روعة الكنج : الآن هنا في سورية يمكنك أن تشتبك مع معارك الوجود الحقيقية

11-02-2018

روعة الكنج : الآن هنا في سورية يمكنك أن تشتبك مع معارك الوجود الحقيقية

 تتباين التصريحات الآن، تتباين التوقعات، يقولون انه روتين، رسالة، إنذار، يقولون أنها النهاية، و يقولون أيضا إنها ليست إلا البداية، لكن المؤكد أن الملاجىء فتحت، و الملاجئ تعني الخوف و هذا يكفي. يكفي لأن الخوف هو حرب بينما الحرب ليست خوفا، هكذا تعلمت من تراكم التجارب..

ترعرعت في الخليج، عرفت "اسرائيل"من بعض دروس الجغرافيا و التاريخ، أي بضع كلمات و صور.. عرفت نضالا لم يرتق حتى ليكون رمزيا، تلقيت ما أعطونا إياه، و قد أعطونا المتاح. المتاح، المتكلف و المتراخي الذي لا يفسح المجال لأن تعيش المأساة و تعيش التحدي. فأنت خارج الأسوار، خارج أسوار الحقيقة و الى الأبد..

في الولايات المتحدة، عرفت "اسرائيل" الحليف، الصديق، و عرفت كيف يمكن لواحدنا ان يسقط في عالم الخرافة بسهولة، و بان الخرافة التي تشدنا نحو الماضي، لا تختلف عن الخرافة التي تشدنا نحو المستقبل. كل ما عليك فعله ان تقلع بصيرتك، كن أهرجا و امض.

و لأنني قررت أن أقلع عيني عوضا عن بصيرتي، وجدتني في سوريا. سوريا التي تصلك بهذا العالم اتصالا حرا خاضعا لارادتك و لارادتك فقط، التي تدفعك لتشتبك مع معارك الوجود الحقيقية، لتشتبك في كل لحظة مع نفسك، مع الآخر، مع العالم الخارجي، مع الاحتجاج، القلق، الجموح، الخطر، الاندفاع، مع الحرارة و مع الصفة النهائية للذوات و الموضوعات

تتباين التصريحات و التوقعات، و لكن المؤكد أن أبواب الملاجىء قد فتحت، و فتحت معها أبواب اخرى على هذا الرث القابع في هذا الكوكب مُذ عقود
من دمشق، من كل سورياحيث الحرب ليست خوفا، إنما لذة الوجودو حيث سنحتمل آلامنا بكل شجاعة، و بكل استعداد للذي سيكون.

 

نقلا عن صفحة المواطنة السورية روعة الكنج

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...