«يونيسف»: العام الماضي هو الأسوأ لأطفال سورية

اعتبرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) في تقرير لها، أمس، أن العام 2016 هو الأسوأ بالنسبة للأطفال السوريين بسبب الحرب التي تعصف في سورية منذ 6 سنوات.
وقالت المنظمة في تقرير تلقت «الوطن» نسخة منه: «لقد دفع الأطفال ثمناً باهظاً في حرب الست سنوات هذه، ووصلت معاناتهم الحضيض السنة الماضية نتيجة العنف الذي تصاعد بحدّة».
وارتفع، بحسب «اليونيسف»، «بشكل حادّ خلال العام الماضي عدد حالات القتل والتشويه وتجنيد الأطفال، حيث قتل 652 طفلاً على الأقلّ، أي بارتفاع نسبته 20 بالمئة مقارنة مع العام 2015، ما يجعل من العام 2016 أسوأ عام لأطفال سورية».
وأفادت المنظمة، بأن 225 طفلاً قتلوا إما داخل المدارس أو قربها، كما تم تجنيد 850 طفلاً «أي أكثر من الضّعف مقارنة مع العام 2015».
ومنذ بدء الأزمة في البلاد تقوم التنظيمات الإرهابية والميليشيات المسلحة باستهداف المناطق السكنية الآمنة بقذائف الهاون والقذائف الصاروخية ويسقط الكثير منها على منازل المواطنين والمدارس والجامعات والمؤسسات الحكومية الأمر الذي يؤدي إلى سقوط شهداء وجرحى وأضرار مادية.
ويتم تجنيد الأطفال، وفق «اليونيسف» لكي يقاتلوا على الخطوط الأمامية مباشرة، وقد تشمل الأعمال التي يقومون بها «الإعدامات والأعمال الانتحارية بالأحزمة الناسفة» أو حراسة السجون.
يشار إلى أن «يونيسف» كشفت في شهر شباط من عام 2015 في بيان لها أن تنظيم داعش الإرهابي والجماعات المسلحة في سورية والعراق تعمل على تجنيد الأطفال واستخدامهم في العمليات الانتحارية، وأكدت حينها أن التنظيم وتلك الميليشيات تدفع الأطفال أيضاً للقيام بعمليات قتل وإعدامات، ولفتت إلى أنه «تم توثيق حالات في سورية والعراق لتجنيد أطفال بعمر 12 عاماً، وخضوعهم لتدريبات عسكرية واستخدامهم كمخبرين وحراسة مواقع إستراتيجية وحراس على نقاط التفتيش». وفي أواخر العام الماضي استغل إرهابيون طفلة في الـ8 من عمرها تقريباً وقاموا بتحميلها عبوة ناسفة صغيرة وطلبوا منها الدخول إلى قسم شرطة الميدان بدمشق على أنها تائهة عن منزلها وبعد دخولها بلحظات قاموا بتفجير العبوة عن بعد ما أدى إلى وفاتها وإصابة أحد عناصر القسم بجروح طفيفة.
وفي تقريرها الجديد، قال المدير الإقليمي لـ«اليونيسف» في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا خيرت كابالاري الذي يزور سورية حالياً: «يتعرض ملايين الأطفال في سورية للهجمات يومياً وتنقلب حياتهم رأسا على عقب»، معتبراً أن عمق هذه المعاناة غير مسبوق.
وأضاف كابلاري: إن كلّ طفل من دون استثناء «يُصاب بجروح تلازمه مدى الحياة وتترك عواقب وخيمة على صحة الأطفال ورفاههم ومستقبلهم، إضافة إلى ضحايا القتال والقصف، يموت الكثير من الأطفال بصمت غالباً نتيجة الأمراض الّتي كان من الممكن تجنّبها بسهولة، بحسب «اليونسيف».
وأشارت المنظمة الأممية إلى أن الأطفال الأكثر ضعفاً هم 2.8 مليون طفل يعيشون في مناطق يصعب الوصول إليها وبينهم 280 ألفاً في مناطق محاصرة وفي حالة انقطاع شبه كامل عن تلقّي المساعدات الإنسانية. ونتيجة الأوضاع المعيشية الصعبة، تلجأ العائلات إن كان داخل سورية أو في الدول التي تستضيف لاجئين إلى الزواج المبكر أو عمالة الأطفال.
وناشدت الـ«يونيسف» في البيان جميع أطراف الصراع وأولئك الذين لديهم نفوذ عليها والمجتمع الدولي الذي يهتم بالأطفال للتوصل إلى حل سياسي فوري لإنهاء الحرب في سورية، ووضع حد لجميع الانتهاكات الجسيمة ضد الأطفال، بما في ذلك القتل والتشويه والتجنيد، والهجمات على المدارس والمستشفيات، ورفع الحصار بشكل غير مشروط ومستمر لجميع الأطفال المحتاجين أينما كانوا في سورية.
وخلص كابالاري بأن «هناك الكثير ممّا يمكننا فعله وينبغي علينا فعله لتحويل الدّفّة لمصلحة أطفال سورية».

وكالات