التكلفة الباهظة للحروب الأميركية منذ هجمات سبتمر

16-09-2016

التكلفة الباهظة للحروب الأميركية منذ هجمات سبتمر

الجمل ـ Bill Van Auken ـ ترجمة وصال صالح: في مؤشر جديد على الثمن الفظيع الذي يدفعه الأميركيون والعمال في جميع أنحاء العالم بسبب جرائم الامبريالية الأميركية، كشف تقرير جديد من جامعة براون أن واشنطن أهدرت ما يقرب من 5 تريليون دولار منذ هجمات 11/9، على الحروب التي شنت تحت ذريعة محاربة الإرهاب، ويتزامن التقرير مع الذكرى ال15 لهذه الهجمات، في الوقت الذي لا يزال هناك10آلاف جندي أميركي في أفغانستان و6000 في العراق ومع نشر المئات من قوات العمليات الخاصة في سورية، بينما تقاتل الولايات المتحدة لتغيير "النظام"  في تحالف الأمر الواقع مع الشركات التابعة لها في هذا البلد مع تنظيم القاعدة –المفترض أنه الهدف الرئيسي لحرب مضى عليها أكثر من عقد ونصف من الزمن.
في حين أن التكاليف المالية لهذه الحروب مذهلة، كتب البروفيسور نيتا كراوفورد في تقرير جامعة بوستون واضعاً الأمور في نصابها الصحيح –والأكثر فظاعة ورعباً هي آثار الدماء والدمار الذي خلفته عمليات الجيش الأميركي في أعقاب ذلك " .. إن وصفاً كاملاً لأعباء أي حرب لا يمكن وصفها في أعمدة ... من المدنيين الذين أصيبوا بالأذى أو نزحوا وتشردوا بسبب العنف، إلى الجنود الذين قتلوا وجرحوا بالعبوات الناسفة والقنابل العنقودية، ما من أرقام يمكن أن تُحصي عدد الخسائر البشرية للحروب في العراق وأفغانستان او الطريقة التي تسربت إلى الدول المجاورة لسورية وباكستان، وعودة المقاتلين إلى موطنهم الولايات المتحدة وحلفائها على شكل محاربين قدامى ومقاولين جرحى".ظهر الجولاني للمرة الأولى كاشفاً عن وجهه، ومرتدياً الطربوش والعمّة الشامية وبزة عسكرية (أ ف ب)
وجاء في التقرير، بعض هذه الأرقام يمكن إحصاؤها وهي مروعة، مع فقدان أكثرمن مليون عراقي لحياتهم نتيجة الغزو الأميركي عام 2003 إلى أكثر من 12 مليون لاجئ شردوا من البلدان الأربعة بسبب الحروب الأميركية –أفغانستان والعراق  وباكستان وسورية، بالإضافة إلى ذلك، هناك تقريباً7 آلاف جندي أميركي قتلوا في أفغانستان والعراق مع عدد مساو لذلك من المتعاقدين من الشركات الخاصة،بالإضافة إلى  52 ألف ممن تم إدراجهم رسمياً كمصابين في القتال ومئات الآلاف الذين لا يمكن إحصائهم ممن يعانون من إصابات في الدماغ واضطرابات ما بعد الصدمة ومشاكل الصحة العقلية الأخرى الناجمة عن عمليات الانتشار المتعددة على غرار الحروب الاستعمارية القذرة.
مع ذلك، يناقش التقرير بشكل مقنع بأنه لأمر حيوي إجراء تقييم جدي وشامل للتكاليف المالية الحقيقية لهذه الحروب، التكلفة الإجمالية لحروب الامبريالية تشمل 1,7 تريليون دولار المخصصة مباشرة من قبل الكونغرس تحت ما يسمى عمليات االطوارئ في الخارج(OCO)، وكانت إدارتي بوش وأوباما  والكونغرس  لجأووا إلى تسمية العمليات بهذا الاسم باعتبارها نوع من حالات الطوارئ غير المتوقعة التي لا يمكن التخطيط لها  داخل عملية وضع الميزانية العادية للحكومة، حتى عندما أُطلقت منذ عقد ونصف والنتيجة هي أنهم تحرروا من أي نوع من المساءلة المالية العادلة، وبدون ضرائب أو غيرها من الايرادات المخصصة لدفع ثمنها، بالإضافة إلى ذلك هذا التمويل المباشر للحرب يشمل تكاليف الرعاية  الطبية للمحاربين القدامى ورعاية العُجز ومخصصات الأمن الداخلي والفائدة على اعتمادات الحرب للبنتاغون، والتكاليف المستقبلية لرعاية قدامى المحاربين، ومن المتوقع أن تشهد التكاليف الأخيرة زيادة لتصل على الأقل إلى 1 تريليون دولار من الآن وحتى عام 2053، وهذا التقديرتم عرضه استناداً  إلى بعض الإحصاءات التي تنذر بالخطر.
بحلول عام 2015 أكثر من   1600 جندي ممن قاتلوا في العراق وأفغانستان كانوا قد تعرضوا لبتر الأطراف الرئيسية نتيجة تأثرهم بجروح بسبب إصابتهم في القتال وقد تم تشخيص 327 ألف من المحاربين في هذه الحروب بإصابات رضية في الدماغ اعتباراً من 2014 وبنفس العام تم تصنيف 700 ألف معوق، أي ربما أكثر من 30 بالمئة من بين 2،7 مليون إنسان المنتشرين في مناطق الحرب.
ويشير التقرير إلى أن شؤون المحاربين القدامى هي أسرع قسم في النمو في الولايات المتحدة، حيث تضاعفت مستويات التوظيف منذ عام 2001إلى 350 ألف عامل تقريباً، مع ذلك، ووفقاً لتقرير آخر أنها "لا تزال تفتقر إلى التمويل الكافي لملئ آلاف الوظائف الشاغرة للأطباء والممرضين ولتمويل إصلاحات المستشفيات و العيادات والتي هي بأمس الحاجة إليها".
وبالإضافة إلى هذه التكاليف، يُقدر التقرير، بأنه ما لم يغير الكونغرس الطريقة التي يدفع بها ثمن الحروب –حتى بدون استمراراها- فإن الفوائد المتراكمة على اعتمادات الحرب ستصل بشكل مذهل إلى 7،9 تريليون بحلول 2053، ويذكر التقرير انه بينما كانت إدارة بوش تستعد لإطلاق الحرب العدوانية ضد العراق، قال المستشار   الاقتصادي الرئيسي لورانس ليندسي الذي- تعرض لهجوم حاد- بسبب تقديره أن "الحد الأعلى" لتكاليف الحرب بلغت ما بين 100 إلى 200 مليار دولار، وقد رُفض هذا التقرير بشدة من قبل وزير الدفاع دونالد رامسفيلد ومجلس نواب الديمقراطيين الذين قدروا بأن يصل الرقم إلى نحو 50 مليار دولار ومن الواضح الآن التقليل من التكلفة الحقيقية بعامل 100.
تتجلى هذه الحروب  بحجم الجرائم  التي أسفرت عنها وبالطريقة التي تم تمويلها، التقرير الجديد يحاول إماطة اللثام عن التأثير "الأوسع" للحروب على الاقتصاد ومستويات المعيشة للجماهير العريضة من الطبقة العاملة الأميريكة، هذا بالإضافة إلى أن تقريراً آخر كان قد  صدر قبل عامين عن جامعة هارفارد، قدر وبتحفظ  وصول تكلفة حربي العراق وأفغانستان إلى 75 ألف دولار لكل أسرة أميركية.
واستناداً إلى تقارير سابقة، يشير التقرير إلى أن الحروب كلفت عشرات الآلاف من فرص العمل وانخفاض كبيرفي الاستثمار بالبنى التحتية وضياع الكم الهائل من الموارد وتحويلها إلى ذبح وتدمير  الشرق الأوسط وآسيا الوسطى، ووفقاً للجمعية الأميركية للمهندسين المدنيين، بإمكان هذه الموارد تمويل 3،32 تريليون من المشاريع خلال العقد المقبل لإصلاح موانئ أميركا المتداعية والطرق السريعة والجسوروالقطارات ومرافق المياه والكهرباء، عوضاً عن ذلك ، يصر  المسؤولون المنتخبون من كلا الحزبين للرأسمالية الكبرى باستمرار بأنه لا يوجد أموال للوظائف والأجور المناسبة والتعليم والرعاية الصحية وغيرها من الضروريات الأساسية، في حين أن  إنفاق المال على العسكرة والحرب غير محدود، وتُتخذ إجراءات وتدابير التقشف بشكل مكثف ضد الطبقة العاملة.
الخسائر البشرية والمالية الناجمة عن الحروب  في السنوات ال15 الماضية، هي مجرد لمحة عن الكارثة العالمية التي تهدد البشرية، بينما تستعد الامبريالية الأميركية لحروب أكبر بكثير، مع التصعيد العسكري الذي يركز أكثر وأكثر ومباشرة ضد أكبر قوتين نوويتين في العالم، روسيا والصين.


عن:World Socialist Web Site


إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...