مطلقون لكن أصدقاء

11-01-2007

مطلقون لكن أصدقاء

قد يموت الحب فتنقلب المشاعر إلى حالة من الحياد واللامبالاة فتصبح الحياة الزوجية جحيماً لافكاك منه إلا بالطلاق لكن لماذا ينقلب الحب بعد الطلاق إلى كراهية وحقد وعداء مستفحل خصوصاً إذا كان هناك أبناء للزوجين الطليقين؟ وهل من الممكن أن يبقى الزوجان على اتصال وتواد بعد الطلاق؟ وما نظرة الناس لصداقة الزوجين بعد الطلاق؟ ألا يخفف هذا من تأثير الطلاق على الابناء؟‏

- السيدة نادين تكريتي تقول:الطلاق ظاهرة اجتماعية بعدما كان بمثابة استثناء واستتبع تلك الظاهرة ظاهرة أخرى تتمثل في أن الطلاق لم يعد رديفاً للشقاء والمعارك العائلية, فالأمر بسيط عندما يكون الطرفان واعيين وأكبر دليل على ذلك ما حدث معي: تزوجت من رجل غريب عني يسكن في الأردن وعشت معه عدة سنوات وانجبت طفلاً وبعد سنتين حصل طلاق بيننا لخلافات كثير أهمها وجودي في بلد غريب وبعيدة عن أهلي وأصدقائي, رجعت إلى بلدي وتركت ابني بعد أن أصرت حماتي أن يبقى معها, بعد فترة تعرفت إلى رجل مثقف وواع اسمه نبيل وتزوجنا, وصار عندنا أولاد,لكن الغصة التي بقلبي اشتياقي لابني من زوجي السابق خاصة أني تركته صغيراً ولا يعرفني, في أحد الأيام طلب مني نبيل (زوجي الحالي) أن اسافر معه إلى الأردن لأرى ابني, وبالفعل لم أتردد وذهبنا إلى بيت زوجي السابق واستقبلنا وزوجته وابنته استقبالاً حاراً وحدثني كثيراً عن ابني الذي أصبح شرساً وأهوج منذ أن تركته وأنه لابديل من حنان الأم وطلب مني أخذه معي إن أردت وأنه مستعد لزيارتنا في دمشق كلما سنحت له الفرصة بذلك, واليوم ابني في السابعة عشرة من عمره يعيش حياة طبيعية إذ يزور والده في العطل والأعياد الرسمية وأصبح من المتفوقين.‏

- السيد (عوني المنلا) قصته مع الأسف مختلفة تماماً حيث قال: طلقت زوجتي لأسباب كثيرة, وأهم سبب أنها كانت من النوع الثرثار الذي لا يحفظ سراً, فأخبارنا تنتقل عبر الجيران والأهل والأقارب والمشكلة الكبيرة أن عندي ابنتين في سن الحضانة, ومع الأسف أنا لا أراهما إلا من خلال المحكمة, لأني لا أستطيع أن أطلب أكثر من هذا, فهي امرأة قادرة دائماً على تحوير الكلام والحقائق وهذا يزعجني كثيراً وحتى إنها أدخلت في عقول بناتي أشياء كثيرة عني حتى أصبحن يجفلن عندما يرونني وكأني وحش سيأتي ليخطفهما لا أدري كيف ستعيش بناتي حياة طبيعية بعد كل هذا الحقد والكره من قبل زوجتي سامحها الله.‏

- الاختصاصية الاجتماعية (داليا عطية) تقول:إذا كانت الحياة تصبح أفضل للأبناء بوجود علاقة احترام متبادل بين المطلقين فلماذا نتجاهل ذلك؟ ونصر على المضي في المناكفات والمهاترات والسباب والبعاد إلى مالا نهاية.‏

إن من حق الأبناء على والديهم أن يتم تعويضهم عن أضرار الطلاق وليس هناك تعويض أفضل من أن يشعر الأبناء بوجود كل من الأب والأم في حياتهما, إن الحد الأدنى المطلوب من الزوجين اللذين لديهما أبناء أن يلتقوا في الأعياد والمناسبات ذات الطابع العائلي فمن الصعب على الأبناء رؤية أقرانهم وهم يتنعمون بوجود كل أفراد العائلة بينما هم محرومون من الأب أو الأم, إن ذلك يترك أثراً صعباً في النفس قد لا ينمحي طوال العمر, وفي حالات أخرى يكتسب الطرفان صديقاً جديداً أو حتى صديقين جديدين, زوج الأم الجديد, أو زوجة الأب الجديدة, مثل هذا الأمر لم يكن قابلاً للتخيل قبل زمن وهو حتى الآن غير قابل للتخيل بالنسبة إلى كثير من النساء والرجال, وأتمنى أن يحدث هذا للتخفيف من أثر الطلاق عملياً خاصة على الأبناء لأنهم هم الضحية الأولى للطلاق.‏

بثينة النونو

المصدر: الثورة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...