مطامع أردوغان وراء ترويجه لمشروع “إعادة تنظيم” المنطقة!

21-04-2018

مطامع أردوغان وراء ترويجه لمشروع “إعادة تنظيم” المنطقة!

أطلق الزعيم التركي رجب طيب أردوغان، وفي أحدث تصريحاته أمس الجمعة20/4/2018 “بالونات اختبار” تروج لخطة لم يكشف عن “أبطالها” تستهدف فيما تستهدفه “إعادة تنظيم المنطقة” انطلاقاً من سورية والعراق من دون التطرق لتفاصيل سوى تأكيده أن “عبئاً كبيراً جداً” سيقع على عاتق تركيا.

“نبوءة” حاكم أنقرة جاءت خلال كلمته في الفعالية التي شارك فيها ونظمتها جامعة “بوغاز ايجي” في اسطنبول للحديث عن الانتخابات المبكرة التركية في 24 حزيران القادم وعملية “غصن الزيتون” التي سيطر فيها على عفرين في 20 الشهر الفائت.

وحول الخطة، كشف أردوغان أن على بلادة اتخاذ “قرارات سريعة” وتطبيقها بدراية نظراً “لحساسية الفترة” التي تمر بها و”البقعة الجغرافية” التي توجد فيها، الأمر الذي يستوجب الانتقال إلى “النظام الرئاسي” التركي، وهو هدف سعى إليه منذ الانتخابات الماضية ووضعه أمام عينيه عبر إجراء انتخابات برلمانية ورئاسية مبكرة.

وحقيقة الأمر أن أردوغان أراد من وراء تصريحه حول خطة بمثابة المؤامرة ستطال سورية والعراق الانخراط في “مؤامرة” تعدها الولايات المتحدة لتقسيم المنطقة وتفتيتها، وهو ما أشارت إليه التسريبات الروسية عن سعي الرئيس الأمريكي دولاند ترامب إلى إقامة “كانتون” مستقل جنوب سورية يضم محافظات السويداء ودرعا والقنيطرة على غرار الإقليم الانفصالي الذي انشأه التحالف الدولي بقيادة واشنطن شرقي نهر الفرات وأولكت مهمة إدارته إلى “قوات سورية الديمقراطية- قسد” التي تشكل “وحدات حماية الشعب”، ذات الأغلبية الكردية، عمودها الفقري.

ومن أسباب انسياق أردوغان وراء التسويق للخطة مجهولة الهوية، دعوة واشنطن “حلفاءها العرب” وفي مقدمتهم السعودية إلى إرسال قوات “احتلال” تحل محل قواتها التي يبلغ قوامها 2000 جندي منتشرين في قواعد بمناطق شرقي الفرات وتحت حماية “قسد”.

والواضح أن أردوغان يريد أن تحظى بلادة بـ “كعكة” من خطة واشنطن بعد أن هدد مراراً بمواصلة “غصن الزيتون” لتطال مدينتي تلرفعت ومنبج وبعدها تل أبيض ورأس العين والقامشلي وطول الشريط الحدودي مع تركيا وصولاً للحدود العراقية ومن دون الرجوع لروسيا وحتى إيران الدولتين الضامنتين لاتفاقات “أستانا” إلى جانب تركيا.

فهل يتهور أدروغان ويترك وراء ظهره بنود الاتفاق الذي تمخضت عنه قمة أنقرة التي ضمت إلى جانبه رئيس روسيا فلاديمير بوتين والرئيس الإيراني حسن روحاني في 4 نيسان الجاري؟.
على الأرجح، سيتخذ أردوغان لتركيا طريقاً مخالفاً لمسار “أستانا” بالتوجه إلى تلرفعت وسيطعن حليفه الروسي بالظهر بدواعي سياسته “البراغماتية” بعد أن أعلن أن العدوان الثلاثي على سورية، والذي أيده، لن يؤثر على علاقته بموسكو.
ومن المؤكد أن أردوغان سيواصل سياسته بقضم محافظة ادلب وضمها إلى مناطق نفوذه كما في مناطق “درع الفرات” وعفرين اعتباراً من شريطها الحدودي وصولاً إلى عمقها على الرغم من اعتبارها منطقة “خفض تصعيد” رابعة بموجب مخرجات “استانا” منتصف تموز الماضي.

 

حلب – الوطن أون لاين

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...