القرآن الآرامي: هل تصدق نظريات علماء اللغويات

21-09-2016

القرآن الآرامي: هل تصدق نظريات علماء اللغويات

كشف علماء اللغات السامية الارامية السريانية ان القرآن الذي كتب في زمن الرسول و الخليفة عثمان بن عفان بالخط النبطي والحجازي ثم الكوفي الغير منقط و من غير حركات ولا همزة ،انه كان خليطا بين السريانية الارامية و بين العربية . وقد احتوىت الايات على الكثير من المفردات السريانية التي تدل على معاني مختلفة تماما عما تم كتابته فيما بعد التعريب و التنقيط و اضافة الحركات والمد والشدة والهمزة ، و قد كان بعض كتبة القرآن والنساخ يجهلون معاني الكلمات السريانية ، فعربوها بطريقة خاطئة بغير معناها الحقيقي ، او تركوها على حالها لجهلهم بمعناها ، وهناك ادلة كثيرة على هذا سنمر عليها في هذا المقال .

العلماء المشهورون من اللذين بحثوا في القرآن الارامي السرياني هو العالم الالماني جيرد بوين ، كان رئيسا لمشروع ترميم موكل من قبل الحكومة اليمنية وقد قضى وقتا طويلا في فحص المخطوطات القرآنية القديمة المكتشفة في صنعاء في اليمن في عام 1972. . وقد كشف فحصه عن تسلسل غير شرعي للآيات القرآنية و اختلافات في النص و خط نادر من الأملاء يفترق عن النسخ الشرعية اللاحقة, وهذا ينفي التأكيد على القرآن هو كلام الله الأصلي غير المحرف. كتبت الآيات بخط عربي حجازي مبكّر وهذا ما يطابق النسخ الأقدم المعروفة من اجزاء من القرآن. وهنالك أيضا في المخطوطة التي عثر عليها في صنعاء و بشكل واضح صورا للنص كتبت فوق صور ممحية أقدم . وما أكده القرآن اليمني هو وجود نص متطور (للقرآن) بدلا من نص ثابت وذلك منذ وفاة محمد عام 632 للميلاد .
الف المستشرق الالماني بوين كتابا بعنوان ( قراءة ارامية سريانية للقرآن ) تحت اسم مستعار هو كريستوف لوكسنبرج عام 2000، وعمل مساعدا له الاستاذ في المخطوطات العربية القديمة محمد المسيّح من المغرب . و قال ان 25% من كلمات القرآن مبهمة و غامضة او اساء المفسرون تفسيرها لأنهم لم يفهموا جذورها السريانية الارامية . كما ساهم في دراسات مخطوطات القرآن القديمة عالم اللغات السامية الشرقية القديمة البروفيسور غبريال صوما ، استاذ الدراسات الشرقية في الجامعات الامريكية . وله كتابان بالانكليزية هما : “اللغة الارامية للقرآن” و “القرآن الذي اسيئ ترجمته وفهمه”  .
وكذلك الدكتور ابراهيم مالك خبير في اللغات الشرقية ، الذي يجيد اللغة السريانية . تشير دراسات هولاء العلماء بوين (لوكسمبرغ) و غبريال صوما و د.مالك على ان القرآن الاصلي الذي كتب بالخط الحجازي و الكوفي الغير منقط و الغير مشكل بالحركات والشدّة و الهمزة ، هو كتاب اقرب للسريانية منه للعربية وخليط من اللغتين ويحتوي كلمات سريانية كتبت بالخط العربي الحجازي والكوفي القديم .
يقول المستشرقون ان اسم محمد هو صفة للمسيح او لله ، وليس اسما لمحمد من الاصل . فمحمد تعني الممجد المحمود ، وهذه صفة لله وليس للبشر .
نعود للقرآن الارامي السرياني …. جاء في مسند الامام احمد والمستدرك على الصحيحين ، ان النبي محمد طلب من كاتبه زيد بن ثابت ان يتعلم اللغة السريانية ليترجم له الكتب التي تصله بالسريانية وهي لغة الكتب المكتوبة على الورق و النقوش والجلود السائدة في ذلك الزمن وقد تعلمها فعلا ، وان زيدا هو من كتب القرآن الذي كان محمد يمليه عليه ، وفي عهد عثمان بن عفان اختير زيد مرة اخرى مع ثلاثة اخرين لآعادة كتابة القرآن الموحد حسب توجيهات عثمان ، وقد كتب بالخط الحجازي والنبطي ثم الكوفي الغير منقط و الخالي من الحركات والهمزة واستعملت الكلمات السريانية ممزوجة مع العربية..
استعملت اللغة الارامية السريانية لغة للمكاتبات في ذلك الزمن في الجزيرة العربية وكل منطقة الشرق الاوسط . وكانت اللغة العربية تكتب بالخط الكرشوني السرياني قبل تطور الخط العربي .
وهذه شهادة من المسلمين الاوائل على تأثير السريانية على الاسلام .
من كتاب فتوح البلدان للبلاذري : اجتمع ثلاثة نفر من طئ ببقعة ، وهم مرامر بن مرة ، و اسلم بن سدرة ، و عامر بن جدرة ، فوضعوا الخط وقاسوا هجاء العربية على هجاء السريانية .

لازالت آثار اللغة السريانية باقية في القرآن الحديث ، حيث نجد ان كلمة زكاة و صلاة تكتب بالهجة السريانية هكذا ( زكوة) و( صلوة ) مع الف قصيرة فوق الواو .

– و رحمان تكتب ( رحمن) .
– و سورة الفاتحة لازالت تكتب بدايتها بالطريقة السريانية : (بسم الله) وليس (بأسم الله) بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
وهذا ما يكتبه و يلفظه السريان بلغتهم واصلها بشيم الاها . وعند حذف التنقيط من كلمة (بشيم) واعادتها لاصلها الغير منقط تصبح (بسم) الله اتي استعملها العرب في القرآن . ولازال نفس الخط يستعمل الى الان في القرآن الحديث.
كما تكتب (نعمة) بالتاء الطويلة هكذا [أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا (نِعْمَتَ) اللَّـهِ عَلَيْكُمْ] المائدة 11 ، و البقرة 231
ومن المصطلحات السريانية الاصل كلمة (ابّا) ، ولم يعرف عمر بن الخطاب ما تعنية كلمة (وفاكهة وابّا) في سورة عبس 30 ( فَأَنبَتْنَا فِيهَا حَبًّا وَزَيْتُونًا وَنَخْلًا وَحَدَائِقَ غُلْبًا ﴿-;-٣-;-٠-;-﴾-;- وَفَاكِهَةً وَأَبًّا )
وكانت ابّا تكتب قبل اختراع الشدة ابب، اي يكرر الحرف الباء ، و ابب بالسريانية تعني الفاكهة الناضجة وفي العربية لا معنى لها . ولهذا لم يفهم عمر بن الخطاب معناها. وقد اختلف المفسرون في معناها وكل يفترض تفسيرا مختلفا . وابن عباس فسرها انها الثمار الرطبة ، وهي اقربها للمعنى السرياني .
كلمة (قرآن) هي كلمة سريانية الاصل و ليست عربية ، فهي مأخوذة من كلمة قريانا السريانية ، وتعني كتاب القراءات الكنسية ، او كتاب الصلوات الكنسية ، وتم استعارة هذا الاسم من السريانية و نسب للقرآن لتشابه الوظيفة. المعروف ان المَدّة و الهمزة لم تكن معروفة في زمن محمد ، وكلمة قرآن كانت تكتب قران من غير الف ممدودة ، و هي مستعارة بتحريف من قريانا السريانية .
الفرقان : هي ايضا كلمة سريانية تقرأ فرقانا ، تعني الخلاص ، وهي كلمة ذات مدلول لاهوتي مسيحي ، تشير الى خلاص البشر بفداء المسيح لهم . وقد اختلف المفسرون المسلمون في تفسير معناها لعدم فهمهم معناها السرياني الاصل .
والآية الأهم التي كُتبت محورة بعد تنقيط حروفها بالقرآن الحديث واصبحت ذات معنى مختلف و التي راح ضحيتها الاف المسلمين قتلا في الغزوات او انتحارا كأرهابيين حديثا معتقدين انهم بقتلهم الناس بالتفجير الذاتي الذي يعتبروه استشهادا ، سيفوزون بالجنة ويكافئون بتزويجهم بحور عين ، و الاية هي :(وكذلك زوجناهم بحورٍ عين)
يعتقد علماء اللغات القديمة جميعا انها كلمات سريانية تقرا هكذا بعد حذف التنقيط من الحروف واعادتها كما كانت بالاصل : ( وكذلك رَوّحناهُم بـحورِ عِين) – وليس زوجناهم .
و تفسيرروحناهم هو ريحناهم او رفهنا عنهم . بالعربي يقال رَوِّحْ عن نفسِك ، اي رَيّحْها او رَفّـّه عن نفسِك المشكلة في القراءة العربية هي في حرف الباء المتصلة بكلمة حور (ب حور) و تعني الباء بالسريانية : بين حور : في السريانية هو العنب الابيض ، حور تستعمل بالعربي للدلالة على البياض ، الحواريين هم من يعملون على تبييض الثياب . الحوراء هي الانثى واسعة بياض العين .
بحور : تعني بالسرياني بين العنب الابيض
عِين : حسب اللغة السريانية هي عين الماء او نبع الماء قرب عرائش العنب . وليس عين امراءة حوراء جميلة .
الاية التالية من سورة الواقعة تصف محتويات الجنة وتتحدث عن فاكهة وطعام وحور عين فيها ولا تشير الى نساء للزواج والنكاح مطلقا . وَفَاكِهَةٍ مِّمَّا يَتَخَيَّرُونَ ﴿-;-٢-;-٠-;-﴾-;- وَلَحْمِ طَيْرٍ مِّمَّا يَشْتَهُونَ ﴿-;-٢-;-١-;-﴾-;- وَحُورٌ عِينٌ﴿-;-٢-;-٢-;-﴾-;- كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ ﴿-;-٢-;-٣-;-﴾-;- جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ
التفسير السرياني الكامل لهذه الاية حسب علماء اللغات السريانية الارامية و المستشرقين هو : سنريحهم (المؤمنين) او نرفه عنهم بين عرائش العنب الابيض قرب نبع الماء . كما يذكر القرآن ان في الجنة فاكهة و اعناب دانية قطوفها. فيكون المعنى السرياني هو الصحيح وليس له علاقة بمكافأة الله للمسلمين بتزويجهم بأناث باكرات مخلوقات للزواج او الاستمتاع الجنسي في جنة الله . فالله لا يكافئ المسلمين بالجنس و يمنح كل و احد 72 حورية للنكاح، ولا يحول الجنة لمكان دعارة .
الجنة : تعبير سرياني عن المكان المستور او المحاط بكروم العنب في البساتين. و تلفظ gnna
بالسريانية .
و يكتمل وصف مكونات الجنة بنفس السورة ويتكلم عن سدر و طلح وماء مسكوب و فاكهة كثيرة : وَأَصْحَابُ الْيَمِينِ مَا أَصْحَابُ الْيَمِينِ ﴿-;-٢-;-٧-;-﴾-;- فِي سِدْرٍ مَّخْضُودٍ ﴿-;-٢-;-٨-;-﴾-;- وَطَلْحٍ مَّنضُودٍ ﴿-;-٢-;-٩-;-﴾-;- وَظِلٍّ مَّمْدُودٍ ﴿-;-٣-;-٠-;-﴾-;-وَمَاءٍ مَّسْكُوبٍ ﴿-;-٣-;-١-;-﴾-;- وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ ﴿-;-٣-;-٢-;-﴾-;- لَّا مَقْطُوعَةٍ وَلَا مَمْنُوعَةٍ
فليس في السورة ما يشير الى نساء في الجنة اسماها المفسرون خطا (حورعين) و لا زواج ولا نكاح او مخلوقات انثوية للاستمتاع الجنسي .. انما فواكه وماء جارٍ و ضل عرائش ممدود محاط بكروم العنب الابيض (حور).
فالله لم يخلق في الجنة نساء باكرات ذوات اثداء ناهدة ولهن بياض واسع للعين يستمتع بنكاحهن المسلمون والشهداء و المجاهدون في سبيل الله . كل هذا هو من افكار المفسرين المسلمين ذوي الخيال الجنسي الواسع .
سورة : هي كلمة سريانية اصلها شورة ، وتعني الرسم او النص الديني او الفصل .
يقول كاتب القرآن انه انزل بلسان عربي مبين . لقد وجد الباحث كريستوف لوكسمبرغ وغيره من الباحثين ان القرآن يحتوي على 25% منه كلمات سريانية ، و كثير من الكلمات الاعجمية الغير عربية كالفارسية والحبشية و العبرية . مثل :
سندس – فردوس – استبرق – زنجبيل – تابوت – سجين – ابا – الرقيم – حنانا -اواه – ماعون … و غيرها . اذا هو ليس بقرآن عربي مبين بل خليط من كلمات عربية و اعجمية و اكثرها سريانية ارامية .
بعد اختراع التنقيط والحركات و الهمزة ، اعيد كتابة القرآن بالخط العربي الحديث المنقط ، فتغيرت كثير من معاني كلمات القرآن الاصلي ، و بقت بعض الكلمات السريانية المكتوبة بالخط العربي في الكثير من الآيات ، لم يستطع كتبة القرآن الاستغناء عنها ، وقد يكون السبب عدم وجود مرادف عربي لها ، او لعدم فهم معناها فتركت على حالها او حورت بعض حروفها .
الم : فاتحة سورة البقرة : هي كلام سرياني تعني : اصمتوا لبدأ الصلاة . ولم يفهم المسلمون معناها الى الان .
من دراسات علماء اللغات الشرقية القديمة و خبراء اللغة السريانية ، يتضح لنا ان قرآن محمد و عثمان بن عفان الاصلي الذي كتب بالخط الحجازي و الكوفي و النبطي القريب من الخط السرياني الغير منقط و ليس به حركات و همزة كان مزيجا من اللهجات السريانية و العربية . لأن السريانية كانت هي اللغة السائدة للمكاتبات في ذلك الزمن وكتبت بالخط العربي ، و القرآن يعتبر اول كتاب عربي مخطوط على ورق .
وبهذا اثبت اولئك العلماء ان القرآن الحديث المعرب ، لا يطابق القرآن القديم الاصلي الغير منقط ، و يختلف كثيرا في معاني الكلمات و الايات.



 

صباح ابراهيم:وكالة أنباء يورو عرب برس

 

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...