«معركة سورية للدفاع عن ماضيها»: هذا ما فعله البرابرة

19-11-2016

«معركة سورية للدفاع عن ماضيها»: هذا ما فعله البرابرة

كأن الحرب التي تدور رحاها في سوريا منذ ست سنوات تخصّ ماضي البلاد أكثر مما هي منشغلة بحاضرها. هناك معركة أخرى تعمل بأقصى طاقتها على تدمير التراث الإنساني في هذه الجغرافيا الملعونة. لا يتسع شريط نهب الآثار السورية لإحصاء كلّ ما فعله البرابرة في تخريب مخزن الكنوز النفيسة، ومحو بصمة المشرق القديم عن حركة أول أزميل نحّات مجهول في الكتابة على الحجر.

معرض «معركة سورية للدفاع عن ماضيها» الذي يستضيفه «المركز الوطني للفنون البصرية» بالتعاون مع المديرية العامة للآثار والمتاحف في سوريا، هذه الأيام، يميط اللثام عن معركة موازية ترمي إلى تحويل «شام شريف» إلى صحراء للغزاة، وإلغاء حصة التاريخ من المنهاج الدراسي، في رحلة تيه أزلية.
المعركة ثقافية في المقام الأول، وفقاً لما يقوله مأمون عبد الكريم، المدير العام للآثار والمتاحف. وبناء على ذلك، تمكّنت مديرية الآثار بالتعاون مع الأهالي من استعادة نحو 7000 قطعة أثرية، على امتداد البلاد (شواهد قبور تدمريّة، مصكوكات وقطع نقدية وحُليّ ومخطوطات قديمة)، فيما يشير غياث الأخرس، مدير مركز الفنون البصرية إلى أن هذا المعرض فاتحة لمشروع متكامل يضيء عراقة الآثار السورية. عدا 70 قطعة أثرية مستعادة استضافها المركز، بينها مخطوط للقرآن الكريم بخطّ ابن البوّاب، وآخر بخطّ ابن المستعصم، يكشف معرض الصور الضوئية المرافق ما فعله التكفيريون في تدمير المواقع الأثرية القديمة من متحف دورا اروبوس في دير الزور إلى قلعة الحصن ومعلولا والأسواق القديمة في حمص وحلب. قد تكون قطعة الفسيفساء التي جرى ترميمها في المعرض، صورة مجازية لضرورة ترميم الفسيفساء السورية بكافة أطيافها، وإلا فالطريق إلى الصحراء مفتوحة على جحيم لن ينتهي.

*«معركة سورية للدفاع عن ماضيها»: حتى 30 تشرين الثاني (نوفمبر) الحالي ــ «المركز الوطني للفنون البصرية» (دمشق). للاستعلام: 0096393292491600963932924916

خليل صويلح

المصدر: الأخبار

You'll need Skype CreditFree via Skype

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...