خطط ترامب بعد «إضعاف داعش»: مناطق حكم محلية ثم «انتقال» يزيح الأسد

19-04-2017

خطط ترامب بعد «إضعاف داعش»: مناطق حكم محلية ثم «انتقال» يزيح الأسد

في الوقت الذي تحاول فيه موسكو إعادة إحياء محادثات أستانا، ومن ورائها وقف إطلاق النار الذي عانى من خروقات كبيرة خلال الأشهر الماضية، تشير المعطيات التي ترشح عن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى أنها تعدّ لخطة طويلة الأمد في سوريا، تهدف في النهاية إلى إزاحة الرئيس السوري بشار الأسد عن منصبه.

الجهود الروسية الحثيثة لإنقاذ مسار أستانا، والتي كرّستها اللقاءات التي استضافتها موسكو خلال الأيام الماضية، استكملت أمس في الاجتماع الثلاثي الروسي التركي الإيراني في طهران، والذي يعدّ اجتماعاً «تحضيرياً» لجولة المحادثات المقبلة، وستبنى على مخرجاته آمال تلك الجولة المقرر عقدها في الثالث والرابع من الشهر المقبل. وعلى الرغم من بقاء جدول اجتماع طهران خارج التداول الإعلامي، فإن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، بهرام قاسمي، قال أمس إن جولة أستانا المقبلة ستشكّل «اجتماعاً مهماً»، مشيراً إلى أن اجتماع موسكو الثلاثي بين وزراء الخارجية الروسي والسوري والإيراني، عقد «في ضوء الضرورة الزمنية الخاصة به». وبالتوازي، أعلنت السفارة الإيرانية في روسيا أن وزير الدفاع حسين دهقان سيزور موسكو، الثلاثاء المقبل، لإجراء مباحثات مع نظيره سيرغي شويغو.
وفي المقلب الآخر، نقلت عدة وسائل إعلام أميركية عن مسؤولين رفضوا الكشف عن هوياتهم، أن استراتيجية الرئيس ترامب حول سوريا تنقسم إلى ثلاث مراحل، تركّز أولاها على «إضعاف (داعش)»، والثانية على تحقيق «الاستقرار»، والثالثة على ضمان «انتقال سياسي» يفضي إلى رحيل الرئيس الأسد.
وبدا التركيز على أولوية المعركة ضد تنظيم «داعش»، من دون الدفع نحو تغيير النظام في سوريا عن طريق تدخل عسكري مباشر، في تصريحات عدد من المسؤولين الأميركيين، خلال الأيام الماضية، إذ أشار مستشار الأمن القومي هربرت رايموند ماكماستر إلى أن بلاده «لا تعتزم إرسال المزيد من القوات البرية إلى سوريا»، بالتوازي مع تأكيد وزير الدفاع جايمس ماتيس أن أولوية واشنطن الحالية «تبقى هزيمة (داعش)».
وأوضح المسؤولون أنه «بعد هزيمة (داعش) أو تحييد تهديده»، فإن الإدارة سوف تحاول التوسط للوصول إلى وقف لإطلاق النار بين القوات الحكومية والمعارضة. ولفتوا إلى أن الإدارة تحدثت عن «مناطق استقرار مؤقتة» ستكون مختلفة عن «المناطق الآمنة» التي نظرت فيها إدارة باراك أوباما، من دون إيضاح ما إذا كانت إقامة هذه المناطق ستتطلّب وجوداً عسكرياً أميركياً بشكل يترك احتمال وقوع اشتباك بين الطائرات الأميركية والسورية.
ووفق الخطط التي تحدث عنها المسؤولون، فإن الحكومة السورية ستكون «طرفاً في تلك المناطق»، و«يمكن للطائرات الأميركية أو العربية» أن تقوم بدوريات من دون الاشتباك مع الطائرات السورية. وأوضحوا أنه «مع استعادة الأمن»، تأمل الإدارة أن «يتمكن القادة المحليون الذين أجبروا على الفرار من العودة وقيادة الحكومات المحلية، والمساعدة في استعادة الخدمات الأساسية والشرطة السورية». وأشاروا إلى أن «الفكرة الأساسية هي أن تؤمّن قوات سنيّة المناطق التي يغلب عليها الطابع السنّي، وقوات كردية على المناطق الكردية، ونحو ذلك»، بالتوازي مع «إنشاء سلطة انتقالية تحكم سوريا بشكل مؤقت».
وفيما ذكرت الخطة أن المرحلة الثالة تتضمن رحيل الرئيس الأسد، فإنها اقترحت عدة سيناريوات لذلك، موضحة أن من الممكن «إجراء انتخابات بموجب دستور جديد، يمنع الأسد من الترشح إليها». وأضافت أن «هناك احتمالاً أكثر حدة، وهو أن يرحل الأسد على طريقة الدكتاتوريين السابقين، معمر القذافي في ليبيا أو صدام حسين في العراق، الذين قتلوا بعد إطاحتهم»، مشيرة إلى أن «الخيار الثالث يعتمد على استخدام التهديد بإجراء محاكمات بجرائم حرب... عبر ربط جرائم الحرب بالأسد كشخص»، من دون أن تغفل أن «محاكمة الأسد بنجاح ستكون صعبة، لأسباب قانونية وجيوسياسية».
وشرحت الخطة أن «التهديد بإجراء تحقيق في جرائم الحرب وعرض خيار المنفى الآمن في مكان ما خارج سوريا، ربما إيران أو روسيا، يمكن أن يكون مقنعاً». وقال المسؤولون إن وزير الخارجية ريكس تيلرسون أبلغ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزير خارجيته سيرغي لافروف أن «مغادرة الأسد الطوعية هي الطريق المفضّل للإدارة».
ولفت المسؤولون إلى أن «انخراط روسيا أمر حاسم لحل الحرب، بالنظر إلى التأثير الذي اكتسبته في سوريا، بعد مساعدة الأسد على استعادة أكبر المدن»، موضحين أن واشنطن تسعى للحصول على دعم روسي «من خلال ضمان وصول موسكو إلى قاعدة طرطوس البحرية وقاعدة اللاذقية الجوية (حميميم) في أي سيناريو ما بعد الأسد». وأشاروا إلى أنه «جرى نقل الخطوط العريضة لهذه الخطة إلى بوتين والمسؤولين الروس، وطلب منهم توضيح مصالحهم الجوهرية».
وفي الوقت الذي لم يصدر فيه أي تعليق رسمي روسي حول تلك التسريبات، أكد الرئيس الروسي أن بلاده سوف تواصل دعمها للتسوية السلمية في سوريا عبر الحوار، مشدداً في برقية تهنئة إلى نظيره السوري، لمناسبة عيد الجلاء، على عزم بلاده على مواصلة دعمها لضمان حماية سيادة سوريا ووحدة أراضيها.
ومن المؤكد أن واشنطن لن تأخذ دور المراقب خلال الوقت الذي سوف تخصّصه لهزيمة «داعش، وفق الخطط، ولن تخاطر بحدوث تغييرات كبيرة لمصلحة دمشق وموسكو في الميدان. وسيتيح لها تعزيز تحالفها مع شركائها الإقليميين، اللعب بأوراق الفصائل المسلحة على امتداد الجبهات المشتركة مع الجيش السوري، من الشمال حتى الجنوب السوري.


(الأخبار)

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...