المجنزرات السورية تقهر جبروت “البازلت” وتحسم المعركة ضد “داعش”

16-08-2018

المجنزرات السورية تقهر جبروت “البازلت” وتحسم المعركة ضد “داعش”

كما تعاونت معا في حرب أكتوبر/ تشرين الأول منذ 45 عاما، عاد ثلاثي المجنزرات الروسية القديمة في الجيش السوري، يعزف “كونشيرتو” النار والبارود، في بادية السويداء.

 هناك حيث يلاحق الجيش فلول إرهابيي “داعش”، والمجنزرات تشق طريقها بقوة وثبات، طاحنة تحتها الصخور البازلتية “السرمدية” التي لفظها باطن الأرض منذ ملايين السنين.

ومنذ نهاية شهر يوليو/ تموز الماضي، يشن الجيش السوري عملية عسكرية للقضاء على وجود تنظيم “داعش” الإرهابي (المحظور في روسيا) في البادية الشرقية لمحافظة السويداء، وذلك بعد هجوم شنه التنظيم المتطرف على المدينة وقراها الشرقية، فقتل 215 مدنيا، وجرح 175 آخرين، واختطف عشرات النساء.

بعد مرور أسبوعين على المعركة، حرر الجيش السوري أكثر من 2000 كلم مربع في بادية صخرية وعرة وصعبة، وحاصر فلول الإرهابيين في مساحة ضيقة عند الحدود الإدارية بين باديتي السويداء وريف دمشق، واستخدم الجيش في هجومه المتواصل “مجنزرات” سوفيتية يعود زمن صناعتها لعشرات السنين، وأهمها مركبات “بي إم بي 2” التي أدت مهماتها بالتعاون مع دبابات “تي-55” والمدافع الذاتية الحركة “شيلكا”، محققة التقدم السريع في أصعب التضاريس.

وتغطي البادية الشرقية لمحافظة السويداء صبة صخرية بازلتية بركانية، تشكلت قبل ملايين السنين نتيجة الحمم التي قذفها بركان جبل العرب “الخامد حاليا”، وهي ذات طبيعة وعرة وصعبة وتتميز بغناها الشديد بالمواقع الأثرية والممالك القديمة التي يعود تاريخها لآلاف السنين مثل خربة الهبارية وخربة الدبب وخربة الأمباشي التي يعود تاريخ إنشائها إلى عصر البرونز في الألف الرابع قبل الميلاد.
ويعد مدفع “شيلكا” ذاتي الحركة، عربة قتالية مجنزرة مضادة للطائرات وقتال المشاة، وتمتاز ببرجها الكبير المسلح بأربعة مدافع رشاشة عيار 23 ملم، إضافة لجهاز الرادار الموجود خلف البرج والذي يمكن طيه للخلف في حالة استخدام العربة في قتال المشاة، ويتكون طاقم الشيلكا من 4 أفراد و هم قائد الآلية والسائق و رامي المدفع إضافة لمشغل الرادار، وقد أثبتت “شيلكا”، جدارتها في سوريا منذ بداية حربها ضد الإرهاب، وأثبتت براعتها في الدفاع والهجوم وفي حماية آليات وسيارات الجيش أثناء تحركها، وأنتجت هذه المنظومة في ستينيات القرن الماضي، وكانت ولا تزال تستخدم بصفتها إحدى وسائل الدفاع الجوي، وكذلك لضرب الأهداف الأرضية.

أما عربة “بي إم بي” فهي مركبة قتالية مدرعة روسية صمم الطراز الأول منها ما بين 1961 و1965 وعدت حينها تصميما ثوريا يجمع بين خصائص وميزات دبابات القتال الخفيفة وبين ناقلات الجند المدرعة، ويشمل تسليح مدرعات الـ”بي إم بي” مدفعا رئيسيا من عيار 30 ملم ومنصة صواريخ موجهة مضادة للدروع نوع كورنيت، وتستعين وحدات الجيش السوري بمركبات المشاة القتالية “بي إم بي 2” أثناء عملياتها ضد إرهابيي تنظيم “داعش” و”النصرة”.

أما دبابات “تي-55” التي يستمر الجيش السوري في استخدامها ويحتفظ بأعداد كبيرة منها فيعود تصميمها لخمسينيات القرن الماضي، ويستخدمها إلى جانب الدبابات الروسية “تي-90أ” و”تي-72بي3″ الحديثة.

وتشارك هذه الدبابات في العملية التي تنفذها القوات السورية في بادية السويداء، وتوجد في حوزة القوات المسلحة السورية أيضا دبابات “تي-55” المزودة بجهازين سوريي الصنع هما جهاز التشويش الإلكتروني “السراب” التي يحمي الدبابة من أغلبية الصواريخ الموجهة المضادة للدبابات، إضافة إلى المحساس الحراري “الحية”، وفقا لصحيفة “روسيسكايا غازيتا”، واستخدمت القوات السورية في معاركها ضد الجماعات المسلحة دبابة “تي-55” المحدثة، وقد تم تجهيزها بتقنيات، يمكن أن نصادفها في المركبات القتالية الحديثة فقط، مثل دبابة “أرماتا” الروسية.

 

سبوتنيك

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...