حملة اعتقالات لرجال دين في السعودية ؟!

13-09-2017

حملة اعتقالات لرجال دين في السعودية ؟!

شهدت الأراضي السعودية حملة اعتقالات شملت رجال دين بارزين، وفيما غابت الرواية الرسمية السعودية، ربطت مواقع التواصل الاجتماعية بين هذه الاعتقالات وموضوع الأزمة القطرية، الأمر الذي استبعده مراقبون أخرون.حملة اعتقالات لرجال دين في السعودية .. فما السبب ؟!

تناقل مغردون عبر موقع تويتر أخباراً تفيد بشن السلطات السعودية حملة اعتقالات طالت شيوخ دين بارزين في المملكة، ومنهم الشيخ سلمان العودة، والداعية عوض القرني، والداعية علي العمري. ونشر خالد بن فهد العودة شقيق الداعية سلمان على موقع تويتر نبأ اعتقال شقيقه في السعودية.

وذكرت تغريدات على وسائل التواصل الاجتماعي أنّ أحد رجال الدين البارزين في السعودية اعتقل في حملة فيما يبدو على إسلاميين ينظر إليهم على أنهم منتقدون لحكام المملكة. وأشارت تغريدة على تويتر إلى أن الشيخ سلمان العودة، الذي سجن في الفترة من 1994 إلى 1999 لدعوته لاجراء تغيير سياسي ولديه 14 مليون متابع على تويتر، ألقي القبض عليه فيما يبدو خلال مطلع الأسبوع. جاء ذلك بعد تقرير عن مكالمة هاتفية بين أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني وبين ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لمناقشة سبل حل الخلاف الذي نشب في حزيران.

اعتقالات متتالية

والعودة هو ثاني رجل دين تتردد أنباء عن قيام السلطات السعودية بتوقيفه خلال الأيام السبعة الماضية. وذكرت وكالة أنباء رويترز أنّ رجل الدين البارز عوض القرني، الذي يتابعه على تويتر 2.2 مليون شخص، ألقي القبض عليه أيضاً من منزله في أبها بجنوب السعودية. فيما أكد موقع مجتهد السعودي المعارض نبأ اعتقال الداعية علي العمري أيضاً. وتتهم السعودية والإمارات والبحرين ومصر قطر بدعم إسلاميين متشددين، الأمر الذي تنفيه الدوحة.

ولم يصدر أي تصريح رسمي سعودي حول نبأ توقيف العودة، إلى جانب أن الشيخ العودة لم يصدر أي تعليق على صفحاته وحساباته على مواقع التواصل الاجتماعي. إلا أنّ عضو مجلس الشورى السعودي محمد بن عبدالله آل زلفى أكد في حوار أن للسعودية الحق في اتخاذ أية خطوات تراها مناسبة من أجل الدفاع عن مصالحها وأمنها.

وقال السياسي السعودي “إن هؤلاء المعتقلين لهم توجهات إخوانية، ويشتبه بأنهم تلقوا تعليمات من الشيخ يوسف القرضاوي وحكومة قطر من أجل زعزعة أمن المملكة”. وأضاف أنه “يجرى التحقيق معهم وإن كانوا فعلاً مذنبين فأنهم سيحاسبون بجريرة أفعالهم”.

رعب داخل المملكة

وفي واحدة من أحدث تغريداته على تويتر رحب العودة بتقرير نشر يوم الجمعة يشير إلى احتمال حل الخلاف المستمر منذ ثلاثة أشهر مع قطر وأربع دول عربية بقيادة السعودية. وكتب العودة على تويتر قائلاً: “ربنا لك الحمد لا نحصي ثناءً عليك أنت كما أثنيت على نفسك.. اللهم ألف بين قلوبهم لما فيه خير شعوبهم”. وشأنه شأن العودة سبق أن عبر القرني عن دعمه للمصالحة بين الدول الأربع وقطر.

من جهته أكد المعارض السعودي من برلين علي الدبيسي في حوار أن الأراضي السعودية “تشهد رعباً” جراء الاعتقالات التي تنتهجها الحكومة السعودية بحق الدعاة ورجال الدين.

وأكد الدبيسي “أن الهدف من هذه الاعتقالات هو تطويع البلاد، ومن ضمنها المنظومة الدينية، وذلك من أجل إتاحة الفرصة لولي العهد محمد بن سلمان من بسط نفوذه داخل الأراضي السعودية”.

وأثارت الحملة الحكومية ضد بعض الدعاة جدلاً في الأوساط السعودية المحلية، حيث لاقت تنديداً على مواقع التواصل الاجتماعي من سعوديين رأوا أن اعتقال الدعاة لا يخدم السياسة السعودية. وقال آخرون أن الناس بدلاً من المطالبة بحرية التعبير أصبحوا الآن لا يريدون أكثر من حرية الصمت.

قطر والحملة الأمنية

الباحث والخبير في الشأن الخليجي سامح راشد أكد في حوار أن الاعتقال جاء مفاجئاً خاصة أنه من المعروف وجود نوع من التوافق بين الدعاة والدولة السعودية تنص على تهدئة الأمور وعدم المغالاة في الانتقادات، وأضاف راشد” لذلك نجد أنه حتى لو أصدر الدعاة أية انتقادات فإنها تكون لأمر ذو شأن عام، وخارجي ولا علاقة لها بالأمور الداخلية”.

إلا أن الباحث المصري يرى أن أسباب الحملة هي أكبر مما تم الإعلان عنه من قبل السلطات السعودية، وقال أنه ليس لقطر علاقة مباشرة بموضوع الاعتقال مبرراً هذا التحليل بأنه لو كان هناك حقاً أية اتصالات لقطر أو القرضاوي مع هؤلاء الدعاة لما تورعت السعودية بالإعلان عنه وكشفه أمام وسائل الإعلام.

وفيما أكدت بعض مواقع التواصل الاجتماعي أن الدعاة السعوديين تم اعتقالهم لرفضهم الهجوم على قطر، رأى الخبير المصري راشد أن هذه التبريرات ضعيفة وليست قريبة للواقع.

واستبعد راشد طلب الحكومة السعودية من هؤلاء الدعاة التهجم على قطر، وقال: “الدعاة المعتقلون معرفون بأنهم معارضون للحكومة السعودية، ومن غير المنطقي طلب الحكومة منهم هذه الأمر فيما لديها جيش كامل من الدعاة يأتمرون بأمرها”.

ويرى راشد أنّ هذه الاعتقالات هي “خطوة تحسبية”، وذلك لتهيئة الأوضاع محلياً من أجل إتاحة الفرصة لولي العهد محمد بن سلمان من فرض نفوذه داخلياً خاصة أن هناك العديد من التسريبات التي أكدت على نية الملك سلمان التنحي عن العرش وتسليم مقاليد الحكم لإبنه ولي العهد.

المصدر: DW

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...