"الأدلة المغيبة" في دردشة خاصة مع سعيد دودين

06-05-2006

"الأدلة المغيبة" في دردشة خاصة مع سعيد دودين

الجمل - خاص : حل ضيفاً على دمشق الخبير الألماني في علم الجريمة يورغن كاين كولبل مؤلف كتاب " الأدلة المغيّبة في ملف التحقيق في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري"  والذي استهلك في عشرة أشهر من التقصي الخاص على خلفية جريمة الاغتيال ومنهجية التحقيق الذي قام به مواطنه الألماني ديتليف ميليس. وسيقدم غداً  الأحد في السادسة مساءً  محاضرة في مكتبة  الأسد بدعوة من موقع "سوريا الغد" الالكتروني  ومجلة "أبيض وأسود" الأسبوعية.
كما سيعقد يوم الأثنين مؤتمراً صحفياً في فندق أمية في الساعة الحادية عشرة صباحاً يعقبه توقيع للكتاب، الذي نقلته الى العربية دار الرأي بسرعة قياسية، و علمت "الجمل" من مصادرها أن السيد سعيد دودين مدير مركز "عالم واحد" الذي تبنى  عملية إعداد الكتاب منذ البداية كان مستاء للغاية من ترجمة الكتاب دون العودة اليهم ، ولكن حين جاء الى سوريا واطلع على الظروف التي تمت فيها عملية الترجمة التي قام بها د. هاني صالح  وكامل إسماعيل ، في أقل من اسبوع ، اضطر السيد دودين للتخلي عن موقفه، ومطالبة الدار بالاعتذار عن قرصنة الكتاب ، بل أنه أبدى تعاطفاً مع المترجمين ومع الدار ، وسيقوم بتوقيع الكتاب .رغم الخسارة التي مني بها جراء ذلك، وحسب المصادر ذاتها، فإن تكلفة الكتاب تجاوزت الـ 75 ألف يورو ، تم استعادة حوالي 40 ألف منها من خلال مبيعات النسخة الأصلية، وكان من المتوقع أن يتم  استعادة جزء مما بقي من التكاليف من النسخة المترجمة، إلا أن الدار السورية فاجأتهم بأنها ترجمت وطبعت وتتفاوض معهم على توقيع الكتاب.
 وكان واضحاً أن الجهتين الداعيتين للمؤلف يورغن كولبل  لم تكونا على علم مسبق بمسألة الترجمة ولا حتى التوقيع.
ومن المتوقع أن يستقطب هذا الكتاب اهتمام السوريين، كونه يأتي بعد مضي أكثر من عام على جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري التي زلزلت لبنان ، وأقلقت سوريا، حيث يعيد التأكيد على طرح الأسئلة التي استبعدها ديتليف ميليس من تحقيقه ، ويبني سيناريو آخر موازله،  فبينما في تقرير ميليس جميع الاحتمالات تقود نحو سوريا، تقود الاحتمالات في كتاب يورغن نحو أمريكا وإسرائيل، ويقول السيد  سعيد دودين أنه أطلع المحقق سيرج براميرتز على محتوى الكتاب قبل نشره ، ويعتقد أن ما قام بحذفه من تقرير سلفه المحقق ميليس كان بالاعتماد على المعلومات التي قرأها في كتاب الخبير  يورغن.
وكان مركز "عالم واحد" الذي يديره السيد دودين  قدم الفيلم  الوثائقي "عدالة ميليس" ، الذي فضح طريقة ديتليف ميليس في التحقيق والتي تقوم على تلفيق الأدلة والشهود ، من خلال عدة قضايا تبنى التحقيق فيها في ألمانيا، وأن مسيرته المهنية حافلة بالتجاوزات واختراق القانون. وبعد سؤاله في جلسة خاصة له مع "الجمل" عن سر اهتمام  مركز  "عالم واحد" بقضية اغتيال الرئيس الحريري يقول دودين: أنه بمجرد تعيين القاضي ديتليف ميليس للتحقيق في هذه القضية ونائبه ليمان قمنا بتوجيه مذكرة إلى الأمم المتحدة وحذرنا من تكرار جريمة العراق " فهذا المحقق معروف بأنه يعتمد على تلفيق الأدلة وابتزاز الشهود. فقد كان واضحاً أن تعيينه للتحقيق في هذه القضية إنما هو تكليف للقيام بمهمة قذرة، ضمن مخطط كبير لاجتياح المنطقة، ولم يستغرب سعيد دودين إن هناك من يرى انه مدعوم من بعض الجهات في سوريا، حيث قال: حين اسمع مثل هذا الكلام أؤكد لهم الأمر وأنني أتعاون مع المخابرات السورية بأمر من مخابرات جيبوتي، لأن هذا الطرح سخيف وأي شخص لو نطق بمثل هذا الكلام في ألمانيا لقالوا له أمامك دقيقة لتغادر المكان. فمثل هذا الاتهام  غير مقبول في ألمانيا، هناك الأمور مختلفة، إذ أن أي اعتقاد أو حكم يجب أن يبنى على أدلة ، ومركز "عالم واحد" يتمتع بمصداقية كبيرة هناك، كما يعتبر أحد أهم الجهات  المتعاونة مع حركة السلام.
ويؤكد السيد دودين أنه لا يعير أي اهتمام لمثل هكذا اتهامات، والاتهام الوحيد الذي يمكن أن يواجهه بالمحاكمة والمقاضاة هو اتهام المركز بالتعاطف مع الصهيونية أومع الصهيانة الأمريكيين.
وأكد السيد دودين على أن هناك كثير من الحقائق سيتم الكشف عنها لاحقاً ، رافضاً الإفصاح عن أي معلومة أخرى، علماً أنه خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد منذ عدة أيام في بيروت حدد مهله لغاية 28 الشهر الجاري لإطلاق سراح الضباط الأربعة اللبنانيين المعتقلين وبعدها سيتم التحرك باتجاه محاصرة السفارات اللبنانية في عدة دول أوروبية.
ولا تعتبر هذه الزيارة للسيد دودين الى سورية هي الأولى فقد سبق وزارها منذ عدة أشهر، ويقول أن أروع لقاء أجراه في سوريا كان مع مجموعة طلاب مدارس وهو خارج من "خيمة وطن" حيث اجتمع معهم خلف الخيمة وجلسوا على العشب ، وقال أن أذكى أسئلة طرحت عليه كانت من هؤلاء التلاميذ الذين جاؤوا بصحبة مدرستهم من حلب، فقد كانوا حائرين ماذا  يجب عليهم أن يفعلوا، وقد اقترحت عليهم أن يرسموا لوحات ويرسلونها إلي، وفعلاً أرسلوا لي حوالي ثلاثة عشرة لوحة، طبعتها على بطاقات ووزعت منها أربعين ألف نسخة. 
 وعند سؤاله عن سبب عدم جلوسه داخل الخيمة : قال لقد كان هناك كراس وكنبات وشخص يقدم القهوة، في أجواء لم تعجبه،  فقط أعجبه الأطفال وكان فيهم واحد يناديني ثم سألني هل أنت سعيد فقلت له نعم، أحياناً.
  

 

الجمل

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...