ولادة يسوع ، الملذات الـ 16، وسيف الساموراي..

25-05-2018

ولادة يسوع ، الملذات الـ 16، وسيف الساموراي..

بعض “عجائب الدنيا السبع” في العالم القديم تم تدميرها. تم استخدام تمثال حصان ليوناردو دافنشي كهدف للتدريب من قِبل الرماة الفرنسيين بعد سيطرتهم على مدينة ميلان سنة 1499. كما التهمت النيران كلاً من دورة عدالة روجير فان در فايدن، والغرفة الذهبية في بروكسل.

ولكن، ما يحرّك المخيلة حقاً ليس المصير المأساوي الذي لاقته الكثير من التحف الفنية التي تم تدميرها، وإنما قصص الأعمال الفنية التي فُقدت أو سُرقت، أو ضاعت أو اختفت أو وقع نسيانها، في حين أنه كان يمكن استردادها.

لكن الكثير من الأعمال المهمة ظهرت في الآونة الأخيرة، لتبعث الأمل في العثور على الأعمال الفنية المفقودة. مثلاً، لوحة سالفاتور مندي للفنان العالمي ليوناردو دافنشي، التي اختفت منذ عدة قرون، وظلت مغطاة بالأوساخ، وأسيء التصرف بها؛ لأنه كان يُعتقد أنها ليست ذات قيمة عالية- عُثر عليها وأضحت في الوقت الحالي من أغلى الأعمال الفنية بالعالم.

قد يكون هذا المتحف الخيالي الذي يمتلئ بالأعمال الرائعة المفقودة، مثيراً لصائدي الكنوز المتفائلين. ولكن يبقى هناك أمل في أن هذه الأعمال الفنية لا تزال على حالها وسيتم العثور عليها مرة أخرى.

وفي الوقت الراهن، نحن نركز على ما يجب أن تعيره اهتمامك إذا كنت ترغب في إطلاق العنان لشخصية إنديانا ونز الخفية داخلك.

لوحة معركة أنغياري – ليوناردو دافنشي


خلال سنة 1505، رُسمت هذه اللوحة على حائط في قاعة الاجتماعات الكبرى بقصر فيتزو في فلورنسا، وفي الوقت ذاته طُلب من الفنان مايكل أنجلو رسم مشهد معركة مختلف عن الجدار المقابل.

لم تنتهِ لوحة معركة أنغياري، حيث تم تكليف ليوناردو بهذه المهمة في وقت طُردت فيه عائلة ميديشي الحاكمة من فلورنسا. ولكن عندما عادوا، كلَّف الدوق كوزيمو المهندسَ المعماري جورجيو فازاري تجديد الغرفة، وزيادة حجمها ورسم لوحة بتصوير جصي جديد تُظهر انتصارات عائلة ميديشي العسكرية.

فازاري، الذي كان مؤرخاً فنياً، كان من أشد المعجبين بفن ليوناردو. لذلك، من غير المرجح أن يرسم لوحة فوق لوحة أنغياري الجدارية. وقد ترك لنا في تلك الغرفة الضخمة، دليلاً كي نقتفي أثره، حيث كتب كلمتين فقط: “Cerca trova” اللتين تعنيان بالعربية “ابحث وستجد”.
يعتقد الباحثون أن فازاري بنى جداراً زائفاً فوق لوحة ليوناردو؛ لحمايتها بينما كان يقوم بإتمام المهمة المكلف إياها. وقد اعتمد فازاري هذه الحيلة للحفاظ على الثالوث المقدس للفنان الإيطالي ماساشيو، والتي تعد إحدى أهم اللوحات في التاريخ، عندما قام بتجديد كنيسة سانتا ماريا نوفيلا خلال سنة 1570.

وتجدر الإشارة إلى أنه لم يتم اكتشاف اللوحة الجصية سوى سنة 1860. وهناك أمل في أن تبصر لوحة معركة أنغياري لليوناردو النور بالطريقة نفسها. لكن أعمال الحفر توقفت على مدار سنوات؛ بسبب البيروقراطية.

سيف الساموراي – ماساموني هونجو

لقد صنع أشهر حدادي النِّصال في اليابان، ويدعى غورو نايدو ماساموني، سيفاً شبه أسطوري، يقال إنه أفضل سيف صُنع على الإطلاق في أوائل القرن الرابع عشر. وقد استُخدم هذا السيف في القتال على مدى قرون. ويُذكر أنه سمّي تيمناً باسم مالكه في القرن السابع عشر الجنرال هونجو شيجيناغا.

وتقول القصة إن محارباً ساموراي آخر قد هاجم هونجو بهذا السيف وقسم خوذته إلى نصفين بضربة واحدة. في المقابل، فاز هونجو بالمعركة وأُسند إليه السيف كمكافأة. بعد ذلك، تم حفظ السيف من قِبل نظام شوغونية توكوغاوا، وأُعلن كنزاً وطنياً لليابان سنة 1939. لكن في يناير/كانون الثاني سنة 1946، اختفى هذا السيف إضافة إلى مجموعة مكونة من 15 سيفاً ثميناً. وقد أُخذت هذه السيوف من قِبل شخص بدا أنه ضابط متحالف مع الولايات المتحدة الأميركية، ولم يتم استرجاعها إلى اليوم.

لوحات متحف “غاردنر” – السرقة الأكبر


في القصر الذي يرتفع 4 طوابق، تتوسطه حديقة تتضمن بعض التماثيل، احتفظت إيزابيلا ستيوارت غاردنر، منذ 1903، بأعمال فنية نادرة جمعتها من أنحاء العالم كافة، خلال رحلاتها التي استمرت 30 عاماً.

في مارس/آذار سنة 1990، تمت سرقة 13 قطعة فنية، تقدر قيمتها بنحو 500 مليون دولار، من المتحف في بوسطن، وضمن ذلك لوحات للرسامَين إدوارد مانيه ويوهانس فيرمير.

وقد اعتُبرت هذه السرقة الأكثر تكلفة من حيث قيمة المسروقات على مر التاريخ. ولا تزال هذه الأعمال مفقودة، على الرغم من أن المكافأة التي رُصدت لمن يساعد على استردادها قد تضاعفت من 5 ملايين دولار إلى 10 ملايين دولار. كما أن هناك أخباراً تفيد بأن الذين يعرفون مكان اللوحات قد ماتوا؛ ومن ثم، بات العثور عليها مسألة حظ.

لوحة تقديس الحمل – يان فان آيك

يحظى العمل الفني “تقديس الحمل” للفنان التشكيلي يان فان آيك، بسمعة مريبة؛ لكونه أكثر الأعمال الفنية التي وقعت سرقتها في التاريخ، حيث كان هذا العمل عرضة لـ13 جريمة على مدى 6 قرون، بينها سرقة 6 مرات، إما بشكل كامل وإما فقط بعض أجزائه.

لا تزال الأجزاء الـ12 للعمل الفني للرسام التشكيلي فان آيك، المولود نهاية القرن الرابع عشر، سليمة حالياً، لكن جزءاً منها فقط ليس أصلياً. وقد سُرق جزء من العمل، الذي يصوّر القضاة الصالحين، في سنة 1934 ولم يتم العثور عليه قَط.

وقد كان العقلَ المدبر وراء سرقتها سمسار من كاتدرائية سانت بافو في غينت مهووساً بروايات موريس لوبلان ولصه المهذب أرسين لوبين. وقد استلهم خطة السرقة من أحداث قصة تدعى “الإبرة المجوفة”. وقد ظلت هذه اللوحة معلَّقة سنوات عديدة في كنيسة صغيرة بريف بلجيكا، لكن مكانها الحالي غير معروف.

ولادة المسيح – كارافاجيو

تتصدر لوحة الرسام الإيطالي كارافاجيو، التي تمت سرقتها من كنيسة القديس لورينزو الواقعة في باليرمو سنة 1969، قائمة “الأعمال الفنية المسروقة الأكثر طلباً” من مكتب التحقيقات الفيدرالية.

وقد كشف الصحفي البريطاني بيتر واتسون أن اللوحة تمت سرقتها من قِبل أعضاء المافيا الصقلية. وفي وقت لاحق، ادَّعى أحد مخبري المافيا أن اللوحة أُتلفت في زلزال وأطعمت للخنازير.


الشاعر الفقير- الرسام الألماني كارل شبيتزوغ


كانت لوحة “الشاعر الفقير” التي رسمها الفنان الألماني كارل شبيتزوغ هي اللوحة المفضلة لهتلر. عُرضت اللوحة بالمتحف الوطني الجديد في برلين حتى عام 1979، عندما سرقها الفنان المسرحي الذي يدعى أولاي، واحتفظ بها في منزل عائلة تركية فقيرة مهاجرة، حيث قام بتثبيتها على الحائط.

بعد ذلك، اتصل أولاي بالمعرض وقام بتسليم نفسه. وأسفرت هذه السرقة، التي كانت بمثابة أداء تمثيلي، عن إعادة اللوحة إلى المعرض. فكيف لا تزال اللوحة مفقودة إلى حد الآن؟

لقد تمت سرقتها مرة أخرى سنة 1989 ولم يتم العثور عليها.

“كُتب الرسومات” – فازاري


الفنان والناقد الإيطالي جورجيو فازاري جمع أعمالاً فنية في “كُتب الرسومات” الذي يعد نموذجاً مصغراً متنقلاً من المتاحف، قبل أن تدخل عبارة متحف حيز الاستعمال في الخطاب اليومي.


كان فازاري قد جمع في 12 مجلداً ذا صفحة بيضاء فارغة، رسومات جمعها من إبداعات أكثر الفنانين شهرة بين القرنين الـ14 والـ16، مثل جوتو دي بوندوني ومايكل أنجلو. كما أضفى عليها لمسته الشخصية، من خلال بعض الرسومات والزخارف التي ابتكرها بناء على أسلوب كل فنان تطرق إلى أعماله.

لكن للأسف، لم يبقَ سوى عدد صغير من صفحات “كُتب الرسومات”، واختفت معظم الأعمال الفنية النادرة.
حدائق بابل المعلَّقة – موجودة؟

من بين العجائب السبع للعالم القديم، يعتبر الهرم الكبير في الجيزة هو المعجزة الوحيدة التي لا تزال قائمة. في المقابل، يبدو أن الحدائق المعلقة لا تزال هي الأخرى موجودة.

قبل 2600 عام تقريباً، كانت حدائق بابل موجودة، يصلها الماء عبر قنوات المياه التي تصل من نهر الفرات إلى قمة الحدائق والشرفات العائمة، التي كانت ترتفع نحو 75 قدماً.

اختفت الحدائق في ظروف غامضة، ولم يكن مكانها معروفاً بالتحديد. وفي عام 2013، نشرت زميلة الأبحاث الفخرية بجامعة أكسفورد ستيفاني داللي أدلة على أن الحدائق موجودة بمكان آخر غير المدينة المعروفة حالياً باسم بابل، ربما يكون هذا المكان هو مدينة الموصل، حيث عُثر هناك على آثار لشبكات المياه.

وبحسب صحيفة The Guardian، فإن الباحثين يعتقدون أن مقاتلي تنظيم الدولة عندما فجَّروا أجزاء من الموصل، ربما كشفوا دون علم منهم عن بعض الهياكل غير المعروفة التي كانت مدفونة سابقاً، والتي يرجح بعض الباحثين وجود حدائق مدرجة فيها تشبه أكثر الأوصاف المرتبطة بالحدائق المعلَّقة التي كان يُعتقد أنها موجودة في بابل.

رؤوس الحيوانات من ساعة الأبراج المائية

كانت النافورة العظيمة في القصر الصيفي القديم بالعاصمة بكين تتزين بـ12 رأس حيوان مصنوعة من البرونز.

لكن، سرعان ما تعرّض مجمع القصور الصيني للنهب على يد الجنود البريطانيين والفرنسيين خلال عام 1860، في أثناء حروب الأفيون، وأعلن منذ ذلك الوقت اختفاء رأسي الفأر والأرنب.

المرة الأخيرة التي ظهرت فيها الرؤوس المفقودة كانت خلال مزاد علني أقيم عام 2009، وكانت القطع المعروضة في المزاد تتضمن اثنين من رؤوس الحيوانات.

تمكنت الصين من استعادة هذه القطع، حيث إن هناك حالياً 7 رؤوس معروضة في المتاحف الصينية، ولكن إلى حد الآن لم يتم العثور على رؤوس الأفعى، والخروف، والديك، والكلب، والتنين.

مجموعة “الملذات الـ 16″

كانت اكتشاف الطباعة بمثابة ثورة هائلة عندما رسم مارك أنتونيو رايموندي 16 لوحة عُرفت بعنوان مجموعة “الملذات الـ16″.

كانت اللوحات تعرض أشخاصاً في أوضاع جنسية، وهو ما أغضب البابا كليمنت السابع، الذي سعى لإحراق كل النسخ التي خرجت للعامة من خلال طبعتين للكتاب عام 1524. قُبض على رايموندي وأُلقي في سجن الفاتيكان عاماً، ثم تُوفي هناك.

لا تزال هنالك آمال قائمة بأن بعض النسخ نجت في تلك الفترة، إلى جانب بعض النسخ التي تعرضت للقرصنة، من بينها نسخة واحدة نشرها اثنان من الباحثين بمعهد “أول سولز” في أوكسفورد خلال القرن الـ17، قبل أن يمسك بزمام الأمور في هذه الجامعة عميد متزمّت أقدم على مصادرة كل الصفائح النحاسية وإيقاف هذه العملية.

في مصر أيضاً، اختفت لوحة زهرة الخشخاش النادرة بطريقة غامضة: رواية تكشف العقل المدبر لسرقة لوحة فان غوخ من متحف محمود خليل قبل 8 سنوات.

 


عربي بوست

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...