رحلة التّسجيل الطويلة في التّعليم المفتوح !!

24-09-2017

رحلة التّسجيل الطويلة في التّعليم المفتوح !!

شاءت الصّدفة أن أصِل دمشق الأربعاء الماضي في آخر يوم من أيّام التّسجيل المخصّصة للدّورة التّكميليّة بالتّعليم المفتوح،رحلة التّسجيل الطويلة في التّعليم المفتوح !! عشرات الطّلّاب كانت تنتظر دورها في أحد مكتبات البرامكة لملئ الإستمارة الخاصّة، و من ثمّ الذّهاب إلى المصرف العقاري لتسديد الرّسوم و الإستحصال على الإيصال للذّهاب به إلى مركز التّعليم المفتوح في المزّة.

ملأت الإستمارة و بعدها كان من الطّبيعي أن ألجأ أولاً إلى أقرب مصرف عقاري من البرامكة و المتواجد فوق جسر السّيّد الرّئيس، و لكن كان الباب الخارجي مغلق مؤقّتاً، و لا يُسمح بالدّخول نتيجة الإزدحام الهائل
تابعت طريقي إلى فرع العقاري المتواجد في شارع 29أيّار لأجد أنّه لا يمكن أن تضع قدمك داخل المصرف نتيجة الإزدحام الهائل أيضاً.

لم أضِع وقتي، و تابعت المسير باتّجاه فرع العقاري المتواجد مقابل فندق الشّام، صعدتُّ السّلالم المتحرّكة، وأخذت دوراً عبر آلة الدّور، و قرّرت ألّا أغادر قبل أن أدفع الرّسوم، فاليوم آخر يوم، و لا بدّ من الدّفع حتّى لا أفقد الفرصة بالتّقديم للامتحانات.

رغم وجود عدد الكوّات الكثيرة داخل بهو المصرف (أكثر من15 كوّة) إلّا أنّ خمسةً منها فقط كانت تستقبل (الزّبائن)، و طبعاً جلّهم من الطلّاب، و لم يختلف الأمر عن الفرعين السّابقين، إذ أن أكثر من 150 شخصاً بانتظار دورهم، و الوقت المتوقّع للانتظار حسب بطاقة الدّور الّتي معي هي (2 ساعة).

باختصار، كان المصرف “كالحمّام المقطوعة ميتو”، و أدركت أنّي لن أخرج بثلاث ساعات و الوقت ليس في صالحي.

بعد تفكير، تذكّرت وجود فرع للعقاري في منطقة الحريقة، وأنّ لي شخصاً أعرفه هناك، و لا بدّ له أن يساعدني.

وصلت إلى فرع الحريقة، و كان المشهد نفسه يتكرّر، اكثر من 150 طالب ينتظرون دورهم، و بعضهم افترش الدّرج منتظراً فرجاً من اللّه.

سألت عن الشّخص الّذي أعرفه، فأخبروني أنّه في إجازة، فأُسقِط في يدي، ولم أعرف ماذا سأفعل أثناءها لاحظت كوّةً خاليةً من الزبائن، و عرفت أنّها مخصّصة فقط لتسديد القروض العقاريّة، حسناً أنا لدي قرضٌ عقاريٌّ لأسدّده، مزّقت ورقة الانتظار الخاصة بالتّسديد للتّعليم المفتوح , و اقتطعت بطاقة أخرى خاصة بتسديد القروض، وفعلاً، خلال دقائق معدودة ظهر رقمي على الشّاشة، و ذهبت إلى الكوّة لأسدّد القرض، فتشجّعت من الموظّف و طلبت منه أن أسدّدَ (بالمعيّة) رسوم المفتوح، فوافق مشكوراً.

خرجت مسرعاً من المصرف و تركت العشرات خلفي تنتظر دورها و أنا أتساءل في نفسي:

لماذا حصر الدّفع للتّعليم المفتوح بالمصرف العقاري حصراً ؟

ما المانع أن يتم دفع رسوم التّعليم المفتوح في كافة المصارف التابعة أصلاً للدّولة، كالمصرف التّجاري أو الزّراعي أو التّوفير، بل ما المانع من الدّفع في المصارف الخاصّة و لو اقتطعت تلك المصارف نسبة عمولة مقبولة ؟

أليس ذلك أرحم من إهدار وقت المراجعين ؟

أليس ذلك احتراماً للزّبون ؟

المفارقة أنّ من يراجع مصارفنا , سواء للدّفع أو للقبض يعاملون بنفس الطّريقة

نتيجة مهمة: عدد الكوّات الكثيرة في معظم المصارف، هو عدد وهمي، فدائماً ما كنت أشاهد أنّ نصفها أو أكثر بدون موظّفين.

المصدر: دمشق الآن

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...