باسل الخطيب: «الأب» قصة سوريّة تتناول صراع الإنسان للبقاء على قيد الحياة

20-12-2016

باسل الخطيب: «الأب» قصة سوريّة تتناول صراع الإنسان للبقاء على قيد الحياة

يستعد المخرج السوري المبدع باسل الخطيب لإطلاق أحدث أفلامه «الأب» عبر عرضين خاصين وأولين خلال هذا الأسبوع.
الأول برعاية وزارة الثقافة مساء غد الأربعاء، والثاني برعاية شركة «سيريتل» مساء يوم الخميس 22 كانون الأول في صالة سينما سيتي بدمشق، في ثاني تعاون بين المخرج و«سيريتل» بعد فيلم «سوريون».
تجري أحداث الفيلم عام 2015 حيث يحاصر تنظيم «داعش» الإرهابي إحدى البلدات السورية. يحاول أهلها النجاة بحياتهم. ونشهد في الفيلم صراع أب يحاول إخراج عائلته من البلدة وإنقاذها من الموت.
الفيلم من بطولة أيمن زيدان، بمشاركة يحيى بيازي، وعلاء قاسم، وعامر علي، وحلا رجب، وروبين عيسى ورنا كرم، وجمال شقير، وجابر جوخدار، وعلي إبراهيم، وأسيمة أحمد، وخلود عيسى، وجانيار حسن، وسعيد عبد السلام، ووفاء العبد الله، ودينا خانكان، ووائل أبو غزالة، ونادين الشعار، وسومر إبراهيم، وفاتح سلمان، ووائل شريفي، ونور رافع، ورشا رستم، وغادة قاروط، ويامن حيدر، وسلمى سليمان، ومحمد زرزور، بالاشتراك مع أحمد رافع، ورامز عطاالله، والفنانة القديرة وفاء موصللي.
ويعد هذا الفيلم الرابع للخطيب مع المؤسسة العامة للسينما بعد ثلاثيته السينمائية الشهيرة التي تتمحور حول المرأة السورية «مريم»، و«الأم»، و«سوريون».
ولمناسبة الإعلان عن عرض فيلمه الجديد أجرينا مع باسل الخطيب الحوار التالي:

الجمهور بانتظار عرض فيلم «الأب» في الصالات السينمائية، حدثنا عن رسالتك فيه؟
لا أحب التكلم بشكل مباشر عن رسالة أي فيلم، لكني أستطيع الحديث عن موضوعه الذي يرتبط بوجودنا كسوريين اليوم، فبقاؤنا على قيد الحياة وثباتنا يعتبران انتصاراً بحد ذاته، لأن مواجهات وتحديات الحياة اليومية في ظل الحرب باتت تفوق قدرة الإنسان على التحمل والمواجهة، ومع ذلك بقينا وواجهنا.
أردت عبر هذا الفيلم أن أقدّم قصة سوريّة تتناول صراع الإنسان للبقاء على قيد الحياة، عبر قصة أب يسعى لإنقاذ عائلته المحاصرة في بلدة سوريّة من الاعتداءات الإرهابية الوحشية.
رغم عدم قدرة الأب على حماية عائلته الصغيرة كاملة، لكنه استطاع النجاة بعائلته الكبيرة (البلدة، المجتمع، الأطفال الأيتام) من خلال فعل نبيل يقوم به في النهاية.

عادة، كل فيلم تنجزه تقوم بإهدائه لشخص معين.. فهل ستهدي هذا الفيلم لوالدك رحمه الله؟
أهديت والدي فيلم «مريم»، وأنا مدين له بكل ما قدمته وبكل ما سأقدمه.
ولا أود التحدث الآن عن تفاصيل الإهداء، بل سأعلن عنه يوم العرض الخاص للفيلم الذي سيكون برعاية سيريتل، وإهدائي يرتبط بالأحداث التي نعيشها اليوم.

انتهيت مؤخراً من ثلاثية تتحدث عن المرأة السورية، فهل سيندرج فيلم «الأب» ضمن ثلاثية جديدة ترتبط بالرجل السوري؟
ثلاثيتي عن المرأة السورية أوصلت الرسالة المطلوبة، واليوم عبر فيلم «الأب» هناك توجه آخر يرتبط بمواضيع وأفكار معينة ستكون مادة لأكثر من مشروع سينمائي.

هل كنتَ تخطط للقيام بثلاثية عن المرأة أم إن الفكرة جاءت بمحض المصادفة؟
لم تكن الفكرة موجودة عندما أنجزتُ «مريم»، لكن القبول الجماهيري والنقدي اللافت دفعني للتفكير بأن موضوع المرأة السورية يستحق أن يكرس له أكثر من فيلم، إضافة إلى وجود نماذج نسائية بحاجة لتسليط الضوء عليها، فقررت أن أستكمل «مريم» بفيلمين آخرين يتمحوران حول تضحيات المرأة السورية مرفقين بنماذج وأزمنة مختلفة.
القاسم المشترك بينها هو قدرة هذه الشخصيات على صنع مصائرها بأيديها رغم كل الظروف الصعبة، وعدم خسارتها القدرة على الحب والعطاء والتضحية.

فيلم «مريم» حقق أصداء إيجابية كبيرة وتمت مقارنته ببعض أفلام هوليوود، لذا فإن أي فيلم ينتج لاحقاً يقارن به تميل الكفة للأول، فهل تعتقد أن الأمر منطقي؟
تلقي الفيلم السينمائي من المشاهدين مرتبط ارتباطاً وثيقاً بالذائقة الفنية لكل واحد منهم، فضمن دائرتي المحيطة هناك عديد الأشخاص الذين أعجبوا بـ«الأم» أكثر.
البعض الآخر رأى أن «سوريون» يتفوق على «مريم»، ما يؤكد اختلاف الذائقة من شخص لآخر.
فيلم «الأب» يتضمن اختلافاً نوعياً عن كل ما قدم على مستوى الموضوع والصورة.

أي الأفلام أقرب لباسل الخطيب؟
علاقتي مع أعمالي ربما تكون نقدية وعنيفة، كل عمل أنجزه أتعلم منه «وأضعه خلفي».
فمثلاً «مريم» عنى لي الكثير حينها، أما اليوم فأرى أن «الأب» يمثل خطوة للأمام.
هناك خلاصات ونتائج أحملها من كل تجربة سواء درامية أم سينمائية وأتابع بعدها من جديد إلى الأمام.

عادة تعتمد في أعمالك على أساليب الطرح البسيطة والمباشرة، هل القصد الوصول إلى كل السوريين بجميع شرائحهم أم إنك لا تفضّل الرمزية؟
الرمز كأسلوب يصلح استخدامه بالشعر والأدب والفن التشكيلي أكثر من السينما، وقد أثبت الفن السينمائي أنه راهن وبحاجة للتواصل بطريقة مباشرة مع الجمهور.
هذا لا يعني أني أقبل التبسيط والمباشرة بطرح الأمور، لكني أؤيد فكرة عدم وضع المشاهد أمام طلاسم وألغاز بحاجة لفك.
من خلال تجربتي أصبحت لديّ قناعة أن العمل على الجانب العاطفي والوجداني للمشاهد مباشرة، يأسره منذ اللحظات الأولى للفيلم، وبعدها يصبح المشاهد جاهزاً وقادراً على تلقي الأفكار المراد إيصالها له، انطلاقاً من أن الفن موجه للعواطف والمشاعر.

بهذه الحالة تستطيع الوصول للجمهور السوري بالكامل وليس إلى شريحة معينة منه.. صحيح؟
لستُ مع المراهنة على نخبة أو شريحة معينة من الجمهور، يهمني أن يصل الفيلم لأوسع شريحة ممكنة.
مؤخراً عرض فيلم «الأم» بباريس أمام جمهور فرنسي، قسم كبير منهم كان يشاهد فيلماً سورياً للمرة الأولى، وفيلم «الأم» حكايته بسيطة وبناؤه الزمني خال من التعقيدات.
لاحقاً تحاورت مع الحضور وفوجئت بردة فعلهم تجاه الفيلم، حيث شعروا أن موضوعه قريب جداً منهم على حد تعبيرهم، وبرأيي هذه نقطة إيجابية تحسب لمصلحته لكوننا نستطيع عرضه بأي بلد ومكان وزمان، ويستطيع ملامسة أي شخص بشكل مباشر مهما كانت طائفته وعرقه وثقافته وانتماؤه، الأمر الذي مهد لعرض أفلامي الثلاثة قبل أسبوعين خلال تظاهرة «نظرة قريبة على السينما السورية» في باريس.

جميع الأفلام السينمائية السورية تذهب باتجاه المواضيع الجادة، لماذا لا تتطرق إلى الجانب الترفيهي لأنه إحدى وظائف وأهداف الفن، كالأفلام المصرية مثلاً؟
المقارنة بين السينما السورية والمصرية غير منطقية من ناحية الكم والتنوع الإنتاجي وعدد المشاهدين، فإنتاجاتنا السينمائية من ناحية الكم متواضعة، لكنها متميزة نوعياً.
قبل بدء الأزمة السورية تضمنت الأفلام ملامح متنوعة، اليوم على صعيدي الشخصي لا أستطيع العمل بهذه الطريقة، أو على الأقل أرفض ذلك، كما أنني لا أرى السينما وسيلة للترفيه، ولا أعني بذلك أنه يجب تقديم الأفلام بإطار جامد وغير جذاب. لأنه حتى الأفلام التي تحمل رسالة إن لم تقدم بإطار شائق وممتع تعتبر خاسرة.
إذاً من الممكن أن تحمل بعض الأفلام رسائل نبيلة لكن علينا إيجاد الإطار المناسب الذي يتمكن من جذب الجمهور وشده لمتابعة العمل حتى نهايته.

الأفلام السينمائية السورية يقتصر عرضها فقط ضمن صالات السينما، لماذا لا نشاهدها على شاشات التلفزة كحال الأفلام المصرية؟
الأمر يتعلق بإجراءات وقرارات من وزارتي الثقافة والإعلام. أتمنى أن تعرض أفلامنا على شاشات المحطات الفضائية بعد عرضها في دور السينما.

ألا تعتقد أن السينما السورية تجارة خاسرة لأنها لا تجني أي إيرادات رغم تكلفتها العالية، على عكس الدراما؟
علينا أن نأخذ بعين الاعتبار أن الأفلام السورية يتم إنتاجها من وزارة الثقافة التي تعمل ضمن إستراتيجية تسعى فيها لإنتاج عدد معين من الأفلام بنوعية معينة بغض النظر عن الجانب الربحي، ولاسيما أن معظمها يتضمن رسائل وتوجهات ثقافية وفنية ووطنية أكثر منها تجارية وربحية.

متى نستطيع تحويل المؤسسة العامة للسينما إلى مؤسسة رابحة؟
صالات السينما ومشاكل العروض مواضيع قديمة، فهي حلقات مترابطة لها علاقة بموضوع الإنتاج والاستيراد والضرائب، الأمر الذي يعيق تشكيل قاعدة سينمائية مترابطة.
كما أن ميزانية أفلامنا قليلة جداً مقارنة مع البلدان الأخرى، ويكفي أننا لانزال قادرين على الصمود والعمل؛ «وأفلامنا تعرض بالخارج ويصفقون لها».

هل ترى أن الجمهور السوري يمتلك رغبة لمشاهدة الأفلام السينمائية؟
الجمهور السوري لديه حب كبير للسينما، فنحن نشاهد إقبال الجمهور السوري على الصالات السينمائية أثناء عرض أفلام جديدة.

هل تسير السينما السورية في الطريق الصحيح؟
يمكن القول إنها تلمست الطريق الصحيح والأمل الأكبر بالمستقبل.
السينما السورية الآن بمرحلة تأسيس سينما مستقبلية عبر تدريس الكوادر بطريقة أكاديمية، ومنح الشباب فرصاً للعمل وزيادة كم الإنتاجات السينمائية، كل هذه الأمور لبنات أساسية لسينما المستقبل.

لأننا نتحدث عن الشباب، ما رأيك بسينما دعم الشباب وهل من الممكن أن ترفد السينما السورية بكوادر شابة؟
شاهدت عدداً من الأفلام المقدمة ضمن هذا المشروع، بعضها لافت ومهم والآخر متواضع، ولا يكفي أن نقدم مهرجاناً يتضمن إنتاجات وجوائز، بل يحتاج الأمر إلى متابعة، كأن يتم اختيار المميزين منهم ومنحهم فرصاً جديدة يطورون تجربتهم من خلالها.
بناء جيل سينمائي عملية معقدة وتتطلب وقتاً طويلاً وإمكانيات كبيرة للوصول إلى النتائج التي نطمح إليها.

هل سلبتك السينما من الدراما؟
أحب العمل في الدراما، لأن الجمهور الذي بنيت معه جسراً عبر سنوات أعتز وأفتخر به، ولكن هناك أسباباً لابتعادي مؤقتا عن الشاشة الصغيرة بسبب ظروف الإنتاج التلفزيوني المجحفة في القطاع الخاص.
أعتبر نفسي مخرجاً محظوظاً لأني أنجزت قسماً لابأس به مما أردته من أعمال تاريخية إلى سير ذاتية وإلى ما هنالك، أشعر الآن أن عليّ التركيز على شغفي الأول «السينما» وخاصة أن ما قدمته لاقى ردود فعل إيجابية من الجمهور، وعندما يصلني مسلسل درامي لائق مع جهة محترمة فإنني سأوافق عليه بالتأكيد.

لماذا لا تكتب نصوصاً درامية أسوةً بأعمالك السينمائية؟
طبيعة الكتابة مختلفة في المجالين، وبالنسبة لي كتابة السيناريو عقوبة لأنها عملية شاقة وطويلة تجبرك على الانغماس بعالم الورق، لذا أفضل إخراج عشرة أفلام على أن أكتب عملاً واحداً.
وإن فكرت بكتابة نص درامي فإني سأسجن نفسي 4–5 أشهر في مكتبي، ولستُ مهيأ لذلك حالياً.

يقال إننا نعاني أزمة كتّاب، هل شعرت بذلك من خلال النصوص المقدمة إليك؟
للأسف مازلنا مقيدين بالنمط الكلاسيكي الباهت للكتابة التلفزيونية، هذا النمط لم يستطع مواكبة التطورات التي طرأت على صناعة المسلسل التلفزيوني، وعلى التحديات التي نواجهها من صناعة الدراما في كثير من الدول المجاورة.

متى يحين الأوان لننتج أفلاماً عن الأزمة السورية بكل جوانبها؟
تحدثت في «سوريون» و«الأم» و«الأب» عن صميم الأزمة وعن الأبعاد والمعاناة الإنسانية لها، أعمالنا تلامس الأزمة بشكل قريب وتدخل في الصميم.
ما حصل ويحصل في سورية سيشكل مادة غنية لعشرات السنين، لإنتاج أعمال فنية.
اليوم، أشاهد نشرات الأخبار فأرى صوراً فوتوغرافية لحلب لا تضم إلا الخراب، هذه الصور بحد ذاتها مادة مهمة، ونحن لن ننتظر لنهاية الأزمة حتى نقيّم ونعرف ما علينا فعله، لأننا على تماس يومي مع ما يحدث منذ ست سنوات، ونعرف ماذا يحدث حولنا.
هناك جمالية بصورتك رغم الخراب التي تتضمنه، كيف تتمكن من ذلك؟
(ضاحكاً): هذا سر المهنة.

أعلنتَ منذ فترة أنك لا تريد مغادرة البلد ورفضت عروضاً خارجية، ما الذي دفعك لقبول فيلم جزائري؟
أولاً التجربة مرتبطة بعمل يجب إنجازه لقيمته العالية، ثانياً تجمعني صداقة قوية مع وزير الثقافة الجزائري الأستاذ عز الدين ميهوبي تمتد لأكثر من 15 عاماً، وعند اتصاله بي وطلبه مني العمل في هذا المشروع، وافقت لأنه مشروع مهم يتناول شخصية العلامة عبد الحميد بن باديس الذي له دور كبير في الحفاظ والدفاع عن الانتماء العروبي الجزائري.
رأيتُ أن مقومات المشروع مشجعة، وتتوافر فيه كل العناصر المطلوبة، مشروع يستحق أن يتم إنجازه.

هل يعتبر هذا العمل مدخلاً إلى أعمال عربية أخرى، أم إنك لن تغادر البلد مجدداً؟
يوجد فرق بين أن تعمل مشروعاً خارج البلد وأن تعود إليها، وبين أن تغادر البلد نهائياً، الأمر الثاني وهو مغادرة البلد مرفوض تماماً لي.
بالنهاية طبيعة عملي تفرض عليّ السفر خارج سورية ولكن هنا بلدي وأهلي، هنا الناس والأماكن التي أحبها، هنا الهواء الذي أتنفسه. هنا حياتي كلها.

يوجد أعمال درامية مشتركة هل تتابعها؟
أتابعها أحياناً، هذا النوع يغلب عليه الطابع التجاري أكثر، ويوجد ترويج لإنتاج هذه الأعمال، وهي محرّض للمحطات العربية لشرائها.
عندما ننظر إلى القاسم المشترك بين المواطن السوري العادي وأي مواطن عربي آخر، أو بين المواطن العراقي والمغربي، بين المصري والسعودي نجد أن لكل منهم أولوياته وحياته، فعندما يصبح هناك هذا الفرق الشاسع بين أسلوب الحياة لا تعود القواسم المشتركة موجودة، والتحدث باللغة العربية ليس كافياً.

هذه الأعمال دائماً ما تنال المراكز الأولى في المتابعة «الرايتنغ».
المتابعة والرايتنغ والإحصاءات أمور يمكن التلاعب بها لمصلحة الجهة المنتجة أو الراعية.

هل سرق هذا النوع من الدراما أضواء الدراما السورية؟
الدراما السورية اليوم تواجه معاناة وتحديات حقيقية، وهذا أمر طبيعي، فقد خسرت الكثير من عناصرها الفنية بسبب ظروف الحرب، بعد أن كانت تتميز بالمشهدية والغنى البصري، والضخامة بالإنتاج.
هذا الأمر اليوم مفقود. فمن يعمل ضمن إمكانيات ضئيلة جداً لا نستطع لومه، لأنه يعاني مشكلة بالتوزيع، والكثير من الأعمال لم يوزّع، عدا الأعمال التي أنتجت خارج سورية، إضافة إلى أن الأعمال المنتجة داخل سورية تهاجم وتجد طرقاً مسدودة بالتوزيع.

إذا عرض عليك عمل مشترك، هل ستوافق عليه؟
أي عمل فيه الحد المطلوب من المقومات من نص ومستوى إنتاجي، أرغب في العمل به.

بالانتقال إلى حياتك الشخصية، ما حقيقة تلقيك تهديدات بالخطف والقتل؟
في بداية الأزمة تعرضتُ لكثير من التهديدات، وتلقيت اتصالات ورسائل كالكثير من الفنانين السوريين الذين اختاروا البقاء في وطنهم والعمل فيه.
كل شخص منا في الحياة يختار طريقاً معيناً وهو المسؤول عن هذا الاختيار، ويكون مستعداً لجميع عواقبه، ويصبح شخصاً متصالحاً مع نفسه.
لقد تعلمت أن أقدّم للبلد من دون انتظار المقابل، إن مبدأ انتظار مقابل من وطنك مرفوض، لأنك أساساً مدين لهذا الوطن بكل ما قدمته. ومن المعيب أن تعمل لبلدك وتنتظر المقابل، فهذا واجب أخلاقي ووطني.

شائعات عديدة تطول حياتك الشخصية؟ كيف ترد عليها؟
الشائعات لم تعد تعني لي، أو تشكّل عندي أي مشكلة، لأن ما يحصل أمر طبيعي يستهدف إنساناً ناجحاً في عمله.. هذا الموضوع عانيت منه في البدايات.. لكني اليوم لا أعيره اهتماماً.

حصلت مؤخراً على ثلاث جوائز في مهرجانات «الإسكندرية» و«طهران» و«كوريا» السينمائية، فكيف استقبلت هذه الجوائز؟
شعرت بسعادة بالغة لتلك الجوائز، لأنها حصاد لمجهود طويل بذلته مع فريق العمل لخروجه بالصورة التي نطمح إليها. جائزتي الحقيقية أشعر بها خلال عرض الفيلم وردود الفعل التي أتلقيها عقب العرض.

قامت «سيريتل» بدعم ورعاية العديد من الأعمال الفنية، منها رعايتها لفيلم «الأب»، كيف تنظر لما تقدمه للفن السوري بشكل عام؟
ما تقدمه شركة «سيريتل» من دعم ورعاية للفعاليات السورية المتميزة كافة.. فنيةً كانت أم رياضية أم علمية.. مبادرة مهمة جداً تشكر عليها.
أي شخص يعمل بجهد وتعب وحب سيكون سعيداً بما يُقدِّم لكنه سيكون أكثر سعادة عندما يرى أن عمله يلقى الاهتمام والتقدير.
«سيريتل» بدعمها وتكريمها للفن والفنانين تمنحهم رغبة أكبر بالتمسك بعملهم وتطويره.
وفي ظل الحرب الشرسة نحن بحاجة لمثل هذا التعاون والدعم لأن الأعمال المقدمة تعد سلاحاً إعلامياً ضد الإرهاب.

اليوم تتعاون للمرة الثانية مع «سيريتل» بافتتاح فيلمك الجديد «الأب» بعد التعاون الأول بفيلمك «سوريون»، هل لديك رغبة في تكرار هذا التعاون في عملك القادم؟
تجمعني علاقة طيبة بشركة «سيريتل» وبسبب ما تقدمه هذه الشركة الوطنية أتمنى أن يتكرر معها هذا التعاون في العمل القادم، وكلي رغبة أن يتطور ليصبح في المستقبل إنتاجاً حقيقياً لصنع عمل سينمائي.
«سيريتل» تدعم الأعمال السورية إيماناً منها بسورية وشعبها وقضيتها الإنسانية العادلة والنبيلة، وقد اعتادت الوقوف مع مبدعي سورية لأنها جزء من هذا الوطن عدا أن لديها أيضاً مع هذه الحرب حكاية.. حكاية صمود وأمل وتمسك بالوطن والإنسان، حكاية ولاء لأبناء الوطن بالبقاء معهم يداً بيد كجسد واحد وروح واحدة لأجل سورية المستقبل.
العروض الجماهيرية

تبدأ العروض الجماهيرية لفيلم «الأب» في صالة سينما سيتي بدءاً من 12 كانون الثاني 2017، وفي صالات الكندي بالمحافظات بدءاً من 26 من الشهر نفسه.



الوطن

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...