مفتي دمشق: التكافل الاجتماعي منبعه ودوافعه إيمانية

28-05-2017

مفتي دمشق: التكافل الاجتماعي منبعه ودوافعه إيمانية

أكد الدكتور عبد الفتاح البزم مفتي دمشق أهمية التكافل الاجتماعي في تصريحه لتشرين من خلال إيجاد صدقة الفطر وحرص الكثير من الناس على تأخير الزكاة إلى شهر رمضان كسباً للأجر الأكبر من جهة والعطف على الفقراء والأيتام والأرامل من جهة أخرى.
«من فطّر صائماً كان له مثل أجره من دون أن ينقص من أجره شيء» فجميع هذه المعاني المادية والعطائية في شهر رمضان تمثل هذا التكافل الاجتماعي والتعاون الاجتماعي الذي ينبع من الدين، فالصائم يتقرب من الله في صيامه، ويتقرب من الله في عطفه على الفقراء والمساكين، ولما أوجد صدقة الفطر ورد أن الصيام معلق بين السماء والأرض لا يرفع إلا بصدقة الفطر، فالله عز وجل قال في كتابه العزيز:«قد أفلح من تزكى، وذكر اسم ربه فصلى»
ويضيف مفتي دمشق: من خلال هذه المعاني نستطيع أن نرى ألواناً متعددة من التكافل الاجتماعي الذي يتقرب به العبد إلى الله من خلال عبادة الله بدوافع إيمانية، فحين أتقرب إلى الله أنصر الضعيف، فالمحتاج للمال أقدم له المال، والمحتاج للرعاية أقدم له الرعاية، وعلى الأخص أن نتقي الله بالضعيفين والمقصود بهما اليتيم والمرأة التي ليس لها من يعينها، ولاسيما إذا كانت أرملة فقدت زوجها، فهؤلاء الضعفاء جعل الله رعايتهم أمانة في أعناقنا.
أوزان ومقادير الزكاة
وبالنسبة لمقدار إخراج الزكاة بيّن أنه – وفقاً للجدول المعمم من قبل مفتي دمشق بتاريخ 23 الحالي الصادر عن إدارة الإفتاء العام لوزارة الأوقاف- فقد حدد الشرع أصلاً في إخراج الزكاة نصابين كانا متعادلين في صدر الإسلام كما جاء في كتب الفقه، وهما عشرون مثقالاً(ذهباً) ومئتا درهم(فضة)، وبين الفقهاء أنه عند تساوي النصابين في القيمة يختار المزكي أحدهما، وإذا اختلفا قوّم النصاب بالأنفع للفقير.
ليختم الدكتور البزم قائلاً: في زماننا ننصح بتقويم النصاب بالفضة، أخذاً بقول الفقهاء: (والاحتياط في الدين أن يأخذ بما هو أصلح للفقير ويقدرها بالأقل قيمة حتى يكون على يقين من براءة ذمته عند الله عز وجل) كما ننصح الموسر أن ينفق فوق الحد المقدر في الجدول؛ عملاً بقوله تعالى: (وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه، وهو خير الرازقين). وروعي في التقدير بالعملة السورية سعر الذهب عيار (18)؛ لأنه الوسط والأكثر تعاملاً في الأسواق، وذلك أخذاً بآخر الأسعار من تاريخ إصدار الجدول، كما لوحظ في تحديد قيمة صدقة الفطر ما رواه الإمام أحمد والدار قطني من حديث عبد الله بن ثعلبة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أدوا صاعاً من بر أو قمح بين اثنين، أو صاعاً من تمر، أو صاعاً من شعير عن كل حر وعبد، وصغير وكبير»، واعتمدت كلمة (تقريباً) في الجدول مراعاة للفروق في تقدير المكاييل والموازين والأسعار.

أيمن فلحوط 

المصدر: تشرين

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...