كاسترو ... أسطورة عصره

28-11-2016

كاسترو ... أسطورة عصره

الجمل ـ *بقلم ستيفن ليندمان ـ ترجمة  رندة القاسم:

رحل...و بقيت روحه الثورية..و على مدار نصف قرن قاوم بشكل رهيب الإمبريالية الأميركية، و نجا من مئات المحاولات الأميركية لقتله و قتل الثورة التي قادها.
صمد في وجه مكائد إحدى عشرة إدارة أميركية ، من دوايت آيزينهاور إلى أوباما، قائدا كوبا منذ كانون الثاني 1959 حتى استقالته في شباط 2008 لأسباب صحية، مسلما الراية لأخيه راؤول بينما بقي ناشطا فكريا و مؤثرا حتى النهاية.
سيطرت واشنطن على كوبا منذ زمن ويليام ماكينلي حتى إدارة آيزينهاور، و حررها فيديل ، و حولها من بيت دعارة تغزوه المافيا إلى دولة شعبية تخدم كل شعبها، و توفر لهم مزايا لا يستطيع الأميركيون تخيلها.
و المادة 50 من الدستور الكوبي تقر ب "حق الوقاية و الرعاية الصحية للجميع"....و ذلك "بتوفير عناية طبية و مشافي مجانية عن طريق تأسيس شبكة خدمة طبية ريفيه ، عيادات عامة، مشافي، مراكز وقاية و معالجة مختصة"...."عناية مجانية بالأسنان . تعزيز الحملات الإعلانية الصحية، و التعليم الصحي، و الفحوصات الطبية الدورية، و اللقاحات العامة و الإجراءات الأخرى من أجل الحيلولة دون نشوب الأمراض".."كل الشعب يتشارك في هذه النشاطات و الخطط عبر المنظمات الاجتماعية و الجماهيرية"..
العناية الصحية الكوبية من بين الأفضل في العالم، ما يكشف عار النظام الأميركي القائم على الدفع أو الموت، مع وجود ضعف عدد الأطباء لكل ألف مواطن مقارنه بجارها الشمالي.
و المادة 51 تضمن تعليما شاملا مجانيا إلى أعلى المستويات، من أجل الأطفال و الشبان و الكبار ، إذ ينص الدستور الكوبي على ما يلي:
"يملك الجميع حق التعليم، و هذا الحق يضمنه نظام مجاني و شامل من المدارس، مدارس داخلية جزئية، مدارس داخلية و منح دراسية في كل مجالات و مستويات التعليم، مع توفير مواد  مدرسية مجانية  لكل طفل و شاب بغض النظر عن الحالة الاقتصادية للعائلة، و توفير دورات تتناسب مع قدرات الطالب و متطلبات المجتمع و حاجة التطور الاجتماعي و الاقتصادي"...
و  كاسترو فعليا قام بالقضاء على الأمية. يتعلم الطلاب الرياضيات، القراءة، العلوم، الفن ، العلوم الإنسانية، المسؤولية الاجتماعية، واجبات المواطنة و المشاركة. يتعلمون مهارات تجعلهم مواطنين منتجين، قادرين على المشاركة في التنمية الوطينة.
و في إحدى ملاحظاته قال كاسترو: "نحن نملك عدوا قويا، جارنا الأقرب : الولايات المتحدة .. ما من ثمن أكبر من الاستسلام للعدو.. فهذا انحدار سريع إلى مزبلة التاريخ.."...
وقال أيضا : "أليس من الأفضل الكفاح لإنتاج الطعام و المنتجات الصناعية، بناء المشافي و المدارس لمليارات البشر الذين بحاجة ماسة لها،  دعم الفن و الثقافة، النضال ضد الأوبئة التي تؤدي إلى موت نصف المرضى و العاملين في مجال الصحة و التقنيين ، كما رأينا، أو التخلص نهائيا من أمراض مثل السرطان، إيبولا، ملاريا، حمى الضنك، السكري و غيرها التي تؤثر على الأنظمة الحيوية للبشر؟"
و أكد كاسترو : "الغلبة للمثل  فقط ، و إلا سينتصر الدمار" ...و رحل في التسعين ، و تشي مقالة له  قبل رحيله بأن ذكاءه كان لا يزال متقدا، و حتى النهاية بقيت محاكمته الدقيقة و رغبته الصلبة  من أجل  إبقاء كوبا حرة من السيطرة الأميركية.
وفي آذار الماضي قال "نحن لا نحتاج الإمبراطورية لمنحنا أي شيء، جهودنا ستكون شرعية و سلمية، لأن التزامنا هو بالسلام و الإخاء بين كل البشر الذين يعيشون على هذا الكوكب" ..اللعنة للطبقة الحاكمة الأميركية.
وفي الثالث عشر من آب بدأ عقده العاشر، و في مقالة تمجده في عيده  التسعين، قلت بأنه يمثل المقاومة المهيبة ضد القمع الامبريالي و الاستغلال و القسوة.
كاسترو أسطورة عصره، يوما ما سوف يخلد أكثر من الآن . و يوم الجمعة في العاشرة و الدقيقة التاسعة و العشرين مساءا بتوقيت هافانا، لفظ أنفاسه الأخيرة.. و الآن هو ينتمي للأزمان.....

 


*صحفي أميركي مقيم في شيكاغو
عن Strategic Culture Foundation

الجمل

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...