ميس الكريدي: ايروتيكية ثورية

14-01-2018

ميس الكريدي: ايروتيكية ثورية

أن تحتضن نفسك ..
قبيل الفجر ...
ممسكة بكتفي ..نائمة على جنبي ...فتحت عيني مابعد الرابعة فجرا ......لأتحسس انحسارات جسدي عن جسدي ..
دفء على مساحات ممتدة لايمكن أن ألتقطها بعد تبعثر الصور خلف الحلم المهاجر من انقطاع غفوتي ..
في عرف النساء يختلط الحب بالأمان والأنانية والالتحام والاندماج وكل قوانين الانصهار والذوبان وسيكيولوجية المرأة دهاليز من الانسانية معجونة بذاكرة الله معلقة بالسماء راحلة من الأساطير ومستترة تحت هيجان النفس واستنطاق الجسد لخفاياه برداء مقدس ....
هي كل شيء إلا الوضوح المباشر لمفهوم الجسد الشبق ...فهي هو وهو هي وفي عينيها ينام شيطان الرجم ونار الوجد والتحام الحياة بالحياة ..
كما صورة رسام يلف الأعضاء المثيرة لحبيبته بشال ..لكنه شغوف بلمسها ونشرها .....
كما كان الله في كل مراحل الحياة يبيح أن نشاهد الجواري عاريات ....ويخلق لنا العبيد ...ويرفع العورات تابوات ومقدسات ....وتغيب في ترهات المتناقضات ..ويستفتون عنك ولك في شربكات الحلال والحرام في خدمة صانعها ..

الآن وأنا أكتب على غير هدى ..يغني في داخلي شيطان لا أعرف هل يغويني أم أغويه ...وكل المتناقضات من المشاعر تتطاول على أفكاري بفوضى الخواطر ....يتمشى الدم في أوردتي خفيفا نائحا ..صارخا .....معتقا ..تدوخ مداخلي وتتدافع دفقات وهم الروح كأن الحكاية نبض والقلب والرحم تجويفان أحمران مصبوغان بالنبيذ ....
تخاف النساء من حكايات الحب ...والحب وهم وهل من متعة إلا ذلك الوهم اللذيذ ..
مرة تجور على نفسها الخائفة المكورة غالبية العمر في وضع الجنين ..وإن قررت أن ترسم لجسدها صورة على سفح الغواية ..تنقشها ذكورية الألوان ......
طوال عمري لم أعجب بوصف التضاريس ..افتتنت برائحة الفتنة ..عطرها ..لا شكلها ..عبيرها.. لا رسمها ...مرورها من قطرات الدم المستثارة ...
وكتبت عن المرأة الحبيبة بصوفية مركبة ..وصاحبت دعواتي دعوات جهر الدعوات وإلوهية الجسد المؤنث ودين الحب ...

الله المؤنث كان يشغلني ...لأن غياب هذا الإله عن محراب الشرق المعمد بالنور حوله إلى عبادة شيطانية تلتف على خفايانا......تتضخم غددنا الجنسية في صمت الطبيعة فتصير وحوشا تحت ثيابنا ..ونصير منها في لحظات وتصير منا ..
ألوذ بعشقي الدائم الذي يرسم على وجهي كل تعبيرات الأنثى ....وأخاف من أمتعتي التي حملتها من عهد جدة جدتي ..
في كل زمان وجيل يخيطون المقصور أكفانا لعورات الإناث ...
كل أشكال الأغلفة ....
وعندما تتجهز لمهمة التكاثر يلفونها بالسلفان والدانتيل ..ويستعرضون زينتها لأنها للبيع في متاجر اللاهوت الشرقي
وبتوقيع من الله ....

مختومة بضائعنا في الشرق عندما نكون نحن البضاعة وماعدا ذلك مقلدات ...
هذه الثورة التي تسكنني تعرقل إيماني ببصيرتي في الحب والحبيب .....استيقظت من نومي عاشقة وامتشقت قلمي لأندب ختان النساء من عقولهن ....من حياتهن ..من عيونهن .....
كل الممنوعات متاحة في بيع الهوى والهوى بضاعة .....كل الممنوعات للبيع كما المخدرات كما الأسلحة والآثار ...في سوق النخاسة الشرقي يستطيعون أن يبيعوا حتى نظرات عيوني ....
هل أنا مباشرة في الحديث عن الجنس ؟؟
و لكني بذات الوقاحة مارست السياسة ..
خاطبت الله وعابديه ومستعبديه ..

قيدت لساني بلجام من صنع الخصيان في وطني ....تفتت اللجام رديئا كما ليلاتهم الجنسية المنقوصة القدرة والعطاء ..المزيفة كما رجولتهم .....
بحثت في دفاتر التاريخ عن معابر النجاة في انغلاق تكرار التاريخ المشرقي ..ولكننا نستعذب العبادة والعبيد ونتجمل بقيودنا في رقابنا ومعصمينا .....
هذا الندب معلقتي في الهوى ...واحتلامي بعدما هرب الحلم وبقيت الذكر وأنثاه وجناحي المجنح والإله والغانية والعاشق والعاشقة والعابد المتعبد المستعبد المتمرد على سفر التكوين البائد في صلب حياة الآلام وبها المفروض أن نتلذذ.....
سأطور الصوفية ...وأمارس عشقي مع كل الآلهة على طريقتي ........والنار الوحيدة التي سأعوذ بها ومنها هي النار في نفسي غداة انتظاري ..........

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...