البيان في رصد فلسفة العدوان

07-05-2014

البيان في رصد فلسفة العدوان

رغبة العض هي ما يحرك عجلة التاريخ، والسياسة هي فن إعادة توجيه طاقة العدوان لدى الشعوب، لهذا ستبقى العدالة حمامة مهيضة الجناح ما بقيت رغبتنا بالعض قائمة.. فالافتراس يجدد دورة الحياة في الطبيعة، والتوازن في القتل وتوجيه غريزة الافتراس هو سر استمرار الحضارات أو انقراضها: لا يموت الذئب ولا يفنى الغنم.. الوصايا الأخلاقية بيضة قبان التوازن والأديان تتوكأ عليها دونما قناعة صادقة، كما يتوكأ الأعرج على عكاز يعرف أنه ليس ساقه، فقد استثمرت الوصايا لتجميع قطعانها ونشر ماتيسر من السلام بينها قبلما تعيد استخدام طاقتها العدوانية ضد الأمم الأخرى لصالح الإكليروس الديني ـ السياسي: الذئب والثعلب يتقاسمان لحم الخروف وجلده، والخرفان تعض على العشب بسعادة.. هنتنغتون : لقد أخطأنا عندما رفضنا نظريتك حول صراع الحضارات!؟
سؤال: ما السر في ذكر الشيطان الرجيم قبل الرحمن الرحيم بداية كل سورة، وما سرّ التوازن في ذلك؟ الرب يعلم، ونحن نخمن..
كانت العرب شعوباً وقبائل رعوية تمارس رياضة الغزو، ثم جاء الإسلام وأعاد توجيه طاقة عدوانها، وكلما تحقق له النصر في مكان أوقف استخدام آيات الجهاد وفعَّل آيات الرحمة وحُسن الجوار، إلى أن تحققت رؤيا الإمبراطورية تحت راية مصالح قريش وأنيابها «ألف لام  ميم.. غلبت الروم في أدنى الأرض وهم من بعد غلبهم سيغلبون» .. ثم دخلت الأقوام المغلوبة في الإسلام وشاركت العرب في إسلامهم، فنشأت ممالك وولايات إسلامية أخرى غير عربية، مملوكية وسلجوقية عثمانية و"وهابية بريطانية"، عرفت كيف تنقّل جمرة العدوان بين يديها عبر توازن سياسة «لا يموت الذئب ولا يفنى الغنم».. إلى أن يقفز ذئب أرعن أو خروف مسالم إلى سدة الملك فيختل التوازن وتنهار الدولة لتنهض على بقاياها أمة أخرى..
في العصر الحديث، برزت شوكة الإسلام السياسي بعد مقتل أنور السادات الذي زار القدس لينجز سلاماً في الوقت الخاطئ، فتحولت طاقة العدوان ضده وضد ورثته من بعده، بمن فيهم الإخونجيين، بينما حمت واشنطن مملكتها السعودية وخليجها بإعادة توجيه طاقة الإسلام السياسي الصاعد باتجاه آخر غير إسرائيل، إلى الهند وأفغانستان، حيث تحولت طاقة "الجهاديين" من شعار التحرير إلى التكفير.. وأعيد مجددا تصدير طاقة الإسلام التكفيري نحو بلدانه وداره، في اليمن والجزائر وتونس ومصر، بينما عمد الأسد الرئيس إلى توجيه طاقة الإسلام السياسي نحو القوات الأمريكية الغازية في العراق والاحتلال الإسرائيلي في فلسطين.. ولكن إلى حين..
واليوم تعمد واشنطن وكلابها الأوروبية إلى اصطناع حرب شيعية ـ سنية على غرار (الحرب العربية ـ المجوسية الصفوية) أيام صدام حسين الذي أنهك العراق في حروب عبثية لم يحسن خلالها استخدام وتوجيه طاقة العدوان والسلام بتوازن وحكمة،  فانتقلت زعامة السنة إلى السعودية بعد انهيار العراق، وانحصرت طاقتها بعد ذلك داخل بوتقة "الإخونجو وهابية" بعدما كانت زعامتها في القومية العربية، فأخذ الإيرانيون هذا الدور، دور مقاومة إسرائيل،  بينما حول السعوديون ـ بتوجيه أمريكي- طاقة عدوان الإسلام السياسي ضد الجمهوريات العربية لحماية الممالك والمشيخات النفطية، ولكنها عجزت عن كسر إيران الفارسية التي أثبتت أنها أذكى من العرب، وأكثر وطنية وإسلاماً (مقارنة بالسعودية).. فمنذ قيام الجمهورية الإسلامية الإيرانية عمل قادتها على توجيه طاقة العدوان ضد (الشيطان الأكبر والشيطان الأصغر) أمريكا وإسرائيل، فدعموا حزب الله وحماس، بغض النظر عن اختلاف مذهبيهما.. بينما وجهت السعودية طاقة العدوان الوهابية نحو العرب والمسلمين من أفغانستان حتى برّ الشام وصولاً إلى أفريقيا والصين، وعممت نموذج طالبان وبوكوحرام عبر معاهدها الشرعية المنتشرة في سائر البلدان الإسلامية بفتاوى تقول أن تدريس المدارس للمناهج الغربية حرام لأنها تعلم الكفر، في الوقت الذي طور فيه الفرس علومهم وحدثوا تعليمهم وصنعوا سلاحهم وطعامهم وثيابهم دون أن يخضعوا لهيمنة الغرب..
واليوم نرى كيف أن شراذم المعارضة السورية التي تدعي الوطنية، قد رهنت نفسها ـ إن لم تكن باعتها ـ للسعودية، فسمحت لها بإعادة توجيه طاقة العدوان السلفية نحو تهديم نظام الدولة وحياة الشعب السوري، مؤيدين ومعارضين، فدخلوا في حرب داخل الحرب" داعش والنصرة"، لأنهم لم يدركوا لعبة التوازن في استخدام طاقة العدوان ورفضهم كل محاولات الهدنة والسلام، في الوقت الذي حملت فيه الدولة السورية بقيادة الأسد الرئيس، السيف بيد وغصن السلام بالأخرى، فقتلت من استمر في عناده وغبائه وسامحت كل من تخلى عن غيّه وتناحته، فانتصرت توافقية الدولة السورية الواقعية على حكومة المعارضة العنصرية، بعدما هدروا ثلاث سنوات من طاقة العدوان الغربي الذي وضِع في خدمتهم بالتكافل والتضامن مع الإخونج الوهابيين، فلا هم قادرون على الانتصار ولا خطة لهم لتأمين خط التراجع الآمن، بينما تفاقمت الاستقالات والإستسلامات والانسحابات من مجموعاتهم غير المؤلفة قلوبهم.. ذلك أن التمرد السوري كان يحتاج إلى عينين تريان.. بنصف ما أرى، وربع ما توفر لهم  من دعم دولي وكراهية داخلية.. إذاً لاستطعت إسقاط الإمبراطورية الأمريكية بها.. فالحمد لله الذي وضعني على صراط التوازن المستقيم وجعلني جندياً في خدمة الدولة ونظامها المدني المكين.. آمين..

نبيل صالح

التعليقات

من ينظر إلى البشر بعين واحدة , فهو أعور , لان البشر بالمنظر نوع , وبالحقيقة نوعين , نوع حيواني ينظر إلى الكل كغنمه وينتظر لحظة ضعف منها حتى يتركها عظاما نخرة , ونوع عقلاني ينظر إلى الكل كإناء فارغ يستطيع ملئه بالخير كما تم ملئه بالشر مع ضرب كل من لم يعد يصلح إناه كم أكره من يكتب عن الحب والحياة والعيش بسلام , وينسى أنه يعيش بسبب جشع بطنه الذي يعيد أفضل مأكله... وهكذا ينظر البشر لبعضهم الدنيا: يوم لك ويوم عليك , وتبقى لك أطول فترة بالحكمة , ولكن لا بد من أن يأتي -في النهاية- شخص ويجعلها جحيم عليه

في الدول التي تحترم شعوبها..يستقيل رئيس الحكومة ورئيس البلاد وأي وزير ..لمجرد حادث ( قضاء وقدر) من مبدأ أن هذا الأمر حدث في عهدي وأنا المسؤول.. ونحنا مات نص الشعب بالإرهاب وتدمرت كل سوريا..وتهجر نص الشعب السوري.. واستشهد نخب فكرية وعسكرية وسياسية واقتصادية ..!!!!كل هذا ولم يخرج أي إنسان في سوريا ويقول أنا المسؤول..!!!!! بس منحط الحق على اسرائيل والعملاء والخونة والمؤامرات و الاسلام و الوهابية .... ما يؤذي أن كتّابنا و أدباؤنا يحمدون الله على صراط التوازن. (الجمل): يبدو أنك سائح سويسري محب لسورية.. منعتذر منك يامسيو..سنتعلم الديموقراطية من معلمك الجربا ونستورد العدالة القطرية والتحرر السعودي ونتعاون مع إسرائيل ونعادي الجيش الأسدي ونعانق الجولاني ونصلي مع البغدادي ونستبدل البعث بالإخونج والوهابية كذبة اخترعناها متل ما عم نفجر حالنا لنتهم معارضتك الشريفة العفيفة اللي ماضل حدا وماجاهد بقفاها حتى صاروا يدافعو عن مجاهدات النكاح في البطاح.. المحررة .. سنطالب بموسيقى الطنجرة بدل الحجرة ونعرعر مع العرعور وتشخو عالعلم الوتني وبعدين نحفضكم بحفاضات الهلال الأحمر ونرضعكم حليب ثورتكم الجنسية بركدن بيكبر عقلكم أكتر من **** قال "مايؤذي" قال.. ولك أنت كائن مريخي شي ! بيقربلك حكم البابا؟ ياعمو أنا المسؤول عن كل هالخراب ..وفيك تقول نبيل صالح يقتل شعبو .. إني أعترف..لا إله إلا الله.

تحليل جيد استاذ نبيل المعارض القديم المدافع عن الوطن والدولة وليس النظام كما يفهم البعض والذي دفع بالتاكيد ثمن معارضته سابقاوالذي يدفع اليوم ثمن دفاعه عن وطنه دائما الانسان الصادق للاسف يدفع ثمن مواقفه بينما الانتهازي امثال خدام الفاسد الاول في سورية والذي كان يقول لا نريد جزأرة سورية في جامعة دمشق مبررا عدم رضاه عن انعقاد الندوات الحوارية وقتها وامثال راتب حجاب ومناف طلاس وغيرهم كثير ممن رضعوا من حليب النظام وحاربوا الشرفاء بسيف الدولة ولما كان الواحد يحكي كان للاسف يحارب من امثال هؤلاء ومن غيرهم من الانتهازيين الذين دمروا الوطن سابقا وباعوه حاليا . استاذ نبيل نحن معك في الدفاع عن الوطن واضعف الايمان كلمة صادقة. (الجمل): أنا معكم وليس العكس، فالحق يتبع الشعب..

لست سويسري انا سوري ابن سوري قدمت الشهداء من اخوة و أقارب دفاعا عن وحدة سوريا ضد الإرهاب و لكن أرى أن من لم يستطع حماية سوريا من الإرهاب ليس جديراً بالبقاء . (الجمل): كيف نصدقك وأنت لاتظهر اسمك لنعرف ماقدمته أنت وعائلتك..فأول حق للشهدا أن نتباهى بهم علنا..لو كنت صادقا للمت الذين باعونا للأعداء وباركت تضحيات الجيش الأسطوري بدلا من هذا النعيب.. هل سمعت بشيئ اسمه الطابور الخامس ؟

إلى الأخ الذي قال أن نصف الشعب قد قتل: توقفوا عن كي عقولكم و عقولنا و ترديد ما تعلمتموه من الجزيرة و العربية و من لف لفهم. نصف الشعب 11.5 مليون مواطن، فلا تبنوا احاديثكم على كذبةلأننا ملكنا مناعة ضد الكذب بعد ثلاث سنوات من المرض و الحمدلله أن أغلب جنود الجيش العربي السوري لا يملكون ترف قراءة و سماع آرائكم النيرة. استاذ نبيل، عندما كنت أقرأ بعض المواقف و الآراء الرمادية التي تقرع بالجيش المقدس و الإرهابيين على حد سواء كنت أحمد الله و اشكره على أن جنودنا لا يتابعون كل ما ينشر و يكتب. أما و بعد أن حملت السلاح إلى جانب الكثير من زملائي في الجامعة، و اختلطنا برجال الله على الارض الذين لا يرون تلك الكتابات ولا يهتمون لها، أصبحت أنظر إلى تلك الكتابات و ما شابهها على أنها نوع من أنواع الترفيه و الكوميديا و أنظر إلى كتاباتكم على أنها ضمير الدولة و ذاكرة لدمائنا، فقاتلهم بقلمك ولك منا كل الشكر

الأستاذ نبيل المحترم: تعليق خارج عن موضوع الزاوية..أرسلت مقالين مترجمين منذ مدة عبر الإيميل ولم أتلق أي رد عنهما. (الجمل): لم يصلا.. آمل إرسالهما عبر حقل التعليقات وسنعمل على نشرهما على الصفحةالمناسبة وأهلا بك دائما

سؤال بكل براءة : لماذا كل مكان يحل فيه الإسلام ينتشر الجهل والتخلف ؟ ويبدأ القتل والسبي وبقر البطون واغتصاب النساءكبيرات وصغيرات والصبيان أيضاً؟ قبل أن تستنفروا وتندفعوا نحو التعليق عودوا إلى تاريخ انتشار الإسلام وقيام الحكم الإسلامي ومن بعده الوهابي في الجزيرة العربية,ثم أجيبوا على تساؤلاتي البريئة ولاتقولوا بعد اليوم هذا ليس الإسلام الحقيقي وهناك من يريد تشويه صورة الإسلام , وتلقون اللوم على الشرق والغرب هذا التاريخ أمامكم عودوا إليه وانظروا هذه هي( فتوحات )خالد بن الوليد وصحبه وهذه سيرة معاوية ويزيد وهذه صور مجزرة كربلاء بكل بشاعتها ومن قتل فيها أليسواأسباط نبي الإسلام ؟ ومن سبي ألسن حفيداته؟ ومن نبش القبور وعبث بالبقايا أليسوا العباسيين المسلمين ؟ تاريخ كله قتل ودماء لهذا لاأجد مبرراً للقول أن ذباحي اليوم ليسوا من الإسلام في شيء هم مسلمون على طريقة أجدادهم هم أحفاد هند آكلة الأكباد ومعاوية ويزيد والحجاج وكل هذه العصابة ,لهذا أرجوكم لاتدافعوا بلا تبصر عن دين قام على سفك الدماء وسبي النساء وأي نساء إنهن نساء نبيه !!!! يعود التاريخ في حمص القديمة وعقرب وعدرا العمالية ..و..و.. هذه بعض من المشاهد لمن لايدرك حجم شهية المفترسين لأكل لحوم البشر المتحضرين وليس فقط للعض (الجمل): أنت تتحدثين عن السياسيين الذين استغلو راية الإسلام كما استغلو راية المسيحية في الحروب الصليبية واليهودية في الحروب الإسرائيلية.. واسلمي من التعصب والنظرة الأحادية فقد عهدناك أقل غضبا وأكثر موضوعية..

استاذنا الاغلى ..لا تلوم الاخت العزيزة (محكومة بالأمل 1)فنحن جميعا مصابون بحالات متنوعة من المعاناة الفكرية فرضها علينا واقع اسوأ من اسوأ كوابيسنا ولا يستطيع المرء إلا ان يبحث -ولو في التاريخ- عن تبرير لما نراه من همجية ووحشية لأناس عشنا معهم و عاشو معنا و خلنا لمدة طويلة اننا اخوان وتبين لنا نقيض ذلك ولكننا كما الفقاعة في الماء محكومون باتجاه واحد صعودا مهما تخبطنا .. لكم احترامي و محبتي (الجمل): أتفهم ذلك ياعزيزي لكن الإنفعال ليس من سمات المحاربين. كما أن صديقتنا أعلنت الأمل على الجميع منذ البداية..لابد من العيش المشترك بين سكان الغابة المدنية..وأملنا بأن يحد الجيش من شهوة أنياب المعارضة في لحم جيرانها..

أنا أؤيد الأخت المحكومة بالأمل تماماً في كل ما قالته. وأنا مثلها محكوم باليأس من التفريق بين اسلام واسلام شامي ووهابي وغير ذلك من أوهام نعلل بها أنفسنا وهي سراب ! الداء هو الأديان كلها (وليس الإسلام وحده) والتعصب لها! كلها تعض بل تطحن البشر بأقدامها ورجالها الجاهزين لعض كل من يهدد نفوذهم وسلطانهم وسلطة أسيادهم الملوك والجكام والسلاطين والولاة وووو...الفتوى جاهزة والصكوك والحور والحرب المقدسة كلها في خدمة أرباب الأديان والحكم! (الجمل): أيها الستاليني الأشم: سبق وقلت في سلسلة الإسلام الشامي قبل عامين: شكل الماء شكل الإناء.. البشر بحاجة إلى أديان وأساطير تخفف عنها عبء الموت..وفهمكم كفاية

نبيلنا الصالح لم أك يوماً طائفية السبب بسيط أنني علمانية ملحدة ولهذا أنا اقرأ التاريخ بمنظور محايد ولكل الأديان فيما تقدم لم أتجنب الحديث عن بقية الفلسفات_-الأديان_ التي تحكم حياة البشر ولكني ركزت على الإسلام لما أراه اليوم من تنطح البعض لرسم صورة مشرقة لم تكن يوماً حقيقية ,طبعاً أنا لا ألزم أحداً ان يتبعني في أفكاري وآرائي ,ولكن دراسة متأنية صحيحة لما نقل عن تاريخ نشر دعوة محمد يعطيك جواباً حقيقياً. أنا تربيت في بيت يحترم جميع الطوائف والملل وكان القرآن في مكتبة أبي -رحمه الله -إلى جوار العهد القديم والعهد الجديد , وتفسير القرآن إلى جوار البخاري وصحيح مسلم بجوارهما كان نهج البلاغة وديوان أبي نواس وأبي العتاهية على رفٍ واحد ,ولم أسمع عن الشيعة والسنة إلا في مرحلة متقدمة ,وقد رفض والدي رحمه الله أن يناقشني في ماهية الطوائف في بداية حياتي العلمية خشية التطرف , لكني بحثت وفتشت وقرأت من ديانة الدروز إلى العلويين ناهيك عن السنة والإسماعيلية .. و.. باختصار كل الطوائف حتى الصغيرة منها ,وطبعاً تعبت جداً للوصول إلى كتب بعض هذه التيارات التي يعد بعضها أن الإطلاع على حقائقه من المحرمات,وكل رفاقي ورفيقاتي على امتداد حياتي العلمية من الابتدائية إلى الدراسات العليا كانوا من كل الطوائف والأديان ,وجميعهم في كل المراحل كانوا يلقون نفس الحفاوة من أهلي بغض النظر عن عقائدهم .لهذا عشت حياتي متحررة من الانضواء تحت راية ما حتى رايات الأحزاب المتنوعة المختلفة وفضلت دائماً أن لا أنتمي لأحد إلا الفكرة المجردة التي تقنعني . ايها السادة ما يجري في الوطن اليوم تأسس على أسس متينة : أولها التربيةحيث اخفقت في مناهجها التي تفرض أتجاهاً معيناً لا يمكن القبول به ,هل يقتصر تاريخ سورية على بعض الأسطر عن الحضارات السورية القديمة ولا نجد كلمة واحدة عن المنجزات السورية: من اللحن الأول الذي يعني سمو الروح إلى الفرن الأول والمعصرة الأولى ..و..و..اختٌصر كل ذلك بأسطر بسيطة وانفرد تاريخ الفتوحات الإسلامية بصفحات وصفحات عن ابن الوليد وابن الجراح وحفظ التواريخ والأماكن وانتقل التفصيل إلى حروب محمد علي في العصر الحديث ؟؟؟ هل هذا تاريخنا ؟؟لماذا لا يتم التركيز على سوريا ودورها الحضاري بشكل مشرف ومفاخر بكل شيئ سوري .للمقارنة التاريخ الفرعوني يدرس بكل تفاصيله في مصر . ثانياً في التربية الدينية التركيز على القيم والأخلاق قليل جداً وبشكل انتقائي بينما نعلم منذ الصف الأول أو الثاني عن تاريخ البعثة والهجرة ونكرر ونعيد في كل مرة بنفس الكلمات ,لماذا لايكون التاريخ استمراراً من البعثة إلى الهجرة إلى القيم الجديدة _مع تحفظي على الكلمة_التي انتشرت لماذا لايعلّم الطفل عن القيم والأخلاق إلا عندما يصبح شاباً وعندها يكون شيخ الجامع قد شرّبه كل مايريد عن الطوائف والتتطيف لماذا لايدرس عن هذه البدعة للملل والنحل بعد وفاة محمد بمئات السنين لماذا لايكون القيم الروحية مسألة متروكة للمنزل وكل مايتصل بالدين هو من اختصاص السرة ويقتصر الدين في المدارس على القيم ومناقشتها ومقارنتها مع بقية الأديان والحضارات ؟؟؟ لا يهمني كيف ومن يصلي ويسجد ويزكي ويحج كلها أمور مختلف عليها بين الطوائف لتترك للأسرة في المنزل وليكن توحيد الأفكار بين الجميع هو السائد, طبعاً ليس كل مدرسي التربية الدينية على نفس السوية هناك من يقوم بما أشير إليه ولكنهم قلة . ثالثاً: الانفلات غير المعقول لرموز التدين من شيخات ومشايخ لبث الأفكار الهدامة في المساجد والملتقيات ,ويفرح البعثيون بكثرة المساجد ولكن هلا أعلمونا كم من المدارس والمعاهد ومراكز الأبحاث استحدثت ؟؟كم جامعة في 14 محافظة سورية ؟؟هي اربع جامعات وفروع متفرقة هنا وهناك؟؟؟!!! هذا مايثير الحسرة في النفس ,هذه هي الأسباب الحقيقة لما نعانيه لنضع اليد على الجرح كي نتقدم لم يعد مفيداً على الإطلاق اللون الرمادي والموقف الوسطي لنخرج من خوفنا ولنواجه إهمالنا وتوارينا خلف الكلمات والصمت في بعض المواقف ..الحل أيها السادة أن ننطلق متكاتفين لإعادة بناء الإنسان قبل العمران . آسفة للإطالة لكنها تبيان لبعض المواقف .وأنا لست ولم ولن أكون طائفية واحترم كل من يكتب أو يهاجم أو يعلق فهذه وجهات نظر عاشت سورية .حماكم الله جميعاً

استاذ نبيل بالبداية اود ان اعبر عن اعجابي بقلمك وقدرتك اللامتناهية باستخدام المفرادات والتعابير انا من المتابعين لكتاباتك بصمت,لكن الذي كسر صمتي هذه المرة كلام احدى الاخوات عن كم الاجرام الموجود اينما حل الاسلام,استاذي الكريم لن اذكر لك كم الاحاديث والاحداث التاريخية التي توصف لنا كم الاجرام والعنف لدى الاسلام منذ ايام الرسول وبعده لانك ربما ستقول رواة الاحاديث والتاريخ تربوا في بلاط السلاطين وانا اتفق معك.في ذلك,لكن استاذ نبيل اذا فتحنا القرآن وبحثنا عن كم الآيات التي تدعوا للقتل والذبح وتتحدث عن توزيع الغنائم والسبايا و العبيد وما الى ذلك كل هذا يضعنا امام نتيجة ان الاسلام ليس كما يحاول المعتدلون منه توصيفه,حسب رأيي المتواضع طبعا من يطبق الاسلام اليوم بحذافيره هم القاعدة واخواتها, وحديثك عن الاسلام الشامي هو ليس اسلاما صافيا بل مهجن ببيئة واخلاق ونمط معيشة اهل بلاد الشام المختلفة كليا عن الاسلام الحقيقي الذي خرج من بيئة صحراوية بدوية قاسية صلبة تعيش على الغزو والنهب, استاذي بالنهاية تعليق اخير ان الصراع بين الثقافة الزراعية والثقافة الرعوية ستبقى الى ابد الآبدين ولكن كلنا امل ان يأتي قابيل زراعي لقتل هابيل الرعوي ليخلص العالم من شرور البيئة الرعوية الصحراوية ا واتباعها,,,تقبل احترامي ودمت بخير (الجمل): أنا أدرس وأحلل الأديان كمنتج بشري وبالتالي لاأستطيع تجاهل الجغرافية الدينية وتراكماتها الثقافية عبر الزمان..شكرا لمرورك الكريم

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...