن ان ادعوه الادب التفاعلي حيث تمكنتم بشغبكم اطلاق طاقات ادبية فريدة قد لا يعلم اصحابها بوجودها و اخفيكم سرا بأن قراءة بعض التعليقات كانت تأسرني بقدر المقال ذاته وهو ما جعلني من المتابعين بشغف لموقعكم .. ودمتم باحترام (الجمل): دعوتنا لتبسيط النحو وعدم تقعير اللغة وقعقعة وحشي المفردات البدوية في جنباتها المدنية.. وستبقى العربية لغتنا التي نعشقها يارائد

صباح الخير أستاذ نبيل : أشكرك على اهتمامك، وهناك من يستلم لي النسخة في دمشق ، وشرف كبير لي أن تمهر بإهدائكم الكريم . أرسلت لحضرتك طلب صداقة على الفيس ، أرجو أن تدلني على طريقة الاستلام ، مع جزيل الشكر (الجمل): صباح الخير سأرسل لك رقمي

الأستاذ الراوندي، قد تتشابه الأسماء ،ولكن اسمح لي أن أسألك الأتي ، هل لك بحث أو مخطوطة ،تثبت بها أن المدعو فلان لم يكن نصرانياً ،بل حاخاماً يهودياً !!!!!! دمت بخير وكل السوريين .

مبارك لسوريا وجودكم يا سادة بدأ من الاستاذ نبيل حتى اخر قارئ . لن تركع سوريا بوجودكم.

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...