ما الذي يجري تحت سطح الأحداث المصرية

22-11-2011

ما الذي يجري تحت سطح الأحداث المصرية

الجمل: تحدثت التقارير الإعلامية والصحفية كثيراً نهار الأمس الاثنين وصباح اليوم الثلاثاء عن التطورات الجارية في الساحة السياسية المصرية، وفي هذا الخصوص، نجد أنه حتى تعليقات الخبراء والمراقبين إضافة إلى التحليلات السياسية لم تنجح بدورها سوى في رصد معطيات الحدث الجاري، فما هي طبيعة الحدث الاحتجاجي المصري، وما الذي يدور ويجري تحت سطح هذا الحدث. وما هي محفزات إعادة إنتاج النسخة الاحتجاجية المصرية الجديدة. وما هو المشروع الحقيقي قيد التنفيذ في المنطقة؟ وما هي الأيادي الخفية التي ظلت وما زالت أكثر اهتماماً بتوجيه وإعادة توجيه فعاليات الحدث السياسي المصري وعلى وجه الخصوص بعد قيام السيناتور الأمريكي جون ماكين قبل بضعة أشهر بزيارة العاصمة المصرية القاهرة. وعقده للمزيد من التفاهمات مع رموز حركة الإخوان المسلمين المصرية والمجلس العسكري المصري الحاكم؟

* الأبعاد المعلنة في العنف السياسي المصري: ما الذي يجري فوق السطح
تقول المعلومات والتقارير بأن الخلافات المتزايدة بين المجلس العسكري المصري الحاكم والقوى السياسية المصرية قد وصلت إلى نقطة الانغلاق، الأمر الذي أدى إلى اندلاع جولة المواجهات السياسية العنيفة خلال اليومين الماضيين، وتشير المعطيات إلى الآتي:محمد بديع المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين المصرية
•    سعى المجلس العسكري المصري الحاكم إلى إطلاق فعاليات جولة الانتخابات البرلمانية المصرية العامة، والتي حددت لها نهاية شهر تشرين الثاني الحالي، وتحديداً يوم 28-11-2011م، وتبين لاحقاً أن المزيد من رموز نظام حسني مبارك السابق سوف يخوضون المنافسة الانتخابية تحت واجهة المستقلين، إضافة إلى إخضاع نظام الانتخابات إلى قانون انتخابي مصري يجعل من ممارسة حق الاعتراض أو النقض أو التقاضي أمراً صعباً إن لم يكن مستحيلاً.
•    تفادي تحديد القيد الزمني لإجراء الانتخابات الرئاسية، الأمر الذي يفسح المجال أمام المجلس العسكري المصري لجهة الاستمرار لفترة طويلة قادمة طالما أنه يقوم بدور المؤسسة الرئاسية التي سوف تشرف على الحكومة المصرية الجديدة المنتخبة بواسطة البرلمان المنتخب الجديد.
•    قيام ائتلاف شباب الثورة، بتقديم المزيد من الاعتراضات، ولم تقابل سوى بالتجاهل وعدم الاهتمام الكامل.
وتأسيساً على ذلك، سعى ائتلاف شباب الثورة إلى تقديم عريضة للمجلس العسكري المصري الحاكم تضمنت خمسة مطالب رئيسية، هي:
•    إقالة الحكومة المصرية والإعلان عن تشكيل حكومة مصرية انتقالية جديدة، تحت اسم "حكومة الإنقاذ الوطني"، والتي يجب أن تتكون حصراً من الشخصيات المحايدة.
•    الإعلان رسمياً عن جدول انتخابي واضح يحدد تاريخ الانتخابات الرئاسية العامة ضمن تاريخ لا يتجاوز شهر نيسان (أبريل) 2012م القادم.
•    القيام فوراً بإعادة هيكلة وزارة الداخلية المصرية، بما يتضمن الحد من الصلاحيات المطلقة التي ظلت تتيح لوزير الداخلية التدخل في كل شيء في الحياة العامة والخاصة المصرية.
•    القيام فوراً بإصدار قانون العزل السياسي الذي يمنع رموز النظام السابق من التغلغل والقيام بدور في النظام السياسي الجديد خلال مرحلة ما بعد نظام حسني مبارك.
•    الالتزام بتسريع وتائر محاكمة رموز النظام السابق، إضافة إلى الالتزام بمحاكمة كل المتورطين في جرائم الفساد، وانتهاكات حقوق المصريين طوال الفترات الماضية.
هذا، وتقول المعلومات والتقارير بأن المجلس العسكري المصري الحاكم، إضافة إلى الحكومة المصرية التي قام بتعيينها قد تجاهل بشكل تام مطالب ائتلاف شباب الثورة، وعندها سعى ائتلاف شباب الثورة لجهة القيام بتنظيم المسيرات الاحتجاجية والاعتصامات في ميدان التحرير والساحات العامة الرئيسية الأخرى، سعت قوات الأمن والشرطة المصرية لجهة القيام بممارسة القمع الوحشي، وفي هذا الخصوص تقول التقارير بأنه خلال يوم أمس وحده سقط 33 قتيلاً وحوالي 2000 جريح، ومن المتوقع أن يرتفع عدد القتلى بسبب وجود بعض الجرحى ذوي الأوضاع الخطيرة.

* الأبعاد غير المعلنة في العنف السياسي المصري: ما الذي يجري تحت السطح
أدركت واشنطن في مطلع هذا العام، أن انهيار نظام الرئيس التونسي زين العابدين بن علي، والرئيس المصري حسني مبارك، سوف يؤدي إلى خلق الفجوة الاستراتيجية الأكثر خطورة في منظومة الأمن القومي الأمريكي، وسوف تتزايد وتائر هذه الخطورة بفعل الآتي:
•    انسحاب القوات الأمريكية من العراق.
•    تزايد قوة القدرات التقليدية وغير التقليدية الإيرانية.
•    احتمالات انهيار النظام اليمني، إضافة إلى النظام الملكي الأردني والنظام الملكي المغربي.
•    انكشاف الأنظمة الملكية في السعودية وبلدان الخليج أمام الضغوط الشعبية.
وتأسيساً على ذلك، سعت دوائر صنع واتخاذ قرار السياسة الخارجية الأمريكية وسياسة الأمن القومي الأمريكي، لجهة التنسيق واعتماد خارطة طريق تتيح الآتي:
•    استخدام زخم الاحتجاجات الشعبية بما يتيح استهداف نظام الرئيس بشار الأسد السوري، ونظام الزعيم معمر القذافي في ليبيا، إضافة إلى النظام الجزائري.
•    تأمين بقاء الأنظمة الحليفة لأمريكا، وبالذات الأنظمة الملكية في السعودية، ودول الخليج والمملكة الأردنية والمغربية.
•    السعي لتأمين صعود حلفاء واشنطن في كل من تونس ومصر، بما يقطع الطريق أمام صعود القوى السياسية التونسية والمصرية الداعمة لخيار المقاومة في معادلة الصراع العربي ـ الإسرائيلي.
تقول التسريبات، بأن الزعيم الجمهوري جون ماكين، قد زار العاصمة المصرية القاهرة والتقى برموز حركة الإخوان المسلمين. وبعد عودته إلى العاصمة الأمريكية واشنطن، بدأ الخبراء الأمريكيون في إعداد واحدة من أهم مخططات السياسة الخارجية الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط والعالم، وذلك على ضوء التوافق الذي جمع بين وجهة نظر جون ماكين الجمهوري، ووجهة نظر وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلنتون، الناشطة في الحزب الديمقراطي الأمريكي الحاكم، وفي هذا الخصوص تضمنت الاستراتيجية الأمريكية الجديدة، النقاط والمفاصل الآتية:
•    لا يوجد بديل عملي لحركة الإخوان المسلمين المصرية لجهة التحالف معه، وبالتالي، على واشنطن أن تبني استراتيجيتها الجديدة على أساس اعتبارات أن حركة الإخوان المسلمين هي الأكثر قوة حالياً في مصر وبقية مناطق الشرق الأوسط، وعملاً بالمبدأ القائل بضرورة التحالف مع القوى، من أجل الحصول على قوة أكبر. فإن على واشنطن البدء في استراتيجية التحالف مع حركة الإخوان والتي سبق وأن كانت حليفة لواشنطن خلال حقب الصراع في الحرب الباردة ضد النظام الشيوعي العالمي الذي كان يقوده الاتحاد السوفيتي.
•    توجد العديد من النقاط التي يمكن التركيز عليها في بناء الشراكة الأمريكية مع حركة الإخوان المسلمين، ومن أبرزها: استهداف النظام السوري ـ استهداف نظام الزعيم القذافي الليبي ـ استهداف النظام الجزائري، إضافة إلى إمكانية التفاهم مع الحركة حول إمكانية الدخول في صفقات مع النظام الملكي الأردني، والنظام الملكي المغربي.
هذا، ومن العوامل التي شجعت واشنطن على ضرورة المضي قدماً في بناء الروابط مع حركة الإخوان المسلمين المصرية نجد:
•    مذهبية حركة الإخوان أكثر ارتباطاً بالاتجاه السلفي، وبالتالي، فهي بطبيعتها معادية للتيارات المذهبية الإسلامية الأخرى، مثل التيار الشيعي والتيار الإسماعيلي والتيار العلوي، وبالتالي من الممكن توظيف حركة الإخوان في استهداف حزب الله اللبناني.
•    لا يوجد عداء بين حركة الإخوان المسلمين والأنظمة الملكية في السعودية وبلدان الخليج، والأردن، والمغرب. وبالتالي، لا يوجد خطر تمثله هذه الحركة ضد هذه الأنظمة الملكية.
•    تتميز حركة الإخوان المسلمين بقابلية التعاون مع واشنطن في ملف عزل إيران، واستهداف نظام الجمهورية الإسلامية عن طريق دعمها للحركات السلفية الناشطة داخل بعض المناطق الإيرانية، وبالذات في بلوشيستان، وخوزستان، وغيرها.
وإضافة لذلك، تقول التسريبات بأن السعودية وبلدان الخليج قد سعت لمباركة مشروع بناء روابط جماعات الإخوان المسلمين مع أمريكا، وفي هذا الخصوص فقد انخرطت الدوحة في واحدة من أكبر عمليات دعم عمليات صعود حركات الإخوان المسلمين والحركات الإسلامية ذات التوجهات السلفية في كل من ليبيا ـ مصر ـ الجزائر ـ لبنان، إضافة إلى سوريا.
بالنسبة لملف الاضطرابات المصرية الجارية حالياً، تشير المعطيات إلى الآتي:
•    سعى المجلس العسكري المصري الحاكم، لجهة عقد جولة الانتخابات العامة البرلمانية المصرية ضمن قانون تتيح بنوده صعود جماعة الإخوان المسلمين المصرية، إضافة إلى حزب الحرية والعدالة الذي يمثل الجناح الآخر التابع للحركة.
•    تفادى المجلس العسكري الحاكم تحديد أي التزام واضح لجهة عقد جولة الانتخابات الرئاسية المصرية، وذلك بحيث تتغير معادلة توازن القوى بعد الانتخابات على النحو الذي يؤدي إلى وجود مركزين للسلطة، أحدهما السلطة التشريعية والتنفيذية والتي سوف تكون بعد الانتخابات حصراً في يد جماعة الإخوان وحزب الحرية والعدالة التابع لها. والسلطة الرئاسية سوف تكون حصراً في يد المجلس العسكري ورئيسه المشير طنطاوي.
تقول التسريبات، بأن معادلة توازن القوى في مرحلة ما بعد جولة الانتخابات العامة البرلمانية سوف تتيح عقد صفقة مشتركة بين حركة الإخوان والمجلس العسكري، بما يؤدي إلى تثبيت الأمر القائم، ثم العمل على تصفية القوى والحركات السياسية المعارضة الناشطة في الساحة المصرية، وتأسيساً على ذلك، سوف تصبح مصر مركز السيطرة الأمريكية على مشروع المغرب الإسلامي، ومشروع المشرق الإسلامي. أما تركيا، فإنه سوف يتم إخراجها من المعادلة بما يؤدي عملياً إلى الإضرار بمركز حزب العدالة والتنمية التركي، والقضاء على طموحاته القيادية الشرق أوسطية، وبالنسبة للعراق، فإن المتوقع هو عقد صفقة تتيح إما بقاء القوات الأمريكية في العراق، أو بقاءها في البلدان الخليجية والسعودية، بما يتيح بشكل نهائي وضع بلدان الخليج العربي والسعودية تحت الاحتلال الأمريكي غير المعلن، وبمباركة الحركات الإخوانية الشرق أوسطية.

الجمل ـ قسم الدراسات والترجمة

التعليقات

لا تزال الجبهة المضادة للحلف الاميركي تتلقى الضربات حتى، ( تكرست النصال على النصال)وما أفعالها سوى ردود أفعال لا تكاد تلحق بالأفعال الموجهة ضدها ؟!! تحالفات يعاد بناؤها على المستوى الاميركي بعد اضافة المغرب والأردن رسميا الى الحلف الخليجي الاميركي ، ونحن بعد انهيار الاتحاد السوفييتي وجدنا انفسنا في فراغ ؟ حاولنا مقاربة السياسات الغربية من منطلق سيادي عن طريق الانفتاح الاقتصادي بالدرجة الاولى ( فخرب بيتنا ) رفعت كل من روسيا والصين اصبعيهما في وجه الهيمنة الاميركية في مجلس الامن في معرض مشروع القرار ضد سوريا .. لعله فجر التحالفت في وجه القطب الأوحد ( الذي ينزف اقتصاديا وروحه بيد الصين ) ! الاميركي يرسم المواقف السياسية و يعممها ، فتصيح أبواق إعلامه ما لف لفه تسويقا للرؤى الجدية مع بذل المال والتهديد بالسلاح ومنع الحوار وفرض الإملاءات ...يتحد النغم ويصم الأذان عن غيره !! السؤال : هل هناك رؤية موازية في الجانب الاخر تبادر الى الفعل كي تضع الخصم في موقع الدفاع ؟؟!! هناك مجموعة البريكس والبا وحلف المقاومة لهم راي متقارب حول ما يجري في المنطقة ...الا ان سخونة موقف هؤلاء اقل وهجا مما يفعل هؤلاء ؟؟!! الان وقبل اي وقت مضى بعد ان صمد معسكر المقاومة في المنطقة ، يجب الانتقال على مستوى هذا الحلف الذي تقوده روسيا والصين . المطلوب: تنسيق أعمق وتعاون أوسع واستخدام امثل لوسائل الاعلام وقطع الشك باليقين امام من لا يزال يعلق آمالا على تغيير في المواقف في سوق تبادل المصالح على حساب دول ومنظومات المقاومة . لينتقل الرعب والقلق واليأس الى صفوف هًؤلاء الذين طالما كان العدوان بمختلف اشكاله وسيلة السكرة على العالم والتحكم بمقدرات الشعوب الموضعات . سمعت الدكتور البوطي المحترم يقول في التلفاز وانا اكتب هذاالتعليق يقول: فعندما ينقشع الغبار تعرف ما تحتك فرس ام حمار ؟؟؟!!! وهو يوجه كلامه الى الذين يناشدون الغرب( والأعداء) كي يأتوا فيتربعوا على كرسي الحكم والولاية .  

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...