المتاجر الفلسطينية : الدين ممنوع والعتب مرفوع

05-05-2006

المتاجر الفلسطينية : الدين ممنوع والعتب مرفوع

 لم يكن محمد الامين وهو صاحب سوبرماركت يجد غضاضة في بيع المواد الغذائية على الحساب لموظفي الحكومة الفلسطينية. لكن هذا الوضع تغير الان.وفي ظل عدم قدرة الحكومة التي تقودها حركة المقاومة الاسلامية (حماس) على صرف رواتب مارس اذار وابريل نيسان فان الامين يقول انه اضطر الى وقف البيع على الحساب الى موظفي الحكومة الذين يدينون له بمئة الف شيقل (22 الف دولار).

وأوقف الامين أيضا التعامل مع الوزارات الفلسطينية بعدما تراكمت عليها فواتير بقيمة 300 الف شيقل. وسوبرماركت الامين في رام الله بالضفة الغربية هو أحد أكبر المتاجر في المناطق الفلسطينية حيث بيع السلع على الحساب أمر معتاد.

وقال الامين وهو يسحب نفسا عميقا من سيجارة "ليست لدى سيولة لاشترى البضائع ويجب أن أجمع الديون المتأخرة. لكن لا يمكنني عمل ذلك لان الناس ليس معهم نقود. لذا توقفت عن البيع على الحساب والا سأفلس."

وتوضح معضلة الامين الضائقة التي تواجه الفلسطينيين العاديين وأيضا قطاعات الاعمال فيما يتعمق أثر حملة تشنها اسرائيل والبلدان الغربية لعزل الحكومة الجديدة.

وقطعت الدول الغربية المساعدات المباشرة الى الحكومة في حين أوقفت اسرائيل تحويلات الضرائب الى أن تعترف حماس بالدولة اليهودية وتلقي السلاح.

ويقول مسؤولون فلسطينيون ان الضغوط الامريكية أجهضت أيضا خطة ساندتها حماس تقضي بايداع الجامعة العربية أموال المانحين مباشرة في حسابات 165 الف موظف حكومي. وحذر البعض أن الاقتصاد قد ينهار في غضون شهور.

وتهاوت مبيعات الامين بمجرد وقف صرف الرواتب الحكومية التي تدعم بشكل غير مباشر واحدا من كل أربعة فلسطينيين في أعقاب تشكيل حماس للحكومة في 29 مارس.

وحتى الفلسطينيين الذين لايزال لديهم أموال قصروا المشتريات على الاساسيات مثل الخبز والزيت والارز.

وأضاف الامين "الناس لم يعودوا يشترون مثبتات الشعر. انهم لا يشترون مستحضرات التجميل... لم تعد ترى العربات تجوب السوبرماركت. انظر... انها تصدأ بالخارج."

وقال خالد الخليلي وهو جزار انه كان يبيع في السابق عشرة أغنام يوميا. والان يعتبر نفسه محظوظا اذا باع رأسين. وأضاف أن الزبائن يشترون كميات قليلة جدا من اللحوم.

وقال وهو يلوح بسكين داخل متجره في رام الله "من النادر جدا أن ترى موظفا حكوميا هنا." وتقول لافتة على حائط متجره ان البيع على الحساب غير مسموح به.

وقالت خديجة حسين (36 عاما) وهي موظفة حكومية انها اقترضت هي وزوجها أموالا من أصدقاء لشراء الطعام لبناتهما الثلاث لكن الاموال التي في حوذتهما نفدت. ويستحق عليهما ايجار شهرين أيضا.

وقالت "لم نأكل لحما أو دجاجا منذ شهر. نعيش على الخبز وزيت الزيتون والعدس."

وقالت وهي تحبس دموعها "الشيء الاكثر ايلاما هو عندما يريد ابنك شيئا ولا تستطيع شراءه... أحيانا أندم أني جئت بالبنات الى تلك الحياة."

ولم تقطع الدول الغربية المساعدات الانسانية في حين قالت واشنطن انها ستزيد تلك المساعدات. ولكن الرواتب الحكومية ظلت لفترة طويلة المحرك لاقتصاد مزقته سنوات من الصراع وسوء الادارة والقيود الاسرائيلية على التنقل.

وقالت خديجة "هذه مسؤولية الحكومة. اما أن يفوا بتلك الالتزامات أو يستقيلوا."

ويقول فلسطينيون اخرون ان عزلة حماس التي تقودها الولايات المتحدة ستعزز فقط شعبية الحركة التي يدعو ميثاقها الى القضاء على اسرائيل.

 

 

المصدر: رويترز

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...