عباس يدافع عن اتفاق مكة ويشكو من الضغوط الأمريكية والداخلية

19-02-2007

عباس يدافع عن اتفاق مكة ويشكو من الضغوط الأمريكية والداخلية

خيمت أجواء من التشاؤم بشأن عقد اللقاء المرتقب الاثنين، بين رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، ورئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت، بحضور وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس، خاصة بعدما أعلنت الوزيرة الأمريكية أنها لم تلمس جديداً بشأن تغيير في موقف الحكومة الفلسطينية، التي قالت إنها "ترفض الاعتراف بإسرائيل، كما ترفض نبذ الإرهاب."وقالت رايس بعد اجتماعها مع عباس وأولمرت، كل على حده، إنه "لا دليل على أن حكومة الوحدة الفلسطينية الجديدة، ستفي بالشروط التي وضعتها اللجنة الرباعية"، والتي تضم الولايات المتحدة وروسيا، بالإضافة إلى الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي.
جاءت تصريحات رايس في مؤتمر صحفي مقتضب بمدينة القدس، بعد لقائها رئيس الوزراء الإسرائيلي، للمرة الثانية الأحد، عقب عودتها من رام الله، حيث التقت رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية.
وكانت وزيرة الخارجية الأمريكية قد شددت، خلال لقائها مع عباس، على أن حكومة الوحدة الوطنية، "لن تحظى بأي دعم خارجي، ما لم تعترف بإسرائيل وتنبذ الإرهاب."واستمرت المباحثات بين رايس وعباس لمدة تصل إلى ساعتين، حيث دارت مباحثات مغلقة بينهما، لم يحضر مساعدو الجانبين جزءاً كبيراً منها. وقد دافع عباس خلال عن اتفاق الوحدة الذي أبرمه مع حركة حماس بعد تهديدات أمريكية واسرائيلية بمقاطعة أي حكومة ائتلافية فلسطينية.
وتوجهت رايس الى الضفة الغربية المحتلة للقاء عباس متعهدة بمواصلة "استكشاف الافاق الدبلوماسية" بعد ساعات فقط من اعلان رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود أولمرت أن احتمالات تحقيق السلام تضاءلت.
ومن المقرر أن تجتمع رايس وعباس وأولمرت في القدس يوم الاثنين ولكن ليس من المقرر عقد مؤتمر صحفي مشترك في علامة على تضاؤل التوقعات.
وحول مدى نجاح اللقاء الثلاثي، المقرر عقده الاثنين، في استئناف عملية السلام، قال رئيس كتلة فتح في المجلس التشريعي عزام الأحمد، إن "الولايات المتحدة وإسرائيل عمدتا إلى تقويض الاجتماع."وأضاف قائلاً: "لقد وعدتنا الإدارة الأمريكية في السابق، بأنها ستنتظر لتدرس مواقف حكومة الوحدة الوطنية، إلا أننا فوجئنا اليوم بشروط تعجيزية."
وكان الاتفاق الذي توصل اليه زعماء حركتي حماس وفتح في مكة هذا الشهر قد أنهى أسابيع من الاقتتال الذي راح ضحيته أكثر من 90 فلسطينيا.
لكن مسؤولين غربيين قالوا ان هذا الاتفاق لم يف بالشروط السياسية التي وضعها الوسطاء الدوليون.
وأقر محمد دحلان وهو مستشار أمني كبير لعباس بأن برنامج الحكومة "لا يتلاءم مع شروط الرباعية" في اشارة الى لجنة الوساطة الدولية المعنية بعملية السلام في الشرق الاوسط والتي تضم الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي وروسيا والامم المتحدة.
لكنه قال ان عباس أوضح لرايس أن الاولوية بالنسبة له هي إنهاء الاقتتال الضاري بين الفصيلين.وقال دحلان "نحن استمعنا لموقفها ونحترم ذلك وهي بدورها احترمت موقفنا بتأكيدنا على أولوية حقن الدماء الفلسطينية" مضيفا أن موقف رايس من الحكومة الفلسطينية الجديدة كان أيضا واضحا وهو "أن الادارة الامريكية ضد الحكومة لانها لا تلبي شروط الرباعية أنها لن تتعامل مع هذه الحكومة وأنهم سينتظرون ليقرروا بعد أن تشكل الحكومة وتضع برنامجها."
ووصف شون مكورماك المتحدث باسم رايس اجتماعها مع عباس الذي استغرق ساعتين ونصف بأنه "محادثة ودية وصريحة وجيدة."ورغم دعم واشنطن العلني لعباس والتزامها بالحفاظ على الاتصالات معه فقد بدأ صبرها ينفد تجاهه وهي تشعر بالاستياء من اتفاق الوحدة الذي توصل اليه مع حماس.
واجتمعت رايس في وقت لاحق مع أولمرت الذي أبلغ حكومته يوم الاحد بأنه اتفق مع الرئيس الامريكي جورج بوش خلال مكالمة هاتفية يوم الجمعة على مقاطعة حكومة الوحدة التي يعتزم عباس تشكيلها مع حماس اذا لم تنفذ الشروط الدولية.
وتصر لجنة الوساطة الرباعية الدولية على ضرورة ان تعترف أي حكومة فلسطينية باسرائيل وتنبذ العنف وتلتزم باتفاقات السلام المؤقتة.
وقال أولمرت قبل اجتماعه برايس "أي حكومة فلسطينية لا تقبل شروط اللجنة الرباعية لا يمكن أن تلقى اعترافا ولن يكون هناك تعاون معها."
وكان الفلسطينيون يأملون أيضا في أن يقنع اتفاق تقاسم السلطة الذي يحتوي على وعد مبهم "باحترام" اتفاقات السلام السابقة المانحين الغربيين باستئناف مساعداتهم المباشرة للسلطة الفلسطينية والتي قطعوها بعد فوز حماس بالانتخابات قبل عام.
ويقول محللون ان من الممكن أن يؤدي اتفاق الوحدة الى توسيع رقعة خلاف بين أعضاء اللجنة الرباعية بشأن التعامل مع الحكومة الفلسطينية وما اذا كان من الممكن استئناف تقديم المساعدات على نطاق محدود.
وفي مستهل المحادثات التي أجرتها رايس مع عباس قالت انها تأمل في أن تكون المحادثات الثلاثية المزمعة يوم الاثنين "فرصة لفهم الوضع الحالي وتأكيد وإعادة تأكيد الالتزام باتفاقات السلام القائمة."
وقال عباس ان محادثات يوم الاثنين ستستكشف الافاق بالنسبة للعملية السياسية اضافة الى مناقشة الائتلاف الجديد بين فتح وحماس.
وقال مسؤولون فلسطينيون كبار ان عباس رد بغضب على تحذير من مسؤول أمريكي رفيع يوم السبت من أن واشنطن ستقاطع وزراء حكومة الوحدة بما في ذلك وزراء حركة فتح اذا لم تنفذ شروط اللجنة الرباعية.
وذكر مسؤول فلسطيني أن عباس صاح في غضب قائلا انه يتعرض لضغوط أمريكية اضافة الى الضغوط الداخلية وان هذه الضغوط لا تحتمل. وأضاف أن البديل الوحيد لهذا الاتفاق هو الحرب الاهلية.

 

المصدر: رويترز

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...