100 أرملة عراقية كل يوم

07-05-2006

100 أرملة عراقية كل يوم

قال تقرير للامم المتحدة نقلا عن مسؤولين عراقيين ومنظمات مدنية ان ما بين 90 الى 100 امرأة عراقية تترمل كل يوم نتيجة اعمال القتل والعنف الطائفي والجريمة المنظمة في العراق، ويقول مكتب الامم المتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية من جنيف، ان هذه الارقام قد تكون اقل مما هي في الواقع اذا اخذنا بنظر الاعتبار جرائم القتل الخفية التي يتعذر تسجيلها واحصاؤها.
لكن المكتب ينقل عن سجلات وزارة شؤون المرأة في العراق: ان هناك 300 الف ارملة في بغداد وحدها الى جانب 8 ملايين ارملة في مختلف انحاء العراق حسب السجلات الرسمية. وهذا يعني ان نسبة الارامل هذه تشكيل 35% من عدد نفوس العراق وانها تشكل نسبة 65% من عدد نساء العراق، وقد تشكل نسبة 80% من النساء المتزوجات بين سن العشرين والاربعين.
انها ارقام تعكس الكارثة العراقية بصورتها الحقيقية حين تترمل نساء العراق او يقتلن ايضا في الحياة نتيجة حرب طائفية دينية ملعونة تحرق الاخضر واليابس وتقطع شرايين الحياة في وادي الرافدين. واذا استمرت فان اقرب لقب للواقع يطلق على هذا البلد هو 'بلد الارامل'.
واذا استمرت هذه الحرب الكارثية التي بات مشعلوها يتبرأون من مسؤوليتهم عنها ان كانوا عرقايين ام عربا ام اميركيين وبريطانيين وغيرهم، فانها ستضيف كل عام مايفوق 35 الف ارملة اخريات الى جيل العراقيات المتشح بسواد الفاجة والغارق في بحر المأساة والضياع.
تقول ميادة زهير رئيسة رابطة حقوق المرأة في العراق: ان خسارة العشرات من ربات البيوت ازواجهن في اليوم الواحد ادت الى خفض مستوى معيشة العوائل العراقية، ودفع المزيد من النساء الارامل للبحث عن اي عمل دون جدوى للحصول على مصدر للعيش.
ان انعكاسات هذا الترمل الجماعي لنساء العراق ليست بالهينة، وهو مقبرة جماعية للنساء والرجال معا، وانعكاسات هذا الترمل تمتد الى جميع نواحي الحياة الاجتماعية، فمن فقر وعوز الى تدهور اسري واجتماعي الى فساد اخلاقي، الى جنوح وضياع للاسرة والاطفال في ظل دولة منهارة، وحكومة غائبة، وقيم ضائعة، واحتلال فشل في اعادة الحياة لهذا البلد المأسور بالاسلام السياسي.
ان الامم المتحدة والجامعة العربية ودولهما وكل المنظمات الانسانية في العالم مدعوة الآن للعمل على ايقاف نزيف الدم في العراق، انه ليس نزيف دم فقط. انه قطع للنسل وابادة جماعية ليس لها مثيل.
واذا كان الاسلام السياسي والتيارات القومية وجيوش الاحتلال وميليشيات الطوائف وعصابات الجريمة المنظمة وبعض دول الجوار يبررون حربهم الملعونة في العراق بمختلف التبريرات الدينية والسياسية فعليهم الآن ان يدركوا انها اصبحت حربا لابادة الشعب العراقي، وعليهم ان يوقفوا هذه الحرب التي لا يرضى عنها الله ولا رسوله ولا آل البيت ولا اي واحد من البشر، لانها حرب على قيم السماء والارض.

 

المصدر: وكالات  

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...