كتاب يكشف دور مفكرين غربيين بالتخطيط لسيطرة بلدانهم على العالم

10-01-2018

كتاب يكشف دور مفكرين غربيين بالتخطيط لسيطرة بلدانهم على العالم

 

يطرح كتاب “الوجه الآخر للحرية والديمقراطية في فكر فلاسفة الغرب” سبل التصدي للنظريات التي يروجها الفكر الغربي المعتمدة على رؤية الفلاسفة الأوربيين والأمريكيين تجاه العالم الآخر والدعوة لسيادة الغرب عليه وتفوقه.

وجاء في الكتاب الذي ألفه أحمد الريس أن فلاسفة الغرب سعوا لترسيخ الجهل السياسي والاقتصادي والثقافي لدى بلدان آسيا وأفريقيا وترويج الفلسفة المادية والنزعة الفردية السادية ليبقى الرأسمال الغربي مسيطراً عليها.

ويوضح المؤلف أن التاريخ يعيد نفسه فإمبراطورية الاسكندر المقدوني استعمرت وسفكت دماء شعوب الشرق الأوسط بتوجيه وتنظير الفيلسوف اليوناني أرسطو والإمبراطورية الرومانية احتلت واستعبدت شعوب المنطقة أيضاً بتشجيع فيرجيل مستشهداً بقوله “أنت يا روما عليك حكم الشعوب” إضافة إلى الإمبراطوريات الأوروبية من البريطانية والفرنسية والهولندية والبرتغالية والإسبانية والألمانية التي استعمرت وأحرقت وأبادت شعوب آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية بأباطيل المستشرقين والمفكرين مثل نيتشه وشاتو بريان ولورانس وغيرهم.

أما من يسميهم المؤلف أباطرة القرن الأمريكي فهم زرعوا كيان الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين ودعموه بحروبه وجرائمه ووضعوا المخططات والمشاريع لتدمير وإخضاع حرمات ودول التحرر العالمية والعربية ثم ساندوا الأنظمة الديكتاتورية والاستبدادية وأنشؤوا التنظيمات الإرهابية وأشعلوا الحروب الإقليمية وحبكوا المؤامرات وما مشاريع “الشرق الأوسط” و”القرن الأمريكي” إلا مثال على ذلك.

ويرى الريس أن الدول الصناعية الكبرى وبلدان حلف الناتو يوسعون دائرة السيطرة على الآخر داخلياً لاستخدامه وقوداً للحروب الخارجية والأزمات الاقتصادية لإرواء تعطشهم للدم والمال وإشباع غرائزهم المادية.

وضمن مساعي الغرب للغزو الثقافي حسب المؤلف عمل على احتضان وإطلاق مفكرين من البلدان التي يسعى للسيطرة عليها للدفاع عن فكره والترويج للديمقراطية كما يراها هو ومهاجمة الذات القومية والوطنية ودحض التاريخ والتراث وإعلاء شأن الحضارة الغربية وتأكيد تفوقها.

وتناول الكتاب مشروع صراع الحضارات الذي أطلقه الساسة الأمريكيون بعيد انهيار الاتحاد السوفييتي لضمان السيطرة على العالم ثقافياً وسياسياً واقتصادياً حيث سانده اللوبي الصهيوني “إيباك” مستخدمين مصطلح “المجتمع المدني” لتضليل الشعوب وتفكيكها والقضاء على دول التحرر العالمية والعربية المقاومة.

وأشار المؤلف إلى خطورة الحروب التي يشنها كيان الاحتلال الإسرائيلي في المنطقة خلال السنوات الماضية بدءا من حرب تموز على لبنان عام 2006 ودوره فيما سمي “الربيع العربي” وإشعال الحروب من ليبيا بتخطيط مفكرين صهاينة أمثال برنارد هينري ليفي وحاييم صابان وتميرفاردو وجيفري فيلتمان وجون ماكين وصولا إلى الحرب على سورية.

وبين ريس أن عدد التنظيمات الإرهابية التي أرسلت بدعم وتخطيط غربي وصهيوني إلى سورية لتدميرها بلغت أكثر من مئة تنظيم جاءت من مئة وعشرين دولة على حين بلغ عدد الإرهابيين نحو 360 ألفاً كما شكلت غرف عمليات في دول الجوار لإدارة العدوان على الجيش العربي السوري وعلى المواطنين المدنيين والبنى التحتية.

وفي الكتاب الصادر عن الهيئة العامة السورية للكتاب بحوث وقراءات تلقي الضوء على خطورة الوجه الآخر لفلاسفة الغرب وما وصلت إليه الثقافة في محاولة قهر الشعوب وامتصاص دمائها.

الكتاب الذي يقع في 240 صفحة من القطع الكبير اعتمد مؤلفه على مراجع بلغت 50 مرجعا في الفلسفة والسياسة والفكر على مستوى العالم.

ومن مؤلفات الباحث أحمد الريس امبراطورية القرن الأمريكي ودلالات المشروع العربي وفلسفة ثقافة المقاومة والشقاء الإنساني في الاقتصاد الليبرالي.

محمد الخضر-سانا

 

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...