بعد تصاعد الضغوط… «فتح الشام» تضحي بـ«جند الأقصى»

24-01-2017

بعد تصاعد الضغوط… «فتح الشام» تضحي بـ«جند الأقصى»

قررت «جبهة فتح الشام» (النصرة سابقاً) تهدئة التوتر مع الميليشيات المسلحة في محافظة إدلب، عبر التضحية بميليشيا «جند الأقصى».
وأعلنت الجبهة في بيان لها فصل «جند الأقصى» من صفوفها لعدم «انصياعه لبنود البيعة» المبرمة بينهما. وأوضح البيان أسباب انضمام «جند الأقصى» إلى الجبهة. وروت «فتح الشام» ملابسات انضمام الجند إليها. وحسب البيان فقد وقعت خلال تشرين الأول الفائت، اشتباكات بين ميليشيا «حركة أحرار الشام الإسلامية» و«جند الأقصى»، حيث وقفت بعض الميليشيات إلى جانب الأولى، ما أسفر عن سيطرة الجيش العربي السوري حينها على عدة مناطق، ووقوع قتلى وأسرى في صفوف الأطراف المتنازعة.
وتابع البيان: أن الجبهة تدخلت في ذلك الوقت لحل الخلاف، لافتاً إلى أن الطرفين اتفقا على وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الأسرى واستلام نقاط الاشتباك من قبل «فتح الشام»، إضافة إلى تشكيل محكمة «شرعية»، وأوضح البيان، أن هذا الاتفاق تم في ظل إعلان وفد من «جند الأقصى» برئاسة قائدهم «بيعته» لـ«فتح الشام».
وأشارت «فتح الشام»، إلى أنه عند البدء في تنفيذ بنود الاتفاق و«البيعة» كان هناك مماطلة من الطرفين في تنفيذ إجراءات المحكمة، في ظل وصول تأكيدات لها من «جند الأقصى» بعدم قبولهم لـ«البيعة» وأن قائدهم انضم إلى الجبهة مع مجموعة أرادت ذلك. وأكدت «فتح الشام»، أنها حاولت عدة مرات تبيان هذه الأمور، ولكن خوفها من تجدد الاشتباكات بين الطرفين حال دون ذلك، وأيضاً أملها بالتزام «جند الأقصى» ببيعته للجبهة.
وجاء البيان بعد ضغوط كبيرة تعرضت لها الجبهة، حيث طالب ما يسمى «مجلس شورى أهل العلم في الشام»، «فتح الشام» بوجوب الوقوف مع المجموعات المسلحة ضد «جند الأقصى»، وإعلانها البراءة من التنظيم.
وحمل المجلس في بيانٍ له أمس «فتح الشام» مسؤولية قبولها بيعة هذا التنظيم، مطالبًا الجبهة بإعلان البراءة منهم وترك حمايتهم والدفاع عنهم، مشيراً إلى أن «فتح الشام قطعت على نفسها منع عصابة جند الأقصى عند مبايعتهم لها من بغيهم وعدوانهم، وأوهمت الفصائل بقدرتها على ضبطهم والأخذ على أيديهم، فرضيت الفصائل حفاظًا على الساحة ومنعًا للفوضى… لكنها لم تفِ بهذا العهد أبدًا، وهذا فيه نكث للعهد، فنطالبها بالوفاء بعهدها أو رفع حمايتها لجند الأقصى».
ونوه البيان إلى أنه في حال قيام «الجبهة» بمساندة الجند فإنها تدخل نفسها ومن معها من الجنود تحت حكم «البغي» على بقية المجموعات المسلحة، مشيراً إلى أن الأحداث الأخيرة في جبل الزاوية كشفت «تلبيس» فتح الشام على الفصائل، وأنها عاجزة عن ضبط هذه الجماعة، حيث بدأت الشكوك تراود الجميع أن الجبهة «ركن خفي» وداعم لهم.
واعتبر مجلس الشورى أن من حق المجموعات المسلحة الدفاع عن نفسها ورد «بغي» «الجند» ومن يقف خلفهم، سواء كانت «فتح الشام» أو غيرها، كما دعا عناصر «فتح الشام» للانشقاق والالتحاق بباقي الفصائل، في حال ثبت أن الجبهة هي المحرك لـ«جند الأقصى» في اعتدائها الأخير.
ومطلع الأسبوع الجاري وقعت اشتباكات بين «الأحرار» و«الجند» في جبل الزاوية، انتهت بسيطرة الأخير على العديد من المواقع. واصطفت المجموعات المسلحة إلى جانب «الأحرار» معلنة تأسيس غرفة عمليات لاستئصال تنظيم الجند. وانهار اتفاق بين الطرفين أول من أمس. وعاد الطرفان وتوصلا إلى اتفاق جديد. وبدأ تنفيذ الاتفاق الجديد في منطقة جبل الزاوية بإدلب، على حين شهدت مناطق أخرى من المحافظة، تعثراً في تنفيذه.
ويقضي الاتفاق الجديد، الذي نشرت وكالة «سمارت» المعارضة نسخة منه، بوقف إطلاق النار بين الطرفين، وتسليم المحتجزين والأسلحة المصادرة إلى «فتح الشام»، إضافة لعودة مناطق السيطرة إلى ما كانت عليه، قبل بدء الاقتتال. وسلمت «الأحرار»، حسب نشطاء نقلت عنهم الوكالة المعارضة، ثلاثة عناصر من «جند الأقصى»، بينما سلّم الأخير 26 عنصراً لـ«الحركة»، في جبل الزاوية، وأشار النشطاء إلى أنه من المفترض انسحاب عناصر «جند الأقصى» المتواجدين في «الجبل»، من غير أهله، مع بقاء عناصره من أبناء المنطقة.
في الغضون اندلعت اشتباكات بين الطرفين على أطراف بلدة النيرب، جنوبي إدلب، ما اضطر مدراء المدارس لصرف الطلاب، خوفاً من الاشتباكات.
وبدأ الخلاف، بعد اقتحام عناصر من «جند الأقصى»، أحد مقرات «الأحرار» في جبل الزاوية، كما دارت اشتباكات بين الطرفين في بلدة قمنياس، أسفرت عن سقوط ضحايا مدنيين، بينما اقتحم عناصر لـ«فتح الشام» مقرات لـ«الأحرار» أيضاً، عند معبر خربة الجوز على الحدود مع تركيا. وكسبت «الأحرار» دعماً غير متوقع عندما أعلن قائد ميليشيا «جيش الأحرار» أبو جابر الشيخ عن حل هذا التنظيم الذي سبق أن تمايز عن «الحركة» في شهر كانون الأول.
وأمر الشيخ في بيان أصدره أمس، الألوية والكتائب المنضوية تحته، بالعودة إلى «قطاعاتها» في «حركة أحرار الشام الإسلامية» قبل الإعلان عن هذا التشكيل. وذكر أن خطوة الحل تهدف للمحافظة على «الوسطية في الحركة» التي تضم عدة تيارات فكرية مختلفة، كذلك بهدف تحمل المسؤولية في الظروف التي تمر بها سورية.
وأوضح أنه ومن خلال اجتماعات مع القائد العام لـ«الأحرار» أبو عمار الحموي، أخذوا منه التزاماً بالمحافظة على «خط الحركة المنهجي» والابتعاد عن الخلافات والانتقامات، وتفعيل محاسبة المفسدين وإنهاء حالة «الترهل العسكري» داخل «الأحرار»، حيث التمسوا منه ذلك. وبين أن فكرة تشكيل «جيش الأحرار» قامت على مبدأ الضغط لإحداث الإصلاحات في الحركة والسعي لإعادة «نهضتها وتصحيح حالها»، منوهاً إلى أنهم لم يفكروا بالانفصال عن الحركة إلا في حال كان هناك تشكيل يضم الفصائل العسكرية.
وكانت «الأحرار» أعلنت، نهاية تشرين الثاني الفائت عن تعيين علي العمر (أبو عمار)، قائداً عاماً، خلفاً لـ«يحيى الحموي»، وذلك بعد تعليق ثماني قيادات عسكرية و«شرعية»، من قادة الصف الأول، عملهم في «مجلس شورى الحركة».

المصدر: الوطن+ وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...