حكاية عرس الامير السوري قدموس و الاميرة هارمونيا

22-02-2018

حكاية عرس الامير السوري قدموس و الاميرة هارمونيا

 قايز مقدسي:
الامير السوري قدموس المعروف في التاريخ ليس مجرد اسطورة بل ان صورا  وجدت منقوشة على نقود معدنية قديمه في مدينة صور حيث كان يعيش تمثله و هو يقدم احرف الابجدية السورية  الى اهل اليونان حيث مضى يبحث عن اخته الاميرة السورية اوروبا التي و حسب الاسطورة كانت رائعة الجمال فوقع الرب الاغريقي/ زوس/ في غرامها و خطفها و مضى بها الى جزيرة / كريت/ حيث عاش معها و حيث انجبت له عدة اولاد من اشهرهم /مينوس/ الذي اصبح ملكا على عرش جزيرة كريت القريبة من  سوريا على ساحل البحر المتوسط و من مملكة اوغاريت 
الابجدية التي تقول الحكاية ان قدموس نقلها الى بلاد الاغريق حيث تعلموا الكتابة هي مانسميه اليوم الابحدية الفينيقية السورية   و من يدرس الابجدية اليونانية اليوم يلاحظ انها احتفظت باسماء الاحرف كما كانت في الابجدية السورية الاولى

بعد خطف الاميرة السورية /اوروبا /و التي اعطت اسمها لقارة اوروباذهب قدموس يبحث عن اخته اوروبا  و معنى اسمه بالسورية القديمة / قدمو/ اي الشرقي او القادم من الشرق و السين الاخيرة اضافة يونانية كما في /ادوني-ادونيسغير ان الاسم يعني ايضا / القديم/ الذي يدل  على ان  هذا الامير الاتي من ارض /سوريا/  هو من ارض عريقة بالحضارة و ارثها قديم جدا كما اعتبرها اليونان. في رحلته الى اليونان ينقل قدموس  الى الاغريق الابجدية ، يعني فن الكتابة و يعلمهم اياه ثم يؤسس مدينة  في ارض اليونان يطلق عليها اسممدينة / طيبة/ و يدل اسمها كما هو واضح على كلمة /  الطيب/ او /طوبى / اي ماهو طيب و فيه خير اي مدينة النعم و الرغد مما يذكرنا بصورة الجنة. و كلمة / طوبي/ هي الكلمة التي كان المسيح السوري يستعملها دائما في كلامه للدلالة على السعادة و الخير كما انه يتمكن من قتل التنين الذي كان يجعل حياةالناس رعبا و خوفا
بعد استقرار قدموس في طيبة  تخبرنا الحكاية انه يلتقي بالصبية الحلوة الاغريقية / هارمونيا/ و هي ابنة ربة الحب و الجمال افروديت و يقرر الزواج منها. و يجب ان نلاحظ هنا دلالة اسم / هارمونيا/ و كيف انه يدل على  التناغم  و الانسجام  تماما كما يستعمل في  علم الموسيقىو هو يأتي هنا ليدل على الانسجام الذي حصل بين ثقافة و فكر و ديانة السوريين من كل ارجاء سوريا العظمى و بين اليونان حيث نلاحظ انهم كرموا عشتار تحت اسم افروديت كما ان مملكة عظمى قامت من اتحاد يوناني -سوري في اوائل القرن الثالث قبل الميلاد تشارك فيها اليونانيين و السوريين و هي ما نسميه المملكة السورية السلوقية نسبة الى سلوقس احد قواد الاسكندر الكبير الذي اسس هذه المملكة  التي وحدت كل ارجاء سوريا العظمى و التي ظهر فيها العديد من الشعراء و الفلاسفة السوريين الذي كتبوا باليونانية و تركوا اثرا لا يمحي في تاريخ البشرية
كان عرس قدموس و هارمونيا و كما تذكر النصوص القديمة اول عرس في التاريخ تشارك فيه قوى السماء اليونانية او الالهة اليونانية  تكريما لقدموسالسوري و لما جلب معه من معرفة الى بلاد الاغريق. و نعلم ان قدموس اقام لهم و لتكريمهم  12 عرشا من ذهب في قصره الملكي في مدينة طيبة . و يجب الانتباه هنا الى رمزية العدد 12 الذي يدل على اشهر السنة و على البروج السماويةفي ذلك العرس غير العادي و الحافل بالاسرار حيث يتعايش فيه البشري و الالهي في انسجام تام و حيث يتم تقديم الهدايا الى العروسفنرى امها افروديت تقدم لابنتها العروس عقدا من ذهب كان / زوس/ قد اهداه الى /اوروبا/ شقيقة قدموس بعد ان خطفها و تزوجهاو للامر دلالة لا تخفى كيف ان  قدموس يستعيد بهذه الهدية الرمزية ما هو ملك اخته اوروبا  اي ملك كل سوريا و ثقافة سوريا .كما ان كون العقد من ذهب فيه دلالات كيميائية لا تغيب عن اللبيب. و هذا العقد و كما تذكر كتب الكيمياء القديمة يضفى على من يتزين به جمالا لا يقاوم يعني كأنه عثر على اكسير الحياة الخالدة و الجمال السماوياما الربة / اثينا  / فتقدم للعروس فستانا منسوجا بخيوط ذهبية مما يضفي على / هارمونيا/ جمالا فيه ملامح الهية و يأتي دور الاله / هرمس/ فيهدي بدوره للعروس قيثارة تصدر عن اوتارها موسيقى تسلب الروح و العقل.اما الربة/ الكترا/ فتقوم بتعليم / هارمونيا/ طقوس و اسرار سيدة السماء العليا  لتجعلها اقرب الى السماء و اقرب من كشف اسرار السماءمما يجعلنا نعود الى الكيمياء القديمة من جديد. و يقوم الرب  /ديمتر/ رب الزراعة و يعد العروس بمواسم وافرة.اما موسيقى و اناشيد العرس فيتكفل بها رب الموسيقى بنفسه اي / ابولون/ فيمضي الليل و هو ينشد و يغني اجمل الالحان و هو يداعب و بحذاقة اوتار كنارتهو طبعا لا يخفى ما في هذا الوصف للعرس و الهدايا من اشارات كيميائية فكأنه العرس السيميائي الشهير الذي تصفه الكتابات الكيميائية القديمةو اتحاد السماوي بالارضي او اتحاد الاتي من المشرق /قدموس/ ب/هارمونيا/ الصبية الاغريقية.  اي بالغرب او اوروبا .و في الواقع ان نصف الفلاسفة الذين كتبوا باليونانية و الذين يعتبرون اليوم من مؤسسي تاريخ الفلسفة في العالم كانوا سوريين  تعرفهم اوروبا و يجهلهم ، و بكل اسف ، ابناء سوريا اليوم
و اخيرا يجب ان نذكر انه توجد الى اليوم مدينة في سوريا الحاليه تقع في الجبال القريبة من البحر المتوسط تحمل اسم قدموس .و لعلها كانت موطنه قديما 

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...