تركيا تبدأ تحركها في إدلب «ضمن اتفاق أستانا»، و«داعش» يدخل حدود «تخفيف التصعيد»

10-10-2017

تركيا تبدأ تحركها في إدلب «ضمن اتفاق أستانا»، و«داعش» يدخل حدود «تخفيف التصعيد»

مع الإعلان الرسمي التركي عن بدء الجيش نشاطه الأوّلي في منطقة «تخفيف التصعيد» المقرّة في إدلب ومحيطها، دخلتركيا تبدأ تحركها في إدلب «ضمن اتفاق أستانا»، و«داعش» يدخل حدود «تخفيف التصعيد» «داعش»، في تطور لافت، على خط إدلب ومحيطها، بعد سيطرته على محيط منطقة الرهجان في ريف حماة الشمالي الشرقي، على حساب «هيئة تحرير الشام»

بدا مشهد المناطق الحدودية غرب محافظتي إدلب وحلب، في اليوم الأول بعد إعلان رئاسة الجيش التركي انطلاق أنشطتها الاستطلاعية بشكل رسمي، أكثر هدوءاً مقارنة بالأيام السابقة. ورغم استكمال وحدات الجيش التركي استقدامها للتعزيزات إلى محيط المعابر نحو إدلب وحلب، لم يكن هناك نشاط جديد لها على الجهة المقابلة من الحدود، عكس ما جرى في دارة عزّة غرب حلب، أول من أمس.

في المقابل، كانت حدود منطقة «تخفيف التصعيد» المحاذية لمناطق سيطرة الحكومة السورية في أقصى ريف حماة الشمالي الغربي أمام متغيّر جديد، تمثّل بدخول «داعش» إلى المناطق المحيطة بناحية الرهجان. التحرك الجديد للتنظيم ضد «هيئة تحرير الشام» جاء من المنطقة نفسها التي تم ترحيل «جند الأقصى» (المبايع لداعش) عبرها، أواخر شباط الماضي، نحو ريف حماة الشرقي، وعلى يد «الهيئة» نفسها. وأعلن «داعش» أنه استطاع السيطرة على أكثر من 10 بلدات ومزارع، شمال طريق السلمية ــ إثريا، في محاذاة منطقة الشيخ هلال. ودخلت قوات التنظيم بلدة الرهجان ووصلت إلى قصر ابن وردان غرباً وخربة الأندرين شمالاً، قبل أن تتمكن «الهيئة» من احتواء هجومها واستعادة محيط البلدتين الأخيرتين.

ونظراً إلى حساسية التوقيت الذي جاء فيه الهجوم، فقد أطلق سيلاً من الاتهامات المتبادلة حول مسؤولية وصول مسلحي «داعش» إلى تلك المنطقة، إذ اتهمت «الهيئة» كلاً من «النظام وروسيا» بالسماح بعبور مقاتلي التنظيم عبر منطقة الشيخ هلال، وصولاً إلى محيط الرهجان. غير أن تسريباً صوتياً لقائد «القطاع الشرقي» في «الهيئة»، نشره عدد من المطّلعين على نشاط الأخيرة، كشف أنه تم استقبال أعداد من المدنيين والمسلحين من مناطق التنظيم، وتقديم المساعدة للجرحى منهم، على أساس أن يقوم المسلحون بتسليم سلاحهم إلى «الهيئة». وهو ما لم يلتزم به «داعش»، وقام باستخدام أسلحته لخلق جيب جديد له في ريف حماة الشمالي الشرقي. ومن غير المرجّح أن يتخذ تحرك «داعش» هناك منحًى خطيراً، يهدد بعودته لاحتلال مساحات واسعة من الأراضي والبلدات، إلا في حال رهانه على مبايعة بعض الفصائل المسلحة المقرّبة من نهجه له. غير أنه يفرض تحديات جديدة لفرض وقف إطلاق النار في كامل منطقة إدلب ومحيطها، ويزيد من تشتت قوة «الهيئة» العسكرية، التي أبدت اهتماماً ملحوظاً بتعزيز قواتها على الجبهات المشتركة مع الجيش السوري وحلفائه، في ظل أنباء تتحدث عن تفاهمها مع الطرف التركي على «عدم الاشتباك»، خلال تثبيت الأخير نقاط مراقبة ورصد في إدلب وريف حلب الغربي.

وضمن التحولات الداخلية التي تطال إدلب وجوارها، بدا لافتاً أمس فرض «هيئة تحرير الشام» سيطرتها على بلدة أرمناز في ريف إدلب، التي تعدّ قريبة من الحدود مع إقليم هاتاي التركي (لواء اسكندرون)، بعد اشتباكها مع «حركة أحرار الشام»، عقب اشتباك الأخيرة مع عناصر من «الحزب التركستاني» في البلدة، وقتلها اثنين منهم. كذلك، برز أمس إعلان تشكيل فصيل جديد تحت اسم «أنصار الفرقان في بلاد الشام». وعرّف التشكيل الجديد نفسه، في أول بيان له، بأنه «كيان جهادي سنّي مسلم يتكون من مهاجرين وأنصار». كذلك نشرت عدة حسابات لمعارضين على «تويتر» صورة منسوبة لـ«أنصار الفرقان»، تتوعّد فيها بقتال «الجيش التركي ومن دخل معه من المرتدين».

وبينما ينتظر أن تتضح خلال الأيام القليلة المقبلة الملامح الأولى لانتشار نقاط المراقبة العسكرية التركية داخل إدلب وريف حلب الغربي، أوضح الجيش التركي في بيان رسمي أمس أن «الأنشطة الاستطلاعية (التي بدأها) تندرج في إطار التحرك العسكري الذي ستجريه القوات التركية في إدلب، بالتنسيق مع قوات باقي الدول الضامنة لمحادثات أستانا (روسيا وإيران)». وأوضح البيان أنّ «الجيش يواصل مهمته في إدلب في إطار قواعد الاشتباك المتفق عليها بين الدول الضامنة في أستانا». وبدا لافتاً أن موعد التحرك التركي ترافق والإعلان عن قرب انتهاء معركة الرقة. وهو ما يتّسق مع تسريبات كانت نقلتها عدة تقارير أميركية عن ضغط مارسته واشنطن تجاه أنقرة، لتأجيل أيّ عمل عسكري في محيط عفرين حتى انتهاء معركة الرقة، لما قد يحمله من انعكاسات على نشاط «وحدات حماية الشعب» الكردية.

كذلك، ينتظر ما قد تحمله تطورات تلك الجبهة من تأثيرات على جبهات الشرق، خاصة أن «الوحدات» منخرطة في معارك الريف الشمالي والشرقي لدير الزور، حيث تمكنت أمس من التقدم هناك على عدة محاور. وبينما وصلت قواتها في الريف الشمالي الغربي على ضفة الفرات الشمالية، وصولاً إلى المنطقة المقابلة لبلدة عياش، وسّعت سيطرتها في الريف الشمالي الشرقي في محيط حقل الجفرة النفطي، لتصل إلى أطراف بلدة السبخة. وهو ما يضعها على بعد قرابة 8 كيلومترات من بلدة البصيرة المهمة، الواقعة على ملتقى الخابور مع الفرات.

وبالتوازي، سيطرت قوات الجيش السوري وحلفائه على قرية حطلة الشرقية، على الضفة الشمالية لنهر الفرات، في وقت ثبّتت فيه مواقعها على المحورين الغربي والجنوبي لمدينة الميادين.

المصدر: الأخبار

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...