مقدمة في تاريخ الجنون السوري (2)

29-08-2014

مقدمة في تاريخ الجنون السوري (2)

هل الشعب مجنون أم عاقل، هل هو حقاً عارف طريقه نحو المستقبل، كما تقول شعارات المعارضات العربية التي جنحت نحو صحراء (السلف الصالح) الذي يشبه "داعش" ؟ المنطق الفلسفي يقول أن النتائج مرهونة بالمقدمات، بينما نحن لا نعرف من هاذي المقدمات لتاريخ الشعب سوى ما ذكر من أعمال النخبة السياسية والدينية والعسكرية وصراعاتهم المجنونة التي واجهوا بها جنون الأمم الغازية !

الوسائل الوحيدة التي بين أيدينا للاستدلال على ما يكون بما قد كان هو الحفريات اللغوية أولاً والقطع الأثرية المكتشفة ثانياًَ إضافة إلى الحكايات والأساطير المبثوثة في الثقافة الشعبية، ونترك ماهو رسمي لمغفلي المدارس.. لكن وبما أن المعرفة القديمة مازالت مرتبطة بالنصوص المقدسة فلا مناص من أن نفتش في تبن اللغة عن إبرة الحقيقة التي خِيطت بها شيفرة «الشعوب السماوية» بعدما انتشرت دياناتها التوحيدية شرقي المتوسط قبل أن تتمدد على مجمل خارطة العالم القديم والجديد مسببة خلافات كثيرة بين أهل الأرض كما لو أنها وباء تنتشر فيروساته عبر البرامج الدينية في «الحواسيب البشرية» وتستعمرها بشكل مدمر قلّ أن ينجو منه جهاز إنساني، وإذا حصل، فإن البرامج الأخرى تعمل على تدميره أو عزله في أحسن الحالات..

نظم  الإنسان السوري القديم حياته على إيقاع آلهته، القمر والشمس، فكان الزمان.. ثم شخصن المكان وجعل له أرباباً ثانوية:  الخصب والموت والحب والحرب والثقافة والخوف .. فكان أكثر تجانساً مع ترابه الذي ينبت منه وإليه يعود ليرقد فيه حتى لو كان في أبعد نقطة عن مكان ولادته.. هل تدركون لماذا يعود الإنسان، كما لو أنه سمكة سلمون، ليموت في الأرض البائسة التي هرب منها طوال عمره! إنه سر التراب الحكيم الذي ننتمي إليه فعلاً وليس إلى السماوات السبع التي افترضتها الديانات السماوية ثم أثبت العلم الوضعي انتفاء وجودها..! فسرّ الألوهة موجود على الأرض وليس في الأثير الفارغ إلا من شحنات الطاقة والضوء، وهو يتجلى في عبقرية التراب وقدرة الماء الذي ترف روح الرب فوقه وتتلجلج في طين الكائنات الحية ونسغها كما لا يستطيع عقلنا أن يدرك.. طاقة مبثوثة في المخلوقات وجاذبيتها الأرضية التي تمسكها لئلا تقع فوق بعضها.. طاقة موجودة في الماغما والثروات الباطنية التي نعتاش عليها كما لو أن الأرض جسد الرب التي نتقوت بها ثم ننهبها وندمرها كما لو أننا كافرين..

لهذا كان الإنسان السوري الأول ألصق بترابه ومائه كما لو أنه طين أولي معجون بيد الرب وقدرته؛ طين نقي من كل دنس، ينفخ الرب فيه من روحه فيكون عقلاً وغريزة متصارعين في جسد كما لو أنهما آدم وإبليسه، اللذان ذُكرا في الأساطير اليهودية التي تورطت بها الأديان التالية لها..

فقد بدأ التلوث العقلي مع انتشار الأسفار اليهودية في الديار الشامية، ثم بنت المسيحية عليها كنيستها، لتبني الديانة الإسلامية بدورها فوقهما، حيث قامت الثقافة السورية (السماوية) وبنيت على أساس خطيئة آدم السماوي، الذي كان صنوه الأرضي قد اكتشف القوانين الأخلاقية قبلما يأكل تفاحه المدنس برغبة الخلق والتكاثر، وقد ثبت قوانينه هاذه على"اللوح المحفوظ" ككرت الذاكرة، ونقصد لوح الوصايا التي اعتمدتها الشرائع القديمة قبل أن تأتي الديانات الموسومة بالسماوية لتبني عليها وتؤممها لصالح أتباعها من دون «الأغيار» «الغوييم» «المشركين» الذين وضِعوا جميعاً في سلة واحدة، الكاذبين منهم والصادقين، إلى أن  يدخلوا في الدين السماوي الجديد أفواجاً، وبعدها فقط يمكن أن يبدأ تسجيل حسناتهم في دفتر الرب السماوي !؟

وقد شرعنت «النصوص السماوية» لعبة القتل والتقطيع والتعزيز لتوسيع وتعزيز أسوار السياسة والدين على حساب الناس الصالحين بحيث صار الانتماء إلى الحزب السماوي الجديد هو ما يعطيك صفة المؤمن الصالح، وعدم الانتماء صفة الكافر الشرير حتى ولو كنت تمشي على صراط الأخلاق المستقيم!؟ وبات بإمكان الفرد المريض بالكراهية أن يغدو نجماً دينياً يهيمن على أرواح أتباعه ويوجه سلوكهم انطلاقاً من البيت الذي قيل أن الرب يسكنه واسمه كنيس أو كنيسة أو جامع كما ورد في كتاب الرب الذي لا يأتيه البلل من خلفه وأمامه في كل زمان ومكان..

فمنذ ثلاثة آلاف عام بدأ استعمار النص السماوي المقدس الذي تحكم بسائر القطعان وفصل طريقة حياتها تحت سلطة الآب الخفي الذي ينوب عنه الآباء الأرضيون بوكالة شفوية، النص المعمّى الذي يشبه شارحه وفريقه المذهبي أكثر مما يشبه نفسه حتى صار لدينا مذاهب بعدد الفقهاء، أو نصفهم، أو أقل قليلاً، بحيث يبدو مع تقدم الزمن كبيراً كثيرا..

فقبل صدور الكتب السماوية كانت الشرائع الإنسانية المنقوشة على الألواح الطينية مختزلة، بسيطة، واضحة، بمفردات قليلة، وتراكيب غير معقدة، تتناسب وبساطة الحياة الرعوية أو الزراعية، غير أن صدور الكتب السماوية بلغاتها الفصحوية المتعالية التي لا يتقنها سوى الكهان والخطباء، شكل هيمنة صوتية على أسماع وأفئدة عموم الناس من متكلمي العامية غير المقدسة، وبالتالي بات قيادهم أسلس.. كما أن تعقيد التراكيب والكتابة والتشكيل والتنقيط استدعى تدوين علم النحو لضبط العقول على إيقاع النصوص (المفكرة بذاتها) في مجتمع شفوي وأمي، فأنتج علم النحو مجتمعاً محافظاً يميل إلى سهولة النقل والإتباع أكثر من التفكير والإبداع، فتقدم النقل على العقل كلما أوغل الدين وتغلغل في نفوس محازبيه المتشددين، وكان هذا أمراً حسناً في عيون الولاة الاستبداديين وسائر «أمراء المؤمنين» الذين رأى أغلبهم في الاجتهاد (هرطقة وسحراً وزندقة) تستوجب فصل الرأس المفكر عن جسده الذي يعتبر ملكية للطائفة بما فيه قلفة الذكر وبظر الأنثى في اليهودية والإسلام بينما زادت المسيحية عليهما الرهبنة التي تعني إلغاء العضوين المبشرين بالحياة والتفاح  ...

ينتمي النص المقدس إلى عمق اللغة المفكرة بذاتها أكثر من انتمائه إلى حركة الحياة خارجه، فهو منذ لحظة صدوره بات في مستنقع الماضي، بينما زمن الإنسان يجري كالماء بعكس اتجاه الماضي ويتقدم عليه بالتجربة، ولهذا فإن ربط الإنسان (غير المقدس) وعقله الجاري في نهر الزمن، بالنص المقدس والمجمد في الزمن، ساهم في فصام عقله الديني عن عقله الاجتماعي، حتى بتنا نرى التاجر في أسواق دمشق يحلف الأيمان الكاذبة وينتج الإعلانات المزيفة لترويج بضاعته، ثم يذهب إلى بيت الرب سواء كان كنيساً أم كنيسة أم جامعاً ليؤدي صلاته بخشوعٍ للربّ شديد بمشاركة زبائنه الضحايا، وعندما تسأله عن مثل هاذا التناقض في سلوكه، يقول لك: ( كل شي لحالو خاي.. الدين شي والحياة شي)، إذ يمكن للتاجر أن يجد له صاحبة أو غلاماً يفترعه، كما يمكن له أن يتجاوز حقوق شريكه وسرقة زبونه لأن «التجارة شطارة» وربه لن يسامحه في فروضه الدينية فيما لو تهاون فيها، بدءاً بالصلاة وانتهاء بالحج والزكاة: "حج مبرور وسعي مشكور وتجارة لن تبور" حيث يمحو ذنوبه بالتبرع بجزء من أرباحه المضاعفة بالخبث.. إنه نوع من الفصام الأخلاقي الذي راكمه استبداد النص السماوي المقدس بأتباعه الأرضيين غير المقدسين..

ف"داعش" اليوم كما "النصرة" التي خرجت من مؤخرة "القاعدة" هي نتاج الكتب العتيقة، ونصوصها المهيمنة، التي خرج منها الخليفة وأمراؤه وجنوده من حيث لا ندري، وكأنه ثقب في الزمان تدفقت منه شخصيات التاريخ الميت لقتل ما تبقى فينا من الإنسان المعاصر الذي تم إنجازه منذ الاستقلال... اسمعوا إلى هاذي اللغة الوعظية المتعالية التي ينطقون بها وهم يتقمصون محمداً وأبي بكر وأبي الدرداء وقتادة والقعقاع.. ليس لديهم أي شيء أرضي يؤسسون عبره لوجودهم الاجتماعي بيننا ككائنات مجهولة سوى القتل بواسطة هاذي اللغة «الجزلة المتينة» والاستشهادات المستلة من «الكتاب» المقدس الذي لا يسمح للشعب بإعادة التفكير في دلالاته خارج السياق الذي وضعه الفقهاء المتراكمين على مزبلة الزمان.. وهنا يكمن مقتلنا في منهج النقل الذي ألغى العقل.. النقل عن النص المقدس الذي يلغي (العقل المدنسّ بالعلوم الأجنبية التي تدرس في مدارس الدولة الكافرة !؟) إنها محنة الإلتزام بالكتب القديمة التي تحتوي على المعرفة المجمدة في ثلاجاتها رافضة الطعام الطازج المقطوف من حقول الفكر والمعرفة المتدفقة في عقول المبدعين ونسغهم الأخضر.. وبالتالي فلعل أفضل ما تعرض له العرب هو إقدام المغول والتتار على رمي كتب مكتبات بغداد في نهر دجلة حتى تلون ماءه بلون الحبر حيث خلصنا مجانين الغزاة من بعض غذائنا المجمد، فما تبقى منه في (الكتب الصفراء) التي يعنى السلفيون بطباعتها كان كافياً لإعادة تصدير الأفكار الاتباعية للسلف الصالح والمطيعة للولاة والحكام في الوقت الذي حجبوا فيه الكتب التي تحتوي أفكاراً متمردة قد تقدح شرار العقل العربي الإسلامي..

ولكن ما هو الغذاء الذي كان يتقوت به العقل العاميّ ولغته اليومية للموازنة مع عقل الفصحى المقدس؟ ألف ليلة وليلة ـ الزير سالم ـ دليلة والزيبق ـ تغريبة بني هلال ـ سيف بن ذي يزن ـ خرافات الأنبياء وقصص المتصوفين والأولياء وغيرها من حكايات ما قبل زمن الطباعة وأوائله، فيما تبنت الدولة السورية الأولى، بعد تعريب المناهج الدرسية الذي جرى أواخر أيام الحكم العثماني، لغة قريش المقدسة ودين الإسلام الأموي، على الرغم من انقراض بني أمية ومؤيديهم قبل قرون سحيقة على يد العباسيين، وعدم استخدام لغة قريش في التواصل الإجتماعي، وذلك كردة فعل على سياسة التتريك والفرنسة الاستعماريتان، أي أنها اعتمدت لغة وثقافة الغزاة العرب الجنوبيين بديلاً لثقافة الغزاة غير العرب الشماليين، وتجاهلت في مناهجها المدرسية التنويه للثقافة الشعبية المتجذرة في تراب الناس ولاوعويهم العميق، إذ ربطت العروبة بالإسلام ولهجة قريش التي كانت لغة الإذاعة والتلفزيون والمسرح وحتى ترجمات الأفلام الأجنبية حيث كان أبطال هوليود يتحدثون بلغة قريش بفضل حكام البعث ومن قبلهم آباء الإستقلال الذين كانوا محكومين بالإنعكاس الشرطي ضد الإستعمار الفرنسي ومن قبله التركي والمملوكي ليشكلوا مستقبل «رد الفعل» السوري بدلاً من ابتداع ثقافة معاصرة تواكب حركة التقدم الإنساني.. كما تم ربط فنون الثقافة الغربية المستوردة بإشارات تمتد بجذورها إلى الثقافة العربية، فراحوا يفتشون عن الإشارات المسرحية والروائية والسينمائية وحتى العلوم الفيزيائية في النصوص العتيقة لعرب نجد الأقحاح كنوع من الإنكار لتفوق الإستعمار الأجنبي !؟

وبالعودة إلى ظروف تشكل العقل العامي المنفصل عن العقل الرسمي (الفصيح) فقد كونت ألف ليلة وليلة جزءاً من مخيال الفرد السوري بينما «مجروية الزير سالم» شكلت نمط شجاعته الفردية، أما ثقافته الدينية فكانت أسيرة فهم إمام الجامع للإسلام الذي يختلف عن فهم إمام الجامع المجاور، الخطيب الذي أخذ اسم مهنته من فعل الخطابة بالفصحى مدعماً عظاته غالباً بحكايات مجتمع الصحراء العربية الذين أبدعت لغتهم أربعين اسماً للناقة ومذكرها الجمل الذي سميت باسمه أيضا أشهر حروبهم الأهلية.. وقد استمرت ثقافة بيئة الجمال الى زمن استيراد الترين الذي سمي قطارا على اسم قافلة الجمال كما سمي التلفون هاتفا أي صوت الجن وصولا إلى النت الذي أطلق عليه اسم الشابكة.. وهكذا امتلك السوري عقلاً مجزءاً غير متجانس، إتباعي لا إبداعي، لغوي لا علمي (كائنات مسلسل باب الحارة وحارة الضبعة المعادي نموذجاً)... إلى أن دخل الاستعمار الفرنسي بمدارسه ومشافيه وكهربائه التي مددت على عُمدٍ، وهندسته المعمارية التي امتدت شبكاتها الصحية تحت الأرض بعدما كانت مكشوفة في العراء كما في بغداد اليوم.. فكانت الصدمة من براعة الغازي وثقافته الجديدة المنفلتة من عقال النصوص المقدسة: إعجاب ممزوج بالكراهية والغيرة من هؤلاء «الكفار» الأنجاس، الأمر الذي دفع الأثرياء إلى إرسال أولادهم إلى جامعات ومدارس «الحرية» التي أوجدها الانتداب الفرنسي، حيث تخرج الأولاد منها ليقودوا حركة الحداثة في المجتمع والدولة الأولى لسورية «الحرة» إلا قليلا !؟

غير أن الأبناء لم يفلحوا في قيادة سفينة بدفتين متعاكستين: شرقية شرعية، وغربية علمية، فأنتجوا دستوراً للدولة وقوانين للأحوال الشخصية، تمد رقبتها نحو الحداثة لكنها محكومة بطول رسن الشرع.. فلم يتفق أهل السفينة الإخونجية البعثية الشيوعية القومية الناصرية السورية: هل يتقدمون نحو الغرب أم يرجعون إلى ماضي الشرق، وبات الفرد السوري المسافر في يومه يعيش حياتين مزدوجتين: حياة المنزل وقوانين الأسرة الشرقية المحافظة، وحياته العملية خارج البيت، والتي تعرضت في معظمها لحركة التحديث والتغريب، في المدرسة والمؤسسة والمصنع والمزرعة.. كما بات يتحدث بلسانين ويسمع بلغتين من جذر عربي واحد: الفصحى الرسمية في الجامع والإعلام والخطاب الرسمي، والعامية الشعبية في حياته الحقيقية والطبيعية، الأمر الذي هيأ لفصامه ساعة بعد يوم وشهراً بعد سنة وأوصلنا إلى الجنون التام في خطاب «الثورة السورية» التي يديرها الإسلافيون ويشارك فيها ماركسيون جنحوا نحو طوائفهم في غفلة من العقل اختلطت فيها ذقن غيفارا مع لحية الخليفة أبي بكر البغدادي في كثافة من الشَعر غير المشذب آيديولوجياً..

وبالعودة إلى سيرة «الزير سالم» التي يختزل بطلها انتفاخ الديك السوري، كما تجسدها مسلسلات البيئة الشامية، لنتأكد من قدرة السوري على القتال ومقارعة الاستعمار، ولكنه بعد انتهاء الحرب غير قادر على تجديد بنائه الإجتماعي ومراكمة تمدنه واستحقاق مكتسبات الحداثة بيديه المقيدتين إلى توجهات شراح النصوص المقدسة، حيث الشرح يستدعي الشرح إلى أن يبتعد المعنى عن النص الأساسي ويبعد جمهوره عن جمهور غيره وكلا الجمهورين يقفان في الزمان ولا يتقدمان في المكان، ومن طول الاستنقاع يبدأ الفريقان بالتناطح على المصالح والتفاخر حتى في المقابر.. «ألهاكم التكاثر حتى زرتم المقابر» ..

أما بالنسبة لسايكولوجيا المرأة الشامية فهي أقرب إلى حكايات «ألف ليلة وليلة» كما ذكرنا بحيث أتخيل أن مؤلفها امرأة، امرأة تاجر أو جُلَّاسة في حمام السوق تجمع الحكايات الخرافية التي تشبه الواقع غير الواقعي لأمة توقفت عند قراءة أول كتاب جمعته ولم تقرأ بعده شيئاً رغم أن كتابها هاذا يبدأ بأمرهم بالقراءة: إقرأ !؟ فألف ليلة وليلة تنضوي على ما لم نعرفه حول سايكولوجيا المرأة المحكومة بشبق ديكها كما لو أنها دجاجة، الأمر الذي يضطرها إلى ألاعيب «الحريم» حيث تنشأ الفتاة كريحانة في أصيص ذكور العائلة وتنتهي إلى قهرمانة تقهر الرجال بعدما ينتهي دورها الجنسي وتغدو الأم الكبرى تيامات «تيتا» تحكم رجال الأسرة وتحركهم كما في حكايات «دليلة والزيبق» الشعبية.

وهكذا عاش السوريون في سلسلة انتدابات لا تنتهي: انتداب عسكري ـ انتداب ذكري ـ انتداب نسوي، هاذا عدا الانتداب الطائفي والإثني الذي يسوّر الجميع بدائرته المغلقة كسور دمشق العنصري قبل الإستقلال، باستثناء الانتدابات العسكرية التي كانت تمد يدها دائماً نحو حداثة الغرب للحصول على سنده وأدوات قوته، فكانت حداثتنا من أسفٍ ثمرة العسكر لا المثقفين التنويريين، لهذا بقيت مقتصرة على استيراد التكنولوجيا دون الإفادة من الثقافة التي مهدت للنهضة الغربية، حيث عطل العسكر ورجال الدين عمل التنويريين وأبقوا على هيمنة النص واللغة والسلف الصالح وراحوا يفتشون عن بذور الحداثة في متاحف الأمة وغبار موتاها، فاختلفوا مجدداً حول شرح النصوص المقدسة بينما لم تشكل (ثقافتهم العامية) أي خلاف بينهم بحد علمنا بعد، وهكذا حصلنا على مدينة إسبارطة العسكرية بدلا من أثينا الثقافة !؟

إذاً يمكننا القول أن الازدواج اللغوي كان مقدمة للخلاف العقائدي، حيث كانت لغة الغازي القرشي هي ما يحكم الخطاب السياسي الرسمي المحافظ، ولأن شجرة قريش البعلية لا أشجار السوريين المروية هي ماظلل رؤوس المواطنين، منذ أن نقب خالد بن الوليد سور دمشق وتسوّر الجنود حياة المدنيين، استمر استيراد النخبة الحاكمة من البيئة الصحراوية، أي أن الانتداب الاستعماري كان سائداً منذ ما قبل السلوقيين وحتى انتداب الفرنسيين، وكذلك اللغات الرسمية الحاكمة، لم تكن أبداً هي لغة الشعب (العامية) التي أنتجها السوريون عبر آلاف السنين !؟

تاريخ الخطأ السوري
الإنسان منظومة لغوية تتشكل من مجمل الحكايات التي تحرك برنامجه الزمني: حكاية الأسرة والطفولة الأولى، الحارة والبيئة الحاضنة، الطائفة ورجالاتها، المدرسة والمعلمين والرفاق، حكاية الأعداء والأصدقاء وغير ذلك.. وهي تجتمع كمصفوفات داخل برنامجه العام وشيفرته الوراثية، فيأتلف ويختلف مع باقي المجموعة التي تشكل بيئته الإجتماعية بحسب تشابه وتقارب حكاياته معهم، بحيث يمكن القول أن الحكايات الرئيسية التي يشترك بها مجتمع ما هي ما يشكل هويته الأساسية إلى جانب اللغة والمصالح والعصبيات والتاريخ والمشيئة المشتركة بالإضافة إلى ذاكرة الألم الجمعية التي تغذي دائرته العصبية، حيث نجد لدى كل مجتمع هولوكوسته الذي يحرك خوفه وردود أفعاله، نوعٌ من الفوبيا العامة التي تصب في حالة الجنون العام وتعرقل التلاؤم وتماسك الشخصية الإجتماعية.. وحتى نفهم القسم الأكبر من بنية عقل عامة المجتمع السوري لابد من العودة إلى قصصه الشعبية الخالدة، والتي يمكننا تقسيمها إلى فئتين، مؤنثة أنتجتها ذاكرة النساء الشفوية، ومذكرة أنتجتها حاجة الرجال إلى الفخر وإظهار القوة الديكية.. وفي حين تمثل «سيرة الزير سالم» و«سيرة بني هلال» و«سيف بن ذي يزن» عالم التبجح الذكوري، تمثل «ألف ليلة وليلة» و«دليلة والزئبق» عالم التشويق والمراوغة النسوي، هذا عن ا لذاكرة الشعبية المخزنة باللغة (العامية) داخل مصفوفة كل فرد، أما الذاكرة الرسمية فهي مخزنة باللغة القرشية (الفصحى) وتتمثل في الحكايات الدينية والسياسية للسلطة الأبوية القاهرة للمرأة وعامة الناس المحرومين من حظوة استخدامهم للفصحى من على منابرها المقدسة، إذ يمكننا وسم ذلك بالطبقية الجنسية التي أضافت دائرة أخرى إلى مجمل الدوائر العنصرية للعصبية الشرقية، حيث ناست الشخصية السورية واهتزت بين خطابي الفصحى والعامية في الذاكرة الجمعية، إضافة إلى تأثير الثقافات الغازية القادمة مع سنابك خيول الأعداء لتقرع أبواب السوريين مع كل حقبة جديدة، حيث يضطر الفرد باستمرار إلى إعادة النظر في ترتيب عقيدته وأخلاقه لتناسب مصالحه، الأمر الذي مهد لظهور فلسفة التقية  والمراوغة بغية موازنة حياته القلقة، ولكن إلى حين ينحشر في الزاوية ويغدو مضطراً للمجابهة على مبدأ «إذا هِبت أمراً فقع فيه»..
إذاً وفي الوقت الذي كانت تشكل فيه اللغة القرشية، القوية الجزلة والصائتة المقلقلة والمقعقعة بغنّة ومن دون غنّة، لسان نخبة السلطة المستبدة، مثلت اللهجة العامية ماء الشعب الذي يسبح فيه الجميع: سرد مبسط وسلس، تقريري ومباشر يذهب إلى دلالته مباشرة دونما مخاتلة أو مواربة مجازية، وهي لغة ذات اتجاه واحد في التفسير، ولو نقلت لها الشرائع لما كنا تورطنا بكل هاذي المذاهب التفسيرية التي شرذمت الأمة.. إذاً فقد تحولت النصوص الرسمية المقدسة إلى منظومة منفصلة عن حداثة الحياة في العصور المتعاقبة، وهي منظومة تتحكم بحامليها وتحركهم كما لو أنهم عبيداً تابعين لا مبدعين فاعلين، وهكذا تأخرت استحقاقات شرق المتوسط الإنسانية أمام نهوض الغرب الاجتماعي وتطوره اللغوي والثقافي الذي أنتج مفهوم المواطنة ومنظومة الجمهورية العادلة..
فمن خلال التنقيبات اللغوية والدلالات الحكائية يمكننا أن نغور عميقاً في الشخصية السورية، حيث تمتد حفريات الفصحى لمسافة أربعة عشر قرناً بينما لا نعرف عمق العامية وقرارها، ولكنها أقدم من لهجة قريش بالتأكيد، فلهجة قريش كانت لغة الرب المسلم ووكلائه في الشام، بينما تمتد العامية إلى ما قبل الرب المسيحي واليهودي اللذان استعبدا السوريين بنصوصهم المقدسة أيضاً ردحاً من الزمان.. وقد ساهم هاذا في ازدواجية الفرد السوري، الكاذب في صدقه، والصادق في كذبه، إلى درجة اختلاط المسائل الأخلاقية وموازينها في تقسيمات عمره، طفلاً وشاباً وكهلاً؛ وفاقم الأمر آباء الاستقلال ومن ثم سادة البعث في سياسة التعريب كرد فعل شرطي على سياسة التتريك والفرنسة، حيث أُبعدت العامية عن المشاركة في مصير الشعب ليغدو أفراده مثل سمك خارج ماءه يلعبط في صحن الحاكم قبلما يتغوطه عبر أمعائه الثقافية الغليظة والدقيقة دونما اعتبار لبنية الخطاب التي شكلت ذاكرته، إلى درجة يمكن القول معها أن التمثلات اللغوية المختلطة قد شربكت جزءاً من ذاكرة الفرد وذكائه وجعلت منها أقانيم معرفية منفصلة عن بعضها، الأمر الذي أثر سلباً على وحدة هوية الشعب السوري في الزمان والمكان..
لغة النصوص المقدسة إذن كانت أداة الدولة ومؤسساتها (الرشيدة) ونخبها الفريدة للسيطرة على عامة الشعب، لغة عقاب دونما ثواب، استخدمت لشرعنة القتل الرسمي وتزييت دواليب السلطة التي جعلت من آيات الكتاب المقدس غمداً لسيفها ومن الشراح والفقهاء يداً تمسك بقبضته، فكان الولاة يستخدمونها ضد بعضهم كما ضد رعاياهم بفضل براعة الفقهاء والشراح وفتاواهم السفسطائية التي مازالت تجتر نصوصها مثل جمل يلوك عصفا مأكولا.. وهاذا يعيدنا إلى المقدمة، من أن الرب الخالق لم يصدّر كتبه بلغات البشر، وإنما أوحى بها رقميا للرسل والأنبياء، فحملت معها أخطاء البشر وتشابك لغاتهم وتفسيراتهم المتضاربة مع بعضها حيث انقسمت (إسلاميا) بين حكايتين لأسرتين متنافستين: حكاية آل البيت النبوي (هاشم) للإسلام الروحي، وحكاية أمية التي أعادت تجميع نصوص الكتاب وشرحها وتفسيرها المناسب لاستمرار حكمها، إلى أن غدا الإسلام المنفصم إرث الكراهية والتنافس لا المحبة والتكامل، وصراع الفصائل الإسلاموية على أرض سورية اليوم خير مثال..
تلاقي الجذر البعثي العلماني مع الإخونجي السلفي:
تبنى البعث الرسالة الخالدة للأمة العربية الواحدة، كما تبنى الإخونجيون الرسالة الخالدة للأمة الإسلامية الواحدة، وعندما تحدثا عن الأمجاد الإمبراطورية للأمة التي ينتميان إليها تشاركا الحكايات نفسها باللغة القرشية النحبوية نفسها، فالتقيا عند دولة أميّة المنقرضة بسيوف الدولة العباسية، ولكن كان لكلا الفريقين صورة خاصة لأميّة العربية الإسلامية، وهنا يكمن خطأ الآباء المؤسسين للبعث الذين لم يستشرفوا مصيره السلفي الذي وصل إليه في الموصل اليوم كما في مدينة الرقة، حيث غدا البعث النقشبندي جزءاً من داعش الخلافة الإسلامية، تماما كما تنبأت في جريدة "السفير" يوم سقوط بغداد تحت سنابك الدبابات الأمريكية حول حتمية نشوء «البعث العربي الإسلامي» وأنكر القراء والأصحاب كلامي..
فقد تنافس كلا التيارين على عباد الله الفقراء لينتجوا أحزاباً علمانية أودينية، ولكن كليهما كان أصولياً سلفياً غير قابل للتغيير على الرغم من تمثل البعث لآيديولجيا القومية الشوفينية والجمهورية العلمانية، وانتهى الإسلاميون أيضاً إلى تبني الجمهورية الدينية المغلقة على الطائفة السنية دون التفرعات الإسلامية والتي وسمت بالأقليات احتقارا لشأنها، وابتعد كلاهما عن تطبيق مفهوم المواطنة على الرغم من اتفاقهما على تبني لعبة صندوق الانتخابات على الطريقة الغربية، في الوقت الذي كان فيه تاريخ الحكم العربي يعتمد مبدأ الشورى (العمرية) والإنقلابات القرشية لا تقنية الانتخابات الديمقراطية، وكما انقلب الصحابة على بعضهم من قبل انقلب البعثيون، كما الإسلاميين، على بعضهم واعتمدوا جميعاً تقنية الشورى المغلقة على النخبة القرشية دون عامة (المهاجرين والأنصار) ضمن لعبة: نحن الأمراء وأنتم الوزراء.. واستمر الخلاف البعثي إلى أيام صدام والأسد والخلاف الإسلامي إلى أيام أبي بكر البغدادي وأبي محمد الجولاني.. إنها جذور الجنون المقدس الذي راكمه شراح النصوص المقدسة عبر التاريخ المقدس لكائنات الإفتراس المقدس بعد التكبير باسم ربهم القدير على خروف اسماعيل الذي أكلته النار السماوية المقدسة ..
أما بخصوص بقية التيارات السياسية التي ظهرت على الأرض السورية بعد الاستقلال، فإنها كانت أيضاً حبيسة اللغات الأوروبية ومترجميها إلى العربية، إذ اتكأ القوميون السوريون على ما يقوله المنقبون الأثريون في دوائر الاستشراق عن تاريخنا السوري القديم اعتماداً على ترجمتهم لنصوص اللغات السورية المنقرضة، بينما حاول الشيوعيون تمثل نصوص الماركسية اللينينية المقدسة اعتماداً على الترجمة الروسية المترجمة بدورها عن اللغة الألمانية، فأنشأوا ماركسية طائفية أكثر منها ماركسية لينينية، فاختلفو مع بعضهم وانشقوا عن قياداتهم قبل جمهورهم وذهبو إلى السجون التي كانت تحتاج إلى نزلاء كيما تكتمل ثورة البعث المظفرة .. سجون كانت أشبه بمشافي الأمراض العقلية في القرون الغابرة حيث كان الممرضون يعذبون المرضى لطرد الجان من أجسادهم..

الثورة التركمانية
الغزاة السلاجقة من أتراك وتركمان عثمانيين تبنوا عقيدة الإسلام، بعدما كانوا وثنيين، لتسهيل حكمهم لشعوب تسير بهدى كتاب وآيديولوجيا توفر كامل السيطرة عليهم لمن يتوغل في ثقافتهم ، فكان إسلامهم سطحياً وتصوفهم بليداً وكسولا، فلم يقدموا لأمة العرب والإسلام أية إضافة سوى أنهم جمدوها في الزمان والمكان حتى استنقعت وأسِنت، وعندما اندحروا بعد 400 سنة من الحكم المتوحش استعاروا الثقافة الأوروبية واستبدلوا الطربوش بالبرنيطة دون أن يغيروا بنية تفكير ما تحت القبعة، فنامت العثمانية قرناً من الزمان بقوة العسكر ثم استيقظت فجأة مع حكومة الإخونج الأردوغانية على حلم استعادة الخلافة العثمانية انطلاقاً من سورية.. وهكذا انقلبوا فجأة ضد جارتهم دمشق وشاركوا بقوة في «الثورة السلفية السورية» بواسطة التركمان الذين شكلوا المكوّن الأكبر في التمرد على الحكم العربي في العراق وسورية، بينما شكل إسلاميو الخلافة المكون الثاني فيها دونما أي خلاف ظاهر بين المكونين، وكان من الطبيعي أن تنشق غالبية العناصر الإسلاموية والتركمانية عن جسد «الجيش العربي السوري ومؤسسات السلطة» إلا قليلاً من المتنورين التركمان الذين لم ينساقوا في اللعبة وظلوا أمينين لسوريتهم التي أسهموا فيها كرؤساء ووزراء ومسؤولين ومواطنين ..
فقد تابعت بنفسي الملف التركماني، باجتهاد شخصي ومباركة رسمية، لاستعادة التركمان إلى داخل الدائرة السورية، بدءاً من مدينة اللاذقية، لاكتشف بعدها حجم المكون التركماني في التمرد السوري، بدءاً من الجولان مروراً بحوران فحمص فحماه فاللاذقية فإدلب وسائر البلدات والقرى المتاخمة للحدود السورية التركية وصولاً إلى تركمان الصين «الويغور» الذين تحرضهم العثمانية الجديدة للإنفصال عن الصين في دولة تركمانستان الشرقية، كما تأكدت من أن مجمل التركمان غير الشيعة هم من أصحاب النزعة العثمانية التي تسمي الاحتلال فتحاً للبلاد العربية ، تلك التي شكلت أحياء أشبه ب «الغيتو» داخل المدن والقرى السورية بعد اندحار الإمبراطورية العثمانية، رافضين ضمنياً الإندماج مع المحيط الوطني الذي تشكل بعد الاستقلال واندمجت فيه مجمل القوميات والطوائف السورية.. وقد ساعدت سياسة التعريب الشوفينية التي اعتمدها غلاة البعثيين على تنامي النزعة التركمانية والكردية والشركسية في المجتمع السوري والعراقي عندما أصروا (بحسن نية) على تعريب الحياة المدنية بما فيها أسماء المواليد والدكاكين وحتى المطاعم والكباريهات والماركات الأجنبية، وكان التعريب على الطريقة الأموية بالطبع.. الفصحى والفصحى القرشية فقط، تماماً كلغة  خطاب أمراء وخلفاء العصابات الإسلامية التي تلوث كامل الأرض السورية اليوم بتخلفها وبراغيثها وأشلاء ضحاياها الأبرياء.. وبالتالي فقد اختلط الأمر عند عامة الجمهور: هل هو بعث للإسلام الأموي أم بعث للمستقبل العربي واستثمار للعقل المتحرر من إرثه السلفي .. ونكمل..
--------------------------------------
1-    وصل عدد المجاهدين «الويغور» القادمين من «تركمانستان الصينية» لنصرة إخوتهم في سورية إلى المئة بداية 2014.
2-   شكل التركمان السوريون العنصر الأساسي في الاستثمارات التركية في سورية قبل الأحداث وأغرقوا الأسواق السورية عموماً والحلبية خصوصاً بالبضائع التركية الرخيصة التي أضرت بالصناعة الوطنية بتشجيع من السلطات البعثية التي نافقت بدورها لرأس المال الخليجي السعودي.

التعليقات

كم أتمنى أن تدرج هذه المقالة في كتب التاريخ شكراً أستاذ نبيل تحليل منطقي وعميق جداً

-عن أي شعب ندافع ..منذ قليل شاهدت فيديو لمرتزقة اشكالهم غريبة يقوم بالترويج والتصوير لهم سوريون يكبرون ويضحكون معهم.. -عن الشعب الذي طلب منا اخلاء منازلنا وفتش في هوياتنا عندما هربنا من قدسيا وجوبر ودوما ..وو -عن شعب مارس التطهير العرقي حماية للثورة..؟ -عن شعب مارس أضخم انواع الخيانات في التاريخ ..خانوا كل شيء خانوا الوطن وخانوا الشرف والعشرة والدين.. -عن شعب سهل دخول كل الاجانب لبلده وسهل لهم قتل أشقائهم وملكهم أمرهم(شاهدت فيديو قتل عشيرة الشعيطات)..شيء لايصدق -عن شعب تواطأ مع الشيطان ..وكفر بالرب.. -عن شعب مازال حتى الان قسما منهم يفرحون ولو بالسر لسقوط قتلى للجيش أو تدمير مواقع له.على يد داعش . -دمروا وباعوا وخربوا وسرقوا وخانوا وقتلوا ...وقد تاهوا في الارض -يا خجل التاريخ منهم..لقد باعوا التاريخ...باعوا تاريخنا الذي فاخرتم وفاخرنا به.. -

استاذي الاغلى اسمح لي اولا بكل تحبب ان اقول ( يحرق ديبك ما أروعك).. منذ نشأتي الدراسية الاولى لطالما كرهت التاريخ كمادة دراسية حيث كانت تجهد عقلي في حفظ تواريخ واحداث و شخصيات لم اقتنع بأهميتها وعبر لم استطع استخلاصها..وكنت افترض ببراءة ان العيب في تفكيري و مستوى ذكائي ولكن بعد التقدم في العمر والتحليل اكتشفت العكس فالتاريخ مليء بأساطير عن شخصيات وهمية تسامح اعداءها و تحتل نصف العالم بالرحمة والتسامح وترتقي فوق احقادها واطماعها وتنام جائعة و... و... وكأنها ملائكة وصفية وتلفت حولي لابحث عن نسل هذه الأقوام الملائكية فلم اجد حولي إلا الشياطين الأرضية فقلت إذا كان هذا ما خرج من اصلابها فهي لم تكن على نصف ما وصفت به .. المهم خلصت بشكل شخصي (وهذا رأيي انا )ان التاريخ ثقب اسود يحاول ابتلاع المستقبل ولا خلاص لنا الا بالتخلص من هذه التركة المقيتة والإتجاه نحو الامام -إن امكننا ذلك - ولا أجد دليلا على صحة كلامي خيرا من الامريكيين اللذين يتمتعون بأسوأ تاريخ في العالم فهم امة اسسها الخارجين عن القانون و المنفيين الى العالم الجديد للتخلص من شرورهم حتى لا يكاد الامريكي يجرؤ على البحث عن جده السادس فهو على الغالب سيصادف قاتلا او سارقا او .. ناهيك عن المجازر التي نفذوها بحق السكان الاصليين لذلك انكرو ماضيهم واتجهو صوب المستقبل و بنو امة غزت العالم بالعلم و المال و الاقتصاد .. دمتم باحترام

لو يتسع صدرك لتخاريف عقلي ﺍيها السيد النبيل.ثلاث نقاط حاولت ايجازها قدر الامكان --حتما فان الاسلام قد دفن مع محمد كما ﺍختفت المسيحية في الطريق الى روما والموسوية قتلت في سيناء على مشارف بني كنعان. كلنا فعلنا كما فعل بنو ﺍسرائيل عندما لم يذكروا نعمةﺍلله عليهم.للمفارقة فان خلفاء محمد الائمة عندما حاولوا ﺍنقاذ ما يمكن انقاذه قتلوا جميعا بالسم او السيف. --النص ﺍنزل قابلا للتاويل ﺭبما امتحانا للعقل الذي يسقط عليه فجوره وتقواه.يراهﺍلبعض ذبحا ونكاحا.ﻭ البعض الاخر يراه لست عليهم بمسيطر اي دع الخلق للخالق. --حول كيفية تنزل النص عبر الفتح الالهي.ليس فتحا عسكريا او ماديا بل هو فتح لمسارات ﺍلطاقة بين العقل و الكون لاستقبال الرسائل ﺍالالهية -انا فتحنا لك فتحا مبينا- خص بها ﺍالخالق البشر دون الناس .فالانسان دائما كافر و جاهل لم يفتح عقله بينما البشر هو النوعﺍالارقى، ،مثاله الانبياء و الائمة و ﺍالقديسين و ﺍلعارفين العلماء.

مقالة رائعة أتفق معها تماماً. لفهم الشفرة الوراثية الجمعية للعقل السوري لا بد من فهم متجرد للسياق الثقافي الاجتماعي الاقتصادي ... والأهم العقائدي للسياق التاريخي للأمة. والسؤال: كم هو عدد السوريين القادرين على فهم مجرد للسياق التاريخي ضمن المعطيات التي تحركه أم أن كثير من السوريين يفهمون ما يقولة خطيب جامع هنا أو هناك يحركه الحقد التاريخي والعقائدي. ربما أكون على خطأ ولكنني أود الإشارة إلى أنك استخدمت كلمة قهرمانة إلى المرأة التي تقهر الرجال (الذكور). لقد ورد قول للإمام علي عليه السلام كما أذكر يقول فيه "المرأة كهرمانة وليست قهرمانة". والقهرمانه هي الأمة العبدة. إشير إلى ذلك حتى لا يأخذها بعض القراء على نفس السياق التي جاءت به في النص. أعتذر إن كنت مخطئاً. (الجمل): أظننا بحاجة إلى مركز للدراسات المستقبلية للتوصل إلى جواب لتساؤلك.. وبخصوص قول الإمام فهو صحيح من حيث أن المرأة تبدأ كهرمانة ومن ثم تتحول مع تقدمها في السن والتجربة مع الذكور إلى قهرمانة..واسلم

أسجل إعجابي الشديد بتناولك للموضوع، و إن كنت أرى أن الموضوع كبير جداً بحيث أنه يحتاج لكتاب كامل، و ليس مجموعة مقالات، لكن كما تفضلت هي مقدمة لبحث مطول أتمنى أن تكمله و تنشره. أدعوك إلى قراءة ما كنت كتبته قبل عام و نصف بعنوان " و تعطلت لغة الكلام" http://creativesyria.com/syriapage/?p=247 و سوف أورد هنا مقتطفات منه: === فلنبدأ من اللغة ذاتها. اللغة التي نستعملها. لنضعها تحت الضوء، و لننظر إلى بعض الأمثلة التي نستخدم فيها اللغة أمام جمهور كبير، مثل الخطب الدينية (1)، أو الشعر النبطي (2)، أو شعر المديح القومي (3)، أو الزجل (4) الشعبي، أو روائع مهرجان الجنادرية (5) “الثقافي”، أو مداخلات أعضاء مجلس الشعب السوري السابق المبتذلة (6). أدعو القارئ الكريم إلى متابعة الوصلات ليرى معى تجليات واضحة للآفات اللغوية التي أحاول تسليط الضوء عليها. في كل الأمثلة التي أوردتها هنا، و في الكثير الكثير غيرها، نجد تلك اللغة المتصنّعة المنمّقة المتكلفة التي لا نزال نعتمدها في الكثير من منصّاتنا العامة. نجد لغة السجع و المحسّنات البديعية، لغة التوابل و البهارات التي تزين محتويات غذائية فارغة مثلما تفعل التوابل الكاذبة في مطاعم الوجبات السريعة، فتخدع حواسنا و توهمنا بأن ما نلتهمه طعامٌ صالح للاستهلاك الآدمي، بينما هو في الحقيقة مواد مسرطنة. نجد لغةّ، تهتم بأصوات الكلمات على حساب معانيها، و بتنميقها و زخرفتها، على حساب محتواها. من الصعب، حقّاً، وصف مدى الضرر الذي ألحقته هذه الآفة بفعالية التواصل بيننا، أفراداً و جماعات. بل إنني أزعم أن إدراك ضررها قد يكون مستحيلاً على من لا يتحرّاه في المتداول من اللغة، على أن يتقن لغة أخرى إتقاناً عالياً، بحيث يمكن أن يشعر بشكل مباشر بمدى تخلف اللغة العربية المتداولة و مدى قصورها عن التعبير. فإذا سلطنا الضوء على الكثير من اللغة المستخدمة في الجزء الأكبر من محافلنا العامة، فإننا نجد بشكل واضح، جوائح النثر السجعي، و الطباق، و إرداف كل الجمل بكلمات إضافية مشابهة، و نجد التكرار، و الحشو، و الافتعال و المبالغة المخلّة، و التصاوير التهويلية، و المنفخة، و استخدام الألفاظ في غير معانيها، و التورية و عدم المباشرة، و علل أخرى كثيرة كلها تساهم في الإغمام و التعمية على المعنى و المحتوى، على حساب الزُخرُف. و هذه الآفة منتشرة إلى درجة يكاد ينعدم معها الإحساس بالفرق بين الحقيقي و المجاز. و المصيبة أننا نعتبر هذه الآفات جمالاً و فنّا. و بينما تصنع الشعوب الأخرى فنونها بأدوات الموسيقى و الرسم و التصوير و النحت، و تُحافظ على حذرها من ابتذال لغتها و شرشحتها بهذا الشكل، لأنها أداة التواصل و بناء الحضارة الأساسية، تصر ثقافتنا العربية على تعاطي الزخرف الكاذب، و على إدمانه، و لتذهب كل المعاني إلى الجحيم، و لتبتذل اللغة و لتمتهن ما دامت الزخرفة الصوتية تسحر السامعين. أدعو القارئ الكريم إلى التوقف قليلاً و التفكر في التراكيب التي يقرأ أو يكتب أو يسمع، مع الانتباه إلى الآفات المذكورة، و سيجدها منتشرة انتشار الوباء. انظُر بشكلٍ خاص في الخطاب الديني، و في الخطاب السياسي المطعّم بالدين، و في أي خطاب تخاطبُ فيه سُلطةٌ ما (دينية أو سياسية أو إعلامية) الجماهير، حيث تصبح خواص التعمية و التورية و الغش مطلوبةً بشغف، فستجد أن كل تلك الآفات توظّف بإصرار غريب. جرب أن تقتطع خبراً من جريدة رسمية عربية، تتحدث بهيام عن الملك أو الرئيس أو الأمير، و جرب أن تترجمه حرفياً إلى لغة أوروبية (انكليزية أو ألمانية بشكل أساسي)، و انظر علام تحصل. ستحصل على نص يدعو للرثاء، مزخرف بشكل ممجوج في كل العالم المتحضر، و هزيل المعنى. تفكّر قليلاً، عزيزي القاريء، في التراكيب التي يسبكها شعراءنا، في المرة القادمة التي تستمع فيها إلى الشعر، و تأمل كم فيها من المبالغة و التورية (أي اللف و الدوران) و التهويل و الكذب. و نحن أمةٌ شاعرة، كما نفخر، و نقول بلا حياء: أعذب الشّعرِ أكذبُه. انتبه كيف تعجبنا التصاوير المعقدة التي تحتاج إلى الكثير من الخيال لفك طلاسمها و فهم ما يريد الشاعر قوله، و كيف تتولد لدينا اللذة من فهم ما يريد الشاعر قوله بعد فك الطلاسم و حل العقد المسبوكة، و كأن فك الطلاسم هو الغاية، و كأن حل العقد هو الهدف، و كأن اللغة أداة تسليةٍ و ترف، لا أداة تواصل. ما النتيجة من هذه “الثقافة” كلّها؟ النتيجة أننا نخرب الأداة الأساسية اللازمة للتواصل فيما بيننا، و نخرب بالتالي فرصنا في الحوار و التواصل، و في صناعة الحضارة. إننا باعتماد هذه الثقافة اللغوية البائسة، نخرّب عملية التواصل تخريباً. ننسى أن الأصوات ليست سوى رموز للمعاني و نهيم افتتاناً بالأصوات و برقصاتها، فتتحول الرموز إلى غاية بذاتها، لننسف عملية التواصل من أساسها. تبهت الكلمات و لا يعود لها معنى، مثلما تفسد حاسة التذوق بإكثار التوابل اللاذعة في الطعام. و يغدو تواصلنا قاصراً، منحصراً في الأفكار البسيطة، و غير قادرٍ (بشكل جمعي) على تداول الأفكار العليا التي تحتاج إلى درجة عالية من التجريد. تتراجع إلى حدود الصفر، قدرتنا على النقاش، الذي يقتضي أولاً الاتفاق على المعاني. نضخّم الحدث الصغير باللغة الفخمة و نعطيه حجماً لا يستحقه، و نعرف أننا نفعل ذلك. و عندما يأتي دورنا للاستماع نعيد دوزان حواسّنا على أساس أن اللغة التي نستقبلها كلها مبالغات أصلاً، فنخفف من حساسيتنا للكلمات التي تردنا، فتنهار الأفكار قبل أن تصل إلينا عبر الكلمات. يرى المتحدث أنّه لا يصل إلى من يُحدّث، فيلجأ إلى التصعيد اللغوي الشديد، فيزيد في عيار المبالغات و التهويل، و لكن كل ما يفعله هو أنه يدفع بالطرف المستقبِل إلى صمّ أذنيه بشكل أشدّ. و و هكذا يضيع الحوار. لقد تعوّدنا أننا أمّة تقول ما لا تعني، و تعني ما لا تقول، و لذلك فنحن لا نثق بأقوالنا و لا بآرائنا و لا بأخبارنا، فهل نتفاجأ عندما نعجز عن الحوار عند أول مشكلة؟ حدثني أحد الأصدقاء الغربيين عن حادثة جرت مع ابنته التي يعمل معها في الشركة شاب مسلم من أصول عربية. قال ذلك الشاب أنه مستعد لقتل كل من يهين الإسلام أمامه، مما أخاف الفتاة، و أثار الغضب الشديد لدى الأب لدرجة أنه فكر بالاتصال بالشرطة. في العالم الغربي عندما يقول أحدهم (في غير مجال المزاح) كلمةً كهذه فإنها تؤخذ حرفياً، فهم قومٌ ينتقون كلامهم و يعنون ما يقولون أكثر منا بكثير. قلتُ له أن هذا الشاب لا يعني ما يقول حرفياً، فهدأ روعه. و لكن هي الحقيقة، فقيمة الكلمات عندنا تختلف عن قيمتها عند الغربيين، و لربما يمكننا تشبيهها بفرق العملة، كلمة واحدة من هناك تساوي مئة كلمة مما يعدون. في نظري، فإن ابتذال اللغة بهذا الشكل، و هو آفة ثقافية بحتة، لا علاقة مباشرة لها لا بنظام و لا بمعارضة، هو أحد أهم أسباب فشل الحوار فيما بيننا كسوريين نحاول أن نتحاور تحت النار و تحت الضغط الشديد و باستخدام أداة لم نهيئها لتخدمنا في الأوقات العصيبة. نحن كمن يحاول إصلاح سيارته بمفكات براغي مطعمة بالصدف و الياقوت، و محفورة بالزخارف الفارهة، إلى درجة أنها صارت خاويةً هشّة. ما أن نمسكها و نبدأ بمعالجة العطل الذي طرأ على المحرك، حتى تتهشم بين أصابعنا و تتحول إلى غبار. غبار كلمات و ليست كلمات. و لكن نحن بحاجة إلى إصلاح المحرك و الانطلاق بسرعة قبل أن يلتهمنا الطوفان القادم بقوة، إلا أن كل أدواتنا فاشلة، صنعناها للزينة و ليس للعمل. إن إصلاح هذا الخلل سيحتاجُ جيلاً كاملاً على الأقل، و ربما أجيال عديدة، و لكن ربما يمكننا أن نخفف من تأثيره في أن نحاول، عند كل حوار، عند كل استخدام للكلمة، أن نركز على المعنى، و أن نتفق على المصطلح، و أن نحافظ على هدوء المفردات، و ألا نبالغ و لا نهوّل، مهما كنّا متحمسين لفكرتنا. إنه لمن العار أنه يكون مستوى تواصلنا يشبه مستوى تواصل إنسان ما قبل اللغة، ذلك الذي لم تكن لديه مفردات كافية يعبر بواسطتها عن أفكاره، و لم يكن لديه غير البلطة أداةً للحوار. افهموا يا أحفاد مبتكري الأبجدية.

لا تاريح بعد اليوم و لا لغة لا ماضي كم نحن بحاجة لاصوات تشبه غناء الديك او مواء القطط كانت مذابحنا قبل عصر الانترنيت و الموبايل قتلى نقرأ عن اعدادهم التقريبية لكننا دخلنا عصر الحداثة فصرنا نوثق كل جريمة و كل قتيل و كل هوية صارت عدادت الموت اكثر ضبطا و دقة و كل قاتل لم يعد يكتفي بما يدون ملاكه على كتفه الايمن في سجل محفوظ لا سيتقدم يوم النشور و في يمينه فلاشة توثق ما انجز لعل ذاك الملاك سهى او اخطأ

بالنهاية اعتقد اننا بحاجه الى دوله مدنية يحكمها القانون لا بد لهذه الازمة ان تنتهي ونامل ان نستفيد من التجربة رغم المها استاذ نبيل

الناس على دين ملوكهم! لا نستطيع إلقاء اللوم كله على الشعب كما لا يمكن تبرير جنون هذا الشعب! أستاذنا المحترم: السبب الأول للجنون السلفي الوهابي التكفيري يكمن في مداهنته وفتح الأبواب والنوافذ والجوامع والجامعات وكل المنابر لهذا القيء ولأولئك المتخلفين المدعوين علماء وأرباب الشعائر الدينية يسرحون ويمرحون ويسلحون ويهيجون ويحرضون ويحضرون الأرض لل "مجاهدين" وفي نفس الوقت يتم تكميم أفواه كل ذي فكر متنور ومتحضر وسحق كل تحرك نحو مجتمع ودولة علمانية حقيقية!! من المعلوم أن الفكرة السيئة تطرد الفكرة الجيدة ولذلك وخلال أكثر من أربعين عاماً نحن شهود على تكاثر وتناسل كل صنوف الأفكار الشريرة والسيئة مقابل ذبول وأفول كل فكرة جيدة ومشروع تنويري!! لست متفاجئاً أبداً مما يحصل من إجرام يندى له جبين البشرية جمعاء كون المقدمات تقود إلى النتائج ومن يزرع الريح سيحصد العاصفة حتماً !! علينا التعلم والإتعاظ من تاريخنا القريب قبل البعيد وأن نحمل المسؤولية أولاً وأخيراً للسلطات المتعاقبة التي فشلت فشلا ذريعاً في تنوير وتغيير وتطوير البنية التحتية والفوقية للمجتمع السوري الحديث. إن لم نحدد المسؤول ستضيع الجريمة ولن نستفيد من دروس هذه الحرب الكونية المجرمة على وطن الحرف والجمال سوريا الرائعة!! الثورة بإنتظارنا فلنكن على أهبة الإستعداد لجرف وسحق كل الظلاميين وأفكارهم السوداء مثل راياتهم وقلوبهم..ثورتنا فكرية ثقافية قبل أي شيء..على المثقفين من أمثالكم مسؤولية تاريخية لا تحتمل التسويف! أنت شخصياً لم تهادن ولم تقصر وقمت بالواجب وبما يمليه الضمير والوطنية فلك الإحترام والتقدير والمحبة.

نحنا كقوم مازال البعض يقول أنه عربي قرشي أو عربي إسلامي سنبقى نعاني من كل موبقات الفكر المتخلف الجاهلي ,ليس صحيحاً أن ما قبل الإسلام هو الجاهلية , هي كذبة أريد بها نعت ما قبل حقبة محمد القرشي بالجهل والتخلف وهذا كذب محض. قبل أن يخرج محمد بدعواه ودعواته كان العرب يتاجرون مع كل المحيط ويتفاعلون ثقافياً وفكرياً,المهم ان نعتهم بالكفر كانت الكذبة الكبرى فالعرب كان فيهم اليهودي والمسيحي والأحناف على دين إبراهيم والموحدون والمشركون ؛وهؤلاء بالذات من اتهموا بالكفر لأن المراد تشويههم لإبراز الدين الجديد ,كان هؤلاء يتوسلون لربهم القدير ببعض الحجارة يتمسحون بها ويتشفعون بها وقد اطلقوا عليها الأسماء فكان :بعل ,اللات ,العزى ,مناة ...وأخذوا يقسمون بها ويتقربون منها لتشفع لهم عند القدير في رد المصائب عنهم ,لننظر إلى مايفعله البعض بطلب الشفاعة من الأموات مهما كانت صفتهم أليست بنفس المعنى ؟؟؟ أليس التضحية في المناسبات هي عين ماكان يفعله اتباع إبراهيم ؟؟ألم يرفض أمية بن أبي الصلت دعوة محمد القرشي -وهو من الأحناف المؤمنين المتعبدين-وسأله عن دينه الجديد فلما علم بما لدى محمد قال له إنا قوم نؤمن بالله الواحد وبملائكته ونصوم ونصلي لله ونحج إلى بيته المقدس ونؤمن باليوم الآخر والجنة والنار ونزكي أموالنا بالجود للفقراء فأين الجديد في دعواك قال محمد أن تؤمن أني رسوله قال له أمية فأما هذه فلا .واليوم حين نجد الدواعش يذبحون وينحرون كل مخالف نلعن ونشتم ولكن هل سمعنا رجل دين واحد تجرأ على لعنهم أو تكفير فعلهم ؟؟؟طبعاً لا و لن نجد لأن هذه ( بالذبح جيناكم) المقولة التي قام عليها الغزو الإسلامي للشعوب كافة .ولكم في سيرة خالد بن الوليد الذي يقدسه البعض ,وأقيم مسجد على اسمه رغم كل جرائمه بدءاً بمالك بن نويره والزنا بزوجته وإبادته لقبائل كاملة بكل صلف وجاهلية أليست هذه هي الأفعال الجاهلية؟؟؟ إذاً مع كل هذا التاريخ الجاهلي بالمعنى الحقيقي للجاهلية وبتقديس هذا التاريخ بل البعض يكفر من يذكر العيوب والفضائح ويطالب براسه لأن المطلوب ان تبقى الجاهلية مخيمة على الأفكار وأن يبقى للدعوة البدوية المتوحشة دورها المقدس في الفتك بالبشر ,البعض يتوارى خلف إصبعه ويخاف من مجرد قراءة هذه المناقشات .نحن نعاني من الانشطار الشاقولي قبل الأفقي في تفكيرنا ,كثر ادعوا الثقافة والانفتاح ولكن عندما وجدوا أن مصالحهم مع رجالد الدين ورواتبهم بيد من يحمي طرابش وعمائم رجال التسلط انقلب على أفكاره وعاد إلى ماكان عليه آباؤه ولكم في سيء الذكر صادق جلال العظم والأسوأ ذكراً برهان غليون خير دليل.أما على نستوى الأفراد فلنراقب من هم حولنا ولندرس قراراتهم :من يريد كتابة كلمة صريحة يحسب هل يكتب ويمكن أن يراها متنفذ ما فيحاسبه ام يصمت ويتألم من جبنه,في أبسط من هذا إن طلبت زوجة أحدهم أن يحضر لها شيئاً ما لضيوفه يتردد هل يحضر حلوى هي ثمينة وطيبة ولكن الفاكهة أفضل وأرخص ولكن هل سينتقد ضيوفه ماقدم وبعد لأي يقرر أن يحضر الفاكهة والحلوى .إن قرر طالب دخول الجامعة يفكر امي تريدني طيبياً وأنا أحب الشعر هل أدرس الأدب أم الطب لأدرس الطب فأكسب رضى أمي وأحقق مستوى لائقاً في المجتمع فيفشل كطبيب ويبتعد عن الأدب أو ربما التاريخ والآثار أو أي شيء له علاقة بالفكر .إن قررت فتاة مصارحة شاب بحبها تخاف أن يعتبرها رخيصة فتحجم عن التصريح بمشاعرها وربما تجده يتزوج صديقتها ,وكذا يخشى الشاب من قول الصراحة ورايه في كل مايجري في بيته أو مع حبيبته وهذا غيض من فيض لماذا؟؟لأننا نجتمع اعتاد التردد والتقية في أفكاره وأفعاله ,هل يجرؤ أحدكم على التصريح بأنه لايقبل بسيرة محمد القرشي ومافعله بالطفلة عائشة؟؟ هل فيكم من يجرؤ على المجاهرة بعدم قناعته بالجوع في رمضان؟؟ هل بينكم من يجرؤ على تكذيب قصة موسى أو قصة يوسف التي وردت في القرآن وهي قصص ثبت ان لاوثائق تاريخية تدل عليها إلا كتب اللاهوت التوراتي ولاوجود لها في التاريخ الفرعوني الذي لم يغفل صغيرة أو كبيرة إلا وذكرها إلا هذه القصص !!!؟؟؟ هل منكم من يجرؤ على القول أن دود الخل منه وفيه وان سبب كل مايجري في سورية هو أصحاب العمائم واللحى والمساجد التي يفاخر الجميع بكثرتها ؟؟ هل من يقول أن الحل الوحيد هو في تحويل هذه المساجد إلى مدارس وإلغاء ومنع التجمعات الدينية ومن يرد الصلاة فليصلي في داره والحل في إزالة كل إشارة إلى دين الشخص ؟؟أن يكون الجميع تحت حكم القانون الاجتماعي الوضعي وأن يكون الفرد مواطناً بقدر مايقدم لوطنه لابقدر اسوداد الزبيبة على جبينه ,أن يكون رئيس البلاد ووزراء البلاد وكل المسؤولين هم الأشخاص الكفوئين القادرين على قيادة وتسنم المناصب بقدر حبهم وجدارتهم لابانتسابهم إلى دين أو طائفة ,أن نكون سوريون حقاً قلباً وقالباً ولنعبد ماشئنا فنحن من ابتدع العبادة لبعل إله الزرع ولعشتار آلهة الحب والخصب ونحن من ابتدع اللحن الموسيقي والفرن الحجري لتأكل الأجيال خبزاً ونحن من عصر الزيت وابتدع الألعاب الرياضية الأولى في عمريت .مادمنا أهل الحضارة الإنسانية الأولى كيف نرضى الخضوع بذل وبلا تفكير للبدع القادمة من الصحراء ونمنع ونخاف من مناقشة تاريخنا ودياناتنا لهذا كله أقول نحن منشطرون شاقولياً نخاف من مجرد الالتفات والتفكير .ارجو أن نبدأ بالخطوة الأولى نحو بناء مستقبل سورية الجديدة المنفتحة . عشتم بسلام وعاشت سورية أمنا كلنا

الرحمة لشهداء سورية من الشرفاء المدنيين والعسكريين الذين امنوا بها والذين لولا تضحياتهم لما كنا هنا ولما كان لنا لنخربش... - ألا يقتضي التفكير السليم ان نعمل عكس ما ينوي اعداؤنا؟ اذا كانت نيتهم ان يطيلوا حربهم علينا فيجب ان نعمل على تقصيرها وان ننهيها باسرع مما يرغبون! ام اننا في سوريا سنستمر في سياسة تلقي الضربات والصفعات دون ان يكون لنا أي رد على اعدائنا الظاهرين للعيان والمشاركين في الاعتداء علينا؟ هل سنستمر بتلقي مئات الصفعات على الخدين وان نتسلح في مواجهتها بالصبر والتحمل وباقناع أنفسنا ببطولتنا لأننا نتحملها؟ هل استمرار نزيف الجسد السوري هو في صالحه ان طالت الحرب لسنوات؟ هذا الفقد الكبير من شرفاء سورية المدنيين والعسكريين, ألا يضعف الجسد السوري ويقلل من قدرتنا نحن السوريين على الصبر والصمود فيما لو طالت الحرب؟ - ألا يجب ان يعاد النظر بسياسة الاعتماد على عامل الزمن وبقدرتنا على التحمل والصبر؟ اعتمدنا هذه السياسة خلال السنوات الماضية من الحرب علينا واثبتت فاعليتها في الحفاظ على الدولة والوطن, ولكن هل سنستمر بها على طول الزمن؟ ألا يجب اعادة النظر بها ؟ فنحن تجاوزنا موضوع الخوف من سقوط الدولة السورية, أفلا يجب الانتقال الى مكان اخر؟ من الواضح ان اعداءنا لن يهادنوا او يستريحوا وقد رأيناهم خلال السنوات الاربع الماضية كيف يخرجون من نكسة ليعيدوا تموضعهم بمخططات اقذر من سابقاتها والهدف دائما هو نفسه وهو تدمير سوريانا. ونحن في سورية ننتظر ضرباتهم ثم نتلقاها ونتألم منها ثم نقنع أنفسنا بالصبر, في انتظار الضربة اللاحقة. - ألا ينبغي ان نغير في سياسة المواجهة نحو المبادرة والبدء بتوجيه ضرباتنا لأعدائنا؟ - هل حقا لدينا القدرة على اشعال الشرق الاوسط في ست ساعات؟ ومتى سنستخدم هذه القدرة ؟ ها قد اجتمعت دول العالم المتوحشة ضدنا وهي تعلن النفير لحرب تدميرنا... أفلم يحن الوقت بعد لنبدأ برمي أعدائنا وباشعال هذا الشرق؟ - ان كان كل ما يحدث في عالمنا العربي القذر هو في سبيل حماية اسرائيل, وظهور التنظيمات الارهابية الجهادية في سورية هو في سبيل تحقيق هذه الهدف... فلماذا لا نضرب لهم هدفهم الرئيسي هذا؟ ولنرى ما سيفعل حلفاؤنا ؟ فان شاركونا الحرب خف الضغط علينا؟ وان تم اضعاف سرطان منطقتنا فلن يبقى هناك من مهمة يكلف بها الغرب هذه المخلوقات الجهادية وبالتالي سيسهل القضاء عليها. فلتكن مبادرتنا من هنا... - هل من العقل والمنطق ان نتصرف بأخلاق مع من هم من القبائل البدائية والمخلوقات الارهابية ونحن في حرب معهم؟ أليس من الخطأ أن نتصرف بأخلاق مع هذه المخلوقات؟ ألن تكون هذه نقطة ضعفنا في مواجهتهم ويلاعبوننا بها ويستغلونها ضدنا؟ هل نمنحهم هذه الفرصة ليمعنوا فينا ذبحا وتقتيلا أكثر؟ (الجمل): طرح عقلاني ولكن أمور الحرب أكثر تعقيدا ياصاحبي، واستنزاف سوريا سيستمر سواء بقي النظام أو ذهب، لذلك ليس لدينا خيار سوى الصمود..لقد قتلو الرئيس اليساري نجيب الله في أفغانستان وهزموا الإتحاد السوفياتي فهل انتهى الإستنزاف .. إن أمريكا وحلفاءها كجيش سليمان مادخلو قرية إلا خربوها..تحية لك

تعبير الفوضى الخلاقه اطلقته كونداليزا رايز عندما كانت وزيره الخارجيه الامريكيه في زمن القذر بوش لا احد وقتها فهم معناه عندما نرى ما يحدث في سوريه والعراق نحن الان نفهم معناه الجميع ضد الجميع . بس أنه يعني في فوضى خلاقة وفوضى غيرخلاقة يعني الفوضى ممكن تخلق شيء غير الدمار او يعني الفوضى ممكن تكون ثوره يعني انه الفوضى عندنا ثوره وعندهم مخالفة للقانون مثلا فيلم امريكي طويل باينته. دول الخليج تدفع مليارات الدولارات لتدمير سورية وما زالت هل استقبلت لاجئ سوري واحد لقد ارسلوا شيوخهم القذرين فقط الى المخيمات لشراء البنات بطريقة شرعية جواز السترة كتائب شكلت باسم الملك فلان والامير فلان في سورية هل دول الخليج تسبق سورية في موضوع البرلمان والحرية وحقوق المرأة هل يمكن لدولة ليست ديمقراطية ان تدعم دولة لتصبح ديمقراطية استاذ نبيل الجميع خاسر في هذه المعركه متى نصحو اين كنا واين اصبحنا والى اين نسير . كل عام وانت بخير (الجمل): كل دمار لنا هو عمار للإستعمار والديمقراطية لاتنبت في المجتمعات الدينية.. قد ننجح في نشر العدالة ليس أكثر أما المساواة فليست من شيم الأمم العنصرية.. دمت بخير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...