صحف غربية: ترامب ينقلب على 70 عاماً من السياسة الأميركية

09-12-2017

صحف غربية: ترامب ينقلب على 70 عاماً من السياسة الأميركية

 

رأت مجلة “فورين بولييس” الأميركية أن قرار ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لـ”إسرائيل” تمهيداً لنقل السفارة الأميركية إليها عرقل عملية سلام هي في الأساس تنازع، كما يمكن أن يشكل نهاية الجهود الأميركية لصياغة اتفاق سلام بين “الإسرائيليين” والفلسطينيين.

وقالت “بمعزل عن شبه الإجماع الدولي على معارضة ترامب من قبل الزعماء العرب والأوروبيين وغيرهم من زعماء العالم الذين حذروا من العواقب الوخيمة لهذه الخطوة، جاء قراره لينقلب على 70 عاماً من السياسة الأميركية، مقوّضاً المعايير الدولية الأساسية التي حكمت عملية السلام لعقود. القيادة الفلسطينية دانت الخطوة وقالت إنها تفقد الولايات المتحدة أهليتها كوسيط في عملية السلام”.

بدورها، اعتبرت “فورين بوليسي” أنه لا يزال على ترامب أن يفسّر لماذا وجد هذه الخطوة ضرورية في ظل كل المخاطر الناجمة عنها”؟ مشيرة إلى أن ما يبعث على الحيرة في قراره هو توقيت الإعلان الذي أتى فيما إدارته تستعد لتقديم مبادرة سلام جديدة في الأسابيع المقبلة.

وخلصت إلى أن ترامب إمّا افترض أن الخطوة لن تضرّ على نحو جدي بمصداقية الولايات المتحدة كوسيط في عملية السلام أو أنه استعد للتضحية بذلك بهدف تسجيل نقاط في أوساط قاعدته السياسية.

ورأت المجلة أنه على المدى البعيد قد يعني قرار ترامب نهاية عملية السلام التي تقودها الولايات المتحدة، مضيفة “طبعاً لن يكون هناك إعلان من البيت الأبيض أو مقر الأمم المتحدة في نيويورك للإعلان عن هذه النتيجة لكن من المرجح أن ينتهي دور واشنطن راعية أساسية ووحيدة للمفاوضات”.

“واشنطن بوست” قالت إن خطوة ترامب بشأن القدس تنطوي على مخاطر كبيرة حيث إنها قد تقوّض السياسة الأميركية في الشرق الأوسط فضلاً عن آمال الأميركيين بلعب دور الوسيط في أي تسوية “إسرائيلية” فلسطينية اضافة إلى إثارتها حالة من العنف لا سيما ضدّ الأميركيين ومصالحهم في المنطقة.

ورأت أن ترامب كان يتحدى ضمنياً الرؤساء السابقين الذين أخطأوا في القلق من الارتدادات في الشرق الأوسط وخارجه وفق وجهة نظره محاولاً تسجيل النقاط السياسية عليهم.

وأضافت الصحيفة أن هذا القرار الذي رفضه تقريباً كل حلفاء الولايات المتحدة سيشكل عامل ضغط على الأردن كونه الوصيّ على الأماكن الإسلامية المقدسة في المدينة.

ومن المحتمل أيضاً، بحسب الصحيفة الأميركية، أن يجعل هذا القرار الترويج للتحالف الضمني بين “إسرائيل” والدول العربية السنية ضد إيران أمراً أكثر صعوبة حيث إن طهران ستستغل قضية القدس. كما أن هذه الخطوة ستجعل الزعماء الفلسطينيين ستكون مسوّغاً للزعماء الفلسطينيين في رفضهم مبادرة السلام التي تقول الإدارة الأميركية إنها تحضرها.

واعتبرت أن ترامب سيتحمل مسؤولية أي أعمال عنف في القدس أو في أي مكان آخر في الشرق الأوسط.

“نيويورك تايمز”: ترامب يبدو بمثابة “سانتا كلوز” لليهود بعد هذا القرار

توماس فريدمان في “نيويورك تايمز” قال إنه على مدى 30 عاماً من تغطيته السياسة الخارجية للولايات المتحدة لم يصادف رئيساً يمنح هذا القدر من الهدايا بشكل مجاني، واصفاً ترامب بأنه بدا بمثابة “سانتا كلوز” لليهود بعد هذا القرار.

ورأى فريدمان أنه كان بوسع ترامب أن يطلب من نتنياهو إعلان وقف البناء الاستيطاني في الضفة الغربية في مقابل إعلان القدس عاصمة لـ”إسرائيل”.

وتابع أنه كان يمكن لترامب أيضاً أن يأخذ باقتراح السفير الأميركي السابق لدى “اسرائيل” مارتن انديك بأنه قرر البدء بعملية نقل السفارة إلى القدس الغربية لكنه في الوقت نفسه يعلن عن استعداده للقيام بإعلان موازٍ بأنه سيقيم سفارة لدولة فلسطين في القدس الشرقية كجزء من الحلّ النهائي.

وقال فريدمان إنه كان من شأن ذلك أن يجنّب النظر إلينا على أننا نقوم بخطوات أحادية الجانب تعقّد عملية السلام، وأن يبقي الباب مفتوحاً للفلسطينيين.

“لوموند”: عزلة أميركية في ضوء هذا القرار

ولليوم الثاني تحدثت صحيفة “لوموند” عن العزلة الأميركية في ضوء هذا القرار. وقالت إن التبريرات التي قدمها ترامب لم تقنع أحداً باستثناء “الاسرائيليين” لافتة إلى أن نظرية التجربة تفوقت على التحليل في البيت الأبيض.

وقالت الصحيفة الفرنسية إنه كما جرى في أعقاب قرار الخروج من اتفاقية باريس للمناخ تمكن ترامب من إدراك حجم العزلة الناجمة عن قطيعته مع خيارات الإدارات الأميركية السابقة.

“الغارديان”: خطوة ترامب كارثية ليس فقط على العالم العربي بل أيضاً على الولايات المتحدة

“الغارديان” البريطانية رأت أن خطوة ترامب ستكون كارثية ليس فقط على العالم العربي بل أيضاً على الولايات المتحدة وأنه ستكون لها تداعيات سلبية من الصعب التنبؤ بها.

كاتب المقال هو رشيد خالدي أستاذ الدراسات العربية في جامعة كولومبيا الذي قال إن إعلان ترامب بالنسبة لشخص مثلي عاشت عائلته في القدس لمئات السنين لا يعني فقط أن الولايات المتحدة تبنت الموقف الإسرائيلي بأن القدس تعود لإسرائيل حصرياً. بل هو يشرعن استيلاء إسرائيل واحتلالها العسكري للقدس الشرقية المحتلة خلال حرب 1967 وفرضها القوانين العنصرية على مئات آلاف الفلسطينيين الذين يعيشون هناك. ورأى الكاتب أن الضرر الذي أحدثه ترامب سيكون دائماً لأنه لا يمكن للولايات المتحدة التراجع عن هذا الاعتراف.

المصدر : صحف غربية

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...