المجند والعريف أول ابني

18-04-2018

المجند والعريف أول ابني

الجمل ـ ميس الكريدي :

هل تفاجأتم عندما فرغت ساحة المعركة بأعداد الضحايا..؟!!

وماذا ستفعلون عندما تحفرون أرضكم لموسم جديد وتكتشفون أن ترابها أطفال ولونها نساء وعطرها شباب احتضنتهم المقابر بدل أن ندق المهابيج في أعراسهم ..

قد قضيتم نحب هدا الوطن الحزين فليكن حزنا عاقلا كما أمهات الشهداء ..واعتصموا بحبل سوريتكم لأن نعال الأغراب تحك كرامتنا .ماذا ستفعلون وأنتم تقلبون وجه الأرض لعطاء جديد فتتعلق على حافة المنجل شريطة من شرائط كتف ابنكم المجند في الجيش  وتتصعد روحه إلى السماء على أكتافكم كلما قلبنا وجه الأرض .

هذه الأرض تزوجت كل شبابنا وأينعت خصبا من كثرة ماابتلعت أطفالنا.... يا آلهة الأرض السورية كان النيل يبتلع جميلة كل عام فكيف ابتلعتينا جميعا تصغر الكلمات عندما يكبر الحزن .......وتصغر عندما تتوه في زحام المعلومات ......أخاف على عيون هذا الوطن أن يصير بكاؤها برنامجا ألكترونياوتحثني إنسانيتي هذا الصباح لأعلقها على شرفة الشروق لعل الشمس تمنحها طاقة البقاء ..ويسألون عن مقدماتنا في الكلمات واستشعار الشعراء في زمن الحرب ومن يوثق الحرب إلا الحزين من بكاء نسائها يصير أهازيجا وتراتيل حزن وشعر ..ماتبقى من توثيق هو سياسة واقتصاد وماأصعب أن يذوب جلدك في مضاعفات أرقام الحسابات البنكية لنصابي إعادة الاعمار القادمين في بدلات ماركاتها بصمات أصوات أطفال قصفتهم الحرب عل حافة باب المدرسة 

لايقرأون ياوطني الحزين والحزن تسليم البسطاء بأقدارهم وأنا أعجز عن نقاش مع حبيبي عندما يحضنني بفينيقه السوري فألتحق بالتاريخ والجغرافية في حضرته وتنسكب من خصب عينيه الملونتين  كروح بلادي مع إطلالة الربيع تراب وحبق ..وتبقى بيننا دمعة فلا أدخل معبده السوري ولايدخلني 

ويقف الله بيننا على هامش آلامنا والسبية بيننا ذاكرتنا .....لكل منا وجه مختلف في الذاكرة وعلى صفيح القلب تستحم العذراء وبعل يشحذ رماحه للدفاع عن سريرها وتنام على انتظارها ويتخشب في حراستها وتبقى بينهما الدمعة .....لاهو آت ولاهي ارتوت من شبق عطاء مكتوب لها وعليها في سفر القداسة الممزوج بطعم كل الآلهة 

هاأنا أكتب أسطورتي في الخلود والوجود والتكوين والعطاء .....وأي امرأة تشبهك وأنت تلقمين النار روحك وتشتعلين ..تسكبين أطفالك رهن الصمود ....يا تلك الكلمة المسجاة على الحروف هل لك مكان في ترنيمة حزني هذه وحكايتي 
وهل سيبقى لي سطر أحشوه بارود حقدي حين دمي المسفوك يكتبني انتهاكا وانتهاكات ..تغلبني العاطفة حين أحزن فألملم البكائيات سجادة صبر واقتدار .

لا تطاوعني يدي لأكتب لكم كيف فاوضني على قصفة من زيتون هذه الأرض أن ألعنها قبل أن يرد على مكالمتي ..
لا تطاوعني مساحات البياض في صفحتي لأرسم وجه القتلة ......لا تطاوعني أنفاسي المخنوقة بمااحتشت من شظايا لأخبركم ماكنت أرغب أن أخبركم به 

أخشى أن تصير يوما حكايتي وثيقة.....في كثير من الأحيان لابد أن ننسى ...ومانهايات الحزن إلا لحظة النسيان .

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...