روسيا تثبّت حضورها في عفرين

21-03-2017

روسيا تثبّت حضورها في عفرين

بالتزامن مع الهدوء النسبي الذي يسود خطوط التماس على جبهات ريف حلب الشمالي والشمالي الشرقي، بعد كبح عمليات قوات «درع الفرات» العسكرية في ريف منبج الغربي، جاء إعلان انتشار قوات روسية في مناطق سيطرة «وحدات حماية الشعب» الكردية في عفرين وإعدادها لإنشاء فرع لـ«مركز المصالحة» هناك، كفصل إضافي ضمن الجهود الروسية لضبط إيقاع الشمال السوري، عبر قنواتها المشتركة مع دمشق وأنقرة والأكراد.

الإعلان الذي جاء على لسان المتحدث الرسمي باسم «الوحدات» الكردية، ريدور خليل، تناقلته عدة وسائل إعلام على أنه كشف عن إنشاء موسكو لقاعدة عسكرية في منطقة عفرين. وهو ما استدعى إصدار بيان عن وزارة الدفاع الروسية، ينفي وجود أي خطط لديها لإنشاء قاعدة عسكرية جديدة على الأراضي السورية. وأوضحت الوزارة أنها ستنقل جزءاً من «مركز المصالحة» العامل في قاعدة حميميم الجوية في اللاذقية، إلى إحدى المناطق في محيط عفرين، شمال غرب سوريا، وهي وفق المعلومات الأولية قرية كفر جنة الواقعة غرب بلدة أعزاز. وقالت الوزارة إن «الوحدة نُشرت في منطقة التماس التي تفصل وحدات الدفاع الكردية، عن فصائل الجيش السوري الحر التي ترعاها تركيا، وذلك للحفاظ على التزام اتفاقية وقف الأعمال القتالية بين الفصائل السورية المسلحة».
وكان بيان «الوحدات» الكردية قد أكد أن وجود القوات الروسية في منطقة جنديرس التابعة لعفرين، جاء بعد اتفاق بين «الوحدات» والقوات الروسية العاملة في سوريا. وقال إن الانتشار يأتي في إطار «التعاون ضد الإرهاب، وتقديم القوات الروسية المساعدة لتدريب قواتنا على أساليب الحرب الحديثة ولبناء نقطة اتصال مباشرة مع القوات الروسية»، مضيفاً أنها «خطوة إيجابية في إطار علاقاتنا وتحالفاتنا ضد الإرهاب».
وأتت الخطوة الروسية بعد فترة قصيرة على عقد اتفاق مع قوات «مجلس منبج العسكري»، سمح بدخول قوات الجيش السوري إلى نقاط التماس مع قوات «درع الفرات» في ريف منبج الغربي، جاء بعد تفاهم مع الجانب التركي لمنع الاشتباك بين قواته والجيش السوري جنوب مدينة الباب. كذلك فإنها تلت إعلان موسكو وجود «خطط جديدة» مع أنقرة، في مجال مكافحة الإرهاب، وبعد نحو أسبوع واحد على قصف تركي استهدف قرى تخضع لسيطرة «الوحدات» الكردية في محيط أعزاز الغربي.
ولا يعدّ وجود القوات الروسية في منطقة عفرين، الأول من نوعه، إذ نقلت مصادر محلية عديدة في مناسبات مختلفة، أخبار انتشار قوات ومستشارين عسكريين روس. كذلك لا يمكن إغفال أن المناطق المحاذية لشرق منطقة عفرين، كانت قد سيطرت عليها «الوحدات» بتغطية روسية بالتوازي مع فكّ الجيش السوري لحصار بلدتي نبل والزهراء.
وفي أول تصريح تركي، عقب الإعلان الروسي ــ الكردي الأخير، اكتفى نائب رئيس الوزراء التركي نعمان قورتولموش، أمس، بأن تركيا لن تقبل بوجود «منطقة إرهاب» في شمال سوريا، مشدداً على أن «التركيبة العرقية» في المنطقة ينبغي أن تبقى دون تغيير.
وتأتي تطورات الشمال بالتوازي مع استعادة الجيش السوري لزمام المبادرة في أطراف دمشق الشمالية الشرقية، وتمكنه أمس من السيطرة على الخاصرة الشمالية الغربية لحي جوبر، الملاصقة لمنطقتي القابون والعباسيين. ونقلت وكالة «سانا» عن مصدر عسكري، قوله إن الجيش «استعاد جميع النقاط» التي كان قد خسرها أول من أمس، في محيط منطقة المعامل شمال جوبر. ولفت المصدر إلى أنَّ العملية العسكرية «نُفِّذَت بزمن قياسي وبتنسيق عالٍ بين مختلف الوحدات المشاركة».
وترافقت العمليات العسكرية المضادة التي بدأت ليل أول من أمس، بغارات جوية مكثفة على مناطق تقدم المسلحين، ساعدت القوات البرية على التقدم وتأمين النقاط القريبة المحاذية لأوتوستراد دمشق ــ حمص. ورغم إعلان الفصائل المسلحة إطلاق المرحلة الثانية من معركة «يا عباد الله اثبتوا»، فإن هجوم الجيش المضاد، أفشل الهدف الرئيسي لتلك المعركة، والمتمثل بفك الحصار عن القابون وبرزة.
وبالتوازي مع العمليات العسكرية في أطراف جوبر، سقط عدد من القذائف التي أطلقها المسلحون على عدد من أحياء مدينة دمشق. وأعلن السفير الروسي في دمشق ألكسندر كينشاك، أنَّ «أحد مباني السفارة الروسية تعرض لقصف من المجموعات المسلحة، ما أدى إلى تحطم زجاج نوافذه».
وأوضح كينشاك أن «المبنى يقع في منطقة قريبة من مناطق انتشار المجموعات المسلحة، ونظراً إلى خطورة الوضع هناك اضطر الجميع إلى الانتقال إلى مبنى السفارة الرئيسي».
وكانت قد سقطت عدة قذائف على حي القيمرية، أدت إلى إصابة شخصين ووقوع أضرار مادية في المكان.


(الأخبار)

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...