نقاش بالأرجل والايدي وعبوات المياه في مجلس النواب الأردني

12-12-2006

نقاش بالأرجل والايدي وعبوات المياه في مجلس النواب الأردني

شهدت جلسة لمجلس النواب الأردني أمس عراكا شديدا بين اثنين من أعضائه، تدخل فيه لاحقا آخرون، واستخدمت فيه الأرجل والأيدي وعبوات المياه، فضلا عن تبادل الشتائم، وتطور إلى اعتداء وصف بأنه سافر على مصورين صحافيين كانوا يلتقطون الصور ل “المعركة”، ثم مصادرة كاميراتهم، وهو ما حدا بالصحافة اليومية الأردنية إلى إعلان مقاطعتها الشاملة لنشاطات المجلس إلى أن تتحقق ثلاثة شروط معلنة.

وأصدر رؤساء تحرير الصحف الأردنية الأربعة، الرأي والدستور والعرب اليوم والغد، بيانا شديد اللهجة استنكر التصرف غير المبرر لنواب يفترض أن يكونوا حماة للديمقراطية وحق الصحافة الدستوري في تغطية الشأن العام، وأعربوا عن استغرابهم لمصادرة كاميرات الصحافيين بعد أن وجه نواب الشتائم للمصورين وضربوهم وقاموا بتخريب كاميراتهم، واعتبروا الاعتداء على الصحافيين اعتداء على حق الصحافة الدستوري وعلى حرية التعبير، واتخذ رؤساء التحرير ثلاثة قرارات، أولها مقاطعة جميع جلسات مجلس النواب إلى حين اتخاذ خطوات منها إصدار بيان رسمي يعتذر عن الاعتداء ويدين التصرف الذي لا ينسجم مع الديمقراطية ويخرق القانون، وإعادة جميع الكاميرات التي صادرها المجلس بطرق غير قانونية وتصليح ما تعرض منها للتلف، والتزام مجلس النواب بتأمين الظروف المناسبة لعمل الصحافيين بحرية ومن دون إعاقات.

وكانت المشكلة قد بدأت عندما هاجم نواب، في مقدمتهم مفلح الرحيمي وزميلاه غالب الزعبي وحاتم الصرايرة، مصورين صحافيين كانوا يلتقطون الصور لعراك اندلع بين النائبين محمد العدوان وعبد الثوابية.

وحسب إفادات الصحافيين الذين تعرضوا للاعتداء في مركز حماية وحرية الصحافيين، فقد ثبت بأن النواب الثلاثة أطلقوا أوصافا بشعة على المصورين وأخرجوهم من تحت قبة البرلمان بالضرب والشتم ووصفوهم بأنهم “كلاب”، وأطلقوا عليهم نعوتا أخرى.

وقال المصور محمد الرفايعة إنه تعرض للركل، وإن النائب الرحيمي حاول ضربه مرات، كما تم الحصول على الكاميرات وإلقائها على الأرض وتحطيمها فيما طرد المعتدى عليهم من تحت قبة البرلمان. وحسب الرفايعة وآخرين فإن التهمة الوحيدة التي وجهها النواب المعتدون للمعتدى عليهم هو السعي لالتقاط صور للعراك بين نائبين.

وكانت المشاجرة بين العدوان والثوابية وما تبعها من تطورات قد اشتعلت قبل بدء جلسة مجلس النواب التي عقدت أمس، والمخصصة لخطاب الموازنة، إذ اتسع النقاش الذي كان دائرا حول موضوع اللجان النيابية ليتحول إلى الشتم والتشابك بالأيدي واستخدام الألفاظ النابية لكل منهما.

وبعد تدخل نواب كانوا حاضرين قبل بدء الجلسة، تم فض الاشتباك، إلا أنها تجددت فور دخول رئيس المجلس إلى القبة مباشرة، حيث بدآ يتعاركان بالأيدي والأرجل.

وعقد مركز حماية وحريات الصحافيين اجتماعا مع المصورين والصحافيين المعتدى عليهم لتوثيق الاعتداء وتقرر إرسال رسالة احتجاج للعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، وبحث إمكانية رفع دعاوى قضائية ضد المعتدين والإصرار على اعتذار واضح. وتدارست نقابة الصحافيين في جلسة طارئة تداعيات الاعتداء، وأصدرت بياناً استنكرت ودانت فيه بشدة الاعتداء، بعد أن اعتبرته سابقة خطيرة ومستهجنة. وقرر المجلس اتخاذ سلسلة من الإجراءات وتدابير تصعيدية، منها الاعتصام والمطالبة باعتذار علني للأسرة الصحافية بكاملها، ومقاطعة جلسات ونشاطات مجلس النواب حتى إشعار آخر.

المصدر: الخليج

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...