استبدال بن لادن بالزرقاوي

26-04-2006

استبدال بن لادن بالزرقاوي

عملياً يبدو بن لادن كأفضل موظف في فريق الرئيس بوش .. فكلما تناقصت أسهم الرئيس يسارع الأمير أسامة إلى نجدته بشريط ( جزراوي ) ليرفع من مستوى شعبية الرجل الذي فاز بالجائزة الثالثة لمسابقة الغباء بين الأمريكان الأسبوع الماضي . غير أنه في الأيام الأخيرة وبعدما استهلك طاقم مساعديه في البيت الأبيض وراح يغير في أركانه كان لابد له من تغيير أشرطة بن لادن بأشرطة الزرقاوي ، بعدما أثبت اسمه فعالية في رفع مستوى خوف الأميركان أكثر من الأخ أسامة الذي بات يكرر الكلمات نفسها في أشرطة غدت أكثر إملالاً من خطابات الرئيس بوش حول الديمقراطية الشرق أوسطية .. حيث تم توقيت بث الإطلالة الزرقاوية على الجزراوية قبل وصول وزير الدفاع وسيدته كوندي إلى العراق بساعات ليظهران بمظهر أبطال هوليود الذي يبيدون حياًَ أو مدينة من أجل إنقاذ قطة صغيرة .. ويبدو أن الرئيس بوش قد أضاع قطته في بغداد وهي الآن تحت رحمة الزرقاوي الذي يتم تضخيم خطره كلما أراد البنتاغون أن يمد يده لمسافة أكبر في جيوب دافعي الضرائب الأمريكان الذين شبههم "وليم جي ليدر" بأمة من الغنم ، مع التنويه بأنهم ليسوا أكثر غنميّة من شعوبنا العربية الصامدة ..
غير أن هناك مؤشراً جديداً في السياسة الأمريكية منذ أيام حيث بدأنا نلحظ حضوراً موازياً للخارجية الأمريكية بعد مرور ثلاث سنوات من هيمنة البنتاغون على إدارة العراق ، مما يعني اعتماد البيت الأبيض استراتيجية جديدة تفترض تغيير آلية العمل وإعادة إنتاج الاحتلال بتكاليف أقل عبر اعتماد الصيغة السياسية القديمة لسلالات الاستعمار الجديدة (فرق تسد ) وقد مثّلها الزرقاوي صراحة في شريطه الجزراوي عبر تكفير الطوائف والقوميات الأخرى وبالتالي شرعنة أعمال العنف ضدها وهو الأمر الذي يمهد له الموساد على أرض العراق بمساعدة أحقادنا المتنامية على أطراف الفرات منذ حرب صفين  وحتى ساعة تحديد هذا المؤشر على بوصلة السياسة الأمريكية – الزرقاوية ..

 

الجمل

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...