«الدوامة الزرقاء»: نوع جديد من النار !

20-07-2017

«الدوامة الزرقاء»: نوع جديد من النار !

«يُنظر غالبًا إلى دوامة النار على أنها شيء مخيف، خطير و مدمّر، لكن تمامًا مثل الكهرباء، بوسعنا السعي نحو فهمها ومن ثَمّ ترويضها من أجل خدمتنا» مايكل غولنر، أستاذ في هندسة الحماية من الحرائق، جامعة ماريلاند.«الدوامة الزرقاء»: نوع جديد من النار !

نشر فريق علمي من «مدرسة جيمس كلارك للهندسة بجامعة ماريلاند» مؤخرًا ورقة بحثية بالمجلة العلمية «Proceeding of National Academy of Science» (PNAS)، يعرضون فيها نوعًا من النار لم يُر من قبل، حيث تقوم بالحرق دون إصدار سخام تقريبا، والتي أطلقوا عليها اسم «الدوامة الزرقاء- blue whirl» استنادًا للّون الأزرق الذي يميزها عن باقي النيران ذوات اللون الأصفر.

وكما هو معروف، فإن اللون الأصفر الذي اعتدنا رؤيته في أي لهب، دليل على عدم اكتمال آلية الاحتراق الناتج عن نقص في كمية الأكسجين، بينما يُعتبر اللهب الأزرق دليلا على تمام عملية الاحتراق، مما يقلّل من انبعاث أحادي أكسيد الكربون، على غرار لون «الدوامة الزرقاء» التي تجعل من الحرق عملية أقل ضررًا على البيئة، كما من شأنها المساعدة على تلبية الطلب العالمي المتزايد على آليات الاحتراق ذات المردودية الأكبر والانبعاثات الأقل،نظرا لكونها مستقرة و سهلة التكوين.

«عادة ما تكون الدوامات النارية مضطربة وهائجة، بينما تتصف الدوامة الزرقاء بالهدوء و الإستقرار ولا تتعرض لأي شكل من أشكال الاضطراب، سواء الصوتي منه أو المرئي» يقول (هواهوا تشياو – Huahua Xiao) مساعد باحث في مدرسة كلارك و أحد أعضاء فريق البحث، ثم يضيف : «هو حقَّا اكتشاف مذهل، حيث يمنح العديد من الإمكانيات المهمة داخل، كما خارج المختبرات».بعض التطبيقات المرتقبة الأولى لهذا الإكتشاف:

وفقًا لإحصائيات الفدرالية الدولية ITOPF، فقد تسببت حوادث البواخر بين سنتي 1970 و 2015 في تسرب مالا يقل عن 6 ملايير كيلوغرام من النفط فوق البحار، الشيء الذي يُعتبر كابوسًا حقيقيًا للبيئة، فما تسببه من خسائر ناتجة عن التلويث تكاد لا تحصى. وهذا ما يجعل من «الدوامة الزرقاء» حلا أنظف للمساعدة في تنظيف المسطحات المائية الملوثة بالنفط، إضافةً إلى تقليل نسبة التلوث الجوي الناتج عن قطاع المحروقات.وجدير بالذكر أنّ عمليات تكوين الدوامات في المختبرات بطريقة سهلة نادرة جدا، ما يجعل مكتشفي “الدوامة الزرقاء” يأملون أن يصبح اكتشافهم قاعدة ينطلق من العلماء لمواصلة دراسة الدوامات في إطار ميكانيكا الموائع.

إعداد: نرجس دواق - I believe science

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...