مندوب روسيا يحذر من عملية تنسيق لنشر الأكاذيب حول ما يجري في الغوطة الشرقية

22-02-2018

مندوب روسيا يحذر من عملية تنسيق لنشر الأكاذيب حول ما يجري في الغوطة الشرقية

 

أكد مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا أنه لا توافق حول مشروع القرار الذي تقدمت به السويد والكويت الذي يقترح وقفا للأعمال القتالية في جميع أنحاء سورية لمدة 30 يوما مبينا أنه عندما استفسرت روسيا حول الضمانات التي تؤمن تنفيذ “هذه الهدنة” لم تتلق إجابة واضحة ما اضطرها لتوزيع تعديلات على مشروع القرار.

وقال نيبينزيا خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي اليوم حول الوضع في سورية “لقد حان الوقت لكي نناقش بصراحة ما يجري في الغوطة الشرقية بدمشق فهناك لبس وارتياب في الإعلام الدولي وهنالك عملية تنسيق عبر الإعلام لنشر الأكاذيب والإشاعات وهو أمر لن يساعدنا على فهم واقع ما يجري”.

ولفت نيبينزيا إلى أنه جرى تنظيم حملات دعائية تشير إلى وقوع كارثة في الغوطة تماما كما حصل عندما تم تحرير حلب من الإرهابيين وعندما تم اكتشاف الأدوية والمعدات الطبية في مستودعات هؤلاء الإرهابيين ودعونا الأمانة العامة لإجراء تحقيق في هذا الموضوع لكن التقرير الذي عرض على مجلس الأمن كان سطحيا ولا يحوي أي معلومات معمقة حيث قامت ما تسمى “الخوذ البيضاء” التي تدعي أنها من العاملين في المجال الإنساني بالتخطيط لهذا الموضوع وهي لطالما ادعت أنها تقدم المساعدة الدولية لكنها في واقع الأمر مرتبطة بالتنظيمات الإرهابية وهم المسؤولون بشكل أساسي عن حملة الأكاذيب هذه.

وأضاف نيبينزيا إن هناك انطباعا بأن الغوطة الشرقية لا تضم إلا المستشفيات وأن الجيش السوري يهاجم هذه المستشفيات ويحاربها دون غيرها وهذا التكتيك معروف في أي حرب لكن من الواضح أن الإرهابيين سعوا إلى التمركز في المواقع والمراكز الطبية وفي المدارس وهذا الواقع وهذه الحقيقة لا تشير إليهما أي وسيلة اعلامية وتبعا ذلك نشير إلى أنه يوجد في الغوطة الشرقية الآلاف من الإرهابيين الذين لم تتم هزيمتهم بعد بما في ذلك أولئك المرتبطون بمنظمات إرهابية وخاصة “جبهة النصرة”.

وقال نيبينزيا منذ فترة وجيزة قامت هذه الأطراف بخرق وقف اتفاق وقف الأعمال القتالية وشنت هجمات على القوات المسلحة السورية في حرستا وقصفت مدينة دمشق بوتيرة متنامية يوما بعد آخر وتطلق عشرات القذائف الصاروخية على دمشق من دون أن تندد بها أي دولة ولم يقم أي ممثل في الأمم المتحدة بالتنبه لهذا الموضوع ولم تقدم أي معلومات عنهم ونحن لاحظنا أن الممثل الخاص للأمم المتحدة في بيان سابق قدم هذه المعلومات ووصفها بانها مجرد معلومات واردة من مصادر معينة واليوم تحدث وكيل الأمين العام عن تقارير أو معلومات عن غارات وقذائف هاون لكن أرى أن بإمكان ممثلي الأمم المتحدة أن يتحققوا من هذه المعلومات لو زاروا أماكن القصف هذه ولو التقوا ضحايا قذائف الهاون.

وتابع نيبينزيا خلال الشهر الماضي لم نتحدث عن المأساة في الرمادي والفلوجة والرقة وتم التركيز على الغوطة الشرقية وعلى حلب وأماكن أخرى وهو ما شجع الإرهابيين على مواصلة تعذيب المدنيين كما تم التغاضي أيضا عن تدمير قوات “التحالف الدولي” الذي تقوده واشنطن للرقة وهذا موضوع جرى مؤخرا ولا يجب علينا أن نتغاضى عنه فعندما سوى “التحالف” الرقة بالأرض لم يدق أحدهم ناقوس الخطر ولم يدع إلى احترام القانون الدولي ولم يدع أي طرف أيضا لوقف الأعمال العدائية وبعد إخراج “داعش” من الرقة تناست الولايات المتحدة هذه المدينة ولم يسع أي طرف إلى نزع الألغام حيث يعود يوميا العشرات ويتعرضون للقتل نتيجة لهذه الألغام.

وبين نيبينزيا إن الإرهابيين في الغوطة الشرقية أخذوا المواطنين رهائن ممن بقي في الغوطة الشرقية ومنعوهم من الخروج من هذه المنطقة ومركز التنسيق الروسي دعا كل الأطراف إلى التخلي عن الأسلحة وتسوية الوضع لكن بالأمس انسحبت هذه الأطراف من اتفاق المصالحة أو النقاش حوله ما يدل على أنها تستهتر بحياة المدنيين في الغوطة الشرقية الذين يستخدمونهم دروعا بشرية لحماية أنفسهم مؤكدا أن الأطراف الدولية لا تأبه لما يجري في الغوطة الشرقية فهي لم تسع إطلاقا إلى استغلال تأثيرها في هذه الأطراف لا بل تفضل أن تبقي على الوضع الراهن كما هو وأن تنخرط في حملة شعواء لكي تشوه سمعة سورية وروسيا ولم تدعم إطلاقا مسار أستانا ومؤتمر الحوار الوطني السوري السوري في سوتشي وهي أسس يمكن أن تستند إليها محادثات جنيف لا بل تواصل هذه الأطراف العمل في الكواليس لكي تنتقص من الجهود المبذولة في هذين المحفلين.

وأضاف نيبينزيا كيف يمكننا أن نحقق التهدئة في الغوطة الشرقية ومناطق أخرى في سورية والوفدان الكويتي والسويدي بصفتهما المسؤولين عن صياغة مشاريع القرارات حول الوضع الإنساني في سورية قاما بإعداد مشروع قرار من أجل طرحه لكن هذين الوفدين يدركان أنه ما من اتفاق على مشروع القرار هذا وهنالك اقتراح للتوصل إلى اتفاق لوقف للأعمال القتالية في سورية مدة ثلاثين يوما ونحن نسأل كيف سيضمن مجلس الأمن الامتثال لوقف الأعمال القتالية هذا وأرى أنه ما من فائدة لاعتماد مثل هذا النوع من مشاريع القرارات في الوقت الراهن ولا يمكننا أن نفكر بالتفاصيل بعد اعتماد مشروع القرار فهذا ما رأيناه في حالة حلب فوقف الأعمال العدائية أمر مهم لكن السؤال كيف يمكن تحقيقه.

وقال لا نحتاج إلى قرارات لا طائل منها وإنما نحن بحاجة إلى تدابير تتماشى مع الواقع في الميدان وتراعي هذا الواقع ونحن لطالما قلنا إن على مجلس الأمن أن يتوصل إلى اتفاق حول قرارات واقعية يمكن تنفيذها تكون قريبة من الواقع بشكل يضمن تنفيذ مبادئ ومقاصد ميثاق الأمم المتحدة مشيرا إلى أنه من اجل تحقيق الاستقرار لابد من بذل جهود دؤوبة من جميع الأطراف السورية عبر الحوار وهذا هو السبيل الوحيد لحل الأزمة.

وتابع نيبينزيا تجري حاليا مناقشة الكثير من المسائل من خلال الاستفادة من جهود الفريق الدولي لدعم سورية لكن ما تعلمناه في الأحياء الشرقية لحلب عام 2016 يدل على أن هذه المبادرات تسعى إلى فرض المزيد من الضغوط على الحكومة السورية وتشويه سمعة الاتحاد الروسي وهذا الهدف بعيد عن أي محاولة لتحقيق السلام في سورية ولإعادة الاستقرار إلى منطقة الشرق الأوسط ونحن ندعو الشركاء إلى التعاون مع الأمم المتحدة بدلا من السعي إلى نشر الأكاذيب والحملات الدعائية دعما للإرهابيين وتفكيك المنطقة بحيث تتحول إلى دويلات صغيرة ومن أجل ضمان تنفيذ القرار قامت روسيا بتقديم تعديلات على مشروع القرار ليكون القرار ذا مغزى وواقعية.

وقال نيبينزيا يتحدث البعض حاليا حول ما يسمى الشراكة الدولية لمحاربة الهروب من العقاب على استخدام السلاح الكيميائي وهي جهود تقوض نزع السلاح الكيميائي ويجري حاليا الإعداد في جنيف لعرض هذه المبادرة بشكل رسمي ونحن نعيد التأكيد على موقفنا ونقول إن ممثلين عن الأمانة العامة للأمم المتحدة في منظمة الأمم المتحدة وحظر الأسلحة الكيميائية عليهم أن يعملوا بشكل مستقل وينأوا بأنفسهم عن هذه المبادرات التي لم تحظ بأي دعم واسع النطاق.

المصدر: سانا

 

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...