الاعتراف أمام المرآة يحميك ويحسن حالتك النفسية

10-01-2007

الاعتراف أمام المرآة يحميك ويحسن حالتك النفسية

نحن نعيش عصراً مليئاً بالضغوط والتوترات والأسرة بجميع أفرادها معرضة لهذه الضغوط, خاصة مع تزايد طموحاتها وأحلامها وعدم قدرتها على تحقيق بعض منها أوكلها, فالانتظار والقلق يضطرانها للكلام للتعبير عن المتناقضات بداخلها.‏

والشباب أكثر الناس كلاماًمع أنفسهم بسبب الأزمات النفسية والعاطفية أو أزمات العمل.‏

ترى هل تحدث نفسك أحياناً? متى? ولماذا?‏

هذا السؤال توجهت به لشرائح مختلفة في المجتمع, وجاءت الإجابات كل حسب معاناته.‏

السيدة( فاطمة محمد) تقول:‏  توفي زوجي منذ سنوات ومع أن لدي ثلاثة أبناء لكني أعيش وحيده لأن أبنائي سافروا للخارج من أجل العمل, في كل صباح عندما استيقظ أبدأ بالحديث مع نفسي كالمجانين, فالصمت حولي يمزقني, والانتظار يكاد يقتلني.‏

السيدة( عبير حلواني) تقول: تزوجت قبل 14 عاماً وعشت مع زوجي حياة متقلبة بين الهناء والتعاسة بين وعود الأمل وحرارة الواقع... وقد شهدت علاقتنا اضطرابات كثيرة وانفصلنا أكثر من ثلاث مرات إلى أن تطور الخصام بيننا إلى الطلاق الرسمي.‏

أنا الآن أعيش في بيت أخي وزوجته وأولاده كخادمة, ولاأستطيع أن أعبر عما في نفسي إلا عندما أكون وحدي, أبدأ بالحديث مع نفسي فمرة ألوم أهلي الذين زوجوني صغيرة وتركوني دون أن أتعلم ومرة ألوم نفسي لأني لم استطع الحفاظ على زواجي, ومرات عديدة ألوم القدر الذي أوصلني لهذا الحالة.‏

السيد( علي الحامد) يقول: لقد بذلت مجهوداًكبيراً أثمرعن تخرج أبنائي الستة من الجامعات, وزواجهم بعيداً عني والآن أشعر بالفراغ , أحاول جاهداً أن استثمر وقتي في أشياء تخرجني من طوق الشعور بالوحدة لأنني تقاعدت أيضاً وأجد الكثير من الوقت, معظم جهودي لملء الفراغ باءت بالفشل, هل أجلس لأشاهد التلفاز? أم أذهب إلى المقهى مع أصحابي? أم أتمشى وحدي في الشارع? المشي يريحني لأني أتحدث مع نفسي واستعيد ذكرياتي في العمل ومع الأولاد.‏

طارق محايري: يطالب بالمساواة مع الفتيات, لأن معظم صديقاته اللواتي تخرجن معه وجدن وظيفة بينما هو والكثير من الشباب مازالوا يبحثون عن عمل, هو يعتقد أن دخول المرأة ميدان العمل حرم وخطف فرص الرجال مع أن الرجل هو المسؤول عن نفقات ومستلزمات الزواج حسب الشرع والعرف ثم تابع: أنا أشعر بالقهر لهذا أكلم نفسي أحياناً حتى إني أتحدث بصوت مسموع في الشارع.. وعندما انتبه إلى نظرات الناس إلي, أصمت فوراً.‏

ماريا رحال تقول: التزام الفتاة بأهلها وما يترتب عليها من واجبات تفرضها التربية, وحقهم المطلق عليها يجعلان حياتها سلسلة متواصلة من العطاءات.‏

أنا فتاة في العشرين من عمري أعيش في أسرة محافظة جداً بحيث لا أستطيع الحديث مع أي من أفراد أسرتي بصراحة, خوفاً من التأنيب والحرمان من الخروج, إن أهلي يلجؤون لأسلوب النقد والسخرية كلما خضت معهم في حديث أوكلما حاولت المشاركة في أحاديثهم, عندها أعود لصمتي وحواري مع ذاتي لكن بهدوء ,وغالباً مايكون حديثي قرب المرآة, وهذه أفضل طريقة لإخراج مابداخلي دون حرج ودون الخوف من إفشاء أسراري.‏

الباحثة النفسية الأميركية (سوزي ألن) والتي أعدت دراسة في عشر دول في العالم, وضحت فيها صورة الضياع النفسي الذي يعاني منه أبناء الكرة الأرضية, وتؤكد أن هناك علاقة وثيقة بين الكلام والاكتئاب, فهونوع من العدوانية قد تتجه إلى الخارج ما يجعل صاحبها يصمت, وإذا أجبر على الحديث فإنه يتعب, أو تتجه تلك العداونية للخارج فيقبل على الكلام الذاتي باستمتاع لإخراج الشحنة العدوانية التي بداخله, وكنوع من التعبير عن إحساسه بالضيق.‏

والشباب أكثر الناس كلاماً مع أنفسهم بسبب الأزمات النفسية والعاطفية أو أزمات العمل.. والإنسان الذي يختلق أحاديث بلا هدف, إنسان مكتئب يشعربالخوف الداخلي, والاسترسال في الحديث يمنحه إشباعاً زائفاً بوجود الأمان والثقة.‏

إن الاكتئاب والقلق ومضاعفات هذين المرضين تؤثر بصورة قاتلة على سلوكيات البشر وتناغمهم النفسي والبدني والسلوكي ومن ثم فإن هؤلاء مدعوون لمواجهة وتحدي ما أصابهم فالشكوى والفضفضة والبوح خطوة أولى على طريق العلاج النفسي.‏

بثينة النونو

المصدر: الثورة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...