لماذا نفشل؟

18-01-2018

لماذا نفشل؟

لطالما أخذتنا آمالنا ورغباتنا بعيداً و حالفنا التوقيت أن نحقق بعضاً منها حتى انتابنا شعور بأننا لا نقهر و على النقيض فقد تعرضنا للفشل كثيراً و شعرنا أنها النهاية، وبين هذا وذاك تلك الاخفاقات التي تصيبنا بالحزن قليلاً و اللحظات التي ترسم البسمة على شفاهنا كثيراً.

الفشل أمر حتمي لنا جميعاً لكن الذكاء يكمن في معرفة كيف و متى نفشل؟، لتقليل حدة الأثر أو لتعويض جهد ضائع.
لقد تعرضت للفشل كثيراً كبقية البشر و أجلت الإعتراف به أكثر خوفاً من الإعتراف به لكني سأضع حداً له وسأعترف بأن فشلي في استغلال تحدي الكتابة في نوفمبر هو ما جعلني أكتب هذه المقالة و التي قد تكون أفضل من الكتابة لأجل الكتابة، فأنا دائما ما أشجع على الكتابة لأجل القيمة.

إذاً لماذا نخاف من الفشل؟

الخوف من المستقبل أو المجهول أمر طبيعي لكن الخوف من النجاح على الرغم من امتلاك الأدوات هو ما يجب أن نقف له بالمرصاد، ففي عديد المرات التي أقوم فيها بتأجيل مهمة ما كان خوفي من عدم نجاحي في تنفيذها هو السبب الرئيسي وذلك لأنني بنيت فرصة نجاحي على عدد محاولاتي الفاشلة في مثل هذا الأمر أو بنيته على المحاولات الفاشلة لتجارب الأخرين و على النقيض تماماً حين ننجح في أمر ما نجد أن الثقة تزداد و نسبة النجاح المتوقع لأي أمر كانت ردود أفعالنا حوله ايجابية تزداد بكل تأكيد.

يقول رجل الأعمال Harvey Mackay: “كل شخص في هذه الحياة يمكن أن يعلمنا شيئاً ذا قيمة قد يجنبنا الوقوع في خطأ ما”.
و هو في الحقيقة ما قد يجنبي سرد بعض النقاط على أنها هي الأسباب الوحيدة للفشل لكنه يحفزني في ذات الوقت على ذكر شيء ذي قيمة.

الفشل أراه يتجسد في خمسة أسباب:

1- تجنب المحاولة:

من أهم الأسباب التي ساعدتني في تخطي الفشل في مشروعي أكثر من مرة هي المثابرة والمقاومة فإصراري على الهدف وما يجب أن أقوم به ومقاومة المثبطات هي أمر ضروري لتخطي الفشل.
يجب أن تركز على تحقيق هدف معين، وكلما تفشل فقط قم بإجراء التعديلات اللازمة، وأكمل المسير حتى الوصول الى ذلك الهدف.

2- الإفراط في خلق الأعذار:

دائماً ما ننجح في خلق الأعذار فنرميها على الأشخاص تارة وعلى الوقت والحظ تارة متناسين أن بعض الأخطاء الصغيرة قد تكون شرارة الإلهام لنجاح قادم ولاتعني أبداً التوقف ورمي الأعذار فقلة من صدف وأن نجحوا في القيام بأمر ما دون أخطاء ومن المرة الأولى.

3- نسيان دروس الماضي:

الإخفاق هو المعلم الحقيقي فبعض الناس يعيشون ويتعلمون في نفس الوقت وبعضهم يعيشون فقط فتتكرر معهم نفس الأخطاء بنفس الكيفية في كل مرة، ففي الحديث أنه “لا يلدغ المؤمن من جحر واحد مرتين”.

4- الفشل في التخطيط: 

نفشل أحياناً لأننا لا نعرف فعلياً كيف سننجح، لا وجود لأهداف نحققها، لاوجود لرؤية نسير وفقها، فمجرد رغبة في النجاح لا تكفي.
5- لا نحترم ذواتنا:

حين لا تعرف جيداً قيمة ذاتك ستفشل في الحصول على التقدير المطلوب، ستفشل في الوصول إلى مكانة لطالما تمنيتها. معرفة قيمتك أمر أساسي يدعمه الثقة للوصول إلى ذاتك.

لماذا نقوم بتأجيل فشلنا؟

اعتقد أن أحد الأسباب الرئيسية التي تساهم في تأخيرنا للفشل هي عملية بنائنا لقرار الإستمرار دون التغيير أو الاعتراف بالفشل على الرغم من وجود بعض البراهين التي تؤكد ذلك الفشل.

كما أن توقعاتنا الكبيرة للنجاح والأمال العظيمة التي نبنيها على مشروع ما تؤخر خطوة الفشل قليلاً ففي إحصائية أجريت على 2994 من مؤسسي أعمالهم التجارية وجد أن 81% منهم يتوقعون أن فرص نجاهم في مشاريعهم تصل إلى 70٪ بينما البقية يعتقدون أن فرص نجاحهم 100٪ .

هذه الثقة المفرطة تجعل الفشل آخر التوقعات ودراسته أمر غير منطقي أيضاً لا ننسى النجاحات قصيرة المدى في ظل التغييرات الكبيرة التي تطرأ من حولنا وهم أودى بشركة مثل نوكيا إلى الهلاك يوماً ما.

لذا وجب أن ندرك أن نسبة النجاح الحقيقة عادةً ما تكون بين 30 ٪ إلى 70 ٪.

توقعاتنا الكبيرة وآمالنا دائما ما تجعلنا نعيش الحياة بلونها الوردي فلنستيقظ قليلاً وندرك للتغييرات التي تطرأ من حولنا. إذا وجدت هذه المقالة مفيدة فساعد في نشرها.


وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...