لماذا طالت حربنا ؟

15-05-2015

لماذا طالت حربنا ؟

كما لو أني منجّم يسألني بعض من أقابلهم كيف أرى مستقبل الحرب؟! وبما أن النتائج مرهونة بالمقدمات، ولا يوجد أي رغبة بالتنازل عن النصر لدى فريقنا أو فريقهم، أرى أن الحرب مستمرة، وسيظفر من يصبر أكثر، غير أن وقائع السنوات الثلاث الأخيرة تقول أن جيشنا اليوم منتصر أكثر منه بالأمس، ويجب أن نحافظ على حيويتنا وصبرنا وعنايتنا ببعضنا كما لو أننا جسد واحد يهدده الطمع والجشع والإذعان للشهوات مثلما تهدده جرثومة داعش، فقليل من العفة والتقشف وكثير من الصدق يدعم قوتنا ويمد في صبرنا ليقربنا من نصرنا..
غير أن مشكلتنا نحن السوريين جميعاً، من كلا الطرفين المتنازعين، الفريق السلفي المعارض، والجمهوري المؤيد، تكمن في نقص الأخلاق، وهاذا قد يفضي بنا إلى ما قاله أحمد شوقي : إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا.. وما أرى إلا أن أمراء الفساد السابقين قد أعادوا انتشارهم سياسياً واقتصادياً بين الفريقين المتنازعين: الفريق المنشق لاعتقادهم أن الإستثمارات والحظوظ أكبر عند الدول المعادية لسورية، والعكس صحيح بالنسبة لمن بقي من الفاسدين الذين شكلو بذرة الأزمة وحجتها، وهاذا أحد أسباب عدم تمكن أحد الفريقين من إحراز النصر، إذ ما يزال فقراء الطرفين، السلفي ونقيضه، أكثر صدقاً في حربهما من سادتهم .. ذلك أن الصراع الطبقي قد ألغي من سوريا بعد الإنفتاح الإقتصادي، كما لم ينجح الإخونجيون في تحويله إلى صراع مذهبي في حربهم الحالية، فبات أقرب إلى انتقام الريف من المدينة. إنه صراع بين المزارع والتاجر، وبين الماضي والحاضر، حيث تجري سَعوَدة مناطق المعارضة وإعادتها إلى الأمس السلفي، بينما بقيت جمهورية المؤيدين تراوح داخل اليوم غير قادرة على العبور نحو الغد.. وفي هاذي الحالة أرى أن المعرفة + الأخلاق = النصر ، فإما إلى الخلف در وإما إلى الأمام سر.. بينما الواقع حاليا : مكانك راوح، بسبب الفساد الذي يؤجل غلبة أحد الفريقين.. حددوا بوصلتكم واطردوا فاسقيكم يا قوم، إذ ما يزال سادتنا في الجاهلية سادتنا في الإسلام: فاسدون يتسترون برداء السلف الصالح ولمّا يدخل الإيمان قلوبهم..ومندسون يدّعون دعم الدولة وهم في الواقع يدعمون استمرار بنية الفساد التي أشعلت غضب العباد . وبسبب ماتقدم لا يمكن تحقيق نصر أو سلام بين الطرفين: نحن وهم، طالما الفساد يأكل الجميع..
فيا أيها السوري، كن رجلاً شريفاً واعلم أن عدد الأوغاد في سوريا سوف ينقص واحداً، وانظر جيداً إلى ما فعلت، فإذا كنت قد اعتديت على أعراض وأملاك الآخرين فإن المصالحة السياسية لن تعفيك من انتقام المظلوم .. فحارب بشرف لتحصد نصراً مشرفاً، فقد تعبنا من قلة الشرف التي لم يسبق لها مثيل في حروب العالم..
وإذا كانت قوانين الدولة ما تزال تعمل ضد من يسمي القتل جهاداً والنهب غنيمة والسبي شريعة والعقيدة المخالفة كفراً فإن النظام يبقى أفضل أو قل أقل سوءاً من المعارضة.. المعارضة التي توفرت لها كل أسباب الدعم والحشد الدولي كما لم يحصل من قبل لتستمر، ومازالت تخسر طوال أربع سنوات من الحرب بسبب ضعف الأخلاق وقلة المعرفة .. بينما تأخر نصر الدولة على المتمردين رغم بسالة الجيش والقوات الرديفة وإخلاص الدول الصديقة للسبب ذاته .. فهل أدلكم على أقصر طريق للنصر: فقط كونوا صادقين لدماء الشهداء وحقوق الآخرين لكي يؤيدكم الله بنصر مبين.. إنه سباق في الإخلاص للإنسان والوطن، ولن ندع مهوّسي الأديان والمذاهب أن يقلبو السباق من الجري نحو الأمام إلى الخلف..

هامش: على الرغم من انتهاء حفل الضحك على نكتة السلمية، جمهور المعارضة مازال يضع طنجرة العرعور على رأسه لذالك لايسمع شيئا آخر سوى صدى طنينها، ولهاذا لن يكون هناك مصالحة صادقة ولاصوت لنداء العقل.. افتحو لهم ثقبا يسمعون منه صوت الواقع..الواقع الذي يقول أن الدولة مازالت قائمة والرئيس باق والجيش مستمر ..



نبيل صالح

التعليقات

-قال لي والد أحد شهداء جسر الشغور: أنا أعرف أن ابني استشهد وأنا مقتنع بإرادة الله..ولكن مايزعجني ويحز في نفسي ..أن هناك (عرصات)..حتى الآن يستثمرون ويتاجرون بالوطن وهم تحت حماية مسؤولين كبار..أخاف أن يكون موت ابني ورفاقه..رافعة لاستمرار هؤلاء العرصات بسرقة الوطن..الله يعين هالبلد..راحت من كيسنا....؟هههههه -التقيت بأحد المعارضين ..(في المغترب).قال لي:لقد باعونا..أنا العلماني ..؟لقد كنت اتظاهر واصرخ لكي تصبح بلدنا مثل أي بلد فيه قانون وحريات وو,و....؟كنا نبحث عن أي دعم ..ولكن هؤلاء العرصات سلموا الثورة وباعوها لقطر والسعودية..وأنت تعرف البقية.. -مارأيك بمقولة:الاستثمار في الثورة.. -في بعض مناطقنا الداخلية الآمنة(مصياف -سلمية..)مثلا..نفاجأ بحالات خطف يكون للمطالبة بفدية مالية ضخمة..يكون الخاطفين معروفين والجهة التي تدعمهم أو قد يكونوا محميين من قبل بعض العناصر؟؟؟والناس تعرف ولكن ..في الوقت الذي يموت أولاد تلك المناطق ويستشهدوا في المعارك..ولذلك يحقدون في الخفاء ويكابرون على أن الوطن أغلى..بعد أن نقنعهم؟ شو رأيكم .. (الجمل): العين بالعين والخطف أيضا..احمو أنفسكم بما استطعتم وإن الله لايحب المعتدين..

" لا فُضَّ فوك " أيها النبيل في وقت ما ستضع الحرب أوزارها , ولكن المعركة ضد الفساد مستمرة ولن تهدأ طالما الخير موجود وكذا الشر وتلك سنن الأولين والآخرين في كل زمان ومكان.والمواطن السوري الحقيقي هو كالبنيان المرصوص مع الجيش العربي السوري يشد بعضه بعضا , ولأعجب من مواطن , وأربأ إطلاق صفة المواطنة عليه, ولنقل الفرد الفاسد والمفسد هو بالحقيقة من يطعن بالخلف كلَ مقاتلٍ في الجيش العربي السوري , ولعمري هذا الفاسد أكثر توحشاً من العدو الإرهابي التكفيري , مثلاً كيف تسوِّل لنفس أحد ما أن يتلاعب بقوت الشعب بكل ما أوتي من جشع ومكر وغش وخبث واحتكار وأنانية في حين يقف الجيش العربي السوري يبذل دمه وعرقه وجهده ونفسه دفاعاً عن الوطن ومواطنيه , إنها لمفارقة مأساوية يندى له الجبين في هذا الزمن الرديء. نعم (مهم) أن ينقص الأوغاد و(الأهم )أن يزداد الشرفاء .

إن الحرب لم تبدأ بعد عندما تأتي القوات الإيرانية بشكلٍ جدّي و الأسطول الروسي و تبدأ الصواريخ تنهال على تل أبيب و ما بعد تل أبيب تبدأ الحرب. رأس الأفعى ما زال ينعم بجهلنا! كنت قد نوّهت، من خلال شغب منذ زمن، أن البندقية يجب أن تتجه نحو الأراض المحتلة والكيان الصهيوني. و هنا، الآن، أجد أنه يتحتّم علينا أن نأخذ هذه الجبهة بأولوية لعدّة أسباب منها أن الشباب الذي يجنّده التكفيريون و البيئة الحاضنة لهم لم ترَ جدّية منذ عقود بمحاربة العدو الصهيوني بل تحرّك الجيش لمقاتلة "المسلمين" في الداخل. كذا توجيه الحرب "لتحرير الجولان - فلسطين" (أعلم أنه عنوان كبير) يؤمّن دعم شعبي عربي و "إسلامي" واسع بدلاً من الدعم المادي اللامحدود للمسلحين لقتال "النظام "الكافر"". عندما تتشكّل حكومة حربية همّها دعم الجيش و القوات المسلحة كذا تأمين مستلزمات الحياة الضرورية من غذاء و مياه "نقيّة" و كسساء بسيط؛ لا تشجيع استيراد أحدث الهواتف الخليوية الذكية و شاشات التلفزة المنحنية.... عندها تبدأ الحرب إن ما تشهده سوريا و المنطقة هو "معارك" تحاول إيقاف الغزو التكفيري. إن الجيش العربي السوري غير قادر لوحده مجابهة هذه الغزوة العالمية، إن المد التكفيري و "دولة الخلافة" ليس طموحها سوريا و العراق فقط؛ إنما كل المشرق و المغرب بلا حدود. إن لم نستطع و معنا كل حلفاءنا صد هذا الهجوم و البدء بالهجوم فلن تبق لنا باقية. عندما نكسر حدود سايكس بيكو و نعلن وحدة سورية حقيقية، عندها تبدأ الحرب.. متى بدأت الحرب وفقاً لأعلاه، يمكن أن نتنبّأ تحية للصامدين في مشفى جسر الشغور و الكلية الجوية و كل المحاصرين... تحية لجرحى الجيش السوري و أهالي الشهداء. رحم الله الشهداء تحية لجيشنا العقائدي. أخوكم القاضي

عندما يكون الفساد أحد الأسباب المهمة لما يحدث في سوريا من أحداث و حروب و سقوط مناطق مختلفة بأيدي المسلحن و خروجها عن سلطة الدولة السورية، لا بد من الوقوف عند جذور هذا الفساد قبل البحث عن الحلول لمكافحته و القضاء عليه. كنت قد أشرت سابقاً و أكثر من مرة عبر شغب لتأثير الفساد من رشاوٍ و سرقات و اختلاسات على الإقتصاد و المجتمع. و أن الفساد الذي لم يكن من قبل بعض المسؤولين في الدولة و الحزب/الأحزاب و المنظمات و النقابات فقط؛ بل كان و ما زال ثقافة يمارسها المواطنون (جلّهم) على مستويات و بأحجام مختلفة. المشاركة و ممارسة الفساد لم تقتصر على مجموعة أفراد بل جلّ المواطنين، من راشٍ و مرتشي من مختلس إلى ساكت و متضامن. لم يكن (ولم يزل) الفساد عبر الرشوة فقط. لقد أصبح الفساد طبيعياً و من يحاول ألاّ يتأثر به يصبح "غبياً" فكيف من يدعو إلى محاربته أو يقف ضد الفاسدين. و من تجارب شخصية أو تجارب بعض الأقارب و المعارف نرى كيف يصبح من يقف بوجه الفاسدين متّهماً بنفسه بالفساد أو أقلُّها بالجنون إذا لم يُلقَ في غياهب السجون بتهمٍ سياسية أو أمنية..... حوادث الفساد ليست حديثة العهد و إنما كانت موجودة منذ عقود، لكن بروزها بالشكل الحالي و العلني لم يكن (على حد علمي) قبل بداية التسعينات من القرن الماضي مع دخول قوانين الإستثمار. على ما أذكر من أكبر حوادث الفساد في منتصف و نهاية السبعينيات كانت تجمّع دمّر السكني و كيف قام رئيس مجلس إدارة تجمّع دمّر المهندس سعد الله جبري و شلّته بسرقة و اختلاس الأموال من أهم مشروع سكني لأعضاء النقابات المهنية، و من قام باكتشاف السرقات و الإعتراض تعرّض للأذية بشكلٍ أو بآخر. الملف بمعرفة نائب رئيس الوزراء يومها المرحوم فهمي اليوسفي من السبعينات، قبل أن يهرب سعد الله جبري إلى السعودية و يحاكم غيابياً في الثمنانينات.... إن من أكثر المشاكل التي برزت في أشكال الفساد هو التوظيف العشوائي "بالواسطة" للآلاف في المؤسسات الخدمية و الإنتاجية مع ما يتخللها من توظيف على الورق، و لا يمكن إلا أن نذكر البعثات العلمية و خاصة التعليم العالي. فالآلاف من خريجي بداية و منتصف الثمانينات ابتعثوا إلى الخارج (أغلبهم شرق أوربا) ليأتوا أساتذة جامعات و أصبح منهم حالياً و سابقاً رؤساء أقسام في كليات متعددة و كثير منهم للأسف من غير الجدير ليكون في موقع تأهيل جيل من حملة الشهادات. كنت قد قسّمت الفاسدين على ثلاث فئات: الأولى مضطرة من أجل العيش و الكفاف، و هذه يمكن أن تتركه بمجّرد تأمين الحد الأدنى و المقبول للحياة نسبة هذه الفئة حسب تقديري من 50 إلى 70 بالمائة. الفئة الثانية ضميرها يستتر أحياناً و في حال مكافحة الفساد جدياً مع تأمين الحد المقبول ترتدع بالقانون و خوفاً من العقوبة، أقدّر نسبتهم ب 20 إلى 35 بالمائة؛ أما الفئة الثالثة الضالة و المضّلة فلا قانون يردعها و الضمير للبيع لمن يدفع أكثر و نسبتها من 5 إلى 15 بالمائة من مجموع الفاسدين. كيف وصلنا إلى مجتمع و بلد يستسهل الفساد و تسيطر عليه كذا ثقافة؟ أول سبب هو الحاجة. الحاجة هنا لها عدة تشعبات: الكفاف في الأساسيات من غذاء و كساء و مأوى، و هذا ما كان يؤمّنه النظام الإقتصادي الإشتراكي في السبعينيات و حتى نهاية الثمانينات من القرن الماضي، هذه الحاجات الأساسية كانت تواكبها بعض الكماليات التي تعتبر حاجة خاصة لبعض المهن كالسيارة كنوع من "البريستيج" الإجتماعي. هذه الحاجيات كان من الممكن تأمينها من خلال الراتب و بعض العمل الإضافي. الحاجة يمكن أن تكون لبعض الفئات التي تم تعيينها بمناصب رسمية أو حزبية أو عسكرية أو أمنية نوع من الترف في النظام الإشتراكي من استغلال المنصب بالحصول على سيارات و بيوت في المناطق الراقية و مدارس خاصة و بعثات إلى الدول الغربية للأولاد و بعض الأقارب و غيرها المعروف لدى الجميع... لم يأت هذا من عدم، بل بسبب التناقض الإجتماعي بين اقتصاد اشتراكي محدود الموارد و تجّار رأسماليون يتحكمون في هذا الإقتصاد؛ فصاحب المنصب ذي الراتب بضع آلاف من الليرات خصصت له الدولة سيارة فارهة تماثل سيارة التاجر مع مكتب خاص مزركش و أثاث فاره بينما بيته بالإيجار و أثاث عادي؛ التاجر ذي المصلحة يُصادق المسؤول الذي يبدأ بتمرير الصفقات و هكذا دواليك. تنامي الحاجات الكمالية لتصبح أساسيات مع دخول الإنفتاح الإقتصادي و التحوّل إلى الليبرالية جعلت مجتمعنا يسير باتجاه الإستهلاك بشكلٍ مخيف بعد حرمان لسنين طوال تخللتها سياسات اقتصادية عشوائية متخبّطة مع حصار اقتصادي رهيب. فأصبحت السيارة ضرورة، لتكتظ شوارعنا و الأرصفة بسيارات لم يتم التخطيط لاستيعابها. و من ثَمَّ الكومبيوتر و الخليوي و الإنترنت و الخادمة و المدارس والجامعات الخاصة أصبحت كلها ضروريات لا يمكن الإستغناء عنها. هذا ما فرض على الموظفين و العاملين البحث عن مصادر مختلفة لتأمين هذه "الحاجات" البديهي أولاً عمل ثان و ثالث، مع ما يترتب عليه من إهمال العمل لأن انتاجية الإنسان محدودة من 8 إلى 10 ساعات يومياً، الزوجة تعمل كذلك عمل ثان أيضاً، فيصبح الأولاد بلا اهتمام من الأهل، فإما إلى الشارع أو المحظوظين عند الجد أو الجدة و الأقارب، مع نتائج دراسية سيئة فدروس خصوصية حيث يهمل المدرس التدريس في المدرسة لأن الدروس الخصوصية أربح و هكذا دواليك... عندما يصبح العمل الثاني و الثالث و عمل الزوجة الثاني لا يكفي لا بد أن يفتح الفساد بابه ليستقبل عضو جديد في هذه التركيبة السحرية. ليصبح الضمير الحي و الروادع الأخلاقية و الدينية و القانونية من الماضي السحيق، ما دام كل شيء له ثمن و كل شخص له ثمن سواء كان رجل دين أو أمن أو قضاء. "أن تكون فقيراً في نظام اشتراكي، خيراً من أن تكون ميسوراً في نظام ليبرالي" لست أدري إن هذا الخاطر من عندي أم سمعته أو ما يشابهه من قبل!. قُلتها مراراً و منذ سنوات: "العالم يخطط لعشرات السنين و نحن ما زلنا نحاول أن نسجّل (ندوّن) ما قمنا به" لقد ابتُلينا بحكومات متعاقبة لم تستطع أن تصلح ما أفسدته سابقاتها و إن حاولت. لا يستطيع (أو بالأحرى لا يجرؤ) وزراؤها مجموعين أو منفردين اتخاذ قرارات مهمة ربما خوفاً على الكرسي كما ابتُلينا بمجلس للشعب ربما يستطيع بعض أعضاؤه الكلام، ما زلت أذكر أن شاهدت على التلفزيون مناقشة في المجلس تخص زيادة التعرفة أو الضريبة على الكسارات، أعجبني كلام البعض عن "أن الزيادة لن يتحملها أحد سوى المواطن" و لكن النتيجة لم تكن سوى إقرار الزيادة و ربما بالإجماع. لماذا الكلام و التصويت إن كانت النتيجة مرسومة سلفاً، يعتبر كل من تكلّم شاهد زور. كنت أتمنى أن يكون عندنا رجال سياسة حقيقيون حتى لو كانوا معارضين، لا أتكلّم عن مسؤولين سابقين موالين أو هاربين. هل يستطيع أحد أن يذكر لي اسماً واحداً؟ نحتاج إلى رجال سياسة يحملون مبادئ سامية و أخلاق حميدة يتكلّمون بمنطق و بمبدأ و تحليل و بدون أي مؤثرات داخلية أو خارجية. كلّنا مشترك في الدم السوري، دم شبابنا الذي يهدر يومياً نتيجة فساد و خيانة جرت و تجري يومياً. البيئة التي ينتمي إليها التكفيريون هي في المناطق الأقل تعليماً مع أن الحكومات المتعاقبة صرفت الكثير لنشر التعليم لكن من دون رقابة جدّية. منذ ستينات و سبعينات القرن الماضي نفّذت الدولة مشاريع هامة على كامل مساحة سوريا فوصلت الكهرباء و مياه الشرب (دون الصرف الصحي و النفايات الصلبة، لا أعلم لماذا؟؟) و الهاتف الأرضي كذا المدارس في الصحراء و حتى أعالي الجرود كنوع من الإنماء المتوازن فلا يترك المُزارع أرضه و لا تكتظ العاصمة و المدن الكبيرة بالسكان. لكن للأسف لم يقترن ذلك مع توفير فرص عمل كبيرة تجذب خريجي الجامعات و المعاهد و حتى العمال العاديين في مناطقهم؛ حيث كان بريق العاصمة و المدن الرئيسية أوهج بخصوص فرضية توفر فرص العمل، ما أثّر بتكاثر العشوائيات التي أكلت مناطق زراعية خصبة حول المدن و كل هذا بمشاركة التجار و الفاسدين. إنَّ تساهلنا في الفساد خيانة للمبادئ و الوطن، كيف يمكن لمن يفدي الوطن بالدم و النفس و الولد أن يركض وراء المال الحرام من رشاوٍ و سرقات! إن هذا التناقض العجيب يحيّرني. ألا نستطيع أن نميّز الحلال من الحرام؟ الدين و المبدأ و الأخلاق و الفداء و التضحية واحدٌ لا يتجزأ. إن ابتعادنا عن الأخلاق الحميدة و الدين الأصيل باعتبار أننا أبناء المشرق، الدين عندنا جزء من الإرث الحضاري و التاريخي. في هذا الزمن الأغبر لا أستطيع أن ألوم كثيراً من يسرق أو يرتشي ليطعم طفل جائع أو يكسيه و لكن من يسرق و يرتشي ليشتري أو يبدّل هاتفه الخليوي بأحدث الموديلات فلنقطع يده. هذه محاولة إضاءة بل تذكير بأشياء ربما الجميع يعرفها و لكن لا بد من أن نسمّي الأشياء بأسمائها أولاً؛ و لنتفق على هذه المسميات ثانياً. عندها وضع الحلول و المعالجة تكون أسهل، في حال أردنا بجد قبل أن يُفرض علينا ما لا نريد. أخوكم القاضي

طالما أن إيران ظاهرة صوتية ولاتجرؤ على النزول بجيشها لمؤازرة حليفها الذي يصد وحده هجمات الوحوش فإن النصر بعيد بعيد ،وطالما أن الروس جالسون يتلهون بأكرانيا واليمن وجزر الواق واق فإن جماعة الملا اوباما سيواصلون التجارة بدمائنا الى أن تنتهي هذه الدماء وتصبح نسيا منسيا. المجد للشهداء والنصر لسوريا وجيشها (الجمل): الأخ سامي:على الرغم من معاهدة الدفاع المشترك سورية لم ولن تطلب مؤازرة الجيش الروسي ولا الجيش الإيراني إذا لم تنشب حرب إقليمية..كما أن روسيا تدعمنا سياسيا وإيران اقتصاديا من دون أي تغيير في موقفهما طوال سنوات الأزمة.. ولانطلب أكثر من ذلك طالما لدينا جيش صامد منذ أربع سنوات وسيحقق النصر كما ترغبون بإذن الله..

لماذا يتراجع جيشنا العربي السوري و ينسحب بينما تحتل قوى الظلام و التكفير مدن و مناطق و مساحات أوسع؟ سؤال يُطرح كلّما انسحب الجيش من موقع. سؤال لا يعرف الإجابة عليه بدقّة سوى ضباط و أفراد الجيش الذين يخوضون المعركة على الأرض لا على صفحات الإنترنت. و لكن لا يمنعنا ذلك من أن نُوَصّفَ و نُحلّل عسى أن نفيد. يقوم جيشنا العربي السوري و الدفاع الوطني بمواجهة العدو التكفيري في أكثر من مكان على امتداد سوريا الحبيبة و يَبلي بلاءً حسناً، و يُسطر بطولات و تضحيات جِسام ضمن المتوفر من عديد و سلاح و عِتاد. علينا أولاً أن نَصف العدو و نعرفه، فهو التكفيري الذي لا وجود لشيء من الإنسانية في تكوينه. و لكنّه يحمل عقيدة و هدف و إن كانت عقيدته غير إنسانية من حيث انتزاع حق الآخر في الوجود؛ إلا أنه واضح في هذا و هناك من يمدّه بكل الوسائل من مال و سلاح كي يلغي الآخر. عنده عقيده تقول له أنّك أنت على حق و يحقُّ لك أن تفعل ما تشاء لتحقيق الهدف، فإن قُتلت هناك الجنة و الحور العين بانتظارك. هذه العقيدة تكفي لتحوّل جسم بشري إلى قنبلة إنشطارية، هذه العقيدة تجعل المقاتل منهم لا يهاب الصعاب. بالمقابل و لنكن صريحين، هل جميع أفراد و ضبّاط جيشنا العربي السوري و الدفاع الوطني يحمل عقيدة التضحية و الشهادة في سبيل الوطن؟ هل يقوم التوجيه السياسي و الحزبي بدوره على أكمل وجه من حيث تنمية الشعور الوطني فنرى طوابير الشباب القادر على حمل السلاح يتطوّع ليشارك في الحرب أم أن الجلوس في المقاهي و الهروب إلى أي مكان داخلياً كان أو خارجي خوفاً من الموت هو ما يشغل جيل كامل تورّط بالتقانة و الإستهلاكيات. إنّ ما ينقص هذا الجيل هو الإيمان: بالله و بالوطن. إن العدو التكفيري يخوض معاركه كنوع من الميلشيات بحرب غير تقليدية يستخدم كل الوسائل التي لا تخطر ببال من أجل تحقيق الهدف من ترهيب و قتل و تقطيع؛ بينما جيشنا العربي السوري محدود الموارد البشرية و اللوجستية يحارب كجيش نظامي مستخدماً أساليب و أسلحة الحرب التقليدية التي عفا عليها الزمن و لا يملك أي تفوّق سوى سلاح الجو و هو مكبّلٌ بوجود المدنيين الذين يستخذهم التكفيريون دروعاً بشرية. لا بد من اتّباع أساليب غير تقليدية لمواجهة العدو من أسلحة و أساليب قتال و تدريب قاس و لنعرف ما نزجّ في المعركة من جنود و سلاح يناسب مختلف المناخات و التضاريس و البيئات السورية من صحارى و جبال و ويان و سهول في الصيف و الشتاء؛ و لنا في مجاهدي حزب الله أسوةٌ حسنة. كل ما ذكرته أعلاه ليس إلا لنستفيد من دروس كل معركة سواء ربحناها أم خسرناها و منه لمعالجة الخلل و لنعيد الهجوم و تحرير كامل الأرض السورية من رجس التكفيريين. أخوكم القاضي

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...