إدارة أوباما تلعب الورقة الكردية بوجه أنقرة

15-01-2017

إدارة أوباما تلعب الورقة الكردية بوجه أنقرة

بلغت العلاقات الأميركية التركية مرحلة الغليان مع استقبال مسؤولي الإدارة الأميركية القائمين على «مجلس سورية الديمقراطية» والتلميحات القوية الصادرة عن الإدارة بإمكانية افتتاح مكتب تمثيلي لـ«الإدارة الذاتية» الكردية في العاصمة الأميركية واشنطن.
وتصاعدت حدة التوتر الأسبوع الماضي بين أنقرة وواشنطن عندما أعادت القيادة المركزية لعمليات المنطقة الوسطى في الجيش الأميركي «سانتكوم»، نشر بيان صادر عن «قوات سورية الديمقراطية» التي تتبع لـ«مجلس سورية الديمقراطية». وأثار الأمر جنون المسؤولين الأتراك الذين يرون في «الديمقراطية» مجرد غطاء تختبئ وراءه «وحدات حماية الشعب» الكردية الذراع العسكرية لـ«حزب الاتحاد الديمقراطي» الكردي (بيدا). وهذان التنظيمان بالنسبة لأنقرة هما امتداد لـ«حزب العمال الكردستاني» المصنف على لوائح الإرهاب التركية والأميركية والأوروبية.
ويبدو أن هذه التحركات الأميركية هي جزء من رد إدارة الرئيس باراك أوباما، على تركيا التي استبعدتها عن ترتيبات الحل السوري الجاري بلورتها ما بين طهران وموسكو وأنقرة. ويتلخص هذا الرد تحت عنوان عريض هو تحريك الورقة الكردية في سورية ضد أنقرة.
وحسب تقارير صحفية فقد زارت الرئيسة المشتركة لـ«مجلس سورية الديمقراطية» الهام أحمد واشنطن حيث تلتقي مبعوث الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى التحالف الدولي ضد «داعش» بريت ماكغورك ومسؤول الشرق الأوسط في مجلس الأمن القومي روبرت مالي.
وأفادت صحيفة «الحياة» اللندنية أمس نقلاً عن مسؤول كردي لم تحدد هويته أن الإدارة الأميركية «تدرس في شكل ايجابي» طلب «الإدارة الذاتية» فتح مكتب لها في واشنطن.
وتمهيداً للزيارة أصدرت القيادة العامة لـ«قوات سورية الديمقراطية» بياناً، تولت «سانتكوم» إعادة نشره على حسابها الرسمي بموقع «توتير» للتراسل الإلكتروني، الهدف منه الرد على الاتهامات التركية بوجود رابط بين اتهام «القوات» عبر «حماية الشعب» بـ«الإرهاب». وأكد البيان أن المجموعات المنضوية تحت لواء «الديمقراطية» «ليست جزءاً» من «حزب العمال الكردستاني»، وجاء فيه، حسب وكالة «الأناضول» التركية للأنباء: «نحن الفصائل السورية من أكراد وعرب وتركمان وآشوريين تحت مظلة قوات سورية الديمقراطية، نؤكد أن قوتنا ليست جزءًا من حزب العمال الكردستاني، ونعتبر أنفسنا جزءاً من الدولة السورية والأرض السورية».
وجن جنون الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من نشر «السانتكوم» للبيان. واعتبر أن أوراق الدول (لم يسمها) حيال تنظيمي «بيدا» وداعش في سورية باتت مكشوفة، ودعاهم إلى عدم التستر وراءها.
وكان المتحدث باسم أردوغان قد ندد بنشر «سانتكوم» لبيان «الديمقراطية». وقال إبراهيم قالن: «هل فقدت (سانتكوم) عقلها، هل تظنون أن أحداً سيصدّق ما ورد في هذا البيان؟!».
والأسبوع الماضي، شدد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية مارك تونر على وجوب أن يكون «حزب الاتحاد الديمقراطي» جزءاً من الحل السياسي للأزمة السورية، وذلك رداً على استبعاد الحزب عن طاولة لقاء «أستانا» المقرر عقده برعاية روسية إيرانية تركية مشتركة في العاصمة الكازاخية الأسبوع المقبل.
وضغطت أنقرة بشدة لاستبعاد «الاتحاد الديمقراطي» عن أستانا تماماً كما فعلت عندما هددت الأمم المتحدة بتخريب محادثات جنيف العام الماضي إذا ما دعي الحزب إليها. وفي حينه رضخت الأمم المتحدة للابتزاز التركي.

وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...