جماعة 14 آذار تكرم أعداء العروبة

12-05-2006

جماعة 14 آذار تكرم أعداء العروبة

<ليس هناك شيء اسمه الأمم المتحدة، وإذا فقد مبنى الأمانة العامة في نيويورك عشرة طوابق، فلن يغير ذلك من الأمر شيئا>. هذا رأي سفير واشنطن في الأمم المتحدة، جون بولتون، بالمنظمة الدولية. ولعل هذه النظرة، تعكس الشخصية العدائية والفظة التي تتسم بانعدام حس الفكاهة لدى بولتون، المعروف بقربه من التيار الأشد تطرفا في الليكود الإسرائيلي، وفي الوقت ذاته بكونه الداعم الدبلوماسي الأول للقرارات المتعلقة بلبنان، في مجلس الأمن.
ولا يختلف اثنان، حول أهمية دور بولتون، الذي يعتبر أحد أكثر صقور الإدارة تشددا إزاء كوريا الشمالية وإيران، في الترويج لسياسة إسرائيل بشكل عام، وللصهيونية بشكل خاص. وقد سخر بولتون كل المناصب التي تولاها في الإدارة الاميركية، من اجل جعل سياسة واشنطن في الشرق الأوسط تتمحور حول إسرائيل.
وبولتون هو احد مؤسسي ومديري المعهد اليهودي لشؤون الأمن القومي، الذي ينتسب إليه أيضا كل من نائب الرئيس ديك تشيني ومساعد وزير الحرب دوغلاس فايث وغيرهما من صقور البيت الأبيض.
ويعد بولتون العقل المدبر لحملة العام ,1991 التي أدت الى إلغاء الأمم المتحدة للقرار رقم 3379 الذي يساوي الصهيونية بالعنصرية. كما انه استطاع بعد حملات مكثفة داخل الامم المتحدة، دفع المنظمة الدولية نحو تحديد يوم عالمي لذكرى المحرقة النازية.
وقد منحت <المنظمة الصهيونية الاميركية> بولتون في كانون الأول العام ,2005 جائزة <المدافع عن اسرائيل>. وبالطبع، لم يوفر بولتون في خطابه امام المنظمة التي تصنف على انها احد اكثر المنظمات اليهودية عنصرية في الولايات المتحدة، الهجوم على الامم المتحدة، معتبرا ان اسرائيل لا تعامل في المنظمة الدولية <كعضو عادي والقول بالعكس مجرد خيال>.
وانتقد بولتون على سبيل المثال، الاعتراض الجزائري على ذكر سوريا كممول للهجوم الاستشهادي على نتانيا آنذاك. كما شن هجوما على احتفال الأمم المتحدة ب<اليوم العالمي للتضامن مع فلسطين>، على اعتبار انه تضمن خريطة للشرق الأوسط لا وجود فيها لإسرائيل، مؤكدا انه لن يسكت عن الأمر وسوف يطالب بالتحقيق في المسؤولية عن إجازة تعليق الخريطة.
من دعوته الى تفكيك سلاح المقاومة، مرورا بمطالبته سوريا ب<منع الهجمات الإرهابية المستمرة في لبنان>، وصولا الى الإعلان عن رغبته في ان يتم استجواب الرئيس السوري بشار الأسد من قبل لجنة التحقيق الدولية في اغتيال الرئيس رفيق الحريري، لم يتوان بولتون مرة عن استغلال اي جلسة تتعلق بلبنان وسوريا، للانقضاض على دمشق، والتأكيد في مقابل ذلك، على دعم واشنطن لبيروت.
ومنذ ان جلس للمرة الأولى في المقعد الأميركي في مجلس الأمن، اغتنم بولتون، الفرصة لشن أول هجوم له على سوريا، داعيا إياها الى <وقف تدفق الأسلحة الى العراق>. وفي كل القرارات التي كانت تتعلق بلبنان وسوريا، كان هو، بفظاظته وعدائيته، حاضرا مستعدا للهجوم، يناقش المسائل الداخلية للبلدين، فيتحدث عن موضوع الرئاسة في لبنان، والنظام في سوريا، وعلاقة موسكو بدمشق، وصولا الى تفاصيل المحكمة الدولية في اغتيال الرئيس رفيق الحريري.
ويعد بولتون أحد ابرز المشاركين في اعداد كل القرارات التي تتعلق بلبنان وسوريا. وهو الوجه الدبلوماسي للدعوة الاميركية لفرض عقوبات على دمشق وتفكيك سلاح <حزب الله>.
وعبر بولتون مرارا عن تأييده انشاء محكمة ذات طابع دولي، بعدما أعلن عن لقاء مستشارين من وزارة الخارجية الاميركية مع الوفد القضائي اللبناني حول موضوع تشكيل المحكمة. كما انه سعى الى تأمين المساعدة التقنية للبنان في ما يتعلق بالاغتيالات، إضافة الى الجهود التي لا يزال يبذلها للتصديق على مشروع القرار الفرنسي الأميركي المتعلق بالعلاقات الدبلوماسية بين بيروت ودمشق.
وتلبية لدعوة من <التحالف اللبناني الاميركي> ومجلس <القوات اللبنانية> في مقاطعة أميركا الشمالية، يشارك وفد من <قوى 14 آذار> في واشنطن اليوم، في حفل تكريم لبولتون. ويضم الوفد النائب انطوان زهرا (<القوات>)، والنائب غازي يوسف (<المستقبل>)، والنائب السابق فارس سعيد، ورئيس <حزب الوطنيين الأحرار> دوري شمعون، والمقدم شريف فياض (<التقدمي الاشتراكي>).
لطالما تحدث دبلوماسيون سابقون عملوا في ظل رؤساء أميركيين سابقين من ريتشارد نيكسون إلى بيل كلينتون، عن موقف بولتون الذي لا يرى في الأمم المتحدة قيمة إلا إذا خدمت وبشكل مباشر مصالح الولايات المتحدة.
وقد أظهر بولتون الذي اعتبر وزير الخارجية السابق كولن باول <إن تعيينه يشبه تعيين مولع بالحرائق للإشراف على معمل للمفرقعات>، عداء شديداً لتشكيل المحكمة الجنائية الدولية، معتبراً ان فكرتها <نتاج ذهنية رومنسية فارغة>. ووصف توقيعه على رفض واشنطن الانضمام الى المحكمة، بأنها كانت أسعد لحظة في حياته المهنية كدبلوماسي.
وهو قال عام 1992 <لو كنت أعيد تركيب مجلس الأمن اليوم لكنت أبقيت عضواً دائماً واحداً (الولايات المتحدة) لان ذلك هو الانعكاس الحقيقي لتوزيع القوة في العالم>.
وقد اقر تعيين بولتون سفيرا للولايات المتحدة في المنظمة الدولية، بعد تجاهل بوش مجلس الشيوخ واستخدام صلاحياته لتعيينه عبر مرسوم العطلة البرلمانية، علما ان الكونغرس كان قد رفض فكرة تعيينه، عقب استجوابه في جلسة صاخبة.
وعرف عن بولتون الذي يعد من أشد أنصار غزو العراق، قدرته على إيجاد الثغرات في القوانين والأنظمة، وكيفية التحايل عليها، حتى ان أحد المفكرين السياسيين يقول أنه <يحلل الحرام ويحرم الحلال>، وأنه لو لم تفتح أمامه أبواب المناصب الرسمية، لكان من أشهر وأكبر زعماء المافيا في العالم.

 

حريصي محمد علي

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...