كيماوي دوما .. الهجوم الذي لم يقع

17-04-2018

كيماوي دوما .. الهجوم الذي لم يقع

يسخر منك بعض أهالي مدينة “دوما” حينما تسألهم عن الحي الذي وقع فيه الهجوم الكيماوي، توحي ابتسامة هؤلاء أنك تسأل عن شيء لم يحصل مُطلقاً، فيما يُجيبك آخرون بأنهم سمعوا عن هجوم كيماوي عبر وسائل الإعلام لكنهم لا يعلمون أين ومتى وكيف حصل، ولا يعلمون مَن قام به. يمكنهم إعطاؤك معلومات عن جيش الإسلام ومقاره وسجونه، عن الليلة التي سبقت إعلان التوصل إلى اتفاق نهائي حول مصير مدينتهم، يحدّثونك عن سبع سنوات مضت، عن حقبة زهران علوش وحقبة البويضاني زعيمي تنظيم جيش الإسلام بالتتالي، يحدثونك عن صواريخ طولها ثلاثة أمتار وقطرها نصف متر موجودة لدى التنظيم… تسألُهم عن المخطوفين فلا إجابة لديهم.

سكان مدينة دوما الذين بقيوا داخلها وعددهم عشرات الآلاف، لا يُعيرون اهتماماً للهجوم الكيماوي المزعوم، ولا بـ لجنة التحقيق التي دخلت مدينتهم، ثمة الكثير من المسائل الأخرى التي تشغلهم. سألت شاباً دومانياً يبلغ من العمر 24 عاماً ما الذي تودّ فعله الآن فأجابني أنه يرغب بزيارة مدينة دمشق التي لم يرها منذ سبعة أعوام.

محمود داوود، يعمل في مجال صناعة المعجنات لم يتوقف عمله حتى الأيام الأخيرة من معارك الغوطة حيث اشتدت تلك المعارك لا سيما قبيل التوصل إلى اتفاق التسوية الذي قضى بخروج مقاتلي جيش الإسلام وعائلاتهم إلى جرابلس. يقول محمود داوود أنه استُدعي مع أخيه للعمل لدى جيش الإسلام في حراسة المقار والتدشيم والدعم اللوجستي، لم يكن مقاتلاً بل كان يؤدي كما العشرات مثله خدمات ومهام ميدانية تُطلب منه. سألته إذا كان قد شاهد مخطوفين خلال الفترة الماضية في سجون جيش الإسلام فقال أنه سُجن ذات مرة لمدة خمسة عشر يوماً بسبب خلاف مع أحد مقاتلي التنظيم لكنه لم يتعرّف إلى مخطوفين خلال وجوده في السجن.
يقول محمود داوود أن زهران علوش الزعيم السابق لتنظيم جيش الإسلام والذي قُتل بغارة جوية في العام 2015 كان أقوى وأكثر تأثيراً من خلفه عصام البويضاني، ويُضيف محمود: كان زهران علوش حاكماً فعلياً لمدينة دوما، كان الجميع يهابه ويخشون غضبه، هذا الأمر لم يكن موجوداً لدى البويضاني.في ساحة البلدية وسط مدينة دوما يقع ما يُعرف بـ “المربع الأمني” التابع لجيش الإسلام ويشمل هذا المربع أو المجمّع على مقر القيادة ومقر سلاح الدبابات وسلاح الصواريخ ومنصات المدفعية ومعمل تصنيع قذائف المدفعية ومستودع رئيسي للأسلحة الفردية والمتوسطة وعلى رأسها الرشاشات وقذائف الآر بي جي، ويشمل أيضاً على سجن مركزي يتبع لشرطة تنظيم جيش الإسلام.

تقدمنا في عمق المربع الأمني فشاهدنا عشرات الدبابات وعربات البي إم بي محترقة، أكد لنا الأهالي أن بعضها تعرض لقصف جوي وصاروخي قبيل الإعلان عن الاتفاق والبعض الآخر من تلك الدبابات قام مقاتلو التنظيم بإحراقها قبل خروجهم من دوما حتى لا تستفيد منها وحدات الجيش السوري التي دخلت المدينة لاحقاً.



كامل صقر - القدس العربي

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...