هجوم مانشستر-ضربة ارتدادية من الإرهابيين الذين تدعمهم بريطانيا في سورية وليبيا و...

25-05-2017

هجوم مانشستر-ضربة ارتدادية من الإرهابيين الذين تدعمهم بريطانيا في سورية وليبيا و...

الجمل- ترجمة: وصال صالح:
عندما علمت أولاً بالحادث الإرهابي في مانشستر  غردت:
 هكذا يقوم بطل آخر من "المتمردين السوريين" –الذين تدعمهم الحكومة البريطانية بسخاء، بتفجير نفسه. لكن لماذا في مانشستر؟
بعد ذلك تعرضت لهجوم عنيف بسبب هذه التغريدة.
كيف عرفت أن من فجر نفسه في مانشسترأرينا، كان من "المتمردين السوريين"؟
 حسناً، كيف لك معرفة  أن أي من تكفيري "المتمردين السوريين" الذين يتلقون الدعم من بريطانيا، أميركا، ووكلائهم من دول الخليج في سورية، هم من سورية؟ بالتأكيد كثيرون لا يعرفون.
ثم بعد ذلك يظهر اسم الإنتحاري بأنه سلمان عبيدي وانه ينحدر من قبيلة مناهضة  للقذافي في شرق ليبيا. حيث انطلق تمرد القبائل في عام 2011 لإسقاط الحكومة الليبية من شرق ليبيا. كانت الأسلحة تتدفق من قطر وتسلم للجهاديين وكانت القوات الخاصة البريطانية على الأرض تعمل على مساعدة التكفيريين من الجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة في هجومهم على العاصمة الليبية الواقعة إلى الغرب من ليبيا. ومن المعروف جيداً أن قائد الجبهة الشرقية عبد الكريم بلحاج  عضو قديم في تنظيم القاعدة. وبعد الإطاحة بالقذافي، وبمساعدة بريطانيا لتنظيم القاعدة تم رفع راية القاعدة على مبنى المحكمة في مدينة بنغازي الليبية.
فيما يتعلق بالجوانب الشخصية للانتحاري الذي أدى إلى مقتل 22 شخصاً وإصابة 59 آخرين في حفل أريانا غراندي في مانشستر،  هو كان قد هرب من الجامعة وقام بعدة رحلات سرية إلى سورية للتدريب على الهجوم.
وكشفت الشرطة البريطانية أن عبيدي  23 عاماً هو مواطن بريطاني من أصل ليبي. ولد في مانشستر ونشأ إلى جانب ثلاثة أشقاء، بعد التحقيق في عدة تقارير خلص وكلاء المخابرات البريطانية إلى أن العبيدي كان مهووساً بكرة القدم قبل أن يهرب إلى سورية خلال زيارات  لأقاربه في ليبيا مرات عديدة في السنوات الأخيرة، وفقاً لتقرير ذا صن.
أكثر من ذلك:
ولد العبيدي في مانشستر ونشأ في مجتمع ليبي متماسك معروف بمعارضته لنظام العقيد معمر القذافي. أصبح متطرفاً مؤخراً –ومن غير الواضح تماماً متى حدث ذلك-  وكان يصلي في مسجد محلي، في الماضي، اتهم بجمع الأموال للجهاديين. وكان العبيدي يعيش على مقربة من مجموعة من المنشقين عن القذافي، ممن كانوا أعضاء في الجماعة الإسلامية المقاتلة المحظورة ( الجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة) في والي رينج.
الدولة الإسلامية، وهي جماعة منشقة عن تنظيم القاعدة، أعلنت مسؤوليتها عن هجوم مانشستر. كذلك الأمر الجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة متحالفة مع القاعدة. وسلمان عبيدي كان في شرق ليبيا عندما قصفت القوات البريطانية الحكومة الليبية ممهدة الطريق بذلك أمام الهجمات التكفيرية.
أحد الأشخاص ممن يعرف العبيدي من أيام المدرسة تحدث لأخبار مسائية مانشستر قائلاً: "لقد كان رجلاً  منفتحاً، لاهياً يستمتع بحياته لكن منذ ذهابه إلى ليبيا عام 2011 عاد  رجلاً مختلفاً كلياً، لقد اعتاد على التدخين ،  كان يدخن القنب، ثم فجأة صار متديناً ولم أره منذ عام 2012 ".
أحد جيران الانتحاري قال للبي بي سي" كان هناك راية سوادء عليها كتابة باللغة العربية على سطح منزل عائة العبيدي –لمدة قصيرة-  في إلسمور روود، قبل بضعة سنوات"
في عهد وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون تم تنظيم  -خط الجرذ-  لتدفق الأسلحة من ليبيا إلى سورية للإسلاميين التكفيريين، وبالتأكيد كانت الحكومة البريطانية على علم بذلك وساعدت به.
من الواضح إلى حد ما أن هجوم مانشستر هو هزة ارتدادية للحروب البريطانية على ليبيا التي كانت دولة مستقلة تنعم بالاستقرار في عهد  القذافي، وعلى سورية أيضاً الدولة المستقلة المستقرة تحت حكم الرئيس بشار الأسد. في كلتا الحالتين دعمت الحكومة البريطانية التكفيريين الإسلاميين الأصوليين المتطرفين لقتال الحكومتين العلمانيتين بهدف إسقاطهما  وزعزعة استقرار البلدين. كان من الصعب على "الغرب" السيطرة على مثل هؤلاء المتطرفين. إنهم يكرهون "الغرب" لأسباب آيديولوجية وهم يكرهون ما نفعله "نحن" في بلدانهم. إن أي استخدام لمثل هذه القوة في الخارج سترتد إلى أوطاننا.
رأيت الكثير من الإيحاءات التي تشي بأن هجوم  مانشستر كان بمبادرة من "الدولة العميقة"  قوات غلاديو لمساعدة تيريزا ماي  للفوز في الانتخابات البريطانية. هذا ممكن –الأجهزة السرية البريطانية تعرف الجاني جيداً-  لكن من غير المرجح من وجهة نظري أن تلجأ ماي إلى هذا الأسلوب، لأنها تتوقع الفوز بفارق كبير لذلك هي ليست بحاجة للمخاطرة لأن من شأن مثل هذه الخطة أن تستتبع حتماً، وبرأيي ان التفسير الأكثر ترجيحاً لهذا الهجوم، هو أنه ضربة من التكفيريين الإرهابيين الذين تدعمهم حكوماتنا في الدول الأخرى.
لكن لا تتوقعوا من وسائل الإعلام الرئيسية التي تحظى بدعم الحكومة أن تشير صراحة إلى هذه العلاقة الواضحة. هم جميعاً جزء من الحملات الداعمة للتكفيريين عندما يحاول هؤلاء الإطاحة أو إسقاط هذه الحكومة العلمانية أو تلك. هم جميعاً أنفسهم  مذنبون  ومتواطئون بالتسبب بهجوم مانشستر.


عن: Moon Of Alabama

الجمل

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...