31 عاماً على استشهاد ناجي العلي

30-08-2018

31 عاماً على استشهاد ناجي العلي

Image
 العلي

“اسمي ناجي العلي .. أرسم .. لا أكتب أحجبة، لا أحرق البخور، ولكنني أرسم، وإذا قيل أن ريشتي مبضع جراح، أكون حققت ما حلمت طويلاً بتحقيقه.. كما أنني لست مهرجاً، ولست شاعر قبيلة – أي قبيلة – إنني أطرد عن قلبي مهمة لا تلبث دائماً أن تعود .. ثقيلة .. ولكنها تكفي لتمنحني مبرراً لأن أحيا”.

31 عاماً مرت على اغتيال جسد العلي الذي ما تمكنت الرصاصة الصامتة التي نفذته من اغتيال إبداعه و فكره ومبادئه و معتقده.

لا يعرف التاريخ على وجه التحديد ميلاداً واضحاً لرسام الكاريكاتير الفلسطيني “ناجي سليم حسين العلي” ولكن يرجح أنه ولد عام 1937م، في قرية الشجرة الواقعة بين طبريا والناصرة.

هاجر العلي مع أهله عام 1948 إلى جنوب لبنان وعاش في مخيم عين الحلوة، واعتقله العدو “الاسرائيلي” منذ كان صبياً لنشاطاته المعادية للاحتلال، فقضى أغلب وقته داخل الزنزانة يرسم على جدرانها.

كما اعتقله الجيش اللبناني أكثر من مرة وكان هناك يرسم على جدران السجن، سافر بعدها إلى طرابلس ونال فيها على شهادة ميكانيكاً السيارات.

انتشرت أولى رسوم العلي عندما شاهدها غسان كنفاني مع ثلاثة منها أثناء زيارة له في مخيم عين الحلوة فساعده على نشرها وكانت عبارة عن خيمة تعلو قمتها يد تلوّح، ونشرت في مجلة “الحرية”.

وفي سنة 1963م سافر العلي إلى الكويت ليعمل محرراً ورساماً ومخرجاً صحفياً فعمل في “الطليعة” الكويتية، السياسة الكويتية، السفير اللبنانية، القبس الكويتية، والقبس الدولية.

ابتدع ناجي العلي شخصية حنظلة التي تمثل صبياً في العاشرة من عمره يضع يديه خلف ظهره، يقول عنه العلي “أنه ولد في العاشرة من عمره وسيظل دائماً في العاشرة من عمره.

“في العاشرة من عمره غادر فلسطين وحين يعود حنظلة إلى فلسطين سيكون بعد في العاشرة ثم يبدأ في الكبر، فقوانين الطبيعة لا تنطبق عليه لأنه استثناء، كما هو فقدان الوطن استثناء”.

وأما عن سبب تكتيف يديه يقول ناجي العلي “كتفته بعد حرب أكتوبر 1973م لأن المنطقة كانت تشهد عملية تطويع وتطبيع شاملة، وهنا كان تكتيف الطفل دلالة على رفضه المشاركة في حلول التسوية الأمريكية في المنطقة، فهو ثائر وليس مطبع”.
وعندما سُئل ناجي العلي عن موعد رؤية وجه حنظلة أجاب “عندما تصبح الكرامة العربية غير مهددة، وعندما يسترد الإنسان العربي شعوره بحريته وإنسانيته”، وأصبح حنظلة بمثابة توقيع ناجي العلي على رسوماته.

ولقي هذا الرسم وصاحبه حب الجماهير العربية كلها وخاصة الفلسطينية لأن حنظلة هو رمز للفلسطيني المعذب والقوي رغم كل الصعاب التي توجهه فهو شاهد صادق على الاحداث ولا يخشى أحد ويؤمن بأن النصر قادم.

كان لدى ناجي شخصيات أخرى رئيسية تتكرر في رسومه، مثل شخصية المرأة الفلسطينية التي أسماها ناجي “فاطمة” في العديد من رسومه، والتي تعتبر شخصية لا تهادن، ورؤياها شديدة الوضوح فيما يتعلق بالقضية وبطريقة حلها، بعكس شخصية زوجها الذي ينكسر أحياناً.

مقابل هاتين الشخصيتين تقف شخصيتا السمين ذي المؤخرة العارية والذي لا أقدام له (سوى مؤخرته) ممثلاً به القيادات الفلسطينية والعربية المرفهة والخونة الانتهازيين، وشخصية الجندي الصهيوني طويل الأنف، الذي في أغلب الحالات يكون مرتبكاً أمام حجارة الأطفال، وخبيثاً وشريراً أمام القيادات الانتهازية.

يكتنف الغموض حول اغتيال ناجي العلي ففي اغتياله هناك جهات مسؤولة مسؤولية مباشرة الأولى الموساد “الاسرائيلي” والثانية منظمة التحرير الفلسطينية كونه رسم بعض الرسومات التي تمس القيادات آنذاك.

في 22 تموز 1987 و حين كان مبدع حنظلة يعيش في بريطانيا أثناء عمله في صحيفة “القبس” وأثناء عبوره في شارع “آيفز” في لندن حيث تقع الصحيفة، أطلق شاب “مجهول الهوية” رصاصة على رأسه، ليسقط ناجي على الأرض جسداً لم تغادره الروح بل دخل في غيبوبة غادرته بعدها روحه في 29 آب وماغادر فكر رسوماتها ورمزها من آمن بها
دفن الشهيد ناجي العلي في مقبرة “بروك وود” الإسلامية في لندن وقبره يحمل الرقم 230191، وترك خلفه حنظلة رمزاً للصمود والاعتراض على ما حدث وسيحدث.

 


 الخبر

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...