مار صابان: الفالانتاين أصله حلبي

12-02-2017

مار صابان: الفالانتاين أصله حلبي

إن تسليع حياتنا قد بات خارج السيطرة، حتى أن روحنا وعواطفنا باتت سلعة،..وها قد غزتها الصين،وأقصد "عيد الحب"- عفواً على قلة ثقافتي ، أقصد "الفالنتاين"- بحيث يندر أن تمر أمام متجر في لبنان ولا تجده ملطخاً بالحَمَار الصيني ودببتهم بأحجامها المختلفة والاكسسوارات الأخرى،..ولذلك استعدنا جزءاً من حوار مع الدكتور محمد محفل ذكر فيه مسألة عيد الحب والمارصابان كعيد آرامي تحوّل عبر جهلنا بتاريخنا وثقافتنا إلى مجرد حلوى طيبة لا نعرف أصلها وفصلها ومعنى اسمها.
يقول محفل إن عيد الحب نشأ في مملكة يمحاض(حلب) التي تعود إلى القرن التاسع عشر قبل الميلاد ، وكان الشعب يقيم يوما في السنة كعيد لإله الحب( مار صابان) ومار تعني السيد ، وصابان تعني الصبوة أي الحب والعشق.
*في معجم المعاني صَبٌّ : مشتاقٌ ، عاشِقٌ،..وجميعكم يعرف قصيدة وأغنية (يا ليل الصب مت غده...) .
ويتابع أنه كانت تصنع حلوى خاصة بالعيد يقدمها المحبون لمحبوبيهم، بقيت عبر التاريخ في حلب وفِي بعض مدن المشرق بالاسم نفسه، (فَرْنَسَها الفرنسيون فصارت marzipan) ونسي الناس العيد وبقيت الحلوى على اسمه .marzipan
ويصنع المرصبان من معجون اللوز المطحون والسكر وماء زهر الليمون(بالمناسبة حلب هي المدينة الوجية التي تصنع شراب اللوز) ،وتعد صناعته سراً لا يبوح به الصانع، حتى كادت صناعته تختفي,وتصنع في المنازل في حلب ولبنان ودمشق وانتقلت مع الشوام الى الأندلس والمغرب.
أما مملكة يمحاض فنجد لها آثاراً في تل النيرب بحلب ، ولدينا المعاهدة الآرامية المنقوشة على حجر البازلت التي اكتشفت في قناة سجين، ونقلت إلى قرية (السفيرة)قرب حلب، ثم إلى المتحف الوطني في دمشق، وتعود إلى القرن الثامن قبل الميلاد.
إذا كان أهل البلاد الآراميين احتفلوا بالحب ومجدّوه بالتهادي من خلال حلوى صنعوها قبل حوالي 4آلاف عام..لماذا تذهبون إذن إلى "التحلّي" بالدببة ومشتقاتها.
افرحوا وأحبوا وتحلّوا..وكونوا ..حلوين..و"happy "مار صابان...

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...