العيد في سورية…بين المنازل والجبهات

26-06-2017

العيد في سورية…بين المنازل والجبهات

ما إن أعلن القاضي الشرعي الأول في دمشق حلول عيد الفطر السعيد، حتى انطلقت التهاني بين السوريين، وفي الأثناء ارتفعت صرخة أطفال سورية المنتظرين ببالغ الصبر، معلنة  فرحة كبيرة لا يعرفها إلا أبرياء العصور بأصواتهم الملونة بالعفوية والامل، فيما تمخض اليوم عن تكبيرات العيد في المدن السورية خطاب وطني وحدوي، أداه الرئيس الأسد بين المصلين بمشاركتهم تكبيرات العيد وسط محافظة حماه.

في دمشق وباقي المدن السورية، التأم بعضٌ من جراح سنوات الحرب المنهكة لأصحابها، ورغم غصة من غيّبتهم ظروف الحرب، إلا أن الناس تجاوزوا جزءاً من ألهم المتراكم على مر الأعوام الستة الماضية.

أجواء العيد أكثر وضوحاً هذا العام وخطاب واضح من دون كلمات..

قياساً بحقبة الأزمة السورية التي فُتحت أبواب نيرانها على السكان، وكانت محرقة العصر الحديث، ظهرت هذه السنة أجواء عيد أفضل مما مر في سنوات الحرب من أعياد شهر رمضان المبارك.

فمن المعايير الميدانية، بدأت ملامح الارتياح تظهر على المواطنين؛ الأسواق مكتظة، خاصة في دمشق مع اتساع نطاق الأمان حول العاصمة بشكل غير متوقع، بل وصادم لصناع الحرب الغربيين والخليجين، وفي حلب لونُ البهجة يعالج الجراح التي خلفها المسلحون، أما إعلان حمص خالية من المسلحين فسمح للسكان بمزيد من ممارسة الاحتفالات، أما حماه فكان عيدها مكللاً بزيارة مفاجئة ولكن ليس بغريبة من رئيس البلاد وتأدية الصلاة بين مواطنين فاجأتهم تكبيرات الرئيس الأسد بينهم ودمج صوته بأصواتهمه.

الجيش يعمل والعيد مستمر.
لا يُختلف في أن الحرب أثقلت كاهل السوريين، خاصة أن هناك عائلات كثيرة، فيها أمهات وأبناء ينتظرون احتضان بذة عسكرية مموهة ومعطرة بعبق الوطن وترابه، يرتديها ابن غائب منذ أشهر وسنوات، أو والد ترك أبناءً خلفه يعطونه عزيمة الصمود على الجبهات.

فرغم انشغال الجميع بأجواء العيد إلا أنه كثيرة هي الجبهات المستنفرة التي حافظت على درجة عالية من الجاهزية القتالية،  وأهمها بالقرب من العاصمة، تحديداً في غوطتها الشرقية على محور عين ترما جوبر، المشتعلتين منذ أيام ما قبل العيد، حيث يخوض فيها رجال الجيش السوري أعنف المعارك ضد الإرهابيين، إضافة لجبهات أخرى منها دير الزور التي شهدت صباح العيد مجزرة بالقذائف الداعشية، راح ضحيتها حوالي 7 شهداء وعشرات الجرحى، إضافة لدرعا والقنيطرة، إذ جميعها جبهات لا يعرف جنودها من العيد سوى أن يحرسوه.

معايدات خاصة من المواطنين إلى حُماة العيد.
ما يراه المواطن السوري ويتمتع به من نعمة الهدوء التي عادت إلى كثير من المناطق على امتداد البلاد، سببه تضحيات الشهداء والمرابطين على الخطوط الأولى. وسعادة الأطفال في العيد التي بدأت من خلال ساحات العيد حيث يتجمع الأطفال للعب بالأراجيح والمرح، ما كانت لتتحقق لولا ما قدمه الجيش والقوى الأمنية لهم.

من خلال جولة موقع المنار في العديد من المناطق السورية خاصة في العاصمة والتواصل مع باقي المحافظات،  كانت مراسم العيد طبيعية بدء من الصلاة وزيارة المقابر، إلى الزيارات المتبادلة بين العائلات، والأقارب والتواصل بين الجوار، وصولا إلى فرحة الأطفال.. كلها كانت تُشير إلى تحسن كبير في الاوضاع الداخلية، للبلاد، وزاد الرئيس الأسد من الطمأنينة من خلال تأدية صلاة العيد في مدينة حماه وسط حضور شعبي ورسمي حاشدين.

المصدر: موقع المنار

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...