عائلتان سوريتان قررتا هجر الحلم الألماني والعيش في حقيقة الوطن

07-12-2017

عائلتان سوريتان قررتا هجر الحلم الألماني والعيش في حقيقة الوطن

 

بعد عامين من الحياة في ألمانيا قررت حنان وأماني سيدتان سوريتان العودة مع أطفالهما إلى الوطن بعد أن جازفتا سابقاً بحياتهما في رحلة مليئة بالمخاطر لتحقيق ما روج له الإعلام بأنه “حلم الهجرة”.

وتروي أماني العقيلي كيف حزمت حقائبها في عام 2013 وتركت بيتها في حي الكاشف بمنطقة المحطة بمدينة درعا جنوب سورية بنية اللجوء آملة ببدأ حياة جديدة وهي المتزوجة حديثاً بعيداً عن ماسي الإرهاب.

وأعلنت الحكومة منذ ثلاث سنوات عن تنفيذ خطة إيواء للمهجرين داخل البلاد ودعت المواطنين في مخيمات اللجوء للعودة إلى سورية والإقامة في مراكز الإقامة المؤقتة المعدة للمواطنين المتضررين من الإرهاب مؤكدة استعدادها لاستقبال كل من يود العودة وتأمين متطلبات الحياة الكريمة له.

التقينا أماني بعد مرور يومين على وصولها مع طفلتها نهاد “أربع سنوات” إلى أرض الوطن حيث قالت “سافرت إلى تركيا وبعد عشرين يوماً تجاوزت فيها مخاطر حقيقية وخاصة الرحلة البحرية إلى اليونان عبر قارب مطاطي محشورة فيه مع نحو 40 شخصاً والتنقل من بلد إلى آخر مقدونيا وكرواتيا وصربيا والنمسا مشياً تارة وعبر الحافلات والقطارات تارة أخرى في أجواء باردة نمت خلالها في العراء حتى وصلت إلى ألمانيا في مطلع كانون الثاني 2015”.

وبجواب قطعي على سؤال “ما الذي دفعك للعودة” تقول أماني “لا أريد ألمانيا” رغم أنها حصلت على إقامة وراتب شهري وأقامت في منزل وكانت تتقاضى 800 يورو شهرياً وكنت أرسل ابنتي إلى الروضة.

وعن سؤال “لماذا ذهبت إذاً ” تجيب “كأغلبية الناس خفت من العصابات المسلحة البحث عن حياة أفضل والناس يسألونني باستغراب كيف رجعت أقول لهم لم أجد مثل بلدي لم اتقبل العيش في بيئة مغايرة.. الشعور المؤلم بالغربة الخوف من أن تنشأ طفلتي على غير ما تربيت عليه”.

وتوضح أماني أنها كانت تريد العودة قبل هذا الوقت لكن ما يتناقله البعض من مخاوف العودة وما يشاع عن “المساءلة والتوقيف تجعل الكثيرين يترددون في أخذ خط الرجعة” لكن عائلة أماني وعائلة أخرى حظيتا باستقبال وحفاوة في المطار إذ أن أكثر من 20 شخصية من وزارة المصالحة والمبادرة الأهلية للمصالحة الوطنية كانوا في استقبالهم لحظة وصولهم.

مساعٍ تقوم بها المبادرة الأهلية للمصالحات الوطنية في سورية لتسهيل عودة الراغبين بالعودة إلى البلاد ومؤازرتهم ومساعدتهم من لحظة مغادرة البلد المضيف حتى المطار وبعد ذلك فيما يترتب من إجراءات.

ولا تختلف قصة السيدة حنان محمود فارس العائدة حديثاً إلى بلدها عن قصة أماني حيث تقول الأم لثلاث بنات منشرحة الصدر ضاحكة “من أول شهر بألمانيا قلت لهم أريد أن اعود لبلدي لم اتقلم كل شيء غريب هنا”.

ولا تنكر حنان الحاصلة على شهادة التعليم الأساسي بأنها شعرت بالقلق عندما وصلت إلى أرض مطار دمشق الدولي لتتابع “على عكس كلام الناس كان استقبالاً هائلاً ولن أعود ثانية حتى لو أعطوني 10 آلاف يورو”.

وتطالب الحكومة السورية بصورة مستمرة كل مؤسسات الأمم المتحدة بالتعاون مع الحكومة السورية بالنسبة للمواطنين السوريين الذين اضطروا إلى اللجوء إلى بلدان أخرى من أجل أن تتيح تلك الدول عودة المواطنين السوريين الراغبين بالعودة.

وأتاحت التسويات والمصالحات في العديد من المناطق واستعادة الجيش لمناطق واسعة خلال عملياته المستمرة ضد التنظيمات الإرهابية أجواء إيجابية ساعدت بعودة مئات الآلاف إلى ديارهم.

ووفق وزارة الدولة لشؤون المصالحة الوطنية فإنه تم إنجاز نحو مئة مصالحة منذ بداية انطلاق عمل وزارة المصالحة وأن ثلاثة ملايين شخص استفادوا منها في مناطق مختلفة من البلاد.

الشيخ جابر عيسى رئيس المبادرة الأهلية للمصالحات الوطنية القائمة على ملف عودة اللاجئين التي تمارس مسؤولياتها تحت مظلة وزارة الدولة لشؤون للمصالحة الوطنية كمبادرة أهلية ورافد شعبي للمصالحات يقول “مهمتنا في الداخل والخارج عودة المهجرين الذين تركوا قراهم وبلداتهم بسبب التنظيمات الإرهابية”.

وأوضح جابر أن العائلتين وصلتا المطار “دون وثائق شخصية وكان في استقبالهم نحو 50 شخصية من المبادرة ووزارة شؤون الدولة للمصالحة الوطنية وخلال 24 ساعة تم استخراج وثائق إثبات الشخصية من هويات وجوازات سفر”.

مستشار المبادرة الأهلية في الخارج الدكتور نزيه أبو خليل الذي أشرف على عودة العائلتين ورافقهما إلى مطار دمشق الدولي يقول “نعمل على تمكين العائلات من العودة إلى أرض الوطن دون أي متاعب”.

وكشف أبو خليل أنه قريباً “ستعود 33 عائلة بنحو 75 شخصاً ولاحقاً طائرة ستقل لاجئين إلى سورية”.

وسجلت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين اتجاهاً ملحوظاً إلى العودة التلقائية للمهجرين إلى سورية وداخلها في عام 2017 وذكرت المفوضية في تقرير لها عودة قرابة نصف مليون سوري إلى مناطقهم الأساسية.

ويعيش المواطنون السوريون في المخيمات بالخارج ظروفا لا إنسانية حيث تتحكم في حياتهم جهات مرتبطة بالمجموعات الإرهابية المسلحة ويعاني اللاجئون من فرض الزواج المبكر للفتيات واستغلال الأطفال والمتاجرة بقضيتهم وفي بعض الأحيان المتاجرة بأعضائهم.

المصدر: شهيدي عجيب - سانا

 

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...