أولمرت ينفتح على عباس ويهادن دمشق

05-12-2006

أولمرت ينفتح على عباس ويهادن دمشق

بدا رئيس الحكومة الإسرائيلية إيهود أولمرت أمس تصالحياً إلى حد كبير عندما أعلن أنه ليس في نية إسرائيل فتح جبهة عسكرية ضد سوريا، مشدداً على أن استعداد حزب الله للمواجهة تضرر بشكل كبير. وقال أولمرت أمام لجنة الخارجية والدفاع في الكنيست إن حكومته، وبرغم إطلاق ما لا يقل عن 15 صاروخا بعد الاتفاق على التهدئة، ستواصل السعي لإيجاد آلية للمفاوضات، مشيداً بجهد السلطة الفلسطينية لخلق زخم للحوار السياسي.
وأشار أولمرت إلى أنه ليست لدى إسرائيل أي نية لفتح جبهة عسكرية ضد سوريا. وقال إنه إذا كان ثمة أحد في دمشق يخشى من وجود نوايا كهذه فبوسعه أن يطمئن. لن نعمل ضد سوريا مثلما لم نعمل ضدها أثناء الحرب في لبنان.
وتحدث أولمرت عن جاهزية حزب الله لصدام جبهوي مع إسرائيل في السنوات المقبلة، فقال إن هذه الجهوزية تضررت بشكل كبير جراء حرب لبنان، وفي هذا المجال لدينا معلومات جيدة حول هذا الأمر.
وأوضح أن أحدا لا يستطيع القول أن هناك التزاما تاما بوقف النار المعلن مع الفلسطينيين، ولكننا لا نبحث عن ذرائع، وسنبذل كل جهد ممكن من أجل تطوير آلية توفر الظروف لإجراء مفاوضات. وأشار أولمرت إلى أن إسرائيل تقوم يوميا بإعادة النظر في قرار وقف النار، ومع ذلك فإنها ترى في إعلان الرئيس الفلسطيني محمود عباس عن توصل الفصائل الفلسطينية إلى تفاهم حول وقف العنف وتهريب الأسلحة، جزءا من الجهد الذي تبذله السلطة لخلق زخم يمكن أن يقود إلى حوار سياسي.
وشدد أولمرت على أهمية التهدئة القائمة الآن، معتبراً أنه ليست لدينا توقعات مبالغ فيها ولكن لدينا آمالا. فنحن نرغب في خلق زخم يفضي إلى عملية سياسية، ولا نبحث عن ذرائع لانتهاك وقف النار.
ودافع أولمرت عن موقفه الذي اعترض فيه على مطالبة الجيش ووزير الدفاع عمير بيرتس بتغيير قواعد إطلاق النار ضد مطلقي صواريخ القسام. وقال إن العمليات العسكرية لم توقف إطلاق صواريخ القسام، ولذلك ينبغي اختبار خطوات أخرى يمكن أن توقفها.
وفي سياق آخر أشار أولمرت، في حديث إلى طلاب إحدى المدارس في نهاريا، إلى قضية الأسرى الإسرائيليين لدى حزب الله وحماس. وقال آمل أن يكون الجنود المخطوفين على قيد الحياة، ونحن على استعداد لدفع ما ينبغي دفعه من أجل استردادهم.
وخلال اللقاء سأل أحد التلاميذ أولمرت عن سبب وقف حرب لبنان من دون تحقيق أهدافها وبينها استعادة الأسرى، فحاول أولمرت في إجابته توضيح قيمة أرواح الجنود الذين كانوا يخوضون معارك ضارية في مواجهة حزب الله. وقال إنه في الرابع عشر من آب، التاريخ الذي كان سيتخذ فيه قرار وقف النار، كنا نعلم أن المخطوفين لن يفرج عنهم في إطار القرار الدولي الرقم .1701 وكان بوسعنا مواصلة القتال من أجل تسريع تحريرهم، وتحمل المزيد من عشرات القتلى والعائلات الثكلى من دون أي ضمانة للنجاح في ذلك، مضيفاً إذا كانوا على قيد الحياة، وآمل أنهم أحياء، فإننا سندفع كل ما ينبغي من أجل استردادهم.
وتحدث أولمرت أيضا عن الحرب، فقال إنه على ثقة بأن إسرائيل وجهت ضربة شديدة لحزب الله. وقال إن العام الحالي كان قاسياً مبدياً أمله في أن يشهد الشمال صيفاً هادئاً في العام المقبل.
وأشار التلفزيون الإسرائيلي إلى أن كلام أولمرت عن الأسرى الإسرائيليين يستند إلى معلومات لدى الجيش الإسرائيلي تؤكد أن الجنود أسروا بعد إصابتهم بجروح خطرة. ولم يستبعد المعلقون الإسرائيليون أن يكون هذا الكلام وسيلة للضغط على حزب الله للتخلي عن مطلبه بدفع ثمن يتمثل بالإفراج عن أسرى في مقابل أي معلومات حول وضع الجنديين الأسيرين. وسبق لأولمرت أن تحدث بهذه الصورة في لقاء مغلق مع سفراء دول الاتحاد الأوروبي في إسرائيل. وقال حينها أننا لا ننوي منح حزب الله ما يريد في مقابل توابيت موتى. وأنا لا أنوي إبرام أي صفقة مع حزب الله قبل أن أتسلم براهين على أن الجنود أحياء.
وأضاف أولمرت آمل أن يكون مجرد أمر عابر عدم سماح حزب الله للصليب الأحمر بمقابلة الجنديين. وأنا لن أدخل البتة إلى موضوع الثمن حاليا. ولكن ينبغي أن يكون واضحا: لن تجري مفاوضات جدية ولن تبرم صفقة قبل أن تتم زيارة الجنديين الإسرائيليين. وهذا قرار نهائي.
الى ذلك (يو بي آي)، أصدر مراقب الدولة الإسرائيلي القاضي المتقاعد ميخا ليندنشتراوس تقريراً اشار الى أن الغالبية العظمى من ضباط الجيش الإسرائيلي ليسوا مؤهلين كما يجب لقيادة المؤسسة العسكرية. وتبين من التقرير أن 82 في المئة من الضباط برتبة لواء و68 في المئة من الضباط برتبة عميد لم يتم تأهيلهم في كلية الأمن القومي، كما أن معظم طاقم المدرسين في الكلية نفسها يفتقرون للثقافة والخبرة.

حلمي موسى

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...